في كل مرّة يخرج
علينا ويطل بهيئة الخنازير
المقيتة أحد رموز الغزو والاحتلال
الغاشم من اداريي اميركا او ذيل
الكلب بريطانيا او من الضباط
الذين ساهموا في الغزو ممن انتهت
ادوارهم الاجرامية وقذفت بهم
امواج السياسة الصهيونية
الامبريالية المتحجرة الجامدة
المادية الى مكبات قمامة التاريخ
المنسي وآخرهم, قائد جيش ذيل
الكلب بريطانيا .. في كل مرة
يحاول بها هؤلاء النازيّون الجدد
ان يعيدوا وجوههم الشمطاء الى
ذاكرة الزمن الذي يدوس عليهم
دونما اسف او رحمة فيقابلهم هذا
التلفزيون او ذاك لاغراض دعائية
مدفوعة الثمن ... نسمع ذات
العبارات من المتقاعدين المنسيين
في زوايا ممتلئة برائحة الدم الذي
يغرقهم بالبؤس والتعاسة والانفصام
... يرددون ذات العبارة التي تفوح
منها روائح الفشل الباحث عن شماعة
يعلق عليها .... وكل يقولها لغاية
غير شريفة في صدره المريض بأوجاع
الشقاء التي يعيش تحت وطأتها بعد
ما رآه بام عينيه من تدمير وقتل
وتمزيق لبلد وشعب آمن، ودونما أي
سبب يرضاه الله او اهل الارض ....
والعبارة هي ...
ان حل الجيش
العراقي واصدار قانون اجتثاث
البعث كان هو الكارثة ...
الانجليز يقولون
هذه العبارة لالقاء اللوم على
اميركا في فشل الغزو والاحتلال من
تحقيق أي من اهدافه وغاياته
والتلميح بان اميركا لا تجيد فن
السياسات الاستعمارية من جهة
ولانقاذ ماء وجه بريطانيا ذيل
الكلب من تبعات ذاك الفشل المريع،
وللايحاء بان هذين القرارين هما
سبب المقاومة !!!!. اما الامريكان
المنسحبون من دوائر الضوء الى
زوايا الموت البطئ حيث ياكل الدود
لحمهم وهم احياء فانهم يرددون ذات
العبارة الببغاوية ليتخلصوا من
حرج كل انواع الخيبة في كل جرة
قدم لهم فوق ارض الرباط التي
اذاقتهم طعم الطين والتراب والرمل
واشباح الخوف والرعب الرهيب,
وايضا لالقاء المسؤولية كلها على
متخصص الارهاب الذي اعيد الى
الخدمة بعد ان اكل عليه الدهر
وشرب ليتعاقد مرتزقا مع جيوش
المرتزقة ويصبح الحاكم المدني
لدولة الارهاب المحتلة اميركا في
العراق وهو الارهابي بول بريمر.
والآن .....
السؤال هو ... هل حقا ان حل الجيش
العراقي الباسل واصدار قانون
اجتثاث البعث هو الذي جاء
بالكوارث على الاحتلال, أي هل
انهما سبب المقاومة؟
هل ان الاحتلال
كان سينعم بكل انواع النجاح
وتتحقق لاميركا وبريطانيا
المجرمتين كل تخيلات ما قبل الحرب
التي غطست في وحل العراق وضاعت في
متاهات رمال صحراءنا لو ان بريمر
لم يصدر قوانينه سيئة الصيت؟
لماذا يتمسك كل من
يبحث عن مبررات للفشل بهذه
العبارة البليدة؟
للاجابة على هذه
التساؤلات نقول:
اولا ان الاحتلال
كان سيؤول الى ذات نتيجة الفشل بل
وربما كانت ستكون محنة المحتلين
اكبر واكثر لو لم يتم اصدار
القرارين وبقية قرارات الاقصاء
والحل والتذويب لمؤسسات الدولة
العراقية الوطنية القومية
العروبية. ان القاء التبعات على
القرارين هو مجرد عملية خلط
للاوراق وتزييف مفضوح للحقائق
خاصة وان القرارين هما ليسا وليدا
لحظة تألق فكري لبريمر بل انهما
قد نوقشا على مدار سنوات بين
اميركا وكلابها السائبة ممن كانوا
يسمون انفسهم معارضة عراقية
وأقُرا سرا وعلنا في المؤتمرات
التي جمعت هذه الاطراف.
انهم يريدون ان
يقولوا لنا ان الاحتلال كان سينجح
ويحقق اغراضه لو كان الجيش موجودا
والبعث ومؤسسات الدولة غير محلولة
... فيا للسخرية المرة. ونحن نقول
....
لقد كان بول بريمر
كمفوض للاحتلال على قدر كبير من
التوافق في القرارات التي اتخذها
مع الخطط التي وضعها المحتلون قبل
الاحتلال وكذلك عرّابي الاحتلال
من ادلاء الخيانة والعمالة.
ونقول ايضا ....
ان الاحتلال هو
اساس كل الكوارث
..... وحل
المؤسسات الشرعية هى نتيجة
للاحتلال واحدى تفريخاته، وعليه
فان الاحتلال كحدث وكفعل هو الذي
يتحمل كامل المسؤولية عما جرى
ويجري من اضرار وكوارث لحقت وتلحق
بالعراق وشعبه ومن خسائر فادحة
واخفاقات مشينة للدول الغازية وفي
مقدمتها اميركا وذيل الكلب
البريطانيين.
وان الاحتلال وبغض
النظر عن نوع الاجراءات التي صدرت
منه كان سيواجه ذات المقاومة
البطولية التي افقدته هو وعملاءه
توازناتهم وضيعت عليهم طرائق
التفكير والفعل المعقول او الناجح
عسكريا وسياسيا، أي سواءا اصدر
قرارات الحل والاجتثاث او لم
يصدرها. ودليلنا على ذلك ان
المقاومة البطلة تتصاعد يوميا ومع
كل تصاعد في عدد من ينخرطون في
اطار عملية الاحتلال السياسية
المجرمة او في مؤسسات الاحتلال
الاخرى كما حصل في الصحوة او
عمليات استدراج عدد من ضباط
الجيش.
ان حل الجيش
واجتثاث البعث لو لم يحصلا لكانت
قوة المقاومة اضعاف ما هي عليه
الآن ولكانت غطسة اميركا في الوحل
العراقي اعمق بكثير مما حصل وليس
العكس. فالجيش العراقي الباسل
والبعثيين الاسود لو لم توجه لهم
حراب الغدر والخسة من الغزاة
واعوانهم من الافاعي الصفراء لكان
فعلهم في التصدي للاحتلال اعظم
بكثير مما حصل الى الان ولكننا
نقول في كل الاحوال ان ما قدّره
الله هو الاصلح وله فيه سبحانه
حكم نحن لها مبصرون باذن الله.
ما أريد قوله ...
ان الجيش والبعث لم يتحرك ويقاتل
لانه تم حله واقصاءه واستهدافه
ولم يكن انتظام الرجال في صفوف
المقاومة مرهونا بابقاء مناصبهم
ورواتبهم .... وهذا هو التزييف
بعينه الذي يريد ان يثبته
الخاسرون الخاسئون من الغزاة
واعوانهم ... انهم يريدون ان
يقولوا ان البعثيين والجيش ماكان
لهم ان ينخرطوا في صفوف المقاومة
لو ابقيت لهم مواقع الارتباط
بهيكل دولة الاحتلال ... وهذا هو
الوهم ونقطة الايهام التي تدور
حولها المقولة البليدة. ان
المقاومة الباسلة وتشكيلاتها
وطرائق فعلها كحرب غير نظامية
وتمويلها واسلحتها لخمسين سنة
قادمة قد اعدتها القيادة
التاريخية وان تشكيلات فدائيو
صدام وبعض تشكيلات جيش القدس
ومقاتلي الحزب الاشاوش اضافة الى
قطعات جيشنا العظيم وخاصة تشكيلات
الحرس الجمهوري التي شكلت الهيكل
الاساس لجيش محمد وهو اول تشكيل
جهادي مقاتل مارس المقاومة بعد
الغزو المجرم
، كلها كانت قد هُيئت كعناصر
للمقاومة البطلة حيث كنا ندرك ان
اميركا ستتمكن من احتلال العراق
في حالة قررت الغزو لان توازنات
القوى كلها تفصح عن اختلال مطلق
بعد سنوات طويلة من الحصار الغاشم
والعدوانات المتكررة وغياب تام
لاسلحة وصنوف معروفة لدى الجانب
العراقي.
خلاصة القول ان
بهلوانات بريطانيا واميركا
يحاولون ان يجدوا المبررات لفشلهم
وسقوطهم في وحل ومستنقعات العراق
ومنها محاولتهم القاء تبعات الفشل
على قوانين بريمر في حل الجيش
واجتثاث البعث. ان الشعب العراقي
الاصيل والمعروف برفضه لاي شكل من
اشكال الاذلال والخنوع وكذا جيشه
الباسل وحزبه العملاق كان سيقاوم
الاحتلال بصدور القوانين سيئة
الصيت اياها او من غيرها. وليخسأ
من يعتقد او يحاول ان يعيد اسباب
مقاومتنا البطولية لتفريخات
الاحتلال .... ان مقاومتنا هي
للاحتلال اصلا قبل ان تكون لما
جاء به من عوامل الخراب والتدمير.
والله اكبر.
عاشت المقاومة
العراقية البطلة التي احييت
الاموات باذن الله. |