ويأبى من اعتاد الذّل إلا الإمعان
غدرا بأهله ، ويأبى إلا أن يتفرد
إيذاء لشعبه إرضاء لمحتل ، غاصب
للأرض هاتك للعرض سارق للحاضر،
فهل يا ترى قد فوجئ شعبنا بموقف
نواب الاحتلال بموافقتهم صاغرين
على أملاءات المحتل بعد أن مرروها
له والسعادة ملئ وجوههم برخيص ثمن
لا يساوي حتى قيمة الحبر الذي
كتبت به .
ها و اتفاقية الذّل والخنوع قد
مررت، بإرادة وإصرار وعلى مرأى
ومسمع كل من ارتضى بالاحتلال
وساهم بجلبه بأي قدر كان، ومن
تبرّم منهم قولا وتشدق وصفا
بالوطنية والحرص. والمضحك المبكي
إن جميعهم ( من ادعوا تمثيلهم
للشعب والشعب منهم براء ) وان
اختلفوا بكل شي ، فأنهم لم ولن
يتفقوا على أية مشتركات يمكن أن
تشكل بارقة أمل لابن العراق
العظيم بان هناك احتمالا في حده
الأدنى لعودة هؤلاء لرشدهم ،وليس
بالهين أو الصعب ما يجمعهم ،غير
إن إرضاء المحتل والإذعان لطلباته
هو واجب مقدس عندهم يستأهل
اتفاقهم، وعدم إزعاج أولي النعمة
المحتل الغاصب غاية سعيهم ،فهو
للوحدة يلهمهم ، وبسحت المكاسب
يمدهم إمعانا بإذلالهم وغطاء لما
يريد تنفيذه وعلى حساب عذابات
جميع العراقيين ممن بطش الاحتلال
وعملائه بتطلعاتهم وأحلامهم ،
وكان سببا رئيسيا بالحاضر الأسود
الذي يعيشوه مجردين من نعمة الأمن
والآمان والعيش الكريم بعد أن
تداخل الحقد والدم والهلع كل
تفاصيل حياتهم التي هم فيها.
الغيارى من أبناء شعبنا
الذي لا نشك فيه أبدا من إن البعض
وان تحدث أو صرّح بمستوى غير لائق
منذ الاحتلال محاولا إيجاد
الذرائع والتبرير الواهن له نكاية
بحالة وطنية سادت لا يدرك كنهها
ولم يستشعر عمق ريادتها لسبب أو
آخر ، فهو لا يلغي حرصه أو
وطنيته، لكن يلغيها الإذعان
لرغبات المحتل والخنوع لها ، كما
تلغيها الأنانية المبالغ بها في
تفسير الأشياء بغير ما أريد أو
يراد بها دفاعا عن محتل غاصب او
عميل ساند له منفذا لرغباته ، كما
يلغيها الركون إلى النأي بالنفس
عن المخاطر على حساب ما يصيب
الوطن من انتهاكات خطيرة وحقيقية
،وأن محنة العراقيين بوضعهم الذي
يعيشـوه في ظل الاحتلال او حكومات
العمالة التي تأتمر بأمره ، وضعف
إيمان البعض بقدرة العامل
الجماهيري على إحداث التغيير
المطلوب وانكفائهم والحيلولة دون
قيام فعل جماهيري شامل وحاسم يشكل
أرضية صلبة للفعل الجهادي المقاوم
الذي أذلّ المحتل واجبره على
إعادة حساباته والتسابق مع الزمن
لتحقيق بعض المكاسب الآنية . وعلى
غير العادة ، فأن هذا الكم من
العراقيين ممن وصفنا وان ضحل حجمه
، لا يمكن أن يترك في إطار
المشروع الوطني للتحرير دون إعادة
تأهيل وبناء وطني ، وهي مسؤولية
تشترك بها كافة قوى التحرير كي
تشارك بالفعل الواعي المنظم لحركة
الجماهير وتساهم تصديا لمشروع
الاحتلال كل من موقعه وقدرته على
التأثير،وإذ كان المحتل قد اعتمد
أساسا على مبدأ فرق تسد في محاولة
إمساكه بكافة أوراق السيطرة على
الشارع العراقي ، ساعده في ذلك
العديد من الحركات والشخصيات
الطائفية والعنصرية والانفصالية ،
بإثارة الفتنة الطائفية حينا وطرح
المشاريع الانفصالية وإضعاف
الدولة المركزية حينا آخر وما
شكله من تهديد للحمة ألوطنيه قد
ترك اثره احساس يأس معومّاً لدى
الكثير من شبابنا، وما التنابز
والتراشق الذي نرى ونسمع ، تارة
بإدعاءات ودوافع وطنيه وأخرى
لمصالح قوميه أو قطريه وثالثة
لآفاق مذهبية في كم المساجلات
السائد ليس سوى مظهر صارخ له .
الاخوة الافاضل:
أما آن الأوان وبعد أن اتضح
المستور و أنفضح ، أن نسمو فوق كل
هذه الترهات والتي تدفع ( وفقا
لما يسعى له أعداء العراق )إلى
تجذير التفكير والاحساس والتصرف
الطائفي أو القطري أو حتى الفئوي
إيغالا بتدميره وإلغاء ميزته التي
يعتز بها الجميع بأنه مجتمع
المحبة والوحدة والخير
،
إخواني... لننتفض ونصحح الخطوات
والمفاهيم التي أريد لها أن تسود
بفعل غير وطني قادما من الخارج
على شكل دبابة تدمر الأخضر
واليابس أو على شكل فتنة يروج لها
من آثر الذلة ورضي لنفسه العيش
ذليلا طيلة سنوات التصدي العراقي
الجسور ،على فتات الأجنبي ، يأتمر
بأمرهم ينفذ لهم طلباتهم
ومخططاتهم ، موضوعنا إذن ليس
خلافا بين سني وجعفري او عربي
وكردي أو بين مسلم ومسيحي أو
غيرها من ألوان الطيف الجميل
المكون لنسيجناعلى المستوى الوطني
والقومي والانساني ، الخلاف هو
بيننا وبين المحتل و من ارتضى
لنفسه تنفيذ اهداف المحتل على
حساب كل القيم والمبادىء التي
نؤمن بها سماوية كانت ام دنيوية،
وهو موقف مكلفين به شرعا وفق نصوص
الكتب السماوية والقرآن الكريم
تحديدا وسنة نبينا الكريم صلى
الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ،
مفيد التذكير هنا كيف أرادوها
فتنة طائفية حين دمروا ضريح
الأئمة الأطهار في سامراء ،
وأرادوا الإمعان بها حين عمدوا
إلى إحداث ما عمدوه فوق جسر
الأئمة ، ولكن فطنة الشعب بفطرته
كانت اكبر من مكرهم وكيدهم ، حين
تنادى اهل الاعظمية السنة للفاجعة
التي لحقت بزوار سيدنا الامام
الكاظم والتي صممت من قبل المحتل
وحكومة العملاء لتكون الشرارة
لحرب طائفية ضروس لا تبقي ولا
تذر،وتقديمهم كل أشكال المساعدة
لهم . اليس لجميعهم شهادة واحدة
وقبلة واحدة ،كما ليس بعيدا عنا
احداث الزركة في النجف الاشرف حين
تصدى المحتل واذنابه لاهلنا
الزوار من العرب الشيعة ، فمن قتل
ومن الذي قتل ، والتي على ما يبدو
سوف لن نسمع بأية نتائج للتحقيق
الذي أعلن عنه من قبل موظفي
الاحتلال في حينه. والحال هذه
يذكرنا ان أعدادا من العرب السنة
ايضا ارتضوا لأنفسهم أن يكونوا
ضمن حصة المحتل يوجههم كيف يشاء
دون وازع من ضمير او انتباهة
لمخالفته الشرع ، وان الاكثر
إيلاما بحالتنا هذه ان صف العملاء
باغلب اطرافه رفع لواء الاسلام
واحتسب ان الاسلام منهم براء ،
مما يفرض علينا وفي اطار الحالة
الوطنية والانسانية ان نسمي
الاشياء بمسمياتها ، وان لانحمل
المكونات الدينية والقومية ما
يجري ، لان ما يجري هو موقف سياسي
اريد له ان يغلف بغلاف الدين او
القوميه لاغراض واهداف سياسية
بعيدة عن مصلحة الدين او المذهب
او القومية ، ولخدمة محتل غاصب لا
غير، ولا مصلحة لاي وطني عراقي
فيه.
ولمحبي الامام الحسين عليه السلام
اذكرهم ان خصال الامام اكبر من ان
تدافع عنها بعض كلمات بذيئة لاننا
في ذلك نسيء لانفسنا امام اي
مواطن بسيط يعشق الحسين عليه
السلام ويعلم صفاته وخصاله،
ولمحبي الشهيد صدام حسين اذكرهم
بوصيته والتي ادلى بها قبل
اغتياله رحمه الله ان اوصى
بالوحدة والعفو كي يتمكن شعبنا من
مجابهة المحتل ، وقبل هذا او ذاك
، فأن تحرير الاوطان لا يتم
بمعسول الكلام او بذيئه
، انما السيف اصدق انباء من الكتب
، في حده الحد بين الجد واللعب .
واليوم ونحن إذ نستذكر رفض شعبنا
الكامل للاحتلال جملة وتفصيلا،
فأن تمرير جوقة المنتفعين
الانتهازيين العملاء لاتفاقية
الذل والعار لا تعني شيئا لان
الأساس وهو الاحتلال مرفوض وباطل
، وما بنيّ عليه فهو باطل أيضا،
يدّعم رفضنا الشرع والقانون ،
ورحم
الله امرئ مدّ الجهاد ضد المحتل
ولو بأطلاقة ، ورحم الله امرىء كف
المجاهدين ولو بكلمة سوء غير
مقصودة لان اعانة المجاهدين جهاد.
فلتتحد سواعد الوطنين بوجهة
المحتل وعملائه ، ولنرفض جميعنا
كل الزيف والتدليس والخداع الذي
جاء به تحت كل المسميات والأوهام
، وليعد لرشده من تخلى عنه لوهن
أصابه أو رغبة أو نزعة كان أسيرها
، وليتذكر الجميع من نحن ، وكيف
كنا ، وكيف حيك نسيجنا . أليس نحن
أبناء العراق الذي وحدتنا الخطوب
ولم يفت بعضد وحدتنا على مر
العذابات من حرب مفروضة أو حصار
جائر أو ضغوط سياسية واقتصادية
واجتماعية ، وبقيتم أيها الأبطال
العراقيين شوكة في عيون وخاصرة
الطامعين بكم ، لتجبرونهم في آخر
المطاف على أن يفضحوا أنفسهم
وأطماعهم من خلال غزوهم لبلدكم
واحتلالهم له والإتيان بجوقة
المنتفعين لينفذوا لهم صاغرين
جميع مخططاتهم.إذن لنستدرك بجرأة
ونعي ما يحاك لنا ، إذ انه في
جميع الأحوال ليس لغير مصلحة
المحتل والطامعين بالعراق ، وان
نشد اليد باليد والقلب بالقلب
ونرسخ الحب بيننا كي يعلو سور
المحبة صاداً لاعتى هجمة هوجاء
يراد منها أن تعصف بالعراق ،
عاش العراق ارضا للشهادة والحرية
والخزي والعار لمن رضي الانبطاح
ذلا لرغبات المحتل ، وان النصر آت
بهمة العراقيين عربا وكردا شيعة
وسنة ،
مسلمين ومسيحيين واديان وطوائف
اخرى ، ودحرا وقبرا للمحتل
واعوانه . |