وقعت الحرب وبدأت
المنازلة العسكرية المباشرة مع
العدوان العالمي الاثم
الجبان(لانه لو لم يكن جبان لما
احتاج كل هذه القوات والدول
لمحاربة دولة وشعب بحجم العراق
بالمعنى الجغرافي البشري
والارض)وراح الجيش العراقي
النظامي يقوم بواجبه وكل حسب
قدرته وراح الشعب يلتف حول جيشه
البطل حتى ولو بالعاطفة والدعاء
لانه بالظرورة يكره كل معتد اثيم
عدا البعض من اصحاب العاهات
الموروثة من ضعاف النفوس.وبعد حرب
ضروس اشترك بها فعليا عسكريا حتى
الرفيق القائد الخالد صدام حسين
(رضى الله عنه) خاصة في معركة
المطار من خلال القاذفة التي كان
يحملها وخير دليل على ذلك شهود
العيان من حمايته ومنهم
اقرباء..بل ان اكثر القيادات
العليا العسكرية والمدنية
والحزبية اشتركت فعليا بالحرب من
خلال الواجبات الملقاة على عاتقها
لكن واجهت كل هذه الحشود الوطنية
ضربة عابرة للقارات ومن على
الطيارات القاصفة وبشكل لا يمكن
تصوره او تقديره والكل من
العراقيين الشرفاء شهود على
الهجمة(الحرب) العالمية الثالثة
التي واجهها العراقيون.كانت الارض
العراقية تستقبل كل يوم الاف
الاطنان من المتفجرات ومن الوزن
الثقيل اذ دمرت كل الشوامخ
والحصون وخلخلة الثوابت البشرية
والعسكرية والسوقية والعيون
ترصدها دامعة لما يقع على العراق
العظيم من سطوة القوة العالمية
المهاجمة ومنها دولتين عظميين
هما اميريكا وبريطانيا صاحبتي حق
الفيتو اللعين الدكتاتوري
وبامتياز على رقاب الشعوب وخاصة
من العالم الثالث.
كان التفوق الجوي الصاروخي
والطيران المعادي متفوقا لاريب
في ذلك وخير ذلك شهود البلاد
العراقيين .في الوقت الذي كان
العراق يرزح تحت الحصار الظالم
المحسوية نتائجه من قبل العدو
سلفا وبما يخص هذه المعركة
العالمية التي استهدفت العراق لكن
من اجل مصالح اعترف بها العدو على
لسان سياسيه وعسكرييه بعد الحرب
بقليل.
امام تلك الضروف
القاسية والجبروت الدولي واختلال
موازين القوتين بين العراق من جهة
وبين قوى التحالف من الجانب الاخر
لا بد من اتخاذ قرار رفيع من قبل
القيادة وقبل ان تتم ابادة قواتنا
العسكرية والشعبية والبنى التحتية
بل وحتى مساكن المواطنين
بالكامل.فكان قرار انهاء الحرب
النظامية وتحويلها من فوق الارض
الى تحتها أي بدء الصفحة المناسبة
والنموذج الممكن من الحرب على
الاعداء وهي الحرب الشعبية طويلة
المدى والنفس وقليلة الخسائر
المادية والبشرية والتي ترهق
وتزهق العدو وتقوده الى الحيرة من
امره بعد ان صدق او حاول تصديق
انتصاره على العراقيين من خلال
الاعلان الذي خطب به المجرم
(بوش) من ان الحرب انتهتthe
war is over
لكنهم تفاجأوا بنمور العراق
الابطال وهي تلتهم قواتهم جزأ جزأ
ورتلا رتلا وخاصة خلال الايام
الاولى من الاحتلال
حيث التحم الابطال المجاهدون
المنظم والغير منظم أي بدافع
الغيرة والوطنية والدين والشرف
الرفيع فكانوا ان شكلوا القوة
الصادمة الاولى أي بداية المرحلة
الاولى من المقاومة على يد
جيل الصحابة الاوائل.
ومن هنا بدأ
العراقيون الاماجد الابطال
بالانخراط في صفوف المقاومة
البطلة وبدأت الضربات الماحقة
تدوي برؤوس الاحتلال.كم كان
رائعا ان ترى رتلا كاملا ينهار
ويجثم على الارض حتى تسعفه اباشي
الاحتلال كون المحتل في الاشهر
الاولى لم يكن يعرف جغرافيا
العراق السكانية وتفاصيل الارض
فضلا عن شحة العملاء والمخبرين في
الايام الاولى من وقوع الاحتلال
عدا بعض الجرابيع التي انظوت تحت
لواء الاحتلال من باب الانتفاع من
ناحية ومن ناحية اخرى شعورها
المريض ان القوة الاعظم لا تقهر
وعليه لن ولم يرحل الاحتلال ولن
تستطيع اية قوة ملاقاته على ارض
العراق المنهزم عسكريا كما يحلو
للبعض تسمية ذلك في حينه وهذا هو
مرض الانبهار النفسي بعينه ناسين
القوة الجبارة المقاتلة العراقية
التي اختفت تحت الارض والتي تنهض
بين الفينة والاخرى تضرب وتهرب
دون اية اضرار تقع بين صفوفها
البطلة.
راحت ايام وجاءت
بديلاتها واذا بقوى المقاومة تمتد
من المناطق الساخنة المعروفة الى
باقي اجزاء العراق ولسببين
رئيسيين اولهما تواجد من اعد نفسه
وظروفه للقتال عندما تأتي الفرصة
المناسبة بعد التنسيق المحسوب
وهؤلاء موجودون على مد العراق من
شماله الى جنوبه .والعامل الثاني
يتمثل بالقرارات الورطة التي
اتخذها المحتل بمستشاره بريمر
وذلك بحل الجيش وقوى الامن
الداخلي والحزب وبالنتيجةوجد
الالاف من العراقيين انهم على
قارعة الطريق قد رمى بهم الاحتلال
مع سحب كل الحقوق منهم ومن ثم
اضحوا مع عوائلهم تحت رحمة القدر
ومن هنا التحق الكثير منهم في
صفوف المقاومة اما بدافع الدفاع
عن الحقوق المسلوبة او بدافع هذا
الحيف والشرف الوطني الرفيع
معا.من هنا تنامت اعداد المقاومة
ونوعيتها وبقيادة الكفاءات
العسكرية المتمكنة لكل انواع
الحروب والمدربة عليها من خلال
المدرسة العسكرية العراقية ذات
السمعة العالمية الرفيعة.
في تلك الاثناء
انتظمت القوى البشرية المجاهدة
وكل حسب ما اراد وخطط له تحت
عناوين مختلفة من فصائل المقاومة
الوطنية والاسلامية وبقيادة
العنصر العسكري
الكفوء كما اسلفنا فضلا عن قمة
الهرم المقاوم وهي قيادة البعث
العظيم المدنية والعسكرية ذات
الخبرة بالادارة والحرب من خلال
قيادة العراق لاكثر من ثلاثين
عام.
وبهذا انتظمت كل
امور وشئون المقاومة على شكل دولة
وجيش وحزب وقوى اخرى ساندة والكل
متربص للعدو تحت الارض حتى توالت
عليه الضربات من حيث يدري ولا
يدري ولم يعد قادرا على السيطرة
على الارض بل سحب البساط من تحت
قدميه تماما وراحت المقاومة تدير
الكثير من شئون الدولة الاحتلالية
والحرس الحكومي والشرطة ومن خلال
الاملاءات المباشرة وغير المباشرة
وعلى كل مساحة العراق وبطرق ذكية
وبارعة جدا.من هنا خذلت الحكومات
التي نصبها الاحتلال سيدها المحتل
فغيرت الحكومات ولمرات وفي كل مرة
تستخلص قوة الاحتلال
ان العجز في الحكومات العميلة في
تزايد رغم مضي الزمن على الاحتلال
والذي يفترض ان تزيد من خبرة
الاحتلال من جهة ومن معرفة
حكوماته العميلة في تسيير البلاد
من جهة اخرى لكن العكس هو الذي
حصل.
ان هذا الارباك
والخور الذي اصاب الاحتلال
وذيوله في منطقة الحقراء كان بسبب
تداخل المقاومة العراقية البطلة
وافشالها لكل خطط المحتل من خلال
الفعل العسكري من ناحية ومن خلال
استقطاب المواطنين الشرفاء
وبالملايين من ناحية اخرى.فضلا عن
ذلك فقد تم سحب العملاء من
الدرجتين الثانية والثالثة وهم
عادة من اصحاب (الخرجيات بالدرجة
الاولى لا ايمانا بالمحتل ولا
بجلاوزته)أي هم يسيرون على مقولة
(الياخذ امنا ايصير ابونا)وهم
بالاكثرية من الثقافات اما
المفقودة تماما او المتواضعة على
اكثر تقدير.
وراح مسلسل الصراع
وادارته مع المحتل على الطريقة
المرسومة له حتى وجدنا اليوم كل
الصورة التي كانت ظاهرة في
مجالسنا والحوارات الدائرة حول
قوة المحتل والانبهار بها وتبريز
فلان من العملاء كوزير ام عضو
برلمان او سياسي جاء مع المحتل قد
تلاشت وقاربة من الاختفاء.بل
العكس اليوم هناك ردة عارمة ضد
الحكومة الاحتلالية وضد صانعها
الغازي المنهزم شعبيا بعد ان
انهزم عسكريا بفعل المقاومة
البطلة على اختلاف عناوينها لكنها
تنهل من ماعون واحد هو الوطني
الاسلامي الذي يسقي العراق ويغذيه
بروح النصر المبين.
المتغير الاخر هو
رأي الشارع العراقي اليوم بما يخص
انتخابات المحافظات والخيبة التي
اصيب بها هذا الشعب الملعوب عليه
والذي اغنته الست سنوات العجاف
بكل الحقائق عن الزيف الذي كانت
تغطيه قوة الاحتلال الخبيثة
وتحاول تمريره وسائلها من
الحكومات العميلة والاحزاب
الدباباتية التي فقدت مصداقيتها
امام الجمهور وراحت ارصدتها من
الشعب ان كانت هناك لها ارصده
بالاختفاء والانكفاء والتلاشي
الموسوم بالخجل من تلك التجربة
المجرمة بحق العراق والعراقيين.ان
كل ما طرح من شعارات كشفتها
وكفنتها الافعال على مد السنين
وبانت كذبتها الكبرى حتى صحى
الكثير من خدر تلك الترهات والى
حين.
ما الذي فعلوه
الوزراء واعضاء البرلمان ورؤساء
الاحزاب ومجالس المحافظات
والاقضية والنواحي سوى السرقات
وخدمة انفسهم والضحك على
المنتخبين لهم حتى تحولوا الى
تجار كبار واكبر من العار واما
الشعب فما زال يرزح تحت الفاقة
والجوع والحاجة في زمن الاسعار
التي تسارعت بالارتفاع كالصاروخ
الى الفضاء.فضلا
عن النفط العراقي الذي تم بيعه
على البنك الدولي وهو عصب
الاقتصاد العراقي.لقد نست هذه
الحكومة العميلة ان كل الحكومات
التي تعاقبت على العراق لم تتعامل
مع البنك الدولي لانه نوع من
الاستعمار والنهب والسيطرة على
القرار الوطني وخير مثال ما حصل
من وبال اقتصادي لبعض دول اميريكا
الاتينية بسبب الاستدانة من هذا
الصندوق الصهيوني الخبيث
كالسرطان على حياة الشعوب
ومستقبلها الاقتصادي والوطني.
ان كل الجرائم
والاكاذيب التي سوقها الاحتلال
وفضحها بيد حكوماته المنصبة في
منطقة الحقراء من ناحية ومن ناحية
اخرى كل الحقائق التي اثارتها قوى
المقاومة البطلة والتي استطاعت
ادارة الصراع بذكاء منقطع النظير
وبقيادتنا السياسية المتمثلة
بالبعث العظيم وبالقيادة العامة
لقوات المسلحة وباقي الفصائل
الوطنية والاسلامية .كل هذا كان
سببا في اختلال الموازنة في
الساحة العراقية لصالح المقاومة
والتي اصبحت اليوم مثار اهتمام
الشعب وحامي حماه وموحد فرقته
التي تعتبر اكبر جريمة تم فعلها
من قبل الاحتلال
الاميريكي-البريطاني الصهيوني –
الصفوي والتي انقلبت بعد تكشف
الحقائق ضده ولصالح دولة المقاومة
دولة الشرف والتي هي اليوم على
ابواب استلام مقاليد الامور في
بلادنا المنكوبة بفعل الاحتلال
الظالم وما على العدو الاميريكي
الا التفكير الجاد بالرحيل السريع
من ارضنا ونحن له مساعدون على
اخلاء قواعده وسحب كامل عدته
وعديده وترك بلادنا لاهلها
العراقيين الطيبين من الشمال الى
الجنوب. |