يعد حزب
الإخوان المسلمين في العراق من
اكبر الأحزاب التي تتصف بالطابع
الديني فتنظيماتها كانت معروفة
ونشاطاتها واسعة بحيث امتدت
قاعدتها الشعبية لتشمل مجاميع
كبيرة من السنة العراقيين , وكان
لحزب الإخوان المسلمين امتداداته
التواصلية مع بقية التنظيم على
مستوى الوطن العربي وهم
جماعة تصف نفسها بأنها إصلاحية
شاملة أسسها حسن البنا في مصر عام
1928 كحركة إسلامية سرعان ما
انتشر فكر هذه الجماعة لتصل إلى
كل الدول العربية والإسلامية
ومنها العراق حيث تأسست بقيادة
محمد محمود الصواف .
وتدعي الجماعة
من أنها هيئة سياسية نتيجة فهمهم
العام للإسلام وان مشاركتهم
السياسة تأتي من منطلق إصلاح
الأمة وتطبيق تعاليم الإسلام
وأحكامه , واتبع الإخوان نهج
إنشاء أجنحة متعددة للتنظيم ربما
حماية له من المعارضة الحكومية
لوجودهم و ربما من اجل أن ينأى
عن أي خطأ استراتيجي تقوم به
قياداته , وربما هذا ما سنسال عنه
؟,
وبصورة عامة
فإننا نشخص على عجالة تحركات
الإخوان المسلمين في الجانب
السياسي على مستوى الوطن العربي
من انه أصبح واضحا استعداد
الجماعة للمشاركة والتعامل بأي
نشاط أو حكم أو مؤسسة مهما كانت
تقف ضدهم و مهما كانت استبدادية
,محتكرة للسلطة, أم عميلة , أو
استعمارية محتلة! ,أو استحواذية
كي يجعلهم هذا الاشتراك ضمن
الهالة الضوئية الإعلامية
لاستغلالها في توسيع الدعاية
الإعلامية للجماعة لغرض الانتشار
وعلى نطاق أوسع مما لو كان نشاط
الجماعة سريا ..
فلقد رأينا
كيف أن الحزب في تركيا مثلا ارتضى
وأعلن عن موافقته و تبنيه
للعلمانية مما ساعد ذلك في
تواجده في أعلى سلطة ,ورأينا حماس
فلسطين كيف ترتضى التعامل مع
العدو الصهيوني وتقيم تحالفات مع
غير العرب من مجوس إيران بالرغم
من أنهم يحتلون بالمعية مع
الأمريكان العراق ويخربون البنية
التحتية له , وكذا الشيء في سوريا
فسمعنا السيد
حسن عبد العظيم يدعو حكومته
إلى النهج على منوال المصالحة
التي أنجزها العلويين والسنة في
مدينة طرابلس شمال لبنان وإجراء
مصالحة تاريخية مع جماعة الإخوان
المسلمين التي قال بأنه لم يعد
هناك أي مبرر سياسي أو أمني
لاستثنائها من العودة إلى الوطن
والعمل من داخله
بصورة علنية ..
أما في العراق
فان الأجنحة المعروفة لدينا هي :
الحزب الإسلامي العراقي – حماس
العراق – الاتحاد الإسلامي
الكردستاني , منها جناح تعامل
مباشرة مع المحتلين وعملائهما
وارتضى الجلوس الخياني معهم ومنها
ما يميز ذلك الجناح بالكفاح
المسلح الرافض لوجود الاحتلال.
ولكن يبقى التنظيم الأساسي القائد
لكل هذه الأجنحة هو الاسم المعروف
بالإخوان المسلمين.. وعليه فقد
جاء بيانه الأخير الرافض لما يسمى
بالاتفاقية الأمنية وتدرج انسحاب
المحتل الأمريكي من العراق ليضع
النقاط على الحروف ويثير عدة
تساؤلات على الصعيدين الحزبي
الداخلي للتنظيم و من قبل الأحزاب
الأخرى المراقبة لنشاط الإخوان
المسلمين.
إن مبدأ
المشاركة هذا له كلفة وتبعات
أصبحت تطال التنظيم داخليا
وخارجيا منها وجود المعارضة
الكبيرة الداخلية التي يحملها
قدماء الحزبيين من الإخوان ومنها
ما حملته القاعدة الجماهيرية
الجديدة التي يدفعها الحافز
الديني للانضمام لهذا الحزب الأمر
الذي أدى للتصادم والتلاطم بين
الأفكار التحررية الجهادية
والخنوع للاستعمار والخونة من
خلال التعامل معهم .
إن مبدأ تكوين
هذه الأجنحة المتعددة لتصبح قابلة
للتعامل مع أي واقع أو ظرف أو جهة
ما ,هو مبدأ اتبعه أصحاب التقية
من مجوس إيران لا ندري هل نضج
أكلها بداخل تنظيم الإخوان بحيث
صاروا يمارسون هذه التقية أنفسهم
أم أنها ولدت متقابلة معها بنفس
التاريخ , أم أن اختراق هذه
الأحزاب من عديمي وضوح النية أدى
إلى أن ينتهج الحزب هذا التناقض
الواضح بين المنهج والتطبيق ؟ !
فعلى صعيد مجوس إيران ( واسميهم
مجوس لأني لم أجد ما يناسب حكام
إيران المتعاقبين غير هذه التسمية
) فإنهم قد أسسوا في العراق عدة
أحزاب أو تيارات يتم قيادتها كما
تقاد الدمى في مسرحية الليلة
الكبيرة ( العرائس ) بحيث يكون
تواجد ونفوذ المجوس في الساحة
العراقية حاضرا في أي نتيجة تصل
إليها الأمور فالكل ممن يسمون
أنفسهم أحزاب شيعية مشاركة في ما
يسمى العملية السياسية في العراق
هو عميل متبع لأوامر المجوس شاء
أم أبى أو اظهر ذلك أو نكر , وقد
تم تقسيمهم إلى أجنحة متعددة
:عميل واضح وعلني وعميل متغير
ومتقلب وعميل مناوئ صوريا فمنهم
من يظهر عمالته الواضحة للمجوس
ومنهم من يعلن وفاءه وعمالته
للأمريكان ومنهم من يدعي مقاومته
للأمريكان ,مرة يرفع السلاح ومرة
يرفع رجليه! وبما إن الجميع عملاء
فان أي طرف سينتصر في الصراع
السياسي أو القتالي على الساحة
العراقية وتكون له الغلبة فان
موقع قدم المجوس سيكون ممثل في أي
حكومة أو شان عراقي يخلص بالنتيجة
أو تصير إليه الأمور
..
هي ليست
مقارنة وإنما وجدنا ضرورة الإشارة
إليها في مقالنا هذا فحزب الإخوان
المسلمين كأنه يمارس نفس العملية
فمن ناحية انه حزب يعتمد الإسلام
عقيدة :عليه أن يرفض الاحتلال بكل
أشكاله ويرفض التعامل معه ومع
مؤسساته لذلك فان لديه جناحا
عسكريا يقاوم الاحتلال إلا انه
بنفس الوقت لديه جناح كبير مشارك
في السلطة العميلة راضيا بدور
خيانة العراق والشعب ومتعاملا مع
المحتل في شتى مجالاته وآخرها
الموافقة على معاهدة العار
والعمالة الأمنية التي تخلص
المحتل من مسؤولياته القانونية
والإنسانية تجاه كل أعماله
العدوانية الإجرامية بحق بلدنا
وشعبنا في العراق . , إذن
فالنتيجة هي أن الإخوان سيطفون
على السطح أيضا مع عملاء المجوس
في أي تشكيل ووضع يصير إليه
العراق !! . وهذا نفاق ما بعده
نفاق. فأين تطبيقهم العملي في
شعارهم :
"
الله غايتنا والرسول زعيمنا
والقران دستورنا والجهاد سبيلنا
والموت في سبيل الله أسمى أمانينا
" .
؟ ! لماذا أصبح الموت من اجل
السلطة هو الشعار المطبق ؟ !!
أعتقد انه
يحق لنا كما يحق للجميع أن يبادر
بالسؤال هنا وهو هل.. من بعد خمس
سنين من المجازر والإجرام والقتل
والسرقة والدمار واليأس: صحت
الجماعة أخيرا لتقول كلمتها .. أم
احتاجت كل هذا الوقت لتدرك ما
يحصل ؟! أم كي يسجلها التاريخ
كمشاركة مع الجناح المجوسي الصدري
في محاصصة طائفية بين السنة
والشيعة في عملية الرفض ؟!!
لماذا جناح
لكم
يواصل مع المحتلين الأمريكان
وعناصر جيش القدس الإيراني
والميليشيات العميلة والموساد
الصهيوني استباحتهم لأرضكم
الطاهرة وتمزيق عراقكم الأشم إلى
دويلات الطوائف والأعراق
المتقاتلة
كي تذهب ريحكم؟؟ لماذا لا تتخذوا
موقفا واحدا وموحدا تجاه الله
وبلدكم وشعبكم ,, أين انتم من
الآية الكريمة التي تقول ((
قلْ إِنْ كنتمْ تحبونَ الله
فاتّبعوني يحببْكمْ الله و يغفرُ
لكم ذنوبكُم )). آل عمران:31 .
نأمل أن
يكون هذا البيان الرافض لما يسمى
المعاهدة الأمنية الخيانية بداية
نهوض من جديد لحزب الإخوان نافضين
عن أكتافهم تراب المهادنة مع
المحتل وعملائهم فأنكم لا تزالون
لدينا كمن خلط عملا صالحا وطالحا,
فألا تدعونا الحكمة إلى حب
الإنسان العراقي وبلدنا ونقاوم
الاحتلال وما جاء به من تفرقة
عنصرية وطائفية وان نحمل السلاح
سويا من اجل إخراج العملاء
والمحتلين وان نعمل لتأسيس عراقا
موحدا دافعه حب الله والدين وحب
الوطن والشعب .. أخوان متعاونون
متعاضدون موحدون.. وهذا ما نتمناه
لكم, كي لا ينطبق عليكم المثل
الذي يقول (..أكلت منذ أن اٌكل
الثور الأبيض ؟!
). |