﴿ ان الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص ﴾

﴿ انفروا خفافا وثقالا وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم ﴾

صدق الله العظيم

العرب والمسلمين واحرار العالم أنشرحت أساريهم وهم يرون على شاشات التلفاز الاحمقين بوش الصغير وكلبه المدلل نوري المالكي يلهثان تنهال عليهم صواريخ البطل منتظر الزيدي ، ولا ينكر هذا الا جاحد كافر . والعملية البطولية مهما حاول الخونة والعملاء والجواسيس النيل منها ، فهي بادرة تحتاج من العرب نفوسا مؤمنة وقلوبا سليمة ، والعمل على تقوية الايمان بالمقاومة العراقية التي تحتاج تضحية بالمال والجهود . و ان تحرير العراق وانتصار المقاومة تحتاج من الامة الى قوة نفسية عظيمة تتمثل في عدة امور :

ارادة قوية لايتطرق اليها ضعف ، ووفاء ثابت لايعدو عليه تلون ولا عذر ، وتضحية عزيزة لا يحول دونها طمع ولا بخل ، وايمان بالجهاد وتقديرا له . ( ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ) . وينادي الاسلام ابناءه ومتبعيه فيقول لهم ( واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا ) .

يتحدث السياسيون والعسكريون العرب عن اختلال موازين القوى ، متناسين ومتجاهلين ان الامة العربية وصلت الى ( انعدام التوازن ) وليس اختلاله لأنها خرجت من نطاق الجاذبية التي كانت تشدنا الى الارض على اقل تقدير . والوطنية والقومية اصبحت متدنية وغير قابلة للصرف ، فوجودنا كله اصبح تحت رحمة الاعداء والخونة والجواسيس والعملاء ، وويل لأمة فقدت قدرتها على الغضب .

لكثرة ما ادلهمت بنا الخطوب وما تواجهه امتنا اليوم ، فتشت عن ظروف مشابهة في تاريخ امة حية اخرى واجهتها اخطار لا تقل هولا عما يواجه امتنا اليوم فأستجابت لها استجابة جريئة خارقة لعلها تصنف في حيز اللامعقول بالمقاييس المتعارف عليها ولكنها كانت معقولة ومقبولة في مقاييس عظماء الرجال ، فوجدت ابان الحرب العالمية الثانية ان وزارة الحرب البريطانية بأيحاء والحاح من الجنرال ديجول بأعلان وحدة فورية شاملة وكاملة وغير قابلة للانفصال بين بريطانيا وفرنسا ، وحكومتيهما ومؤسساتهما وشعبيهما وجيشهما بحيث يصبح البريطاني فرنسيا والفرنسي بريطانيا ، وكأنها امة واحدة منذ فجر التاريخ .

ليت في امتنا قائدا عربيا يعلن مع القوى الوطنية العراقية والمقاومة الباسلة وحدة العراق ( سورية او الاردن او السعودية او مصر ) ، ليت القادة العرب المتناحرين ، وهم قادة امة واحدة وليس امتين كما كان الحال بالنسبة لبريطانيا وفرنسا يستدركون ان العراق عربيا مسلما وهو جزء من العرب والاسلام ويتحملون مسؤوليتهم بدعم المقاومة لتحرير العراق من التحالف الاميركي الصهيوني الفارسي . واقلها ( لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم) يطالبون بخروج قوات الاحتلال والغزو الاميركي الصهيوني الفارسي من العراق ، ويعلنون عن ارسال قوات عربية لسد الفراغ الذي يدعون ان كانوا مرتعدين أو خائفين من حالة فراغ امني .

عالمنا العربي تعصر رقبته كما تعصر رقبة الدجاجة ، والعراق مستباحة ارضه ومقدساته وشرفه ، ومتوقع ان تستباح الامة وطنا بعد وطن ، وعاصمة بعد عاصمة ، وحرمة بعد حرمة ، وليس فيه رجال يتنادون كما تنادى ديجول وتشرشل واصحابهما في وجه الملمات ، فيقد مون على عمل جريء حاسم ينقذ او طانهم ، وشرفهم ، وحرمتهم .

اجزم جزما قاطعا ان فعلوا كما فعل ويفعل عظماء الرجال ، يدخلون التاريخ والجنة من اوسع ابوابها . وأجزم جزما قاطعا لو فعلوا لغيروا مجرى التاريخ والتاريخ كله ، ولقلبوا الموازين التي ينفخ فيها اعداءهم لغير صالحهم ، بل لهلاكهم واهلاكهم ولأعادوا كتابة التاريخ .

لعل قادة الامة يستلهمون قيمنا الروحية والاخلاقية الاصيلة . ويعودوا لقراءة التاريخ ان كانوا يحسنون القراءة في فترة زمنية لا تتجاوز مائة عام بعد انتقال رسولنا الاعظم الى جوار ربه وحتى معركة تورز ( بلاط الشهداء ) في جنوب فرنسا عام 732 ميلادية .

ايها الاخوة رجال العراق الاحرار والشرفاء : القادة العرب لم ولن يفعلوا وما عليكم الا ان تكونوا على قدر التحدي ، وتوحدوا الصفوف وتتماسكوا وتواجهوا التحالف الاميركي الصهيوني الفارسي كالبنيان المرصوص ، وقد اصاب احمد شوقي كبد الحقيقة في بيته المأثور :

انما الامم الاخلاق ما بقيت فان همو ذهبت اخلاقهم ذهبوا .

و سينتصر العراق بأحراره وأبناءه الشرفاء بأذن الله .