ابدء بتسأل واحد هل ان الولايات
المتحدة الامريكية يحكمها رؤوساء
البيت الابيض والى اي مدى هم
يؤثرون في رسم السياسة الامريكية؟
وهذا يسحبنا إلى السؤال التالي هل
ان ذهاب المجرم بوش من بيته
الاسود وهو ابيض الجلد واسود
القلب وهل ان دخول اوباما سيغير
من البيت ويجعله ابيضا ؟ وبالتالي
هل ستتغير الستراتيجية الامريكية
في العالم وبالاخص في
العراق؟للاجابة على هذه الاسئلة
المثيرة للجدل و النقاش .اقول
دعونا نتفحص اذا كان هنالك تغيرا
في الستراتيجية الامريكية فمتى
حصل أو سيحصل وماهي دلائل التغير
..
أولا- ان العقلية التي تضع اوتخطط
لاستراتيجية الولايات المتحدة
تعتمد الأسلوب التالي هو اقرار
مبأدئ واسس الستراتيجية و من ثم
تحديد ادواتها المناسبة وهذا يتم
في اختيار العقلية و الامكانية
التنفيذية المناسبة والضرف
الزماني والمكاني المناسبين .
العقلية والامكانية يقصد بهما
في الادارة القادرة على تنفيذ
بنود الإستراتيجية وبعقلية تستوعب
مفرداتها وتطورهذا الاستيعاب إلى
قناعة وثم تببلور القناعة لترتقي
إلى درجة الايمان بها,واما الضرف
الزماني فيتم تحديده من خلال
المزاوجة بين مفردات الستراتيجية
وظهور ونمو العوامل السلبية التي
لا تخدم العمل الستراتيجي أو ظهور
ونمو العوامل الايجابية التي
تساعد وتسهل العمل لتطبيق
الستراتيجية , والضرف المكاني
المقصود به تحديد الساحة المناسبة
لتنفيذ الفعل أو العمل الستراتيجي
المقصود تنفيذه والذي هو غير ثابت
بل متحركا بنفس وتيرة تحرك العامل
الزماني وتغيره اي اسقاط
المتطلبات الستراتيجبة على
التضاريس الفكرية و الاخلاقية
والنفسية للواقع المرشح تطبيق
الستراتيجية فيه ..
وان فرص أو مساحات الاجتهاد
للا دارات الامريكية المستوعبة
للبرنامج أو الخط الاستراتيجي
تكون في هذين العاملين وإذا ما
بدء الفعل التطبيقي يلاقي
استجابات سلبية وتنذر بالخطورة
على مجمل الستراتيجيات الاخرى
تبدء الادارات تجتهد بالحد
المسموح لها وإذا ما تطور الوضع
ليصبح قريبا من الهزيمة و بكل ما
تحمله هذه الكلمة من معنى للهزيمة
يبداء العقل الستراتيجي بالتدخل
لانقاذ ما يمكن ولكن كما قلنا ليس
بصيغ مكشوفة يكون تدخلها بل تحت
مؤسسات أو تشكيلات أو لجان مختلفة
.ولكي استعين بمثال من الواقع على
هذا التحليل ..
اقول في نهاية عام 2005
و في عام 2006 تعرض الوجود
الأمريكي المؤسساتي والجيش إلى
انهيار محتمل حيث صعدت المقاومة
العراقية البطلة وبرزت كقوة
سياسية وعسكرية في الساحة
العراقية ووقع المقاومة البطلة
كان سلبيا على المحتل الأمريكي و
عملائه فبادر المشرع الأمريكي
للتحرك لانقاذ سمعته ووجوده في
العراق فكانت لجنة (بيكر
وهاملتون) واطلاق يد بوش في اقرار
الميزانية للجيش الأمريكي في
العراق و من ثم زيادة عدد قواته
ولكن الزم التقرير بوش المجرم
بتنفيذ بعض الفقرات من هذا
التقرير وسناتي على ذلك لاحقا .
فالمسؤول الاول هو العقلية
المشرعة للخطط و الاستراتيجيات
الامريكية وبالتاكيد هي تأخذ صفة
المراقب للاحداث وتتدخل في وقت
تتعرض السياسة الامريكية
الانتكاسة وان فاجعتها في فيتنام
ماثلة امامها ولا تسمح بتكرارها
وما تدخل المشرع الأمريكي عبر
لجنة بيكر –هاملتون واطلاق يد بوش
المجرم الا لتتحسس ردود الافعال
السلبية و الايجابية فان كانت
ايجابية تنسحب بهدوء إلى موقعها
المراقب للاحداث و ان كانت سلبية
فبقدرمعدلات الانعكاس يكون
تصليحاتها للخطة وعندما تنامت
المقاومة العراقية السياسية و
المسلحة ونمو وعي شعب العراق بفعل
المقاومة مع تفكك وتناحر المجاميع
المنتفعة والعميلة والمشتركة فيما
سماه المحتل بالعملية الديمقراطية
وبذلك ظهرت السياسة الامريكية في
العراق تراجعا جزئيا ومع اقراها
بمجموع الاخطاء التي ارتكبتها في
العراق ولكن اصبحت القناعة عندهم
بان الوجود الأمريكي لا يستمر في
ظل تنامي قوة وفاعلية المقاومة اي
بمعنى امتداد وتوسع لروح مقاومة
المحتل مع تاكل وانسحاب للمحتل
وعملائه ولكن الامر لايصل بهم ان
يحاسبوا العقل الأمريكي
الاسترتيجي ..
ولذلك يلاحظ انه من النادر ان
تحاسب الادارة السابقة على
اخطائها ولو كانت قاتلة من قبل
مؤسسات تشريعية أو حتى تنفيذية
لان الكل يعرف ان البرنامج لم
تضعه الادارة المنتخبة بل مؤسسات
قائمة وتأخذ صيغة قراراتها شكل
لجان من مجلس الشيوخ أو الكونغرس
وبالتاكيد لا يمكن و لايجوز ان
يحاسب النظام نفسه وإلا ماذا بعد
في قوانين وتشريعات اكثر الدول
تخلفا الا يعتبر ان الاعتراف سيد
الادلة و يدان المجرمون عليها ..
وعلى سبيل المثال لا الحصر
ماذا يعني ان يعترف من كان وزيرا
للخارجية ووزيرا للدفاع ومستشارا
لوزير الدفاع وخاتمة السوء رئيس
الدولة في أمريكا الديمقراطية
بالاخطاء الذي ارتكبوه تجاه حرب
وحصار وغزو العراق الذي تسبب في
قتل الملايين وتشريد الملايين
وجلب الكوارث على هذا البلد ؟؟؟و
هذا بالتاكيد يتطابق مع تحليلنا
في أعلاه بان هنالك تطابقا بين
بنود الإستراتيجية وعقلية الادارة
بل والايمان بها من قبل الطاقم
الذي ينفذها وان حكم الشرائع و
القوانين في العالم تدين الذي
يخطط للجريمة وتدين الذي ينفذها
على حد سواء .
وسوف لن تذهب قطرة دم لشهيد
الا ان يحكم الله ويدين المجرمون
...امين |