الشعوب والأمم تخلد مآثرها من
خلال المواقف التي يتخذها أبنائها
إن كانت تصادما مع الأعداء أو
بأفعال توثق الدور الفاعل لهذه
الأمم أو الشعوب والأمة العربية
كانت من الأمم المتميزة بذلك كون
رجالها عبر العصور ولازمنه كانوا
من المتميزين في صنع الحدث وإقامة
الدالة على القيم الإنسانية التي
عملت بها ألامه ومن أبرزها
التضحية من اجل الوصول إلى
الغايات السامية التي تجلي غبار
الحقد والكراهية والصراع الحضاري
الذي يشنه أعدائها من اجل
انكفائها وانزوائها وصولا إلى قتل
الأمل في نفوس أبناء الأمة ومن
هنا توجهت كل سهام الحقد الدفين
إلى رموز الأمة إن كانوا قادة أو
مناضلين لأنهم منار إشعاع للغد
المنشود ، وقد سجل التأريخ جملة
من هذه المؤشرات إن كان على مستوى
التأمر المباشر أو الغير المباشر
بتسخيره الأدوات المعدة للعب هذا
الدور وكان العراق الجزء العربي
المميز في استهداف الرموز الوطنية
فيه لما يشكله من ثقل في المعادلة
الإقليمية والمتغيرات ضمن مكون
الأمة العربية بفعل الميزة التي
يمتاز بها الشعب العراقي .
من هنا تظهر الأسباب والدوافع
التي جعلت القوى المعادية للأمة
العربية تستهدف العراق و القائد
الرمز صدام حسين لما يمثلاه من
أمل للجماهير العربية وقوة فاعله
في استنباط المؤثرات التي تحتاجها
الأمة في بناء قدراتها
وإمكاناتها التي تمكنها من التصدي
الفعلي لكل الأطماع و النوايا
التي يراد منها استلاب الأمة
وحرمانها من الدور الذي لابد من
القيام به على مستوى الحركة
الإنسانية كونها امة رسالة ومهد
حضارة أشعت على العالم وقد ازداد
هذا الحقد والبغض التاريخي عندما
طرح المشروع القومي ألنهوضي
ارتكازا على تجربة حزب البعث
العربي الاشتراكي في العراق ،
فتم استثمار المتغير المعد سلفا"
في إيران ومن خلال شعاره تصدير
الثورة لإيقاف عجلة النمو
الاقتصادي والمتغيرات السياسية
التي يراد منها إنضاج التجربة
البعثية الهادفة إلى إيجاد
القاعدة الجماهيرية العرضية لتكون
قاعدة الارتكاز في بناء المجتمع
العربي الديمقراطي الاشتراكي
الموحد فتم شن العدوان المسلح على
العراق في 4/9/1980 وما سبقها من
تدخل مباشر بالشأن الداخلي
العراقي وإصرار نظام الملا لي
على التمسك بما قام به نظام
الشاهنشاه من احتلال للأراضي
العربية في جزر طنب الكبرى
والصغرى وأبو موسى وظهور دعوات
أحقية إيران في دولة البحرين ،
وبفعل الاندماج فيما بين القيادة
والشعب العراقي تم تجاوز المخطط
بالنصر المبين يوم 8 / 8 / 1988
عندما استسلم خميني واقر بالهزيمة
لمشروعه التوسعي بالقبول بقرار
وقف إطلاق النار وكأنه كأس سم
زؤام
ولما ظهر عليه العراق بعد حرب
ثمان سنوات بالرغم من عدم التجانس
من حيث الموارد البشرية والمادية
فيما بين العراق وإيران وخروج
العراق من الحرب وهو يمتلك
القدرات العلمية المبدعة على
مستوى التصنيع العسكري واجتياز
العراق للاحتكار العلمي
التكنولوجي حرك التحالف
الامبريالي الصهيوني عملائه في
الكويت لإيجاد الضغط الاقتصادي
على العراق مردفا بأطماع وتجاوزات
على الثروات الوطنية وسرقة
البترول من حقول الرملية وان
مقولة القائد الشهيد صدام حسين
رحمة الله ورضوانه عليه في مؤتمر
بغداد عام 1989 كانت تعبيرا واضحا
ودقيقا عن بعد التأمر الذي تقوم
بتنفيذه بعض الأنظمة العربية
لإعاقة حالة الاقتدار التي بدأت
الأمة تتلمسها وكان هذا النزول
المباشر لقوى العدوان أي تنفيذ
الحرب المباشرة بعد الإخفاقات
والهزيمة التي لحقت بالعدو من
خلال حربه التي شنتها قوى الحقد
الحضاري بالنيابة عنه فتم التحشيد
للحرب الكونية الثالثة حيث التقت
إرادة ثلاثة وثلاثون دوله ومن
تعاون معها بالخفاء كي يقتل
الوليد الناهض في التجربة العربية
واستمر العدوان طيلة ثلاثة عشر
عاما مرفقا باخس حصار اقتصادي نال
الإنسان العراقي وغلق كل منافذ
العلم والمعرفة لشموليته لان
الهدف الأساس هو الإنسان ولكن لم
يفلح لان الإرادة الوطنية
والقومية التي تتحلى بها قيادة
العراق جعلت كل أحلامهم ومخططاتهم
تبوء بالفشل مما دعا المجرم
المهزوم بوش وبدفع من الأنظمة
العربية الضالعة بالجريمة وخاصة
حكام الكويت أن يحشد لحرب كونية
رابعة ضد العراق الذي يقف في
ساحة المنازلة بمفرده من حيث
قياسات العد ولكن الله الواحد
الأحد وإرادة الجماهير العربية
معه .
قالها المجرم بوش علانية
وبالمباشر ( لابد من احتلال
العراق ، وإنها حرب صليبية )
وهذا هو المضمون الحقيقي للعدوان
بمختلف مراحله وتوجهاته والمبررات
المطروحة لان العراق هو قاعدة
الارتكاز العربية للنهوض والتصدي
لما يمتلكه من مقومات الاقتدار
والقوة وما اكتسب الجيش العراقي
من خبرة كانت مفقودة عند الجيوش
العربية وهي الحرب طويلة الأمد
التي لا يستطيع الكيان الصهيوني
من مجاراتها ووجود القيادة
القومية الوطنية التي تشكل الخطر
الأساس على مخططاتهم لأنها تمتلك
الإرادة الوطنية والإيمان الحق
بأهداف الأمة وتطلع جماهيرها .
إن ما أفرزته سني الغزو والاحتلال
تعزز ما ذهبنا إليه حيث تم ا
يقاض الفتنة الطائفية المقيتة
التي تهد وتدمر النسيج الاجتماعي
العراقي إضافة إلى العمل من اجل
تفتيت العراق وتقسيمه من خلال
مشاريع الفدرالية والأقاليم التي
يتبناها عدو العزيز الحكيم ودمى
حكام الكويت أمثال الخائن وائل
عبد اللطيف ومن هم على شاكلته
والدور الذي يؤديه الحزب
اللااسلامي لتمرير العملية
السياسية التي رسمتها الإدارة
الأمريكية ، وان الحرب الإعلامية
التي شنتها الإدارة الأمريكية
وعملائها وأدواتها ضد القيادة
العراقية الوطنية وحزب البعث
العربي الاشتراكي كان الغرض
الأساس منها إسقاط مشروعية الفكر
القومي العربي والدور الريادي
الذي يقوم به في صراع الأمة مع
أعدائها وان الجريمة المرتكبة
بحق القائد الشهيد صدام حسين تعبر
عن اعلي مراحل هذا العداء
والاستهداف تصورا منهم بقدرتهم
على تحقيق أهدافهم وغاياتهم
والذي حصل على ارض الواقع هو
اشتداد المقاومة وتبلورها بما
يعزز روحية التصدي والرفض المستمر
لكل ما نتج عن الاحتلال وترتب
عليه والذي يقابله الانهيار
المتواصل في جناح الأعداء
الخارجيين والداخل تمهيدا للهزيمة
الكبرى ألآتية بإذن الله وعونه
لجمع الكفر ومن والاهم
المجد والخلود لك سيدي القائد
الشهيد وان وقفة التحدي التي
رسمتها سيفا"بتارا طال كل الرؤؤس
العفنة التي أرادت التشفي
والانتقام من كل المناضلين
باغتيالك أوقدت جذوة الصبر
والمطاولة لدى أبنائك ورفاقك
المرابطين لأرض الجهاد والتضحية
عراق المجد والتأريخ
العزة والخلود لكل المناضلين الذي
فدو العراق بحياتهم
الحرية للمناضلين والمقاومين
الأسرى
عاش العراق وسادة امن الأمة
وأمانها
ألله أكبر ألله أكبر
ألله أكبر |