من
التجارب الإنسانية للشعوب وبالذات
تجارب الأحزاب الثورية,لم يشهد إن
تمكن حزب أو حركة ثورية من النهوض
بعد تلقيها أكثر من مرة , هجمات
شرسة كما البعث في العراق , صحيح
البعض من هذه الأحزاب قد استطاعت
العودة للعمل النضالي ولكن بعد إن
فقدت الكثير من قوتها وتأثيرها
وبصورة تجعلها غير مؤثرة , رغم
إنها لم تتعرض لجزء بسيط قياسا
لما تعرض له البعث وخاصة بعد
احتلال العراق , ويبدو ان الهجمة
الأولى بعد ردة تشرين قد أكسبته
قوة ومنعة وتجربة و كثير من الثقة
في إمكانياته , حيث لا يخفى على
احد حجم الهجمة الثانية على الحزب
ككيان وكأفراد وكفكر وكمنجزات وما
شهده البعثيين من قتل حتى وصل عدد
الشهداء إلى أكثر من 120 ألف شهيد
وملايين من المهجرين والمشردين
وعشرات الألوف من السجناء إضافة
إلى اجتثاث البعث . (قبل أن ينتهي
الاجتماع , أبلغت المجموعة بأنني
سأصدر امرأ باجتثاث البعث ) هذا
ما قاله بول برايمر في اجتماعه
الأول وفي اليوم الأول له في
بغداد . إن هذا التوقيت يوضح ما
اعد المحتل للحزب ومن المؤكد إن
هذا الإجراء قد اعد له منذ زمن
وليس من بنات أفكار بول برايمر
وهذا من ضمن مجموعة من الإجراءات
مثل حل الجيش والأجهزة الأمنية
ومؤسسات الدولة , ورغم ذلك نهض
الحزب ولا نبالغ أن نقول أقوى مما
كان , إن ذلك لا يمكن أن يوصف
بأقل من معجزة ربانية ويمكن تقسيم
العوامل و الأسباب التي أدت إلى
إعادة بنائه إلى ذاتية أي داخلية
وأخرى خارجية وكما يلي :
العوامل الذاتية
1_وجود الفكر الثوري القادر على
تقديم الحلول الفكرية للأزمات
التي يمر بها الحزب .
2_
وجود التنظيم المؤمن بالفكر
الثوري والقادر على العودة ليس
فقط للحياة بل للعودة أقوى مما
كان وليس المقصود عدد أعضاء الحزب
كمقياس للقوة ,بل فعالية
هذا التنظيم ومدى تأثيره بالأحداث
السياسية وفي المجتمع.
3_وجود القيادة الثورية القادرة
على تحويل الهزيمة إلى نصر , وهذه
النقطة هي المرتكز الأساسي لعملية
إعادة بناء التنظيم في ظل ظروف لا
يمكن وصفها بعد الاحتلال , حيث إن
هذه العملية تعتبر بكل المقاييس
خارقة للعادة ولا يمكن حتى مجرد
تصورها وهذا هو الخطأ الذي وقعت
به الإدارة الأمريكية وجميع القوى
المشاركة لها من عملاء بل وحتى
الأحزاب والقوى الوطنية في العالم
العربي وفي العالم , حيث إن
الجميع قد تصور بان الحزب قد
انتهى بما فيهم الكثير من أبناء
الشعب بل حتى البعض من أعضاء
الحزب وجماهيره , وبقي فقط
البعثيون الحقيقيون هم الذين لم
يهتزوا واقتنعوا بأن ما جرى ما هي
إلا كبوة فارس وان بإمكان الحزب
أن يحول الهزيمة العسكرية إلى
أكبر نصر وعلى اكبر قوة عرفها
تأريخ البشرية , إن ذلك مؤشر
للأيمان المطلق لهؤلاء البعثيين
والذي لولاه لما استطاعت القيادة
من القيام بهذا الدور التاريخي في
إعادة بناء التنظيم وعلى أسس
سليمة , ومن المؤكد أفضل بكثير من
البناء السابق الذي غلبت فيه
الكمية على النوعية , وربما يؤشر
البعض من إن هنالك الكثير من
الأحزاب قد استطاعت الاستمرار,
رغم قمعها من قبل السلطة الحاكمة
مثل الحزب الشيوعي العراقي وحزب
الدعوة في العراق , ولن نناقش
أسباب هذا القمع ولا مبرراته بل
يكفي أن نذكر القارئ كيف إن هذه
الأحزاب قد هربت من الميدان إلى
أحضان الأعداء عند أول مواجهة ,
ولولا الغزو البربري الأمريكي لما
استطاع احد منهم أن يدنس أرض
العراق الطاهرة , أما من يحاجج
بالأحزاب الشيوعية التي سقطت بعد
انحلال الإتحاد السوفيتي , فنقول
انه بالرغم من إنها لم تستطع
العودة إلى جزء بسيط من مكانتها
السابقة , فإنها قد دفعت ثمن ذلك
غاليا عندما تنازلت عن اسمها واهم
مبادئها من اجل أن تتمكن من العمل
مرة ثانية وان يسمح لها بالبقاء
في الساحة السياسية ويا له من
ثمن ؟ وطبعا إن كافة هذه الأحزاب
لم تتعرض إلى 1% من ما تعرض له
حزب البعث .
4_
إن أهم سبب لعودة الحزب إلى
الحياة هو رفعه شعار الجهاد ضد
المحتل كهدف أساسي ومركزي له ولأي
تصرف يقوم به أو أي تقييم أو
تحليل , وهذا يوضح مبدئيته من
جانب وما تتمتع به قيادته من
مبدئية وفهم لحركة التأريخ .
لم
يكتفي بذلك بل قدم الدعم المعنوي
والمادي لكافة الفصائل التي رفعت
شعار الجهاد ومدها بالكثير من
خيرة أبطال الجيش والخبرات وغيرها
بل وتحمل أخطاء بعض هذه الفصائل
التي وصلت لحد الجرائم ضده وصبر
ولم يحاول الرد رغم تمكنه من ذلك
وهذا يوضح المستوى الرفيع الذي
تتمتع به قيادة الحزب ومدى حرصها
على الهدف المركزي الذي هو
الجهاد.
5_
إن المرتكز الأساسي والذي يجب
تثبيته للتاريخ هو أن بقاء قيادة
الحزب وعدم الهروب خارج الوطن كان
الأساس في إعادة تنظيم الحزب , إن
المثل السامي والنبيل والذي لا
يليق إلا بالفرسان والمجاهدين
المؤمنين الذي أعطته القيادة
متمثله بشيخ المجاهدين هو الذي
أعاد الثقة حتى لأكثر البعثيين
إيمانا وجعل الجهاد طريق وخيار
لآلاف الشباب .
6_
الأيمان , الإرادة , القدرة ,
الشجاعة , صفات قد يتوهم البعض
عدم علاقتها بالموضوع ولكنها أساس
لكل ما جرى ويجري فلولا تمتع
القيادة قبل القاعدة بهذه الصفات
لما استطاعت من مجرد استيعاب
احتلال العراق وفقدان الحزب
لسلطته ولأنكفأت تندب ماضيها , في
مقاهي دمشق .
7_
اعتبار الجهاد ضد المحتل مرحلة من
مراحل النضال وجزء مكمل للمراحل
التي مر بها الحزب بل الأكثر من
ذلك اعتبار هذه المرحلة اختبار
للحزب فكرياً وتنظيمياً .
8_
من القرارات الحصيفة والحكيمة
للقيادة إيجاد نوع من الموازنة
بين التنظيم الحزبي وبين العمل
الجهادي من ناحية الاهتمام والدعم
والتنظيم وغيرها من أمور النضال
وعدم تغليب واحدة على الأخرى رغم
أهمية الكفاح المسلح والجهاد في
هذه المرحلة حيث سبق وان وقعت بعض
الحركات السياسية في خطأ تغليب
النضال المسلح على التنظيم الحزبي
وكانت النتيجة أن خسرت الاثنين ,
ومن الأمثلة على ذلك عندما تخلت
حركة القوميين العرب عن التنظيم
الحزبي لصالح الجبهة الشعبية
لتحرير فلسطين الجناح المسلح
للحركة والذي أدى إلى انتهاء
التنظيم وانكماش الجبهة لعدم وجود
تنظيم يكون الحاضنة لهذا التنظيم
الذي يمده بالمقاتلين وبالأموال
ويتولى الجانب السياسي والإعلامي
ويهيأ مستلزمات الجهاد وغيرها .
ليتفرغ للعمل الجهادي .
9_
من اخطر الوسائل التي تم
استخدامها من قبل الامبريالية في
العقود الماضية للتأثير على
الشعوب ولمحاربة القوى الوطنية هي
الإعلام وخاصة بعد نجاحها
باستخدامه في فكفكه الاتحاد
السوفيتي , وبالرغم من أن الإعلام
سلاح ذو حدين وان السحر في كثير
من الأحيان ينقلب على الساحر ,
إلا إن قيادة الحزب قد اختارت عدم
الدخول في هذه الحفلة , أي
الابتعاد في المرحلة الأولى من
الاحتلال من الدخول إلى حلبة
الصراع الإعلامي لعدم توفر
الأدوات الإعلامية التي تستطيع
مجارات الإعلام الغربي والحكومي
والإيراني وغيرها من جانب ولتفادي
الوقوع في مصيدة المدافع عن
الأخطاء التي ارتكبت والتي تم
تأويلها و كذلك الانشغال بالدفاع
عن الأخطاء الوهمية التي تروج لها
كافة دوائر الأعلام المعادية
للنيل من سمعة الحزب وحكم الحزب
وتجربته ومن أفضال المحتل عدم
السماح للحزب من امتلاك أي وسيلة
إعلامية , مما فرض نسيان الشعب
لأي خطأ أرتكب في المرحلة السابقة
.
10_ من الأمور التي توضح إمكانيات
القيادة الرفيعة المستوى هو
قرارها باعتماد إستراتيجية الحرب
طويلة الأجل في منازلته مع المحتل
وعملائه مما انعكس على مجمل
فعاليات الأجهزة وفصائل المقاومة
المرتبطة به , ولم ترضخ لضغوط
قاعدة الحزب والمقاومة بالدخول في
معارك حاسمة لان النتيجة المرجوة
هي الانتصار بالحرب وليس الانتصار
بهذه المعركة أو تلك , حيث إن ركض
المارثون غير ركض المسافات
القصيرة , وهذا ما وقعت به بعض
فصائل المقاومة , ومن الأمثلة
عليه معركة الفلوجة الثانية , بل
الأكثر إن القيادة لم تنجر إلى
بعض الأقاويل حول ضعف البعث
وفصائله لعدم تمكنه من القيام
بفعاليات عسكرية مؤثرة ومستمرة ,
وهؤلاء إما مغرضين أو جهلة . وهذا
ما أعطى الحزب إمكانية الديمومة
من جانب والاحتفاظ بأكبر قدر من
السيطرة على إمكانيات الحزب
والمقاومة ليوم الفصل . أي انها
اعتمدت حرب الاستنزاف كنهج ,
والتي لم تستطع أمريكا بعظمتها
تحمله مما فرض عليها زيادة قواتها
من جانب وتحمل تكاليف اكبر من
طاقتها حيث وصلت إلى أكثر من ثلاث
ترليونات مع نهاية 2007 بحسابات
أفضل علمائها الاقتصاديين , وهذه
التكاليف أدت بدورها إلى انهيار
الاقتصاد الأمريكي مما يوضح أهمية
القرار الصائب للقيادة .
11_ اتخذت القيادة قرارا مبدئيا
منذ اليوم الأول , وهو إن العملية
السياسية هي من صنع المحتل
وبالتالي عدم التعامل ولا
الاعتراف بها واعتبار كل الداخلين
فيها عملاء وهذه حقيقة حصنت الحزب
من كل مداخلات العمل السياسي في
ظل الاحتلال .
12_ من الأمور التي رسمت الطريق
الصحيح للنضال في العراق هو توجه
القيادة بعدم الاعتماد على الدعم
الخارجي والاعتماد على الإمكانيات
الذاتية ماديا وفنيا وعسكريا ,
مما اكسبها احترام الجميع والأهم
عدم خضوع القيادة لأي ضغط وحول أي
قرار ومن قبل أي جهة مهما كانت ,
وربما عدم توفر هذا الدعم أساسا
قد ساعد في عدم الانزلاق لهذا
التوجه .
العوامل الخارجية
1_
يقال رب ضارة نافعة ويقال لكل فعل
رد فعل , إن من أفضال المحتل على
البعث وعلى المقاومة والتي توضح
منتهى الغباء وعدم قدرة جهابذة
واشنطن من استيعاب الواقع العربي
ولا نفسية الفرد العربي ولا تأثير
مجموعة القيم والمثل والمبادئ
التي تتحكم بالفرد العراقي عموما
ومناضلي حزب البعث خصوصا , هو
إصدار قرارهم البربري (اجتثاث
البعث) . هذا القرار الذي تصور
صانعوه وعملائهم انه سينهي والى
الأبد البعث كحزب وكفكر وكتنظيم
ولم يكن ولا في أي من احتمالاتهم
إن هذا القرار سيقدم قوة دافعة
للحزب من خلال إعطائه مبرر إضافي
للجهاد بل وخيار وحيد للحفاظ على
الكرامة , اضاقة إلى تحديد المسار
لمن لم يحزم أمره من مناضلي الحزب
أو المترددين بان الحزب هو سبيلهم
الوحيد , وبدلا من كسبهم لصفوفه
أو إبقائهم على الحياد على الأقل
دفعهم وبقوة إلى الجانب الآخر إلا
وهو جانب المقاومة .
2_
القرار الثاني الذي يتسم بالغباء
والذي جاء لصالح الحزب والمقاومة
هو حل مؤسسات الدولة , في قرار لا
يمكن تبريره ولا يمكن الوصول إلى
أية قناعة عن أسبابه لأنه ببساطة
ضد مصالح المحتل بكل المقاييس ولا
نريد الزيادة لأنه ليس موضوعنا ,
وما يهمنا أن نبين بان ذلك جاء في
صالح المقاومة لان طرد الملايين
من وظائفهم وإخلاء البلد من
المؤسسات الخدمية وغيرها دون مبرر
قد ولد فزعا لدى المواطن العراقي
بل حتى لدى مؤيدي الاحتلال في
بدايته ومما زاد الطين بلة هو
أعادة تشكيل هذه المؤسسات والذي
تم على أسس غير سليمة مما جعلها
عالة على المواطن بدلا من كونها
في خدمة المواطن .
3_
اعتماد المحتل في تشكيله للعملية
السياسية على أحزاب وحركات مريضة
بكل أنواع الأمراض ولا نريد أن
نحلل كل حزب من الأحزاب المشتركة
في العملية السياسية , فلا فكر
واضح وفي حالة وجود مواقف فهي إما
طائفية أو مبنية على العمالة
للمحتل إضافة إلى الفساد المستشري
في كل أركان هذه الأحزاب والدولة
والعملية السياسية , إن ذلك كله
قد فرض على الجميع إجراء
المقارنات بين هذه الأحزاب وبين
البعث وسلطته فبل الاحتلال , وهذه
المقارنات شملت بالأخص الناس
الذين أيدوا الأحزاب بل وحتى
المحتل , ورغم الهجمة الشرسة التي
استغلت الدين والطائفية وكل ما
يمكن , إلا إن النتيجة هي عودة
المواطن البسيط إلى طريق الحق
وبدأت تسمع في (الكيات) وسيلة
النقل الله يرحم صدام ودون خوف .
ببساطة لم يوفق المحتل من إيجاد
بديل مقبول بدلا من البعث , ولم
تستطع الأحزاب التي جاءت معه
القيام بهذا الدور بل فرضت
ممارساتها حتى على مؤيديها التخلي
عنها والخجل من تصرفاتها
وأطروحاتها .
4_
الاقتصاد , (المال) هذه الكلمة
السحرية التي من خلالها يمكن
تغيير الكثير من مواقف البشر وفي
كل العهود والقرآن الكريم وكل
الفلاسفة و.. و.. ذكروا ذلك ,
فلماذا تصرفت الإدارة الأمريكية
بعد الاحتلال بما يؤدي إلى سحق
الشعب ماديا بدلا من إغراقه
بالاحتياجات الضرورية على الأقل ,
وبدلا من الاستغراق في تحليل
الأسباب وغيرها , ما يهمنا هو إن
ذلك قد جاء لصالح المقاومة والبعث
لأنه لا يمكن لأي سلطة وطنية مع
توفر المليارات التي لا يحلم بها
أي نظام أن تستمر دون أن تنعكس
هذه الإمكانيات على المواطن بل
ودون أن يراها حتى ولو كانت على
شكل مشاريع خدمية بسيطة , فما بال
أن تكون هذه السلطة مرتبطة
بالمحتل ولا تكتفي بهذا العار بل
همها الأول والأخير هو سرقة قوت
الشعب .
5_
إن فترة حكم الحزب الطويلة قد
سمحت للكثير من العناصر
الانتهازية بالتسلل إلى الحزب بل
وصل البعض منها إلى مراكز قيادية
, وقد كان الاحتلال فرصة ذهبية
للحزب لاختبار مناضليه وفرصة
للتخلص من الاردان العالقة بجسم
الحزب والذي كان بحاجة إليها ,
فانكشف الجميع وبان معدنهم , فهرب
من هرب وركب آخرين موجة المحتل ,
وادعى بعضهم العمل مع أحزاب
المحتل بصورة سرية الخ... ، وقد
خرج الحزب أقوى بكثير , وقد كانت
الرسالة الثالثة للسيد الرئيس في
خطابه الأخير في 8/1/2009 تشخيص
دقيق لهؤلاء والذي أعطاهم فرصة
أخيرة للحاق بركب العز , ولا بد
هنا من أن نوضح بان خروج البعض عن
الشرعية (جماعة محمد يونس الأحمد)
قد جاء في الوقت المناسب لكي لا
تختلط الأوراق مستقبلا.
إن
كل هذه الأسباب والعوامل سواء
الداخلية منها أو الخارجية قد
ساهمت مجتمعة بتأسيس تنظيم ثوري
حقيقي
،
ومما ذكر أعلاه نجد إن حزب البعث
هو الحركة الثورية الوحيدة
القادرة على قيادة النضال ضد
المحتل في الصفحة الأخيرة من هذا
السفر الخالد وهو الوحيد القادر
على قيادة المجتمع بعد التحرر
بإذن الله , ولا بد من الإشارة
إلى أن الإستراتيجية التي رسمها
خادم الجهاد والمجاهدين في خطابه
الأخير قد وضحت بصورة لا تقبل
اللبس , الإجابة عن كل الأسئلة
للأصدقاء وللأعداء ولم يبقى إلا
صبر الأيام الأخيرة لتنفيذ صولة
الفرسان . |