حين حفظنا بيت الشعر الذي يقول :
لما اعتنقنا البعث كنّا نعلمُ
...... ان المشانق للعقيدة سلمُ
لم نكن عابثين ولا نكره الحياة
او نستهين بقدسيتها كما حاول
البعض ان يدلس او يفتري علينا,
غير انا كنا ندرك ان تاسيس حزب
عقائدي طليعي يحمل اهداف الامة
العربية المجيدة بروح العقيدة
الاسلامية سيواجه بل سيكون في
حالة حرب مع كل مَن لا يريد لهذه
الامة العظيمة ان تنهض وتسترد
دورها الطليعي الذي تخدم به
صيرورتها المعاصرة وابناءها الذين
تسلطت عليهم كل قوى التغييب
والاستلاب. كنا ندرك اننا نسير ضد
التيار الذي ولدته عوامل تداخلت
مع بعضها وتظافرت لتسد امام ابصار
العرب اية نقطة ضوء تلوح في
نهايات الانفاق التي اسقطوا فيها
.. استعمار مباشر وغير مباشر ..
احتكار لثروات الامة وسيطرة على
مقدرات خيراتها الكثيرة ... فقر
مدقع يتجذر ويتوسع افقيا مع
الايام .... امية تعيش في العقول
كما الارضة في خشب بيت موبوء
وتعانق كل ميلاد جديد يطل على
عالمنا .... تخلف علمي وتكنولوجي
يحتاج الى ارادة سياسية وقدرات
اقتصادية تتظافر للخروج منه ....
فكر هدّام يضع عربنا امام قطرية
وتجزئة تؤازرها عقلية حاكمة كسولة
راكنة الى ما هو قائم وعاجزة عن
مهاجمة تراكمات الخنوع لواقع
الحال ... وآخر يتغنى
بايديولوجيات بنت بلدانها وتحولت
بها الى خانة القوى العظمى, تغني
سلبي لا يقدم ولا يؤخر اكثر من
امتلاك قدرة جوفاء على المماحكات
الكلامية .... وفكر آخر يضع
الاسلام الحنيف اسيرا بين فكوك
التطلع لامتلاك السلطة التي تتحقق
فيها مصالح احزاب وحركات اتخذت من
الدين طريقا لكسب العرب المسلمون
الى صفوفها معتقدة ان اعتناق فكر
سياسي يسوّر بحب واحترام وتقديس
العرب لدينهم الحنيف كفيل بان
يضعها في خانة السيطرة السياسية
على الساحة ...
فى خضم هذا الموج المتلاطم
والارادات المتعارضة او المتقاطعة
.. ولد البعث فكرا عربيا اصيلا
يوحد حاجات الامة في ثالوث مقدس
هو الوحدة والحرية والاشتراكية
عبر فهم جدلي عضوي متشابك مترابط
يقدم الوحدة على انها حلم قائم
ليس امام العرب لتحقيقه سوى ايجاد
المظلة او الخيمة السياسية التي
تجمع توجهاتهم وتطلعاتهم وتسير في
طريق تنفذيها بقوة جمعية خارقة
... والعدل الاجتماعي الذي يؤمن
لابناء الامة العربية المسلمة
توزيعا عادلا وتكاملا خلاقا
لثرواتها وانتاجها الزراعي
والصناعي ومواردها البشرية
العملاقه .. وفي لفتة متأصلة
وأصيلة وحد البعث بين وحدة الامة
والنظام الاشتراكي المتوافق مع
روح الامة الاسلامي واشتراطات
الملكية الخاصة والعامة التي
كفلها الاسلام وسواها من
التطبيقات التي تنطلق من ضرورات
العصر ومتطلباته مع حرية الانسان
وتحرره وحرية الاقطار العربية
وتحررها واستقلالها. وقرن البعث
هذه الاهداف الشعبية العروبية مع
تطلع مشروع لأمة حيّة عريقة هو ان
يتواصل عطاءها الثر في كل مكونات
الحضارة والتطور الانساني ضمن
اطار رسالة انسانية اسلامية خالدة
متجددة قادر على تفريخ الغايات
النبيلة والاهداف الشريفة
المقترنة بوسائل تحقيق شريفة في
ابعاد طريق اخلاقي متفرد تستحقه
امة عمرها اكثر من ثمانية آلاف
عام.
كان واضحا من البداية ان
الاهداف والرسالة البعثية الخالدة
لامة تضع الاسلام موضع الروح
لجسدها الحي المعطاء قد واجهت
عداءا متصاعدا من مختلف القوى
والحكومات التي استقرأت في فكر
البعث الاصيل وبوادر التفهم
الواسع التي التفت من مفكري
ومثقفي الامة حول البعث ما يهدد
مصيرها الراكن للتراجع والتخلف
والعاجز عن الانطلاق باية سرعة
تراها العيون لردم الفجوة بين
واقع الامة المريض المهادن لآفات
تلف جسده وتعيق اية حركة ترتجى
الى الامام. ومع تصاعد عداء القوى
المختلفة وتصاعد الفعل البعثي
عموديا وافقيا بطاقات وقدرات
عربية متعاظمة بدأت آلة العرقلة
والتعارض تنتقل من هجومها
التقليدي وبادواتها التقليدية الى
اصدار فرمانات القتل والموت ضد
البعث ومناضليه ... وهكذا كان
القول الذي يتغنى به البعثيّون مع
بيت الشعر الذي بدأنا به :
بعث تشيّده الجماجم والدم ...
تتهدم الدنيا ولا يتهدم
اطلالة اخرى على تحدي الردى
والاعلان عن التمسك بعقيدة تجمع
في بحر فكرها العربي المتجدد
الكبير بين الارث الحضاري الذي لا
تمتلك امة اخرى مثله وبين الاسلام
كرسالة فكرية وحضارية وفقهية
وتشريعية انعمت بها السماء ورب
العزة جلّ جلاله عقيدة تستحق
التضحية لامة تستحق ان تكون عندها
قضية. وهكذا صار للبعث تراث آخر
لم يعطى حقه الى الآن .. فالبعث
قدّم من التضحيات على مذبح حب
العروبة والاسلام الكثير الكثير
من اعضاءه منذ تأسس والى اليوم.
وكانت تضحيات البعث تزداد, أي ان
حلقات الموت والاعدام والاغتيال
والتصفيات لاعضاءه تزداد, مع
تصاعد فعله الثوري التقدمي
الطليعي على ساحة الامة من
نواكشوط حتى عربستان. وكان نصيب
الساحة العراقية منه الكثير
والكثير.
ان مراجعة تاريخ العطاء والتضحية بالروح من اجل البعث امر يجد
اليوم ضرورات كبيرة وخطيرة ليس
للبعث فقط بل وللامة كلها لان
تضحيات البعث ليست تضحيات حزب
يبحث عن مجد لكيانه وتنظيماته بل
هو جهاد ونضال وتضحيات من اجل
الامة والدين, من اجل الكيان
العربي كله جسدا وروحا, وان
مراجعة هذا التاريخ بحيادية
وموضوعية ستوضح للعرب قبل غيرهم
ان البعث لم يرفع
يوما شعار القتل والتصفيات بل انه هو الذي وقع ضحية
لهذا الاسلوب المتطرف. وكانت
الساحة العراقية نموذجا هاما
ومتشابك القنوات. لقد كانت
المذابح التي ارتكبها الشيوعيون
في الموصل ومن ثم في بغداد وسُحل
فيها البعثيّون بالحبال المربوطة
بالسيارات والعربات وتلك التي
شهدتها ساحة العراق بعد ردّة
تشرين وعُلق فيها مناضلي البعث
فوق واجهات دكاكين القصابين وقطعت
اوصالهم في ابشع عمليات دموية
شهدها تاريخ الدنيا والبشرية ومن
ثم المذابح التي تعرض لها البعث
على ايدي الاحزاب الصفوية التي
كانت تتسلل عناصرها من ايران
وتغتال مناضلي الحزب وهم يؤدون
واجبهم النضالي المقدس في خدمة
شعبهم في البصرة وميسان وذي قار
وواسط والمثنى والنجف وكربلاء
وبغداد وتصاعدت بمسالخ صفحة
الخيانة والغدر (الانتفاضة
الشعبانية عام 1991 كما يسميها
عملاء ايران الخونة) التي قتل
فيها عشرات الآلاف من مناضلي
الحزب غدرا وغيلة في ظروف بالغة
التعقيد تزامنت مع انسحاب جيشنا
العظيم من الكويت ومع ممارسة غدر
وسخة من قبل القوات الامريكية
التي قصفت جيشنا فقتلت عشرات
الألوف منه وهم يديرون ظهورهم
آمنين عائدين الى العراق بعد
الاتفاق على وقف اطلاق النار. في
تلك الصفحة سقط للحزب ما لا يقل
عن
ربع مليون مناضل دُفنوا في مقابر جماعية من قبل المواطنين لتتحول هذه المقابر التي ضمت
رفاة شهداء الحزب الى شاهد زور في
أضخم كذبة مع كذب سلاح التدمير
الشامل والعلاقة مع القاعدة ضد
الحزب ودولتنا الوطنية القومية
العروبية. واخيرا وليس آخرا قدّم
الحزب من يوم بدأ الغزو على
العراق الاشم اكثر من
180 الف شهيد على مذبح رسالة العرب العظيمة.
ألا يحق لمناضلي البعث اذن ان
يرددوا من جديد .. بعد ان ثبت
باليقين ان طريق بعث الامة
العربية المجيدة لاعادة امجادها
ودورها الحضاري يسير فوق جماجم
البعثيين ..
لما اعتنقنا البعث كنا نعلمُ
...... ان المشانق للعقيدة سلمُ
بعث تشيده
الجماجم والدمُ ...... تتهدم
الدنيا ولا يتهدمُ
أوَ ليس هذا هو الهتاف الذي مزق
به امين سر الحزب صدام حسين رحمه
الله آذان الغزاة وعملاءهم الخونة
الذين لم يكتفوا بما ذبحته اميركا
في غزوها من مجاهدي البعث العظيم
فتعاونوا معها لاقامة
محاكم
ليس هدفها القتل فقط بل هدفها
الاهم هو
تشويه
سمعة البعث
ومجاهديه الابطال
واخذ ثأر ايران التي دحرت عدوانها
دولة البعث العظيمة, مزق به
آذانهم وهو يحتضن القرآن وعقيدة
البعث العظيم وفكره المبدع
الخلاّق وطلاقة لسانه العربي
المسلم المجاهد الفصيح فانتصر
بذاك الصوت – الموقف الاسطوري –
على كل اميركا
وايران
والصهيونية وهو مكبل بالحديد
بيديه وقدميه .. وكذا فعل الرفيق
الشهيد الخالد طه ياسين رمضان
وتزاحم معه على الفحولة والبطولة
اسد العراق برزان وحكيم الامة
وقاضيها العادل وبطلها الخالد ابن
السعدون ابو البدر رحمهم الله
جميعا.
واستمرت عمليات الغدر والقتل
والاقصاء والتصفية والتهجير في
الشوارع والحارات وفي القرى
والارياف في جميع انحاء العراق
واستمرت معها محاكمة عصر الترف
العراقي ..
عصر تطبيق مبادئ البعث وعقيدته
العروبية المسلمة ... رجال
يسجلون المآثر والبطولات فنقول
انها ما لا نهاية البطولة وما لا
نهاية الفحولة .. غير ان الدنيا
كلها تفاجأ بآخرين لا يقلون
ايمانا بالبعث وقضيته العربية
الخالدة ولا تعوزهم الفحولة التي
توازي من سبقهم ..
وهكذا جاء دور الاسد الشجاع
المؤمن المؤتمن عبد الغني عبد
الغفور ويتكرر معه من جديد دور
البطل المجرب ابو الحسن علي حسن
المجيد ... ومعهم رفاق اخرون
سجلوا بمداد الدم الزاكي والموقف
البطولي ما تستحقه عقيدة البعث
العربي المسلم من مجد وخلود وزهو
بفعل الرجال الرجال .
حزب تاسس مؤمنا بالامة وقدّم
للامة عقيدة وفكرا اصيلين ..
وقدّم للامة تجارب تفخر وتعتز بها
في مسيرة رقيها وتفاعلها الانساني
.. واجه التآمر والاغتيالات
والاقصاء والتهجير والاجتثاث ....
لماذا ؟
.. لماذا تستهدف اميركا بكل
قدراتها وعظمتها بين الدول حزب
البعث ومناضليه بالاجتثاث
والتدمير والاقصاء والتهجير؟
ليسأل كل عربي مسلم غير واقع تحت
تاثير حقد او ضغائن نفسه هذا
السؤال وليجب عليه بنفسه
....
عبد
الغني عبد الغفور .. رجل بار
بامته العربية وباسلامه المتميز
.. فوالله ما عرفنا ابا عادل الاّ
خيّرا مؤمنا عادلا نزيها مستقيما،
افنى كل عمره يخدم العراق شعبا
وكيانا والامة روحا وتطلعا ....
ما عرفناه الاّ صاحب فكر وقلم
واعتداد برفاقه وحزبه ووطنه وامته
.. وها هو يقدم البرهان الاكبر
حيث يمزق آذان الجبناء من العملاء
والماجورين في محكمة العار
والشنار ... وكذا يفعل اسد
العراق المجرب الذي اتعب الاهوال
الى جنب اخيه الخالد صدام ورفاقة
النشامى الغيارى في البعث فحاكوا
عنه اساطير تعبر عن جبنهم وارتعاش
كياناتهم الهزيلة ومنها خرافة علي
كيمياوي ...
ابو الحسن صار جزءا من اكراد
العراق البررة الطيبين المحبين
لبلدهم العراق غير انه صار أيضا
سيفا بتارا على عملاء الكرد
فاظناهم بقيادته الرزينة الحكيمة
وعلاقاته التي تشابكت مع عشائر
الكرد النجباء فصار بوسعه ان يعيد
الامن والاستقرار ويطرد كل بنات
آوى من شمال العراق بنداء يوجهه
بوسائل الاعلام الى العشائر
الكردية النجيبة او على الهاتف ..
كان يقاتل معه ضد جيوب الانفصال
والارتداد والخيانه قرابة نصف
مليون كردي ... فكيف يعاملونه بعد
ان شاءت ارادة الله ان يسقط اسيرا
بيد الاميركان الغزاة وعملاءهم من
الخونة المجرمين وهو يقاتلهم
دفاعا عن العراق العظيم؟
اصدروا الآن حكم الاعدام على علي
حسن المجيد وعبد الغني عبد الغفور
... رشحوهم لارتقاء قمم المجد
المؤثل .... رشحوا رقابهم لتطال
القمم الراسخات العاليات .. وكان
رد رجال البعث, اخوة ورفاق صدام
وحسين وصابر وابراهيم وسيف وطه
وبرزان وعواد البندر .. يا مرحبا
بالموت من اجل الاسلام والعراق
والعروبة والمقاومة .. والله
اكبر.
كان
هذا ردهم .. عندما اراد لهم الله
سبحانه ان يكونوا عناوين اخرى في
طريق تضحية الرجال من اجل البعث
والعروبة والاسلام ... عندما اراد
لهم الله ان يُخلدوا في طريق
الرسالة العربية المسلمة الخالدة
....
ومع
خلودهم وخلود البعث ومع هذه
التضحيات بانهار من الدم الطاهر
الزاكي ..
يطلع
علينا اوغاد وابناء متعة وعاهرات
.. يدعون ان البعث حزب دموي .....
ألا لا قرّت أعين اهل الباطل
والافتراء من الحاقدين على
العروبة والاسلام ... وسلاما بعث
امتنا فرسالتنا المجد والخلود ..
رسالتنا .. امة عربية واحدة ..
ذات رسالة خالدة.
الخلود لرجال العقيدة التي بدونها
لن تكون امتنا امة عربية واحدة. |