المقاومة
العراقية:القلم
والبندقية فوهة واحدة-دور التثقيف
الجهادي في كسب معركتنا في العراق
شبكة المنصور
الوليد العراقي
تمر الشعوب على مد الايام كما مرت
على طول التاريخ بضروف الطوارئ
التي تستدعي القتال وربما القتال
الشرس في حالات وقوع
الاحتلالات(الاستعمار ).حيث ان
الاحتلال او الاجتياح او الغزو
لدولة ما ليست كأي حالة من دواعي
القتال كالبسيط او المؤقت كمشاكل
الحدود او الممرات او أي نوع من
اختلافات الجيرة او التأزم في
العلاقات بين الدول.
ان حالة الاحتلال هي الغاء كينونة
شعب كامل وسلب هويته التي تتمثل
في وجود رأس وطني قائد هي الحكومة
الوطنية أي اهل البلاد الاصليين
ومن هذا الانعطاف في حياة الشعب
المحتل تبدأ محاولات استلابه
والغاء شخصيته رويدا رويدا من قبل
قوة الغزو حتى يسهل عليها فعل
السيطرة على البلاد المحتلة ومن
ثم الاستحواذ على خيرات تلك
الدولة من خلال تفتيت مواطن
القوة فيها ومكامن التأثير الوطني
وبطريقة الاستعمار الخبيثة وخاصة
اسلوب فرق تسد الذي يعتبر العامل
والهدف الاول الذي تحاوله وتختبره
القوة الغازية .ان عملية السيطرة
على البلاد قيد الاحتلال لا تتأتى
من خلال سطوة القوة للمحتل فقط
حيث ان قوته تكون عاجزة في اكثر
الاحيان على مد سيطرتها على طول
وعرض البلد المحتل من خلال ردة
فعل اهل البلاد المحتلة ومحاولتهم
كبح جماح الغزو.
فبهذه الحالة لا بد من محاولة
العدو الالتفاف على عناد قوة
الثورة الوطنية ضده من اجل تخفيف
وطأتها عليه ومن هنا يأتي فعل
المحتل الاخر وهو الالتفاف على
القوة الوطنية المقاتلة من خلال
تفتيتها بزرع الفرقة بينها او من
خلال الهائها وتخديرها بهموم
انية اغرائية لا طائل منها للشعب
قيد الاحتلال سوى المنافع الانية
الشخصية المغلفة بالفعل الوطني
وبمعونة المحتل عندما يحتال
ويراوغ على الشعب ويبين للعوام
خاصة انه جاء من اجل خير البلاد
والعباد وهاكم انظروا كيف انه
يبني ويعاون اهل البلاد على شظف
العيش ويغدق على نخبته منهم
الاموال وكل التسهيلات المحسوبة
وخاصة عملائه من الدرجة الاولى
والذين عادة ينتخبهم من اعمدة
القوم قدر الامكان.
من هنا يستطيع عادة المحتل الغازي
من تخفيف وطأة المقاومة عليه من
خلال امعات الشعوب قيد الاحتلال
والذين يسيل لعابهم بسهولة تجاه
حرث الدنيا كون اكثريتهم هم ذوي
الثقافة المحدودة وبالتالي
حصانتهم الصعيفة تجاه العدو
أي(رخوين)او (طريين)وبالتالي تكون
عملية( لوي) ادمغتهم اسهل وابسط
من خلال فعل واساليب المحتل
الخبيثة التي هي اقوى من هؤلاء
الطريين والذين لا يستطيعون
مقاومة كل هذه الاساليب الشيطنية
والايقاع بهم من قبل المحتل
ولصالحه ومن ثم لفظهم بعد انقضاء
الحاجة بهم أي بانتهاء رصيدهم
التأثيري على بعض اهالي البلاد
قيد الاحتلال.
من هنا اصبحت لازمة على قيادات
قوى المقاومة العسكرية ان تأخذ
بالحسبان سلاح الوعي الفتاك بقوة
الاحتلال من خلال التأكيد على
تثقيف الشعب ومن ثم تثويره ضد
الاحتلال فضلا عن جرجرة من وقع في
حبائل الاحتلال وخاصة من العملاء
ذوي الدرجة الثانية والثالثة
وارجاعهم الى الخط الوطني او على
الاقل تحييدهم وبالتالي تقليل
القوى وزخمها المضاد لقوى
المقاومة الوطنية أي بمعنى اخر
تقليل الاعداء كلما استطاع
المقاومون لذلك سبيلا.ان هذا
الجهد المقاوم الفعال يحتاج الى
ثقافة عالية ووعي عال ومحسوب عند
القوى المقاومة وخاصة عند
القيادات في كيفية سحب البساط من
تحت اقدام المحتل وافراع ساحته من
اهالي البلاد قيد الاحتلال.
ان الجزء الكبير الذي يتحقق من
هذا الهدف تتحمله الاختصاصات
الاعلامية والتثقيفية شقيقة
البندقية والراعية لها الموجهة من
خلال فهم حبائل الاحتلال واساليبه
الدعائية وفعله الاعلامي(الحصول
على المعلومة المفيدة من العدو)
الذي يبثه في اوساط المجتمع سواء
بالمباشر من خلال وسائله الذاتية
البحتة المادية والبشرية او من
خلال ازلامه العملاء الذين هم من
اهل البلاد الاصليين والذين تكون
حركتهم اسهل لنشر مصالح الاحتلال
ولا نقول دعاية خير البلاد
المنكوبة بفعل الاحتلال كون أي
احتلال لا يمكن وبأية حيلة ان
يقنعنا انه جاء من اجل مصلحة
الشعب المحتل ومهما طرح من مفاهيم
لكنه بعد حين من الزمن سوف تتكشف
حقائقه وتبان كالشمس انه ضد مصلحة
البلاد المنكوبة بالاحتلال
وبالكامل.
ان المقاومة العراقية بكل اطيافها
الوطنية والاسلامية استطاعت وبوقت
قياسي ان تهير ما بنى الاحتلال من
الفيالق من الجواسيس والعملاء بل
ان الكثير من هؤلاء العملاء وخاصة
من الدرجة الثانية والثالثة تم
انسحابهم من قائمة الاحتلال
واعلنوا التوبة امام القوى
المقاومة الباسلة لا خوفا من قوة
سلاح المقاومة الحديدي فحسب بل
خوفا من فشل المحتل في السيطرة
على البلاد من خلال افتضاح حقيقته
للناس قيد الاحتلال خاصة ومن ثم
للعالم عامة ومن هنا تصبح قواه
الداخلية مهزوزة الثقة به حتى
تغلب عليهم قوى جذب المقاومة
قياسا بقوى جذب
الاحتلال(العمالة)التي كانت في
غاية التأثير في بدايات
الاحتلال.ومن هنا بدأ الاحتلال
بالانهيار تبعا لانهيار قواه
الساندة في الداخل وبفعل الجهد
المقاوم الاعلامي الخلاق الذي يقف
وراء البندقية المقاتلة ويمهد لها
سبيل الوصول الى الهدف الوطني
السامي في تحرير البلاد وباسرع
وقت وباقل الخسائر البشرية
والمادية.هذا الجهد الاعلامي
المقاوم برهنته الافعال المقاتلة
بالسلاح البطلة والتي ابهرت جمهور
العراق واعادت له الثقة بنفسه بل
وهزت ثقته بالمحتل وبعملائه بعد
ان استفزت عراقية المواطنين من
خلال الفعل الجهادي الشجاع .
ان نظرة فاحصة ومراجعة هادئة
لاعلام المقاومة منذ بداياته بعد
اختفاء الحكومة الوطنية تحت الارض
كي تقاوم المحتل بالحرب الشعبية
يلاحظ كم تطورت وسائل اعلامنا
وقدرتنا على التثقيف واختراق
القوى المعادية مباشرة او من خلال
ارصدتها العميلة من اهل
البلاد.كما ان الاهم من ذلك هو
تأكيد قيادات المقاومة الباسلة
على وعي المقاتل وتثقيفه بما يخدم
المعركة خاصة وان ثقافتنا
المقاتلة ما عادت نظرية بل اصبحت
تحت نير الاحتلال ثقافة ميدانية
يتغذى عليها المقاوم البطل ويسرع
الى الميدان ليجد موقعها المؤثر
فيفجره في زمانه ومكانه
المناسبين وهكذا جاءت افعال
المقاومة البطلة سريعة وصاعقة
للعدو بل وصادمة له لانها نفذت عن
ثقافة ووعي في اكثر الاحايين .في
حين نرى ان جزؤ من مخزون الثورة
المقاتلة أي الفعل راح هدرا بسبب
عدم امتلاك ملاكاته على الوعي
والثقافة المطلوبين عند التخطيط
وعند التنفيذ لكن بالمران
والمتابعة الواعية للقيادات
الميدانية الاقرب من التنفيذ بدأت
خسائرنا تتناقص ودقة اهدافنا تتسع
وتكبر على مساحة المقاومة وهي كل
العراق.
ان الاستفادة من تجارب الشعوب
التي احتلت من قبل الدول
الاستعمارية الاقتصادية وخاصة
اميريكا كانت مفيدة حدا بل وصبت
في صالح مقاومتنا الشرسة المدربة
على كل انواع القتال اصلا وقبل
وقوعه كنتيجة الحروب التي عاشها
الانسان العراقي قبل وقوع حربنا
الحاسمة الان مع العدو الذي
جربناه ايام العدوان الثلاثيني
على العراق والذي اثبت فشله على
الارض واعتماده الجو والصواريخ
العابرة.كما ان عدم تكافؤ الحرب
البرية بيننا وبينه في احتلال
العراق قابلها الشعب العراقي من
خلال قواته المسلحة البطلة وتفوق
عليها وافشلها من خلال تغيير
خططنا الحربية من المواجهة
المباشرة الى اتباع اسلوب الحرب
الشعبية التي اقل ما فيها من
تأثير هو اللعب باعصاب قوة
الاحتلال وانهيار جنده وفشل الته
العسكرية في السيطرة على المجهول
الذي يستهدفها في أي وقت وفي أي
مكان ويوقع بها الخسائر المادية
والبشرية ومن دون ان تراه وتسيطر
عليه .
كما ان ثقافة السر في الحروب
والخزين الاستخباري المخابراتي
الامني الذي اختزنته قوى الجهاد
العراقية من الدولة الوطنية التي
حكمت في العراق لاكثر من ثلاثين
عاما كان جاهزا للاستخدام
والتطبيق في الميدان الداخلي بشكل
رئيس والخارجي بشكل اخر.ومن هنا
تظافرت الجهود النظرية التي هي
خلاصة تجارب رجال العراق
المجربين بالتنظير العسكري
وبالتطبيق الميداني ومن ثم تشكل
نظرية الحرب أي القتال المبني على
علم عسكري عميق كثيرا ما انتظر
لحظة الهام ليكون من الاثنين
نظريته العسكرية التي تصلح بل
وصلحت للقتال النظامي أي بين
الجيوش في الميدان المفتوح ومن
ثم طبقت في مجال القتال الشعبي
المتخفي الذي اعتمد اسلوب الكر
والفر واظرب واهرب ولا تستسلم
بسهولة او تعطي فرصة لعدوك كي
يفتك بك .ولهذا ترى ان معظم
الابطال الذين تم القاء القبض
عليهم بوشاية العملاء كان ما قدم
ضدهم من مرافعات هي مجرد اتهامات
لغياب التوثيق ضدهم وبالتالي
العجر الاحتلالي عن ادانتهم ومن
ثم خرج الكثير منهم من سجون
الاحتلال بعد انتهاء موقوفيته
غير الجائزة قانونا لعدم كفاية
الادلة .
ان هذا المستوى الرفيع البطولي
الواعي للمجاهد العراقي كان نتيجة
الضخ الاعلامي التثقيفي العسكري
بتفاصيلة المعلنة وغير المعلنة
والتي تزاوجت فيها البندقية مع
القلم والفكرة مع التجربة وفشل
التجربة مع اعادتها والتحقق من
صلاحيتها او امكانية تطبيقها من
عدمها وهذا ناتج عن العبقرية في
حربنا المقدسة التي نقودها اليوم
بكل شراسة المدجج بالسلاح الحديدي
والمخصب فكريا بتعبئة الحرب
الثقافية التي سهلت فهم العدو
وابانت المهاوي في قوته والتي سهل
اختراقها وكذلك استخلاص القوة
الجبارة عند المقاوم العراقي
والوصول به الى نكران الذات وتذكر
الله والوطن والشعب والشرف الرفيع
ونسيان ما عدى ذلك.
ان الاستمرار والضغط على قبول
واستلهام معين الثقافة المقاومة
خلقت من رجال العراق صفا جديدا
وجد في رفاقه الاهل والعشيرة
والمذهب والعرق حتى اصبحوا كالجسد
الواحد فعندما تلتقيهم تجد فيهم
راحتك النفسية والشعور بالامان
قبل القدرة الهائلة على خوض معركة
ما .ان الوصول بالعراقي في زمن
قتال الاحتلال الى هذا المستوى من
الاخوة والتضحية والايثار كله جاء
بفعل التأكيد على ثقافة المقاتل
وبناء شخصيته الوطنية والايمانية
التي طغت على كل الاعتبارات
الاخرى وجعلت من مجموعة
المقاتلين اخوة من أي عشيرة جاؤا
ومن أي مكان من العراق ومن أي عرق
ومن أي دين او طائفة وهذا هو
الهدف السامي المنشود في بناء
فيالق مقاتلة تنتصر على العدو
وتكون اكبر واقوى منه ومن ازلامه
المعاقين فكريا وجسديا وبالنتيجة
الواهنين امام قوة الحق قوة
الجهاد.