أن مايحدث في غزة اليوم من مجازر
علي أيدي الصهاينة لا يعفي النظام
العربي الرسمي من إشتراكه فيما
يحدث لابناء الشعب العربي
الفلسطيني ولكن هذا ليس بجديد فمن
يقرأ تاريخ الصراع العربي
الإسرائيلي علي مر العصور يعرف
بان من باع الشعب الفلسطيني هم
ملوك وأمراء ورؤساء بني يعرب ومن
كنا نستخلفهم علي أمة المسلمين
فلا تندهشوا يا شعبنا العربي علي
ما تشاهدوه اليوم من تخازل
وتواطؤحكامنا ونظامنا ولكن
التاريخ يؤكد لنا بان مايحدث علي
أرض غزة من حرب إبادة جماعية من
الصهاينة علي الشعب العربي
الفلسطيني حدثت تفاصيله بالأمس
وليس ببعيد مع نفس الشعب وذات
الارض ونفس العدو ونفس التواطؤ
ولكن سوف تثبت الأيام بان من
يحررفلسطين هم المجاهدون
المقاومون أبناء الشعب الفلسطيني
الذين يواجهون الأعداء الصهاينة
اليوم بمفردهم وبدمائهم ودماء
أطفالهم ومن خلفهم يؤازرهم الشعب
الفلسطيني والشعوب العربية كلها
وكما قال خالد الذكر الزعيم جمال
عبد الناصر ما أخُذ بالقوة لا
يسترد إلا بالقوة ولكن دعوانا لهم
بان يجنبهم الله شر المؤامرات
العربية والأخوة العرب قبل العدو
ولذا سوف نحاول إلقاء نظرة
تاريخية علي كيفية ضياع فلسطين
علي أيدي الحكام العرب لكي نتأكد
بان التاريخ يعيد نفسه وليعرف
الجيل الجديد لماذا لا يتحرك
العرب لنجدة إخوانهم في فلسطين
وفي غزة ،
فقديما قالوا لنا أن فلسطين هي
دُرة أرض العرب وهي ضمن الأرض
التي باركها الله سبحانه وتعالي
وتضم أولي القبلتين وثالث الحرمين
الشريفين المسجد الأقصي وبيت
المقدس ، وقد كرم الله ورسوله هذه
الأرض المباركة في القرأن والسنة
فأهل فلسطين هم أهل جهاد من شيخهم
حتي صغيرهم ولكن ماذا فعل العرب
والمسلمين لارض وشعب فلسطين ؟
فمنذ نهاية الدولة العثمانية وحتي
الإحتلال الإنجليزي وخروج العرب
من الخلافة العثمانية وتقسيم
الدول العربية بموجب إتفاقية "
سايكس بيكو " في أبريل 1916
وإحتلال الأنجليز فلسطين هذه
المرة ولكن بمعاونة العرب
والمسلمين عن طريق تحالف " الشريف
حسين بن علي " شريف مكة وأمير
الحجاز وأبرز السياسين العرب في
ذلك الوقت مع الأنجليز وأن يقف
بجانبهم لقتال الأتراك المسلمين
والقضاء علي الخلافة الإسلامية
مقابل مساعدته علي تنصيبه خليفة
علي المسلمين في أنحاء العالم
فكانت هذه هي بداية ضياع أرض
فلسطين فخرج العرب من الخلافة
ودخلوا الي ذل الأحتلال والعبودية
وبداية الأطماع والتحالفات التي
ربطت بين حماة المسلمين وأعدائهم
وهنا بدأت أماني اليهود تلوح في
الأفق فهذا الحلم يراودهم منذ زمن
طويل ووضعوا اليهود بمساعدة العرب
والأنجليز أقدامهم علي أرض
الميعاد كما سموها وبدأت سياستهم
العنصرية ضد أصحاب الأرض العرب
تبدو أشد فتكاً و ذبحاً وقتلاً
وتهجيراً باهل فلسطين، وأرتفع بعد
ذلك صوت اليهود في العالم وبزغت
فكرتهم بانشاء دولة يهودية علي
أرض فلسطين بعد سلسلة من الحُقبات
التاريخية بإعتبار أن هذه الأرض
لهم عليها روابط تاريخية وعقائدية
، وبموجب قرار الجمعية العامة رقم
181لسنة 1947شرع الإحتلال اليهودي
في إحتلال أكثر من نصف فلسطين
بمعرفة بريطانيا وحلفائها الذين
أعترفوا بدولة يهودية في فلسطين
أُطلق عليها فيما بعد دولة
إسرائيل التي زادت من قوتها
العسكرية وعززت من إحتلالها
للاراضي العربية التي خصصتها
الأمم المتحدة لاقامة دولة عربية
في فلسطين وكان النهج العربي
السياسي سبباً من أسباب ترسيخ
الإحتلال اليهودي لفلسطين وإضفاء
المشروعية عليه ،
ومن ثم أفتقد العرب تضامنهم
ومشاريعهم في مواجهة الإحتلال
الإسرائيلي بل وأقامت بعض الدول
العربية فيما بعد سياجاً من الأمن
حول إسرائيل وغُلت يد المقاومة من
الوصول اليها بل وساعدت بلدان
أخري في القضاء علي المقاومة
الفلسطينية وبدأ التفكك العربي
ينخر في جسد الأمة مع زيادة
الأطماع الإستعمارية والإمبريالية
وبناء الأحلاف العسكرية والسياسية
مع أمريكا وأوربا وضاعت فلسطين
وأنفرط عقد العرب وآثر العرب
السلامة والنأي بأنفسهم عن الخوض
في كفاح مسلح من أجل تحرير أرض
فلسطين او تطهير المسجد الأقصي من
دنس اليهود وإنتهجوا نهجاً جديداً
علي الحمية والكرامة العربية وهو
الوساطة بين أبناء فلسطين من
ناحية واليهود من ناحية اخري لا
تتعدي بصيرتهم الأرض التي تقع تحت
أقدامهم وأخذ الفلسطنيون يستنجدون
باخوانهم العرب بعدما تعرضوا
لابشع أنواع الظلم والقتل
والتدمير والتخرييب والدمار
وإقتحام القري وسلبوا مافيها
وأرتكبوا أبشع المجازر الذي
أحدثته عصابات اليهود الصهاينة
معهم ولكن لا حياة لمن تنادي فلم
يجرهم أحد من الحكام او الملوك
العرب وكأن الذي يحدث علي الساحة
العربية أمر من الأمور التي لا
تعنيهم في شئ وسطر بعض حكام العرب
في تلك الفترة صفحة من صفحات
التردي العربي في دائرة التحالف
مع أعداء الأمة العربية فبعد
"الشريف حسين " جاء خليفتة "
الأمير فيصل " ليتفق مع رأس
الصهيونية "الدكتور حاييم وايزمن
" وقام بتوقيع إتفاقية توطين
وهجرة لليهود علي أرض فلسطين
أساسها القرابة والصلات القديمة
القائمة بين المسلمين العرب
والشعب اليهودي وهكذا أثبت الواقع
العربي الجديد بعد إنفراط عقد
الخلافة العثمانية إنصراف العرب
والمسلمين عن واجبهم المقدس حيال
فلسطين والقدس الشريف وإتجاه ملوك
العرب للتحالف مع الأنجليز طامعين
في المساعدة من أجل ترسيخ الحكم
لهم وزيادة رقعة ملكهم ولو علي
حساب المقدسات الإسلامية ودخلت
القضية في مفترقات كثيرة حتي عرفت
طريقها الي دروب المنظمات الدولية
التي أُنشئت عقب الحرب العالمية
فخرجت ولم تعد وأثبتت الأيام فشل
العرب عن طريق بيت العرب الجامعة
العربية مما يشكك في مصدقيتها
وأسباب تاسيسها وتخازلها في تحرير
فلسطين وعدم التزام الدول العربية
بالصف العربي وظلت الجامعة تراقب
فقط عن بعد فلسطين وهي تحترق منذ
نشاتها عام 1945 وحتي إحتلال
العراق علي يد الإمبريالية
الصهيوأمريكية في 2003 ومازالت
تحت الإحتلال حتي اليوم وبمساعدة
عربية وتواطؤ حكام وملوك عرب ونفس
سيناريو فلسطين يتكرر مع العراق
وضاعت القضية وتفرقت دمائها بين
العملاء والحلفاء الأمر الذي يقطع
بانها منظمة عديمة الجدوي خرجت من
حكومات ضعيفة هزيلة وأن الحكومات
العربية لم تلتزم بقرارات آي قمة
عربية عقدتها ولم تحاول الإلتزام
بها ولم يكن لديهم إسترتجية واضحة
لايجاد آي حل لتحرير هذا الجزء
العزيز من أرض الوطن وتضاربت
سياسات الدول العربية وفشل
السياسات العربية في جمع شمل
العرب علي كلمة سواء عن طريق
القمم العربية وأصبحت قضية فلسطين
تأتي في أخر أولويات الدول
العربية وفي زيل آي جدول أعمال
عربي ،
ثم جاء إعتراف مصر بدولة
إسرائيل وعلي إنه أكبر دليل علي
فشل سياسات العرب السابقة من أجل
تحرير فلسطين ودليل علي فشل
التضامن العربي وصفعة علي وجه
النظام العربي وإنفراد القادة
العرب في رؤيتهم تجاه القضية كُلا
حسب رؤيته ومشروعه السياسي ، ومصر
عندما أعترفت باسرائيل كدولة
أعترفت من منطلق تاكدها من فشل
العرب في التضامن معها وتقاعسهم
عن إمدادها بالمال والسلاح بل
وفتح الأعتراف المصري الباب علي
مصراعيه للدول التي لا ترغب في
مواجهة إسرائيل ولها تحالفات مع
أمريكا في الاعتراف بها والتطبيع
معها وتبادل المكاتب التجارية
والسفارات سواء كانت علاقات سرية
تتم في الغرف المظلمة او بصورة
علنية مع إسقاط الثوابت التاريخية
وأنخفض سقف المطالب والمطالبات
العربية الي مستويات دونية رافعة
مبدأ السلام خيار إستراتيجي ،
وبتوقيع إتفاقية " كامب ديفيد "
الشهيرة بين مصر وإسرائيل بمباركة
أمريكية دخلت القضية الفلسطينية
منعطفاً تاريخيًا هاماً بدأت تفقد
فيه عروبتها الأساسية ، وهكذا
أكدت الأيام بان إتفاقية "كامب
ديفيد " كانت صلحا منفردًا وأن
إسرائيل أنفردت بالقضية
الفلسطينية ومازال الصراع العربي
الإسرائيلي مشتعلا ولكن بقيادة
ومشروع أمريكي وصهيوني وليس
بمشروع عربي وهكذا حصلت إسرائيل
علي أكبر نجاح لها وأعترفت بها
كدولة أكبر دولة عربية مصر وأدي
هذا الإعتراف الي خروج مصر من
المواجهة مع إسرائيل الذي أدي الي
إنهيار التضامن العربي حيث أنهارت
الأسُسس القومية التي أحتفظت بها
مصر سابقاً في الحفاظ علي التضامن
العربي ،
والأمر المؤكد أن عملية السلام
المنشود التي تحدث في الشرق
الأوسط رضينا او لم نرضي لا يمكن
أن تكون حجرة عثرة أمام طموحات
اليهود في تحقيق حلمهم فالثوابت
التاريخية تؤكد عدم إحترام
الصهاينة للعهود والمواثيق ويمكن
القول أن اليهود أقاموا دولتهم عن
طريق المعاهدات مع العرب من وادي
عربة الي أوسلو وصولا الي كامب
ديفيد ويبقي أمامهم حتي يحققوا
حلمهم مسالة الحدود التي يجب أن
تكون عليها دولتهم حسب الخرائط
التي وضعها أحبارهم من بني صهيون
من النيل الي الفرات حسب زعمهم
فالي هذا الحد لم يستوعبوا العرب
الدرس إذن فليتركوا فلسطين لابناء
فلسطين فقد سقطت اليوم كل الأقنعة
. |