تساءل الكاتب المعروف روبرت فيسك
في مقال له " لا أحد يستطيع أن
يعرف من المسؤول عن مقتل 191
أستاذا جامعيا منذ الغزو عام
2003؟ ولا من المسؤول عن مقتل 50
طيارا حربيا عراقيا كانوا قد
شاركوا في الحرب على إيران بين
عامي 1980ـ 1988 خلال السنوات
الثلاث الماضية"؟ وسنحاول الاجابة
على السؤال المبني على المعلوم من
الحقائق وليس المجهول منها، بعد
أن نبهتني احدى الزميلات اليه
وتساءلت بدورها عن حقيقة الصفقة
التي تناقلتها وسائل الاعلام لبيع
عدد من الطيارين العراقيين
المسجونين في سجون أقليم كردستان
الى الزبون المعروف بحبه لشراء
الذمم ونفسه الملتهب لإشعال
العراق ونبضه المتدفق حقدا
وكراهية لشعبه ؟
إن الهموم من الصفات التي لازمت
البشرية منذ أن خلق الإنسان وبدأ
الصراع بين قوى الخير والشر ولكن
تلك الهموم كانت في الغالب تمثل
نوازع ذات صف شخصية ناجمة عن
المشاعر التي تنتاب الشخص الواحد،
فقد تكون مرتبطة بعوامل خير تتمثل
بالحرص الشديد والخوف من الوقوع
في الخطأ او التردد مخافة الفشل
او بطلب الأمان والحفاظ على الصحة
أو الثروة أومهابة الموت وغيرها
وأحيانا تكون مرتبطة بعوامل الشر
من حسد وغيرة وشكوك وحقد والرغبة
في قتل الاخر وتدميره. ومع تقدم
البشرية وبدأ مرحلة الإستيطان
والتحول الى المجتمعات المستوطنه
تحولت الهموم الى سمة إجتماعية
إمتصت الكثير من الهموم الفردية
وأبقت القليل منها فالأمن والسلام
والرغبة في التعايش السلمي وتأمين
المستقبل ومجابهة الاعداء
وتوفيرالخدمات العامة أمست هموم
بصبغة عامة تشغل المجتمع بأسره.
ومع تطور المجتمعات الى إمارات
ودول تغيرت الهموم وبدأ الناس
يعلقون همومهم الكبيرة على شماعة
الحكومات بموجب العقد الأجتماعي
الذي تحدث به روسو فتنازلوا عن
بعض حقوقهم وحرياتهم للحكومات
مقابل أن تقوم الحكومات بتأمين
التقدم والازدهار والأمن والسلام
والحماية لهم، وأخذت الهموم
مفهوما شموليا فالمصائب والحروب
والكوارث الطبيعية والامراض
الفتاكة التي تنخب جدران الدول
أمست هموم تنعكس تأثيراتها على
المجتمع كله وطغى فيضان الهم
الوطني على بقية الهموم.
مثلما تحدد الهموم الشخصية مسيرة
الشخص ومستقبله فان الهموم
الوطنية قد تكون لها نفس الخاصية
فتحدد مصير الامة سيما في المواقف
الحرجة التي تترك بصماتها على
مسيرته، وتمر معظم الشعوب بمثل
تلك الفترات التأرخية الحاسمة
والتي تكون اما نقطة انطلاق
لتطورها وتقدمها او نقطة تراجع
لانحلالها وانحطاطها. وتواريخ
الأمم تعج بمثل تلك المواقف ومنها
تاريخ أمتنا العربية بشكل عام
وتأريخ العراق بشكل خاص، وتعتبر
مرحلة الخضوع الى الإستعمار من
أشد تلك المراحل دموية وعتمة
والتي تمثل نقطة تحول حاسمة في
تأريخ العراق الحديث تبعتها مرحلة
التحرر والأستقلال وهي الوجه
المشرق الذي بدد الظلام بنوره
الساطع وتوالت الصفحات المشرقة
يوما بعد آخر وتحول العراق الى
قوة هائله في أقتصاده ومكانته على
الصعيدين العربي والدولي وكان لا
بد من تطور إجتماعي وثقافي يوازي
التطور الأقتصادي والعلمي
والتكنولوجي وبدأت فعلا حملات محو
الأمية وتحررت العقول من أستعمار
الجهل والتخلف وتوسعت الخدمات
الصحية والتعليمية وتم استثمار
الأيدي الوطنية العاملة وأمتدت
الحاجة الى طلب عمالة إضافية من
الدول العربية الشقيقة وأمتدت
الاصلاحات لتشمل كل النوافذ
الوطنية من تشريعية وتنفيذية
وقضائية. ولا شك ان المكتسبات
الجديدة ستسيل لعاب الأعداء وكذلك
البعض ممن يحسب من الأصدقاء ممن
تربطنا بهم وشائج العروبة أو
الدين وعلاقات حسن الجوار أو
المصير المشترك، فتوجهت الأنظار
الى بناء سياج وطني سميك يحفظ
للعراق إنجازاته وسيادته وكرامته
وهويته وفعلا أصبح الجيش العراقي
خامس أقوى جيوش العالم عددا وعدة
وتطورا ووسام فخر يعلقه كل عربي
وعراقي على صدره، فالجيش العراقي
كان مفخرة وطنية يعتز بها كل
مواطن غيور، ومفخرة عربية لأنه
كان لا يفرق بين واجباته الوطنية
وواجباته القومية فإن كان هدفه
الأساسي حماية العراق فأن العراق
جزء من الأمة العربية الكبرى،
وهذا يعني ان حماية الأمة لا تقل
وجوبا عن حماية جزء منها وكانت
مشاركات الجيش العراقي في الحروب
العربية دليلا قاطعا على تزاوج
نظرته الوطنية مع القومية.
كانت القوات البرية والبحرية
والجوية تتطور جميعا بإيقاع ونسق
واحد متماشية مع القاعدة العلمية
المسماة بالأواني المستطرقة ولم
يسد الجيش بابه أمام أي عراقي أو
عربي فكان هناك قادة وضباط من
العرب كسوريا وفلسطين والاردن
وغيرها يتمتعون بنفس الامتيازات
التي يتمتع بها أقرانهم العراقيون
ولم يكن الجيش طائفيا كما يحاول
شراذم العمالة تصوير ذلك فالجيش
مفتوحة أبوابه للجميع عربا
وأكرادا وتركمانا وكلدان وأرمن
ومسلمين ومسيحيين وأيزيديين
وصائبة ومن كل المذاهب سنة وشيعة
لأن القاعدة الاساسية التي تحكم
الأنتساب للجيش هي المواطنة
الشريفة الصادقة وكانت تلك من أهم
عوامل تفوق الجيش العراقي، إنه
خيمة محكمة الاوتاد تجمع في
داخلها جميع العراقيين ومن كل
الشرائح توحدهم رغبة مشتركة في
حماية الوطن وصيانة أمنه
وإستقراره وأفشال مخططات الأعداء
للنيل من سيادته وكرامته. لقد كان
الجيش العراقي بحق الحصن الحصين
لأمن العراقيين وحمايتهم
واستقرارهم، والحق المبين لدحر
الباطل المكين، والكنز الثمين
لمحاربة الاعداء المارقين، تاج
رأس كل العراقيين والعرب
الخيريين.
بعد خروج العراق منتصرا في حربه
ضد العدوان الفارسي الغاشم أصبح
الجيش العراقي هاجسا كبيرا لقوى
الشر والظلام وماردا يقضي على
احلام اعداء الأمة والوطن فمع
العدد الهائل من القوات العسكرية
التي تصل الى مليون مقاتل، وتطور
وتوسع مصادر التسليح وروح معنوية
تطال السماء وخبرة قتالية لا
تتوفر في كل جيوش العالم بسبب طول
الحرب وتنوع صفحاتها القتالية
متزامنة مع نهضة صناعة حربية
متطورة ووجود سند شعبي ظهير
للقوات النظامية، كل هذا الصفات
شغلت بال الاعداء وبدأت مسيرة
الدسائس والمؤمرات والمكائد تحاك
من كل جانب وصوب مرة بأصابع
أجنبية ومرة بأصابع عربية وتارة
على يد الشرعية الدولية حتى أنتهى
الأمر بالغزو الامريكي للعراق عام
2003 وعاد الاستعمار بشكله
التقليدي القديم مع دخولنا
الألفية الثالثة, ولأن الجيش
مازال يشكل خطرا على قوات
الاحتلال. وبسبب خوف شرذمة
العملاء من المغتربين من مغبة
نهوض قيادات الجيش ثانية ولم شمل
قواتهم وسقهم بأقدامهم ثانية.
وبسبب العمالة الكردية التي لا
تنضب المدركة لحقيقة أنه لا تقوم
للدولة المزعومة في مخيلتهم
المريضة قائمة بوجود الجيش
العراقي. وبسبب الاتفاق المبطن
بين قوات الاحتلال والحكومة
الاسلامية في ايران بإعادة
النضارة الى وجهها الشاحب بعد
الانكسار المخزي في عدوانهم على
العراق. ولضمان الأمن الدائم
للكيان الصهيوني الذين يعتبر ان
العراق هو الظهير المتين
للفلسطينيين، ولا أمن ولا أمان
بوجود خامس أكبر جيش في العالم
يكن الكره والعداء للكيان المسخ.
ولارضاء الاخوة الاعداء في الكويت
الذين أيقنوا ان لواء عراقي واحدا
من بين اكثر من مائة لواء بأمكانه
أن يسحق قواتهم التي صرفوا عليها
المليارات من الدولارات خلال
ساعات ويجعل الأسرة الاميرية تفر
كالجرذان في الصحارى محملة بكنوز
الكويت تاركين خلفهم شعبهم. وقد
عبر آمر وحدة عسكرية بانه" إذا
تناولت وحدته الفطور في بغداد
فأنه يمكن أن تتناول وجبة الغداء
في نفس اليوم في الكويت إذا طلب
منها ذلك" من أجل كل هذا كان
القرار الذي اتخذته إدارة
الاحتلال بحل الجيش العراقي
بصنوفه الثلاثة وقوات الشرطة
والاجهزة الأمنية لتشكل بدلا عنه
جيش جديد من الميليشيات والمجرمين
بمثابة وثيقة رد الجميل لمن
ساعدها على الاحتلال مذيلة بهامش
حسن النوايا لأرضا اعداء العراق
في الداخل والخارج.
توافدت على العراق بعد الغزو
جحافل العملاء من كل حدب وصوب
وكات لايران الاسبقية فالحقد
الفارسي هو الحقد الوحيد القابل
على التوارث قرون بعد قرون،
والحقد الفريد الذي يتجاوز حدود
الزمان والمكان ومن يطلع على
تأريخ الفرس سيدرك هذه الحقيقة
فقد دفع نصب أبو جعفر المنصور في
بغداد ثمن دماء القائد الفارسي
أبي مسلم الخراساني بعد ما يزيد
عن العشرة قرون. لقد تلاقت روافد
الحقد الخارجي مع روافد الحقد
الداخلي لتشكل نهرا جديدا ليروي
الأفئدة المتعطشة لدماء
العراقيين, وطرح على طاولة
المفاوضات بين قوات الاحتلال
برئاسة المندوب السامي بريمر
وعضوية العملاء الجدد مشروع تصفية
النخبة المميزة من العراقيين
ونوقشت الاجندة تحت شعار" تدمير
العراق هدف جميع الحاضرين
والغائبين". كان الهدف واضحا
ومتفقا عليه وهو كما ذكره جيمس
بيكر في إجتماعه مع طارق عزيز عام
1999" في حال عدم تعاونكم معنا
سنعيدكم الى ما قبل العصور
الوسطى" لكن المأتمرون المتآمرون
اخذوا على نفسهم عهدا بأنهم
سيمضون الى حد أبعد وهو أرجاعه
الى العصور الحجرية.
بدأت عمليات الغدر من قبل قوات
بدر بعد ان أعطى بريمر الضوء
الأخضر لعبد العزيز الحكيم لتصفية
بعض المشاكل مع البعثيين ولم يفصل
الحكيم صفة المستهدفين من
البعثيين وإنما أطلقها بمفهوم
عمومي خبيث يضم بين طياته نية
مبيته لكل من يشكل خطرا على
أجندته، وبالفعل بدأت عمليات قتل
البعثيين تجري على قدم وساق بغض
نظر امريكي وصمت عربي وعمى دولي
ولم تشفع النداءات التي اطلقتها
بعض المؤسسات العراقية لإغاثة
الضحايا. وتوسعت عمليات الغدر
لتشمل قادة الجيش والطيارين وكبار
الضباط الذين كان لهم شرف
المساهمة في درء العدوان الايراني
الغاشم ومنع تصدير الثورة
الأسلامية للعراق، لاقت هذه
الأجندة الهوى في نفوس الكيانين
الصهيوني والكردي فتخصص الصهيانة
بقتل العلماء العراقيين
والكويتيون بحرق مؤسسات الدولة
والأيرانيون وعملائهم بقتل
البعثيين والضباط، ومد الاكراد
أيديهم المغمسة بدماء العراقيين
العون البشري والمادي لتنفيذ هذه
الأجندات الخبيثة, كان الجناح
العسكري للمجلس الأعلى للثورة
الاسلامية اليد الضاربة لتصفية
القوى الوطنية وتمكن بالأستفادة
من عيون الخونة من الطابور الخامس
والدعم اللوجستي من فيلق القدس
الايراني والحرس الثوري الايراني
من تنفيذ مهمته بيسر، وتمكن من
تصفية الألاف من البعثيين
والضباط, ولان الفرس لم ينسوا
هزيمتهم النكراء في حربهم ضد
العراق لذلك إنصب توجيههم
لعملائهم بتصفية القادة العسكريين
والطيارين بغض النظرعن طائفتهم
فالطيارون العراقيون ينتمون الى
مؤسسة قديمة تأسست عام 1930 ولها
وقعها وتأثيرها في العالم العربي
ومنطقة الشرق الأوسط والخبرة
القتالية التي توفرت للطيارين لا
يتمتع بها أي من الطياريين في
العالم وهم يشكلون خطرا مستديما
على الأطماع الايرانية في منطقة
الخليج, وكانت القوة الجوية
العراقية عام 1990 زاخرة
بالطائرات الحربية المقاتلة التي
قدرت بحدود(760) مقاتلة وقاذفة
مع(200) طائرة أسناد ولا يتوفر
هذا العدد الهائل في دول منطقة
الشرق الأوسط حينذاك.
دائرة
المشتبهين
من البديهي في العلم الجنائي
عندما تحقق في أي جريمة تتكررعلى
مسرح الحدث, فهناك عدد من الأسئلة
التي تضعها نصب عينيك والتي
تساعدك في كشف ملابساتها والتعرف
على الجناة الحقيقيين ويمكن حصرها
بما يلي:- (اولا) معرفة الجهة
المستفيدة من قتل الضحايا؟
(ثانيا) دراسة الظرفين الزماني
والمكاني للجريمة؟ (ثالثا) إسلوب
تنفيذ الجريمة؟ (رابعا) الرابط
بين الضحايا؟ (خامسا) السلاح
المستخدم في الجريمة؟ (سادسا)
تحديد دائرة المشتبهين وتضيقها
كلما أمكن ذلك؟ (سابعا) الاستفادة
من أية أدلة في موقع الجريمة بما
فيها أدوات الجريمة والشهود؟
(ثامنا) الإستفادة من الناجين من
الجرائم السابقة وتثبيت أقوالهم
فيما يخص فك بعض الرموز لغرض
الإستدلال؟(تاسعا) مراقبة الأهداف
المماثلة والذين يعتبرون مشروع
ضحايا قادمين؟ (عاشرا) ردود فعل
المشتبهين فهم غالبا يتجنوا
التحدث عن الجريمة خشية كشف
تورطهم أو تثبت علامات ارتباكهم
أو أية ردود فعل أخرى يمكن رصدها؟
(حادي عشر) هل تتم الجرائم
بإحتراف وتخصص وذكاء أم بطريقة
عادية؟ (ثاني عشر) لا توجد جريمة
كاملة فالمجرم يحوم حول مكان
جريمته ؟ من المؤكد ان عدم تخصصنا
بالعلوم الجنائية يعني وجود نقاط
اخرى ربما أكثر أهمية مما ذكرنا
تفيد بهذا الخصوص ولكننا سنكتفي
بما لدينا من أدوات تحليل بسيطة
ونستفيد منها ونطبقها على هذه
الجرائم .
من البديهي ان المستفيدين من
تصفية الطيارين العراقيين هم
المتضررين منهم وان الطيارين
العراقيين لم تكن لهم مشاركة
فعلية في الحربين الأخيرتين ضد
الولايات المتحدة لكن مشاركتهم
كانت فعالة خلال الحرب العراقية
الأيرانية. فقد حرموا القتال
الجوي على القوات المعادية
وأستأثروا بجمال السماء دون
غيرهم, وهذا يعني ان قوات
الاحتلال رغم حقدها على الجيش
العراقي كله لكنها لم تتضرر وتقدم
خسائر بفعل القوات الجوية
العراقية! وكان من السهل عليها ان
تقبض عليهم منذ بداية غزوها
العراق لو كانوا يشكلون تهديدا
جديا على قوات الاحتلال! كما تم
إستدعاء عدد منهم لضمهم الى
القوات الجوية الجديدة ولبى بعضهم
الدعوة وكان يمكن تصفيتهم بإقتناص
تلك الفرصة الذهبية! ولكن هذا لا
يعني اخراج قوات الاحتلال من
دائرة الشك فهم وفقا لقرارات
الأمم المتحدة كقوات احتلال
يتحملون مسئولية الأمن وحماية
مواطني البلد الخاضع لأحتلالهم
كما ان استهداف مثل هذه النخبة
ينفع قوات الاحتلال تحسبا
للمستقبل!
المشتبه به الآخرهو الكيان
الصهيوني الذي يعتبر ان تعزيز
أمنه القومي لا يتم بوجود جيش
عراقي ضخم العدة والعدد كما صرح
الكثير من المسئولين الصهاينة,
لكن الكيان المسخ يدرك جيدا ان
الطيارين العراقيين فقدوا الكثير
من مهاراتهم وكفائتهم بعد حرب عام
1991 فقد حددت دوراتهم في خارج
العراق واطلاعهم على آخر التطورات
في مجال صنفهم. كما ان الحظر
التسليحي منع العراق من استيراد
الطائرات المقاتلة الحديثة. وأن
فرض الحظر الجوي شمال وجنول
العراق قلل من الطلعات التدريبية
واحيل عدد غير قليل منهم على
التقاعد او الى وظائف مدنية, كما
ان الطيار بأبتعاده عن طائرته
والتحليق بها لمدة تزيد عن العشر
سنوات تنقص الكثير من مهارته
وفنونه وطيار بدون طائرة لا يشكل
خطرا مطلقا, كما ان هناك الألاف
من الطيارين العرب يمكن ان يشكلوا
تهديدا اكثر لاسرائيل، إذن
التهديد الذي يخشاه الكيان
الصهيوني عدو عراقي من صنف آخر
وهم العلماء في مجال التصنيع
العسكري فهلاء خبرتهم لا تضمحل
ولا يحتاجون الى مهارات وفنون
كالطيارين كما ان تهديدهم سيكون
أشد في حال انتقالهم الى بلدان
اخرى يحملون معهم عقولهم الجبارة
في حين ان انتقال الطيارين الى
دول اخرى لا يعني استثمار
مهاراتهم فيها لأنهم ليسوا من
مواطني تلك الدول ويكونوا موضع شك
من قبل الحكومات التي تستضيفهم.
العلم الراسخ في العقول العراقية
هو مصدر التهديد الجدي للكيان
الصهيوني. وقد عبر الامريكان
والاسرائيلين بصراحة عن خشيتهم من
علماء العراق، فقد ذكرت وزيرة
الخارجية السابقة مادلين اولبرايت
" ما يجب ان ندمره في العراق هي
العقول العراقية فهي القوة التي
لا تستطيع ان تدمرها القنابل
النووية" وذكر المحلل السياسي في
صحيفة كريستيان ساينس مونيتر في
تقرير له نشر عام 2002" أن
العلماء العراقيين والفنيين أشد
خطرا من الاسلحة الحربية, لأنهم
هم من ينتجون هذه الأسلحة". مع
ملاحظة ان الطياريين العراقيين لم
يوجهوا ضربة لإسرائيل في حين دكت
الصواريخ البعيدة المدى تل أبيب
ولذا فانهم إذا شعروا بالعار فان
رجال الصواريخ العراقية هم الأولى
من الطيارين العراقين بالتصفية!
لذلك فإن أغتيال العميد أحمد
الموصلي قائد وحدة الصواريخ التي
أطلقها البواسل لتدك الكيان
الصهيوني في عقر داره عام 1991 قد
جرت في مدينة الموصل وعلى أيدي
الموساد بمساعدة عملائهم من
البيشمركة. ومع هذا نبقي هذا
المتهم في دائرة الشك حتى نتبين
بقية المتهمين.
المتهم الاخر الكويت وهذه الامارة
قد تكون اجبن من ان تنفذ مثل هذه
العمليات لكنها يمكن ان تشتري
الذمم وتنسيق مع بقية الاطراف
لإشباع نزعتها الثارية! ومع إنها
أطفأت جزء من نار حقدها عبر
السماح للقوات الغازية بالتوغل من
أراضيها وتقديم الدعم المالي
واللوجستي لهذه القوات وتزويدها
بالمترجمين وإرسال عدد من
المأجورين لحرق الوزارات
والمؤسسات العراقية! ومع هذا لابد
من إبقاء هذا المتهم في دائرة
الشك لمتابعة التطورات.
لكن لماذ إيران هي المتهم الأول؟
للحديث بقية.....
|