اليهود كانو
مكروهين من جميع الشعوب التي
أحاطتهم. فقد عاداهم المصريون و
اللآراميون و الفلسطينيون
الكنعانيون و اللآشوريون و
البابليون و الكلدانيون و الإغريق
ممن خلفو الإسكندر المقدوني و
الروم و النصارى و الأنباط ثم
العرب المسلمون. و لم يصادق
اليهود في كل تاريخهم القديم إلا
المجوس الفرس الذين حالفوهم و
نصروهم.
في سنة 721 ق.م.
قام الآشوريون بنقل سكان مملكة
اسرائيل إلى حران و الخابور و
كردستان و فارس و أحَلّو محلهم
جماعات من الآراميين، ثم اندمج
الإسرائيليون تماماً في الشعوب
المجاورة لهم في المنفى فلم يبقى
بعد ذلك أثر للأسباط العشرة من
بني اسرائيل. و لم يبقى إلا مملكة
يهودا التي فيها سبطي بنيامين و
يهوذا و التي بدورها هوجمت من قبل
المصريون و الفلسطينيون العرب ثم
سقطت في عام 597 ق.م. بيد نبوخذ
نصر (بختنصر) الذي سبى اليهود إلى
بابل و أذلهم.
و لاحت الفرصة
لليهود للعودة مرة ثانية أخرى إلى
فلسطين عندما أسقط الامبراطور
الفارسي قورش الثاني الدولة
البابلية الكلدانية 539 ق.م.
بمساعدة يهودية، و انتصر على
ميديا، و مد نفوذه إلى فلسطين
التي دخلت في عصر السيطرة
الفارسية 539-332 ق.م. فقد سمح
قورش بعودة اليهود إلى فلسطين كما
سمح لهم بإعادة بناء الهيكل في
القدس، غير أن القليل من اليهود
انتهزو الفرصة لأن الكثير من
السبي أعجبتهم الأرض الجديدة، و
لكن القلة المتشددة التي عارضت
الاندماج حفظت بني اسرائيل من
الاندثار. و تمتع اليهود في منطقة
القدس بنوع من الاستقلال الذاتي
تحت الهيمنة الفارسية.
و حتى اليوم يقوم
الرأي الإيراني حول اليهودية على
الأساس نفسه الذي وضعه الإمبراطور
قورش عند تحريره اليهود من
السَّبْي البابلي، وهو أن اليهود
جنس له شبه كبير بالجنس الآري
(الفارسي)، ويمكن الاستفادة منه
من خلال إغرائه بالمال.
و ما لبثت هذه
المدة إلا أن آلت إلى الزوال
بقدوم الاسكندر الأكبر ثم
السلوقيون الإغريق من بعدهم، و
هؤلاء قامو باضطهاد اليهود و
طبعوهم بطابع إغريقي. إلى أن جاء
الرومان و جاء المسيح عيسى ابن
مريم عليه السلام، ثم ثار اليهود
على حكم الرومان الظالم في عام
66م و استطاع الرومان إخماد ثورة
اليهود و دخلو القدس بعد حصار
شديد و أعملو القتل و النهب و
الحرق، و دمرو الهيكل حتى لم يبقى
حجر على حجر و أصبحت مدينة القدس
قاعاً صفصفاً، و بيع كثير من
الأسرى عبيداً في أسواق
الامبراطورية الرومانية بأبخس
الأثمان. ثم ثارو مرة أخرى فنكل
الرومان بهم أشد تنكيل، و حظرو
عليهم دخول إيلياء، المدينة التي
بناها الرومان على أنقاض القدس.
ثم دخل الرومان النصرانية فازدادو
عداءً لليهود الذين يزعمون قتل
المسيح. ثم إن الفرس لما ملكوا
بيت المقدس و قتلوا النصارى و
هدموا الكنائس أعانهم اليهود على
ذلك و كانوا أكثر قتلا و فتكاً في
النصارى من الفرس. فلما سار هرقل
إليه استقبله اليهود بالهدايا
وسألوه أن يكتب لهم عهدا ففعل
فلما دخل بيت المقدس شكا إليه من
فيه من النصارى ما كان اليهود
صنعوه بهم. فقال لهم هرقل : و ما
تريدون مني. قالوا : تقتلهم. قال
: كيف أقتلهم وقد كتبت لهم عهدا
بالأمان وأنتم تعلمون ما يجب على
ناقض العهد. فقالوا له: إنك حين
أعطيتهم الأمان لم تدر ما فعلوا
من قتل النصارى و هدم الكنائس و
قتلهم قربان إلى الله تعالى و نحن
نتحمل عنك هذا الذنب و نكفره عنك
و نسأل المسيح أن لا يؤاخذك به و
نجعل لك جمعة كاملة في بدء الصوم
نصومها لك و نترك فيها أكل اللحم
ما دامت النصرانية و نكتب به إلى
جميع الآفاق غفراناً لما سألناك.
فأجابهم و قتل من اليهود حول بيت
المقدس و جبل الخليل مالا يحصى
كثرة.
لم يعرفو حليفاً
لهم في تاريخهم القديم إلا المجوس
الفرس. و ما أشبه اليوم بالبارحة
فى الرابع عشر من
مايو من عام 1948 وقع اعضاء
المجلس الوطنى ممثلين عن السكان
اليهود فى العالم والحركة
الصهيونية فى الخارج على وثيقة
استقلال وانشاء دولة اسرائيل
وتشمل العمل للدولة اليهودية
الديمقراطية فى ظل رؤى أنبياء
التوراة
العلم
الاسرائيلى....يستمد تصميم العلم
الاسرائيلى من الشال الذى يرتديه
اليهود فى صلاتهم والذى يطلق عليه
بالعبرية (طاليت) وفى منتصف العلم
نجمة داوود باللون الازرق..
وحقيقة رمزيته تكمن من وجود
الخطين الأزرقين الذين يمثلان
نهري الفرات والنيل كرمز الى
اسرائيل الكبرى التي من المفروض
ان تقام بين الفرات والنيل حسب
المفهوم الصهيوني وهنا يكون
التساؤل لمن تكون الأراضي شرق
الفرات . لنصل الى حقيقة التقاسم
بين إسرائيل والإمبراطورية
الفارسية التي تحلم بالحكم شرق
الفرات .
النشيد الوطنى
الاسرائيلى ...(هاتيكفا)
" مادام فى صميم
الفؤاد تتوق النفس اليهودية
.......
وصوب الشرق تنظر
العين الى صهيون
....لم نفقد الامل بعد ,امل الفى
عام .......ان نكون شعبا حرا فى
ارضنا ....ارض صهيون وأورشليم "
هذا المقطع عجيب
في النشيد الاسرائيلي ولماذا صوب
الشرق تنظر عين صهيون الى اعدائهم
في بابل او الى حلفائهم في سوسة
؟؟؟
العلاقات (
الإيرانية- الإسرائيلية ) خلال
الخمسين سنة الماضية، وتأثيرها
على السياسات الأميركية وعلى موقع
أميركا في الشرق الأوسط، طبيعة
هذه العلاقات والاتصالات التي
تجري خلف الكواليس بين البلدان
«إسرائيل–إيران-أميركا»
على عكس التفكير
السائد، فإن إيران وإسرائيل ليستا
في صراع أيديولوجي بقدر ما هو
نزاع استراتيجي قابل للحل.. هذه
المقولة تكشف الكثير من التعاملات
الإيرانية- الإسرائيلية السرية
التي تجري خلف الكواليس والتي لم
يتم كشفها من قبل.. كل من ((
إسرائيل وإيران )) لم يستخدم أو
يطبق خطاباته النارية، فالخطابات
في واد والتصرفات في واد آخر
معاكس.
إن إيران
الثيوقراطية ليست (( خصماً حقيقيا
)) للولايات المتحدة وإسرائيل كما
كان الحل بالنسبة للعراق بقيادة
صدام وأفغانستان بقيادة الطالبان،
فبالنسبة لصدام كان التهديد
حقيقيا وواقعيا وقد صرح احد قادة
العدو الصهيوني في معرض تقيمه
للحالة العراقية بما يلي :-
(( بعد انتهاء
الحرب العراقية الإيرانية، كان
للرئيس العراقي صدام حسين جيش ضخم
قادر على القتال لم يعد ينشغل في
أي مهام هامّة وكان يجب أخذ
تهديدات صدام ب"حرق نصف أراضي
إسرائيل" محمل الجد. وأعرب جيش
الدفاع عن قلقه من حقيقة حيازة
صدام حسين كميات ملحوظة من صواريخ
سْكاد روسية الصنع قادرة على
إصابة أهداف عبى بعد 600 كيلومتر.
ولم يملك جيش الدفاع حينئذ
الوسائل للرد الملائم على هذا
التهديد، وخاصة في حالة كون هذه
الصواريخ محمّلة برؤوس حربية
كيمائية، وذلك علمًا بأنّه كانت
هناك تقارير أشارت إلى أنّ صدام
قد أكمل تطوير مثل هذه الصواريخ
بمساعدة شركات ألمانية.
امتنعت إسرائيل عن
المشاركة فعلا في الحرب، واستجابت
بذلك لمطلب الولايات المتحدة التي
كانت تخشى من أن تؤدي مثل هذه
المشاركة إلى انسحاب الدول
العربية من التحالف ضد العراق.
في ضوء الخطر غير
المسبوق الذي كانت الجبهة
الداخلية تواجهه، تم التركيز على
تنظيم هذه الجبهة. فكان جيش
الدفاع مسئولا عن ابتياع أقنعة
واقية من الغازات السامة وتوزيعها
على جميع مواطني الدولة؛ واتُخذت
الاستعدادات لتأهيل شبكة الإسعاف
الطبي وصدرت التعليمات الى
المواطنين بتجهيز غرف مُحكََمة
الإغلاق لاستخدامها لدى إطلاق
صفارات الإنذار.))
اذن كان العراق
يشكل خطرا حقيقيا على اسرائيل
على عكس طهران .
فطهران تعمد إلى
تقليد (( الثوريين )) من خلال
الشعارات والخطابات ، وذلك
كرافعة سياسية وتموضع دبلوماسي
فقط، فهي تستخدم التصريحات
الاستفزازية ولكنها لا تتصرف
بناءً عليها بأسلوب من شأنه أن
يزعزع نظامها، وعليه فيمكن توقع
تحركات إيران وهي ضمن هذا المنظور
(( لا تشكل خطراً لا يمكن احتوائه
)) عبر الطرق التقليدية
الدبلوماسية الامريكية او
الاسرائيلية .
إننا إذا ما
تجاوزنا القشور السطحية التي تظهر
من خلال المهاترات والتراشقات
الإعلامية، والدعائية بين إيران
وإسرائيل، فإننا سنرى تشابهاً
مثيراً بين الدولتين في العديد من
المحاور، بحيث إننا سنجد أن ما
يجمعهما أكبر بكثير مما يفرقهما.
فكلتا الدولتين
تميلان إلى تقديم نفسيهما على
أنهما متفوقتان على جيرانهما
العرب ( سوبر بور
) إذ
ينظر العديد من الإيرانيين إلى أن
جيرانهم العرب في الغرب والجنوب
أقل منهم شأنًا من الناحية
الثقافية والتاريخية، وفي مستوى
دوني، ويعتبرون أن الوجود الفارسي
على تخومهم ساعد في تحضرهم
وتمدنهم، ولولاه لما كان لهم شأن
يذكر.
في المقابل يرى
الإسرائيليون أنهم متفوقون على
العرب، بدليل أنهم انتصروا عليهم
في حروب كثيرة.. ويقول أحد
المسئولين الإسرائيليين (( إننا
نعرف ما باستطاعة العرب فعله، وهو
ليس بالشيء الكبير )) في إشارة
إلى استهزائه بقدرتهم على فعل شيء
حيال الأمور.
و إذا ما أمعنا
النظر في الوضع الجيوسياسي الذي
تعيشه كل من إيران وإسرائيل ضمن
المحيط العربي، فسنلاحظ أنهما
تلتقيان أيضاً حالياً في نظرية ((
اللا حرب.. واللا سلام )) ..
الإسرائيليون لا يستطيعون إجبار
أنفسهم على عقد سلام دائم مع من
يظنون أنهم أقل منهم شأناً ولا
يريدون أيضاً خوض حروب طالما أن
الوضع لصالحهم، لذلك فإن نظرية
(( اللا حرب واللا سلام )) هي
السائدة في المنظور الإسرائيلي..
في المقابل فقد توصل الإيرانيون
إلى هذا المفهوم من قبل، واعتبروا
أن (( العرب يريدون النيل منّا ))
.
الأهم من هذا كله،
أن الطرفين يعتقدان أنهما منفصلان
عن المنطقة ثقافياً وسياسياً،
وأثنيا الإسرائيليون محاطون ببحر
من العرب ودينيا محاطون بالمسلمين
السنة.. أما بالنسبة لإيران
فالأمر مشابه نسبياً، عرقياً هم
محاطون بمجموعة من الأعراق غالبها
عربي، خاصة إلى الجنوب والغرب،
وطائفياً محاطون ببحر من المسلمين
السنة.
وحتى ضمن الدائرة
الإسلامية فإن إيران اختارت أن
تميز نفسها عن محيطها عبر إتباع
التشيع ألصفوي بدلاً من المذاهب
السني والشيعي العربي السائد في
مناطق العرب.
الصفقة الايرانية
الامريكية
بينما كان
الأميركيون يغزون العراق في أبريل
من العام ٢٠٠٣، كانت إيران تعمل
على إعداد (( اقتراح جريء ومتكامل
)) يتضمن جميع المواضيع المهمة
ليكون أساساً لعقد (( صفقة كبيرة
)) مع الأميركيين عند التفاوض
عليه في حل النزاع
(الأميركي–الإيراني) .
تم إرسال العرض
الإيراني أو الوثيقة السرية إلى
واشنطن، وعرض الاقتراح الإيراني
السري مجموعة مثيرة من التنازلات
السياسية التي ستقوم بها إيران في
حال تمت الموافقة على (( الصفقة
الكبرى ))، وهو يتناول عدداً من
المواضيع منها: برنامجها النووي،
وسياستها تجاه إسرائيل، ومحاربة
القاعدة.. كما عرضت الوثيقة إنشاء
ثلاث مجموعات عمل مشتركة
(أميركية-إيرانية) بالتوازي،
للتفاوض على «خارطة طريق» بخصوص
ثلاثة مواضيع: أسلحة الدمار
الشامل ، الإرهاب والأمن الإقليمي
، التعاون الاقتصادي .
فإن هذه الورقة هي
مجرد ملخص لعرض تفاوض إيراني أكثر
تفصيلاً كان قد علم به في العام
2003 عبر وسيط اوربي نقله إلى
وزارة الخارجية الأميركية بعد
تلقيه من احدى السفارات الاوربية
أواخر ابريل من العام 2003.
هذا وتضمنت
الوثيقة السرية الإيرانية لعام
2003 والتي مرت بمراحل عديدة منذ
١١ سبتمبر 2001 ما يلي:
1- عرض إيران
استخدام نفوذها في العراق لـ
تحقيق الأمن والاستقرار، وإنشاء
مؤسسات ديمقراطية، وحكومة غير
دينية .
2- عرض إيران (
شفافية كاملة ) لتوفير الاطمئنان،
والتأكيد على أنها لا تطور أسلحة
دمار شامل، والالتزام بما تطلبه
الوكالة الدولية للطاقة الذرية
بشكل كامل ودون قيود.
3- عرض إيران
إيقاف دعمها للمجموعات الفلسطينية
المعارضة، والضغط عليها لإيقاف
عملياتها العنيفة ضد المدنيين
الإسرائيليين داخل حدود إسرائيل
العام 1967.
4- التزام إيران
بتحويل حزب الله اللبناني إلى حزب
سياسي منخرط بشكل كامل في الإطار
اللبناني.
5- قبول إيران
بإعلان المبادرة العربية التي
طرحت في قمة بيروت عام 2002، أو
ما يسمى «طرح الدولتين» والتي تنص
على إقامة دولتين والقبول بعلاقات
طبيعية وسلام مع إسرائيل مقابل
انسحاب إسرائيل إلى ما بعد حدود
١٩٦٧.
المفاجأة الكبرى
في هذا العرض كانت تتمثل في
استعداد إيران تقديم اعترافها
بإسرائيل كدولة شرعية !!.. لقد
سبب ذلك إحراجاً كبيراً لجماعة
المحافظين الجدد والصقور الذين
كانوا يناورون على مسألة ((تدمير
إيران لإسرائيل)) ومحوها عن
الخريطة ونظرية الشيطان الاكبر
والاصغر .
تعطيل الصفقة
الإدارة
الأميركية، المتمثلة في نائب
الرئيس الأميركي ديك تشيني ووزير
الدفاع آنذاك دونالد رامسفيلد،
كانت وراء تعطيل هذا الاقتراح
ورفضه على اعتبار ((أننا (أي
الإدارة الأميركية) نرفض التحدث
إلى محور الشر)) ، بل إن هذه
الإدارة قامت بتوبيخ الوسيط
الاوربي الذي قام بنقل الرسالة.
إيران حاولت مرات
عديدة التقرب من الولايات
المتحدة، لكن إسرائيل كانت تعطل
هذا المساعي دوماً خوفاً من أن
تكون هذه العلاقة على حسابها في
المنطقة.
ومن المفارقات أن
اللوبي الإسرائيلي في أميركا كان
من أوائل الذين نصحوا الإدارة
الأميركية في بداية الثمانينيات
بألاّ تأخذ التصريحات والشعارات
الإيرانية المرفوعة بعين
الاعتبار، لأنها ظاهرة صوتية لا
تأثير لها في السياسة الإيرانية.
ان طبيعة العلاقات
بين هذا المحور (( الايراني
الاسرائيلي الامريكي )) يستلزم
فهمًا صحيحاً لما يحمله النزاع
الكلامي الشفوي الإعلامي، ضمن
إطار اللعبة السياسية التي تتبعها
هذه الأطراف الثلاثة..
وان هناك وجهتي
نظر للعلاقات بين اطراف هذا
المحور وهي:
أولاً: الاختلاف
بين الخطاب الاستهلاكي العام
والشعبي ((أي ما يسمى
الأيديولوجيا هنا)) ، وبين
المحادثات والاتفاقات السرية التي
يجريها الأطراف الثلاثة غالباً مع
بعضهم البعض ((أي ما يمكن تسميته
الجيواستراتيجيا هنا)) .
الاختلافات في
التصورات والتوجهات استناداً إلى
المعطيات الجيوستراتيجية التي
تعود إلى زمن معين ووقت معين،
ليكون الناتج محصلة في النهاية
لوجهات النظر المتعارضة بين
«الأيديولوجية» و«الجيوستراتيجية»
، مع الأخذ بعين الاعتبار أن
المحرك الأساسي للأحداث يكمن فی
العامل «الجيوستراتيجي» وليس
«الأيديولوجي» الذي يعتبر مجرد
وسيلة أو رافعة.
بمعنى أبسط، أن
العلاقة بين المثلث
(الإسرائيلي-الإيراني-الأميركي)
تقوم على المصالح والتنافس
الإقليمي والجيواستراتيجي، وليس
على الأيديولوجيا، والخطابات
والشعارات التعبوية الحماسية..
إلخ.
وفي إطار المشهد
الثلاثي لهذه الدول، تعتمد
إسرائيل في نظرتها إلى إيران على
«عقيدة الطرف» الذي يكون بعيداً
عن المحور، فيما تعتمد إيران على
المحافظة على قوة الاعتماد على
«العصر السابق» أو التاريخ حين
كانت الهيمنة «الطبيعية» لإيران
تمتد لتطول الجيران القريبين
منها، وبين هذا وذاك يأتي دور
اللاعب الأميركي الذي يتلاعب بهذا
المشهد ويتم التلاعب به أيضاً
خلال مسيرته للوصول إلى أهدافه
الخاصة والمتغيرة تباعاً.
ثانيا :- ان
حقيقة أن إيران وإسرائيل تتنافسان
ضمن دائرة نفوذهما في العالم
العربي، هذا التنافس طبيعي وليس
وليد الثورة الخمينية في إيران،
بل كان موجوداً حتى إبان حقبة
الشاه «حليف إسرائيل» ، فإيران
تخشى أن يؤدي أي سلام بين إسرائيل
والعرب إلى تهميشها إقليمياً،
بحيث تصبح معزولة، وفي المقابل
فإن إسرائيل تخشى من الورقة
«الإسلامية» التي تلعب بها إيران
على الساحة العربية ضد إسرائيل.
تاثير السلام على
مصالح ايران
ان حل القضيه
الفلسطينية (( السلام بين إسرائيل
والعرب )) يضرب مصالح إيران
الإستراتيجية في العمق في هذه
المنطقة، ويبعد الأطراف العربية
عنها، لا سيما سورية، مما يؤدي
إلى عزلها استراتيجياً، ليس هذا
فقط، بل إن التوصل إلى تسوية
سياسية في المنطقة سيؤدي إلى
زيادة النفوذ الأميركي والقوات
العسكرية وهو أمر لا تحبذه طهران.
وهناك اعتقاد ان
انسحاب إسرائيل من جنوب لبنان في
العام 2000 هو أن إسرائيل أرادت
تقويض التأثير والفعالية
الإيرانية في عملية السلام، من
خلال تجريد حزب الله من شرعيته
كمنظمة مقاومة، بعد أن يكون
الإنسحاب الإسرائيلي قد تم من
لبنان.
وكان هناك
اجتماعات سرية كثيرة عقدت بين
إيران وإسرائيل في عواصم أوروبية،
اقترح فيها الإيرانيون تحقيق
المصالح المشتركة للبلدين من خلال
سلة متكاملة تشكل صفقة كبيرة،
وتابع الطرفان الاجتماعات فيما
بعد وكان منها اجتماع ((موتمر
أثينا)) في العام 2003 والذي بدأ
أكاديمياً وتحول فيما بعد إلى
منبر للتفاوض بين الطرفين تحت
غطاء كونه مؤتمراً أكاديمياً.
أن المسئولين
الرسميين الإيرانيين وجدوا أن
الفرصة الوحيدة لكسب الإدارة
الأميركية تكمن في تقديم مساعدة
أكبر وأهم لها في غزو العراق
العام 2003، عبر الاستجابة لما
تحتاجه، مقابل ما ستطلبه إيران
منها، على أمل أن يؤدي ذلك إلى
عقد صفقة متكاملة تعود العلاقات
الطبيعية بموجبها بين البلدين
وتنتهي مخاوف الطرفين .
وقد اضطرت
الولايات المتحدة الأمريكية الى
الاخذ مراجعة الصفقة السابقة او
العرض الإيراني السابق بعد تأكدت
من امكانية الفعل الإيراني بداخل
العراق وخصوصا في ظل تموضع طائفي
اوجدتهه الأحزاب الطائفية
الإيرانية والذي اثر بشكل سلبي
وكبير على قوة المقاومة العراقية
التي كان تتشكل من كل الشعب
العراقي . لتخرج منها ايران جزء
كبير من الشعب العراقي عن طريق
سيطرة أحزابها الطائفية على
المناطق المهمة والحساسة بالعراق
ان اهم أسباب مراجعة امريكا
للصفقة التي عرضت سابقا من ايران
هوة قيام المليشيات الإيرانية
باثارت الفتن والتطرف والتفجيرات
وكذلك الاغتيالات التي قامت بها
هذه المليشيات للكوادر العراقية
وعملية دق إسفين بين شيعة العراق
وسنته . وهنا استفادت أمريكا من
هذا الوضع لتشكل ديوثوا الصحوات
كقوة عسكرية لها عدة اهداف منها
·
الوقوف بوجه
العمليات التي تقوم بها الفصائل
المقاومة وتحييد عملها واعتقال
اعضائها وتحييد عملها
·
حماية المناطق
السنية من المتطرفين الشيعة الذين
يأتمرون بأوامر إيران لأجل إبقاء
الالتصاق بين الصحوات والقوات
الامريكية
·
مطاردة أعضاء
وتنظيمات حزب البعث المقاوم
وتصعيب عملية ادارة النزاع عليهم
ضد الامريكان
·
مطاردة أعضاء
تنظيم القاعدة وهوة هدف غير أساسي
لان تنظيم القاعدة مرتبط اصلا
بايران وهوة صنيعة المخابرات
الأمريكية
ومن هنا نلاحظ كيف
انهوا إيران استطاعت إرغام امريكا
على ان تراجع عرضها بواسطة
المتاجرة بدم العراقيين باستغلال
الاحزاب العميلة المرتبطة بها
لتنفيذ سياساتها بالعراق وأتصور
ان إيران حصلت على ما تريد بالضبط
نعود الان الى
العلاقات الإسرائيلية الإيرانية
بعد نجاح السياسة
الإيرانية بالعراق باستغلال
أحزابها المرتبطة بها قامت ايران
بلعب نفس اللعبة مع اسرائيل ايضا
فبواسطة حزب الله استطاعت ايران
من تشكيل ضغط عسكري كبير جدا على
اسرائيل في جنوب لبنان لإرغامها
على صفقة من نوع اخر وكان الثمن
هوة دم ألبنانيين والمستفيد هوة
إيران وفي الجنوب استغلت ايران
المشاكل الفلسطينية الداخلية بين
فتح وحماس للتغلغل بداخل قطاع غزة
وكتعريف لحماس
أعلن عن تأسيسها
الشيخ : الشيخ أحمد ياسين بعد
حادث الشاحنة الصهيونية في 6
ديسمبر 1987م حيث إجتمع سبعة من
كوادر وكبار قادة جماعة الإخوان
المسلمين العاملين في الساحة
الفلسطينية . أصدرت حماس بيانها
الأول عام 1987 إبان الانتفاضة
الفلسطينية التي اندلعت في الفترة
من 1987 وحتى 1994، لكن وجود
التيار الإسلامي في فلسطين له
مسميات أخرى ترجع إلى ما قبل عام
1948 حيث تعتبر حماس نفسها
امتدادا لجماعة الإخوان المسلمين
التي تأسست في مصر عام 1928.
وقبلا إعلان الحركة عن نفسها عام
1987 كانت تعمل على الساحة
الفلسطينية تحت اسم "المرابطون
على أرض الإسراء"
لا تؤمن حماس بأي
حق لليهود الذين احتلو فلسطين عام
1947 في فلسطين ، ولكن لا تمانع
في القبول مؤقتا وعلى سبيل الهدنة
بحدود 1967، ولكن دون الاعتراف
لليهود الوافدين بأي حق لهم في
فلسطين التاريخية.
وتعتبر صراعها مع
الاحتلال الإسرائيلي "صراع وجود
وليس صراع حدود".
وتعتقد حماس أن
مسيرة التسوية بين العرب وإسرائيل
التي انطلقت رسميا في مؤتمر مدريد
عام 1991 أقيمت على أسس خاطئة،
وتعتبر اتفاق إعلان المبادئ بين
منظمة التحرير الفلسطينية
وإسرائيل والذي وقع عام 1993 ومن
قبله خطابات الاعتراف المتبادل ثم
تغيير ميثاق المنظمة وحذف الجمل
والعبارات الداعية إلى القضاء على
دولة إسرائيل تفريطا بحق العرب
والمسلمين في أرض فلسطين
التاريخية.
قررت حركة حماس في
العام 2005 المشاركة في
الانتخابات التشريعية الفلسطينية،
وهو الأمر الذي لم تقم به في
الانتخابات التشريعية السابقة عام
1996، وفي 26 يناير 2006، تم
الإعلان عن نتائج الانتخابات التي
تمخضت عن فوز كبير لحركة حماس في
المجلس التشريعي بواقع 76 مقعد من
أصل 132 مقعد، مما أعطى حماس
أغلبية في المجلس، وهذا يدل على
شعبيتها الضخمة في فلسطين . و في
استطلاع للرأي أجراه المركز
الفلسطيني للبحوث السياسية
والمسحية نشرت نتائجه في 9 يونيو
2008 سجل تزايدا نسبيا في شعبية
حركة حماس في كل من الضفة الغربية
و قطاع غزة خلال الأشهر الثلاثة
السابقة.
حصلت خلافات
داخلية بين فتح وحماس ادت الى
انكفاء حماس بقطاع غزة والسيطرة
عليه عسكريين وفصل سلطتها عن سلطة
رام الله . وقطاع كقطاع غزة يحتاج
إدارته الى كثير من الجهد والمال
وبسبب القطيعة بينها وبين رام
الله فقدت حماس الكثير من الدعم
المادي للقطاع وكذلك محاصرة
إسرائيل للقطاع وكذلك مصر من
الجانب الجنوبي عن طيرق التضييق
على المعابر . وجدت حماس نتيجة
لتفكير ضيق من قادتها انها بدل من
ان تحل مشكلتها الداخلية
الفلسطينية ان تلجا الى دول اخرى
وهنا تلقفتها ايران عن طريق
مفاوضات غير مباشرة في سوريا ثم
زيارة مسؤولين من حماس الى طهران
مباشرة لتحصل حماس على دعم مادي
ولكن بشروط ومنها إعطاء الحرية
لفتح الحسينيات الايرانية واعطاء
مجال للدعاة الايرانيين
بالعمل في
قطاع غزة وقد تمخض عن هذا التصرف
الحقيقة الكثير من السلبيات ومنها
·
فقدان حماس للدعم
والتعاطف من الشعوب العربية
المحيطة بها بسبب الصراع القومي
الفارسي العربي الذي تغلفه إيران
بغلاف التشيع وهنا تكمن خطرة
التدخل الإيراني لانهوا تدخل مفرق
وليس موحد
·
توقعت حماس ان
يكون دعم ايران مشابه لدعمها لحزب
الله لكن النتيجة كانت عكسية
فإيران لاتمتلك قدرة على ايصال
دعم الى حماس بسبب الحصار
الإسرائيلي لمنطقة غزة وكذلك
السيطرة المصرية على منطقة
المعابر
·
إيران تستطيع فقط
أن توصل دعم مادي عن طريق حكومتها
المنصبة بالعراق وهي مبالغ تافهه
مقارنة بما كانت تحصل عليه غزة من
الدعم العالمي والعربي
·
وجود العامل
الإيراني اعطى زخم للإعلام
المعادي لحماس لتصوير الامر
كانهوا صراع مفصول عن القضية
الفلسطينية وانهوا اسرائيل تصارع
الوجود الإيراني وليس الشعب
الفلسطيني
·
على حماس ان تعود
الى أحضان الشعب العربي وان تتخلص
من تحالفها الساذج مع ايران لان
ايران لاتريد خيرا بالقضية
الفلسطينية
خلاصة القول : ان
إيران وإسرائيل وأمريكا هؤلاء هم
مثلث التحالف الاستراتيجي كل من
يخدع بدموع التماسيح والتباكي
الذي تقوم به إيران على القضية
الفلسطينية او قضايا المنطقة هوة
مراهق سياسي ولا يفهم
الإستراتيجية السياسية لهذا
التحالف .
لم ولن تكون ايران
دولة داعمة لاي حركة تحرر في
المنطقة الا وفق أجندتها بالضغط
على باقي إطراف المثلث للحصول على
مكاسب على حساب أدواتها والثمن
دائما يدفعه العرب بدمائهم
|