ثالثا- ان الولاياة المتحدة
الامريكية تمر منذ حوالي سنتين
ولا زالت بمرحلة مراجعة على جميع
المستويات الفكرية والاجرائيةو
المبنية على مصالح الولايات
المتحدة ومن ثم مصالح حلفاء
الولاياة الامريكية واهم ما في
هذه المراجعة هو تحديد دور
الولايات المتحدة في العالم والذي
اساءت الادارة الامريكية السابقة
في عهد بوش استخدامه بعد استلم هو
وسلفه البوش الاب جاهزية في الدور
القيادي للولاياة المتحدة للعالم
ولكن قصرة النظر للمشرعين
الامريكين في تقديراتهم والغرور
الذي اصابهم نتيجة انهيار الاتحاد
السوفيتي ورعونة البوشين وتهورهم
وخاصة في مسألة العراق اضاعت على
الولايات المتحدة فرصة تاريخية
كان من الممكن ان ترسم لها دور
تاريخيا وانسانيا ويسجل لها ولشعب
الأمريكي ولكن الجشع الامبريالي
جعلها تخسر هذه الفرصة. وفي
هذاالظرف من الزمن حيث تزاحمت
امام المشرعين الامريكين الكثير
من الاسئلة و الشكوك حول دورها في
العالم وهم مقتنعون بان الامر
يحتاج للتغير ولكن التغير قد يسبب
إلى ضياع دور الولايات المتحدة
لدورها كقطب الاوحد والذي فرضته
على العالم بعد انهيار الاتحاد
السوفيتي وإذا لم يحصل اي تغير في
السياسة الامريكية وقبلها في
الستراتيجية وهي ليست مخيرة في
ذلك لان العالم تعرض و يتعرض لكم
كبير من التغيرات والتحولات ولاجل
ان تبقى الولايات المتحدة على
زعامة العالم لابد من التعامل مع
هذه التغيرات بشكل ايجابي وعلى
الاقل بصيغة التكيف مع هذه
المعطيات.
والخلاصة ان امام اوباما
الكثير من المشاكل وهي بمثابة
بالونات أو بالاحرى الغام معرضة
للانفجار في اية لحظة وهي ستكون
السيطرة عليها اختبار قوي للادارة
الجديدة وخاصة الموروثات الخطرة
في الشرق الاوسط والمتمثلة
بالموقف من العراق ومن فلسطين .
واذا اردنا ان نستكشف الموقف
الأمريكي فلابد ان نحلل مسببات
الخطوة الستراتيجية الامريكية في
تقديم ادارة جديدة وبرئاسة اوباما
تتدعي التغير مقابل ادارة سابقة
لبوش يسيطر عليها فكر ستراتيجي
امريكي يميني يرسخ زعامة امريكية
للعالم وهذا بحد ذاته تكتيك
للعقلية أو المؤسسة الامريكية
لامتصاص النقمة الداخلية و
الخارجية من سياسات أمريكا ان
الذي اريد الوصول اليه ان العقل
المهندس للاستراتيجية الامريكية
وخلال العامين المنصرمين يتجه إلى
مراجعة في مفاهيم كثيرة وفي
مقدمتها مفهوم الزعامة الامريكية
و لكن وبشرط عدم التخلي عن
مشروعها واهدافها النهائية التي
تؤمن المصالح الامريكية و مصالح
حلفائها ,فالذي سيختلف في تطبيق
الستراتيجية الامريكية في عهد بوش
عن عهد اوباما هو ان عهد بوش شهد
حرصا على المحافظة على مصالح
الولاياة المتحدة الامريكية ومن
ثم مصالح حلفائها في المنطقة و
بالدرجة الاولى تأتي إسرائيل من
خلال استخدام القوة بل القوة
المفرطة كما هو حصل في احتلال
العراق في عام 2003 وفي حرب غزة
في عام2008-2009 وذلك باعتماد
فلسفة القوة و الضعف و الحسم
العسكري والتغير الذي اتوقعه سوف
لا يتعدى اعادة التكيف في الاهداف
من خلال السياسة والتوسع في
مجالات التحالفات واستخدام
الاقتصاد و السياسة معا في فرض
الشروط و المتطلبات الامريكية وفي
نفس الوقت ستشهد مرحلة اوباما
اعادة التجانس في التفكير
الاستراتيجي الغربي ومن خلال
توسيع مساحات التشاور والحوار مع
حلفائها و اصدقائها في اطار الفهم
المشترك للمصالح والاخطار على
المستوى التعبوي والاستراتيجيي
وكذلك الاهداف المشتركة وان هذه
التكيفات الامريكية وليست
التغيرات مفروضة عليها وليست هي
مخيرة بها لان حجم الاضرار و
التحديات المستحدثة اكبر من ان
تستمر الولايات المتحدة في نهجها
الانفرادي السابق وفي عهد ادارة
البوشين والتكيف بالفكر الجديد
يدعو إلى مزيد من عدم المركزية
والتعاون الاقليمي في مواجهات
التحديات.والله لا يغير ما في قوم
الا ما يغيروا هم في انفسهم
...
امين |