ان العالم الاسلامي ومن فترة
طويلة قد انقسم الى ثلاثة طوائف
على اثر الحرب التي قامت بين
سيدينا علي كرم الله وجهه ومعاوية
رضى الله عنه ولا ندري بالتحديد
ما جرى غير ان هناك اختلاف وخلاف
حصل بين الصحابيين على الاحقية
بالخلافة للدولة الاسلامية ولم
نكن شهود على ذلك فبيننا وبين
الحدث الف ونصف من السنين الطوال
وفي حينه انقسم المسلمون كما نقل
الينا الى ثلاثة مجاميع هما اهل
السنة والجماعة الذين يرون في
القران الكريم وما صح من الحديث
النبوي الشريف دستورا لهم بغض
النظر عن من يتولى امر المسلمين
والطائفة الثانية هي التي مالت
الى سيدنا علي اذ ترى احقيته في
الخلافة للمسلمين واما الثالثة
فهي الخوارج الذين اتبعوا سيدنا
علي لكنهم رفضوا التحكيم الذي قبل
به امير المؤمنين علي كرم الله
وجهه ومن ثم خرجوا عليه ليشكلوا
طائفة اخرى ثالثة لها وجهة نظرها
في رفض الرجلين كل من علي ومعاوية
وهم قلة بين المسلمين.
المهم في الامر ان كانت الخلافة
من حق سيدنا علي وهي بالوراثة من
حق اهل البيت الاطهار اليس من
السهولة بمكان ان ينصر الله علي
على معاوية خاصة وهما في صدر
الرسالة الاسلامية ورب العزة هو
الاعرف بدينه وبعباده وبنوعية من
يحكم المسلمين ويتولى امرهم لان
للولاية بعد ذلك تبعات كثار وكبار
اهمها الاستمرار في نشر الدين
الاسلامي الحنيف والحفاظ عليه
ودعوة البشرية للدخول فيه .هنا لا
نريد ان نجتهد في من هو احق من من
في حكم المسلمين ولا ننتقص من شأن
اهل البيت الاطهار وهم صحابة رسول
الله عليه الصلاة والسلام بل وهم
اجدادنا العرب المسلمين الاوائل
ممثلين بسيدنا علي كرم الله وجهه
اول فدائي في الاسلام.
ثم اليس من حقنا ان نتساءل من نحن
وما هي معرفتنا بكل الذي حدث من
خلاف بين المسلمين في حينه ولمن
ننحاز ومن اراده الله ان يتولى
امور عباده المسلمين؟وما هي
الاراده الربانية التي قادت
الامور الى تلك الانعاطفة ومن ثم
استولى الامويون على الحكم
واقاموا اعظم دولة عربية اسلامية
وقادوا اضخم الحملات والغزوات في
سبيل نشر الدين الاسلامي من شرق
المعمورة الى غربها ومن شمالها
الى جنوبها أي بمعنى اخر لو ان
الامويين طلاب حكم فقط لاكتفوا
بالجزيرة العربية وبمصر والعراق
والشام وايران لتشكل لهم دولة
كبرى تكفي غرورهم في السلطة
والملك ان كان ذلك هو الهم
الاساسي لهم؟وهنا لا نريد ان
نجعلهم متفوقين على ال البيت
الاطهار بل نستخلص من تاريخ العرب
والمسلمين صدق وشكيمة وقوة وحزم
الحكم عند الامويين من ناحية
وايفائهم بنشر الرسالة الاسلامية
بين البشر من ناحية اخرى.ترى هل
توجد ارادة ربانية وراء هذا
الاختيار لقيادة الاسلام
والمسلمين ؟ام ان الرسالة
الاسلامية وخالقها وباعثها ليس له
شأن بتصريف امور المسلمين والحفاظ
على ديمومة الرسالة الاسلامية
الخاتمة لكل الرسالات التي نزلت
تواترا على البشرية قبل الاسلام
الدين الكامل والجامع لكل
الرسالات الالهية السابقة وكما
جاءت به نصوص القران الكريم؟
واذا كان الدين هو دين الله
والرجال هم صحابة رسول الله
والزمن هو زمن الله والحكم هو حكم
الله المتجلي على كل الامور فمن
نحن كي نعترض على ما حدث بامر
الله قبل الف ونصف الف من السنين
تقريبا؟ نحن كمسلمين الان ما زال
قراننا هو القران وما زال نبينا
محمد صلى الله عليه وسلم هو النبي
وما زال ربنا هو الله وما زالت
الصلوات الخمس مفروضة علينا ومنذ
زمن النبي حالنا حاله وحال صحابته
الاطهار أي بمعنى اخر لم ينقص
ديننا شئ ووصلنا كاملا كما نزل
على رسولنا خاتم النبيين اذا على
ماذا نفترق وعلى ماذا نختلف خاصة
وما حصل كان اجتهاد بشري لا مساس
به بجوهر الاسلام الذي يهمنا
امام ربنا وعليه تنشر الامور
ويحاسب الخلق وهو القدير
القائل(ولا تزر وازرة وزر
اخرى)والقائل(ومن يعمل مثقال ذرة
خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا
يره)صدق الله العظيم.وعليه عندما
نجد كل فرائض الاسلام وفرائض
الايمان وصلت الينا كما انزلت على
نبينا محمد صلى الله عليه وسلم
ماذا يعنينا البشر اذا في اخرتنا
ومقامنا امام ربنا وبماذا نختلف
ولماذا نتقاتل كطوائف؟اليس ذلك من
باب الاجتهاد المتأخر والميل الى
زرع الفرقة بين المسلمين من اجل
زوال دولتهم وبالنتيجة زوال دينهم
الذي اقض مضاجع الكثير من الافكار
والاديان الوضعية الوثنية الصنمية
كالاصنام والنار والطيور والبقر
وما خلقه الواحد الاحد .
وبعد فترة قصيرة من واقعة الجمل
بين سيدينا علي ومعاوية حصلت
واقعة كربلاء بين سبط رسول الله
الحسين (رض) والامويين وثانية
نقول لو اراد الله سبحانه وتعالى
ان ينصر الحسين على الامويين
لنصره لان القانون الالهي
واحكامه غير التي نفكر فيها نحن
البشر المستعجلين في كل شئ حيث ان
المنظور الالهي للكون والبشرية
غير الذي نمتلكه وشكل مستقبل
البشرية والدين الاسلامي غير الذي
نشتهيه في لحظة العاطفة بل هو
محسوب الى قيام الساعة بزمن وقياس
الخالق الواحد الاحد.وهنا نقول قد
لا نشك في احقية الحسين في حكم
البلاد الاسلامية لكن وبالمنطق
كيف يمكن لبضع من البشر ان ينتصر
على جيش عرمرم نتيجته ذبح ال
البيت الاطهار وما هو موقف اخيه
الحسن رض الله عنه من هذه الواقعة
وبقية اصحاب رسول الله ؟اليس ما
حصل هو ارادة ربانية ليس للبشر
فيها ولها حول ولا قوة؟ اذ ان كل
اوليات الدين من اركان الاسلام
والايمان ووجود القران بين يدينا
ما زالت محفوظة بقدرة الرب الرحيم
وهذا.اذا ما يقره البشر وما يقوم
به لا يهمنا بقدر توفر الرسالة
المحمدية بكل تفاصيلها لدينا وهي
الموحدة لنا والجامعة لامة
الاسلام وغيرها هو نوع من
الاجتهاد البشري الذي لا يعكر صفو
حياتنا الدينية بشئ اذا كنا فعلا
مسلمين ومؤمنين.اين محمد خير
البرية(ص)لقد مات والاسلام حي لا
يموت بتفاصيله وبوحدته لمن يريد
ان يتق الله ولا يعرض الناس الى
الفرقة والتطاحن والاقتتال .
ما عدا النص القراني وما صح من
الحديث النبوي الشريف فهو اجتهاد
بشري مشروع لكن لا يرتقي الى
الفرض والسنة وهما عصب ديننا
الذين لا نختلف عليهما ان كنا
مؤمنين.يقول النبي الامي عليه
افضل الصلاة والسلام(ان هذا الدين
متين فاوغل به برفق فان المنبت لا
ظهرا ابقى ولا ارضا قطع) تلك هي
سماحة الاسلام واعتدال الاسلام
الدين الوسطي الكامل لدنيانا
واخرانا ننهل منه دون قتال ودون
عداء لانه دين الحق ودين العدل
ودين الرحمة ودين التوحيد المطلق
ودين الاخوة ودين الجماعة والله
جلا جلاله مع الجماعة.واخيرا
استشهد بمدرسة سيدنا جعفر الصادق
الذي تخرج منها كل الائئمة
الاربعة الشافعي واحمد بن حنبل
والمالكي وابي حنيفة وكل الاحداث
التي تطرقنا عنها كانت قبلهم
واقرب اليهم منا ومع هذا وهم
مجتهدينا وائئمتنا الاوائل من
التابعين لم يخلتلفوا؟اذا لماذا
نختلف اليوم ولماذا يسمح العرب
والمسلمون للفرس الصفويين ان
يخربوا دينهم بالبدع والافكار
الزرادشتية البغيضة التي ظاهرها
دين وباطنها سياسة وحالنا يقول
انما المؤمنون اخوة؟من هنا وجب
علينا شرعا الحذر من المجوس ووجب
علينا شرعا قتال المجوس كلما
ارادوا ببلادنا الشر والله ناصرنا
كما نصرنا عليهم من قبل وعلى
حلفائهم التاريخيين اليهود
الصهاينة فكلاهما شر البشرية ومنذ
الازل. |