لعل من البديهي أن يكون لكتاب
الرأي والمقاومة في اي مكان في
العالم نقاد ومعارضون سواء في
الرأي أو في الرؤيا ، وربما هذا
ما ألفناه في عالم الصحافة وفي كل
مجالات الحياة وهذا بالطبع ديدن
البشرية واختلافاتها تبعا
للثقافات والمفاهيم والجذور
والحاجات العامة والخاصة ، لكنني
أرى أنه ليس من البديهي أن يتقاذف
بعض الذين أعمى الله بصيرتهم كل
من حمل رشاشا أو قلما ليقاوم به
الأحتلال ، ولعل رفاقنا من الكتاب
والمحللين ومن قبلهم الأبطال
المقاومون على الأرض قد وصلهم ما
وصلني من ترهات وقذف من قليل
القليل ممن أرتضوا أن يضلوا على
عماهم في حين أن البصيرة قد بلغت
حتى عيون من سعى لإحتلال العراق
أو ساهم وشجع عليه .
إني لأرثي حقيقة أن يكون هناك من
بين من يتكلم العربية ويكتبها أن
يستغل كل مفردة فيما سوى كشف
مايجري في العراق من قتل وتدمير
وسرقات وهتك لحقوق الإنسان والأرض
والهواء ، فبدل أن يقضي وقتا للرد
على هذا الكاتب أو ذاك ممن حملوا
دمهم في فوهات أقلامهم ليكونوا مع
أعلام المقاومة الباسلة ، يقوم
بتوجيه الكلمات التي إن عنت شيئا
فإنما تعني واقع حالهم المزري
والمنظوي تحت خيمة الأحتلال
الأمريكي البالية ، أما كتاب
المقاومة فإنهم إنما يتكلمون عن
وطن مسلوب ومحتل ، عن ثروات مبددة
وحقوق مهدورة ، عن سجون ملئت
بالآف المناضلين من رجال ونساء
العراق النجباء ، عن رئيس شهيد
مغدور ، وعن مستقبل يخطه رجال
صدقوا ما عاهدوا الله عليه .
إن شخص مثل الكاتب الأميركي (بوب
وودوارد) وهو شخصية اعلامية
مرموقة في الولايات المتحدة قد
نشر قبل سنتين كتابا تناول فيه
موضوعات شتى تصدّرها موضوع إدارة
مجرم الحرب بوش وما تخوضه من
مغامرات حول العالم قارن فيه بوش
مع بقية رؤساء الولايات المتحدة
الذين عرفهم فوضعه في الدرك
الأسفل حين وصفه بأنه «يعيش في
واحدة من أكبر الفقاعات» التي
رآها في حياته ، ويمضي وودوارد في
وصفه لحالة الحرب في العراق فيقول
: "لقد مضى حوالي أربعة أعوام على
الغزو وكما أشار كثيرون فإن هذا
الوقت أطول من الوقت الذي
استغرقته عملية كسب الحرب
العالمية الثانية وذلك على خلاف
ما يحدث في العراق، حيث زادت
المشكلات الثلاث الكبرى سوءا:
الأمن والحكم وإعادة البناء."
هل هذا أيضا
من الصداميين أيها المعترضون على
وطنية كتاب المقاومة والصوت
الوطني الذي يجب أن لا يتوقف دعما
لحملة السلاح بوجه الأحتلال ؟
وإني (وأقسم على هذا) على يقين
بإن أي أمريكي أو صاحب لب أو فؤاد
سليم لو عرف العراق وشعب العراق
وقيادة العراق حينما كان العراق
عراقا يزخر بطاقات شعبه الواحد
وبقيادته الوطنية التي أبت أن
تبيع وطنها وسجلها النضالي
وعقيدتها الثابتة ، لكان اول من
يكتب أو يتظاهر أو حتى يحمل
السلاح دفاعا أو طلبا للتحرير
وقصاص المحتلين ومن جاء معهم أو
أحتمى بظلهم الواهن .
إن بوب
وودوارد يختصر ما يهاجمنا عليه
عملاء إيران وأمريكا من قضية
مبدئية وطنية شريفة فيقول : "الحرب
في العراق على جانب كبير من
الأهمية حقا وهي مركزية من أجل
فهم بوش وهذا البلد ونتيجتها
ستكون مهمة كذلك بالنسبة لتحديد
وجهة الشرق الأوسط وعلى ماذا
سترسو «الحرب ضد الإرهاب» وهل
سيكون لها تأثيرات في أميركا
الجنوبية وفي باقي أنحاء العالم
وفي هذا السياق فإن وظيفة
الصحافة ستكون توضيح ما جرى
ولماذا."
أما أنا فأقول
كما قال الشاعر :
عابوا علي حميتي ونكايتي
والنار ليس يعيبها الإحراق |