في البداية ..... أسأل الله
العظيم رب العرش العظيم أن يرحم
الطبيب اللواء ابراهيم طه، الذي
اقترن اسمه
بالجيش العراقي المقدام البطل
.... من خلال خدمته الطبية
الطويلة التي فاقت الخمسون عـامـا
في
المؤسسات الطبية العسكرية
العراقية، والذي فضله بعد الله عز
وجل على كل طبيب في الجيش العراقي
... وكذلك الرحمة والمغفرة
للدكتور فائق السامرائي... أرجو
الله عز وجل أن يجعلهما في أعلى
عليين ويسكنهما فسيح جناته ....
وإنا لله وإنا إليه راجعون ...
لاشك أن عيد الاضحى المبارك اقترن
في نفوس العراقيين والعرب مع
الشهيد
السعيد إن شاء الله صدام حسين
رضوان الله وسلامه ورحمته وبركاته
عليه وعلى باقي إخوانه الشهداء...
يعني سيظل المسلم -
إلى أن يقضي الله أمرا كان مفعولا
- يقرن يوم الحج بصورة الشهيد
صاعدا بثبات ورجولة الى الحبل
الذي نصبه له أعداء الاسلام
والعروبة منذ الازل والى قيام
الساعة... وستبقى كلمات الشهيد
رحمة الله عليه وسخريته من أعداءه
مثار حديث لكل كاتب ولكل مؤرخ
ولكل قاص يحكي للأجيال القادمة
كيف انتقم بني صفيون – بمساعدة من
اخوانهم مغول العصر الامريكيين -
من الرجل الذي دعس على رأس كبير
السحرة فيهم وأذاقهم مع رجاله
الاشاوس الويل والثبور والعذاب
إلى أن جرعهم كأس السم الزعاف
التي نفق بعدها دجالهم الخميني
مثلما تنفق الخنازير.... غير
مأسوفا عليه...
يا أيها القراء...
قبل يوم اعدام الشهيد رحمة الله
عليه كان الأعداء الخمينيين
الصفويين الكسرويين الذين دنسوا
أرض العراق الطاهرة بعدما دنستها
دبابات مغول العصر يصولون ويجولون
ويظهرون على الفضائيات يطلقون
التصريحات ويرغون ويزبدون... أما
بعد يوم اغتيال الشهيد الامام
رحمة الله عليه وبان للعالم أجمع
من الذي كان في غرفة الاعدام من
مقتدى الغدر وعدو العزيز الحكيم
وكريه شهبوري وغيرهم من السفلة
والاوغاد... فقد اختفى كل حس
لهم... ولم يعودوا يظهرون كثيرا
على الفضائيات مثلما كان ظهورهم
مكثفا قبل يوم شهيد الحج
الأكبر...
إنها كرامة ربانية للشهيد ورفاقه
الشهداء... كرامة إلهية... انتقام
رباني... وما رميت إذ رميت ولكن
الله رمى...
والله الذي لا إله إلا هو... أنني
أمس وأنا أرى عبد العزى الزنيم
الصفوي الكسروي الخنزيري يصافح
سيده الوغد بوش قرأت الذل
والانكسار على وجهه...
لقد أصيب بالسرطان والايدز بعدما
ساهم باغتيال الشهيد بفترة
وجيزة... انظروا إليه حين دنس العراق
كيف كان وجهه وانظروا اليه حاليا
وسترون الفرق الشاسع.... كذلك
دققوا بوجه ضخامة الطلباني
السكير.... دققوا بشكل المسخ
الصفوي كريه شهبوري... أين الأهبل
مقتدى الغدر؟؟؟ أين كل تلك الزمرة
الخبيثة؟؟ هل رأيتم الهالكي كيف
حاله؟؟؟
مثلما انتقم الله عز وجل ممن قتل
الشيخ المجاهد أحمد ياسين وجعله
طريح الفراش يتمنى الأطباء نفوقه
في أي لحظة... كذلك حل الانتقام
الالهي على رموز تلك الزمرة
الخبيثة الكافرة التي اغتالت حفيد
بيت النبوة رضوان الله وسلامه
ورحمته وبركاته عليه وعلى باقي
اخوانه الشهداء...
مثلما أستأجر مغول العصر من يعتدي
على صورة الشهيد حين دنسوا بغداد
العظيمة... جاء من يرمي الحذاء
على وجه بوش - وليس على صورته –
ولكنه كان عراقيا خالصا هذا الذي
رمى حذاءه... فعلها من تلقاء
نفسه.... وبنخوة عربية عراقية
خالصة... يدفعه حب العراق وأهل
العراق والغيرة عليهم.... إنه
بفعلته تلك قال لبوش وكل زبانيته
في العراق العظيم ولكل زبانيته
وخدمه في الوطن العربي إنكم
تتساوون جميعا مع فردة الحذاء
هذه... تلك هي قيمتكم...
وبما أنه إعلامي يعمل في قناة
فضائية... فقد أعطى بفعلته
البطولية تلك درسا بليغا لكل
الاعلاميين العاملين في القنوات
الفضائية العربية (وخاصة
الاعلاميين المنبطحين على أقدام
بن سعود وأل الانبطاح وقنوات
البترودولار) بأن النفوس الأبية
الحرة لايمكن شراؤها بالدنانير
والريالات والدولارات... وأن الحر
مثل الحرة... فمثلما تجوع الحرة
ولا تأكل بثدييها... كذلك الحر...
يأبى أن يكون عبدا منساقا كما
تنساق البهائم وراء الجهلة
والمغفلين والتافهين الذين يظنون
أن بوسع الدولار أن يفعل كل
شيء!!!
على أية حال....
هذا نص النداء الذي وجهه الشهيد
رحمة الله عليه في يوم الخامس عشر
من كانون الاول من عام 2001 بعدما
بلغ السيل الزبى من قتل صهيوني
لأبناء الشعب الفلسطيني المجاهد
الصابر المرابط...
كما تعلمون وترون جميعا، ويرى
جميع العرب والمسلمين...
(إلا من يطلق على نفسه لقب شيخ
الأزهر لأنه أعمى البصر
والبصيرة)......
فإن أهلنا في غزة الجريحة محاصرين
من قبل من يدعون أنهم أشقاء....
حوصروا من الأشقاء قبل محاصرة
الاعداء الصهاينة لهم... وقد
أغلقت من تطلق على نفسها الشقيقة
الكبرى الأبواب في وجه مليون ونصف
المليون شقيق لنا.. بعدما توعد
للصهاينة وزير خارجيتها الفطحل
(والذكي جدا بالمناسبة... والمغرم
المتيم الولهان بالشقراء تسيبي
ليفني التي يقال أنها تحب مداعبته
لها كثيرا... وتحب جدا أن تصافحه
لأن يديه تصبح دافئة ومرتجفة حين
تلامس يديها... ثم ترتخي وتذوب
تلقائيا من هول المشهد
الغرامي!!!)
بأن يكسر رجل كل فلسطيني يعبر إلى
مصر!!!! وأن يستقبل بالاحضان
والتبويس وحرس الشرف والمدفعية كل
صهيوني يأتي إلى مصر... وأن يقنع
شيخ الازهر –
الذي وكما قلنا لا يدري بأن غزة
محاصرة
– بأن يكون على رأس مستقبلي الضيف
الصهيوني...... مع عرض خاص بأنه
إذا كان الضيف هو الحاخام
بيريز......
فإن شيخ الازهر يتعهد بأن يصافحه
بكلتا اليدين وبحرارة فائقة تفوق
حرارة استقبال أبوالغائط
– عفوا ابوالغيط – لحبيبته
ليفني.... وبوجه بشوش يفوق بشاشة
وجوه لوريل وهاردي!!!! وربما
بقبلات تفوق عدد القبلات التي كان
يطبعها المرحوم الشهيد ابوعمار
على وجه ورأس الشهيد الامام صدام
رحمة الله عليهما...
المهم...
في عام 2001 اشتعلت الأرض تحت
أقدام الصهاينة بفعل الجهاد
البطولي لأهلنا في فلسطين المحتلة
الذين واجهوا الدبابات الصهيونية
بالحجارة والمقلاع...
وفي ذلك الشهر بدأ حصار الشهيد
أبوعمار في مقره وحصل ما حصل...
في تلك الأثناء، وبعد أن رأى
الشهيد صدام هذه المشاهد
المأساوية
التي كانت الفضائيات تنقلها
وكأنها تجري في جزيرة منسية في
عرض المحيط الأطلسي... وجه نداءا
للحكام العرب... علهم يفعلون شيئا
لأهلنا في فلسطين.... ولكن
هيهات...
فقد أسمعت لو ناديت حيا..... ولكن
لا حياة لمن تنادي...
بدون يمين... إنهم على استعداد
لفعل المستحيل لانقاذ هيفا وهبي
اذا حصل لها شيء، أو انقاذ امريكي
او صهيوني أو بريطاني من الموت
بالتبرع له لأجل إجراء عملية
جراحية... أما أهلنا في فلسطين...
فقد ماتت قلوبهم عنهم وأعميت
ابصارهم وتحولت صوب امريكا
واوروبا وقنوات الخلاعة والفجور
والزندقة والكذب والنفاق....
لنستذكر كلمات الشهيد ونترحم
عليه... لاحظوا ايها الاخوة
النظرة الستراتيجية التي كان
يتمتع بها الشهيد رضوان الله عليه
وعلى اخوانه... لقد وردت في هذا
النداء بعض العبارات التي تستحق
الوقوف عندها مليا....
نداء الرئيس صدام حسين إلى الاخوة
العرب أنظمة وحكومات وشعبا
15/12/2001
بسم الله الرحمن الرحيم
أصحاب الجلالة والسمو والسيادة
المحترمون..
أيها الاخوة العرب، أنظمة وحكومات
وشعبا..
السلام عليكم..
أتوجه إليكم جميعا، هذه المرة،
باسم القيادة وشعب العراق بصورة
مباشرة، بنداء أخوي، بعد أن بلغ
السيل الزبى، وبلغت صور التدمير
والإرهاب والقتل وإهانة المقدسات
والإساءة
إلى الحرمات مبلغها العظيم، من
قبل الكيان الصهيوني العدواني
الإرهابي المجرم، وحليفته الباغية
أمريكا، ضد إخواننا وشعبنا المؤمن
المجاهد في فلسطين السليبة..
ولو حقق الشر أهدافه هناك، لا
سمِح الله، فإن شهيته للمزيد سوف
تتسع لتصيب شعبنا وأرجاء أخرى في
وطننا الكبير أيضا، بالإضافة إلى
ما أصاب ويصيب شعب فلسطين..
لذلك فإنني أتوجه إليكم، أيها
الاخوة، اليوم برسالة نداء من أجل
فلسطين تحديدا، ومن خلال فلسطين
وقدسها المقدس، من أجلنا جميعا
أيضا، ومن خلال أمتنا، من أجل
الإنسانية، التي ابتليت بطغيان
التحالف الأمريكي الصهيوني
الشرير..
أيها الاخوة..
إننا عندما نتوجه إليكم بندائنا
هذا، لا ننطلق من خيال إلـى ما هو
خيال،
وإنما ننطلق من إيمان عميق، وفهم
لتراث أمتنا وتاريخها المجيد،
الذي يشير إلى إن أمتنا كانت، في
اشد الظروف تعقيدا وقسوة، تجد
طريقها عندما تستنفر قدراتها
وهمتها، ومهما ادلهم عليها من
خطب، وأرخى ليل عليها سدوله، تكون
قادرة على أن توقد شموعا على
جانبي الطريق لتضيء لها، إلى حيث
اختيارها وأهدافِها عندما تهتدي..
وإننا، أيها الاخوة، ننشد الثواب
من ربنا والعز في دنيانا والدنيا
الآخرة، معكم، ومن خلال جمعنا،
وفعلنا المشترك، وليس بمعزل عنكم
إلا إذا صرنا في حال المضطر ليقف
كل على أساس الموقف الذي يناسب
رؤيته، وأيمانه،
ولذلك، ورغم إننا نعرف ظروف كل
واحد من عناوين الأمة الرسمية
وقدراته، فإن أملنا كبير بكم،
أيها الاخوة، لاستنهاض الهمة،
لنفوز معا، وليس منفردين، برضا
الله وامتنا والإنسانية، ذلك لأن
ما يراه أي منا، من إن همومه
وأعباءه، ضمن حدود القطر الذي هو
فيه وعلى أساس وصف خصوصية ميدانه
وقدراته، ثقيلة إلى حد الذي ينوء
تحت ثقلها، فإنها بالتضامن،
والتكاتف، والعمل الجماعي المشترك
تغدو هي وغيرها أخف وزنا، بما
يجعل همة الجماعة، أو الهمة التي
تتولد من شعور التضامن والفعل
الجمعي قادرة على النهوض بها،
والعواتق أكثر قدرة على التحمل
والثبات، ذلك لأن يد الله مع
الجماعة المؤمنة المتكلة عليه،
سبحانه، وإن من ينتصر للحق ضد
الباطل، ينتصر الله له، فينصره في
الدنيا، ويعزه في الآخرة، وله حسن
الثواب..
إننا، أيها الاخوة، لا نريد أن
نثقل عليكم، فنعيد التذكير بصورة
وتفاصيل ما يحصل لشعبنا المؤمن
المبتلى بشر الصهاينة المؤيدين من
أمريكا.. فإن ما يحصل لشعبنا
وإخواننا هناك واضح بما يكفي، حتى
لو اكتفينا برؤية مسرح الأحداث من
على شاشات التلفزة.
أيها العرب..
كان كثر من المسؤولين من بين
عناويننا، وربما أوساط ومسميات
بعينها من الشعب العربي أيضا،
يوجهون اللوم إلى الفلسطينيين،
بدعوى إن الفلسطينيين لم يقاوموا
الاحتلال الصهيوني كما ينبغي، بعد
العام 1930، حتى هزيمة من هزم من
الأنظمة العربية في عام 1948..
وما بعد ذلك.
ولكن ماذا بإمكان أي منصف، وغير
مشبوه أن يقول الآن عن موقف شعب
فلسطين البطل، رجالا ونساء ،
أطفالا وصبيانا وشيوخا؟
إن موقف شعب فلسطين المجاهد
البطل، الذي تحمل بمفرده مواجهة
تحالف وتآمر الصهيونية
والإمبريالية المصمم أصلا ضد
الأمة كلها.. يواجه على الطرف
العربي بما يشبه العجز..
وإن سبب العجز ليس ضعف إمكانات
الأمة وإرادة شعبها في كل
الأحوال، وإنما ضعف إرادة أصحاب
القرار، أو عدم رغبتهم في أن
يتولوا مسؤوليتهم بالحد الأدنى
الذي يكسبهم الشرف والوطنية وطوق
النجاة إلى حيث شاطئ السلامة
للجميع، ناهيك عن التنازل المؤلم
عن ابسط حقوق مبادئ القومية
العربية، ومعاني الإيمان الذي
يرتبه على عناويننا، وعناوين
غيرنا، تراث امتنا الخالد،
والمعاني التي تحملها امتنا كأمة
واحدة، جندها الرحمن الرحيم لتكون
قدوة المؤمنين بالله الواحد
الأحد، ومنارة إشعاع للإيمان
والفضيلة في قهر الباطل والانتصار
للحق..
إننا، أيها العرب، مدعوون جميعا
إلى أن نتذكر، ولا ننسى، حقوق
الله علينا، وحقوق امتنا، وحقوق
شعبنا،
بل وحقوق الإنسانية بوقفة عز، حتى
لو جاءت بأي وصف يسجل لها، فوق
حالة التردي والعجز الذي تشهده
امتنا أو حالة التفرج على شعبنا
الفلسطيني المجاهد البطل، وهو
يواجه القتل والتدمير اليومي الذي
يتعرض له.. ولعلنا جميعا نتذكر ما
أسفر عنه التخلي والخيانة اللذان
حصلا في العام 1948.. وما يمكن أن
يقع لو استمر الحال على قياس ما
حصل آنذاك..
مطلوب منا، أيها الاخوة، أن نقول
بلسان واحد، وقلب مؤمن مطمئن،
وبموقف لا يتخلل صفوفه ضعف يخرج
صاحبه خارج إطار الحد الأدنى من
مسؤوليته القومية والوطنية
والإنسانية المؤمنة،
إن أمريكا عدوانية وإرهابية، وأن
الكيان الصهيوني لم يعد كيانا
مغتصبا لأرض فلسطين وأراضي العرب
وحقوقهم المشروعة في السيادة
والأمن فحسب، وإنما صار مركزا
إرهابيا تدميريا شريرا علنيا ضد
شعب فلسطين وضد امتنا كلها..
وان على صفنا أن ينبذ سياسة
الخنوع والتستر والضعف والمجاملة
على حساب الحق، ليقول إن أمريكا
تشجع الكيان الصهيوني على البقاء
على حساب العرب، وعلى قتل العرب
والمؤمنين، وأن أهدافها وأهداف
الكيان الصهيوني واحدة، وإن
مسلكهما الشرير واحد، وأن هدفهما
تدمير الأمة وإذلالها.. وأن أحداث
الحادي عشر من أيلول ليست إلا
غطاء أراداه ليمضيا في منهجهما
الشرير لتدمير الأمة وإذلالها،
وأن علينا جميعا، أن نؤجل ما
نختلف عليه فيما عدا هذا.. لنقف
وقفة عز يشهد لنا بها، بعد الله،
التاريخ والشعب، على إننا وقفناها
متضامنين، متكاتفين، شعبا
وحكومات، ليحترمنا العالم، بعد أن
صار هو ومجالسه التمثيلية يستهين
بالعرب وإمكاناتهم وموقفهم، ولعل
البعض يحتقر العرب بسبب ضعفهم،
وفي مقدمة من يتصرف على هذا
الأساس أمريكا، وحليفها المصيري:
الكيان الصهيوني..
وعلينا جميعنا، أيها الاخوة، أن
نتذكر، فقط، موجبات وأسباب وحدتنا
في هذا الظرف العصيب، وننسى أن
استطعنا، أو نؤجل، ما عدا ذلك،
وكل ما يبعث على الفرقة التي
أرادها عدونا تحت عناوينه
ومسمياته،
وأن نرفض أي فكرة لتجزئة قدرات
ومواقف وعناوين قيادة شعب فلسطين
وقيادات فصائله المناضلة
والمجاهدة، وفق التكتيك الخبيث
الذي تسعى إليه الصهيونية، تدعمها
أمريكا وقسم من الحكومات الغربية،
بما يضعف شعب فلسطين وإرادته في
الجهاد..
وعلى من لا تحشده الحمية على
أواصر الصلة والمبادئ، أن يتحشد،
ويتآلف مع العمل الجماعي المشترك
على أساس الإحساس بالخطر الداهم
فعلا..
وعلى من لا يسعفه حاله ليتذكر
الأهداف الكبيرة لأمتنا ودورها
الإيماني العظيم، أن يتذكر إن
مصير حياة العرب والشعب، الذي نحن
مسؤولون عنه أمام الله الآن،
يتحقق بوحدتنا، وليس بفرقتنا
وتناحرنا..
وإن العراق على استعداد، شعبا
ونظاما وقيادة، لان يتحمل
مسؤوليته، بأمل أن نصل معاً إلى
موقف يرضي الله وامتنا، وأن يسجل
التاريخ بعد ذلك ما يعز أحفادنا
من بعد أبنائنا بوقفة عز، بعد أن
نستجيب لنداء العقل المؤمن، وضمير
كل ذي ضمير طاهر، وصدر مؤمن،
وتطلع حر شريف.. وسيكون الله حامي
حمى من يؤمن ويتكل عليه، سبحانه.
أيها الاخوة..
في ظروف بعينها يكون المسؤولون،
سواء في دست السلطة والسلطان، أو
في عناوين أخرى داخل الشعب، أمام
اختيارات كلها صعبة. وفي ظروف
الطوارئ، ومنها سمة هذا الظرف
الذي نحن فيه، يغدو أي قرار
واختيار من الاختيارات والقرارات
محفوفا بالمخاطر والاحتمالات،
التي قد لا تهواها النفس عند خط
البداية كلها، ولكن لأن ظروف
الطوارئ الصعبة لا تجري كلها مجرى
الاختيار المسبق عند خط البداية،
فلا بد، والحال على هذا الوصف، من
أن تواجه باختيارات وقرار
بمستواها.
وإذا كان أعمال الحكمة تقتضي
السكوت أو السياسة في ظروف
الاختيار المرتاح أحيانا، وفي
السلم بخاصة في ظرف وحال ليس على
هذا الوصف،
فإن الاختيارات والقرارات لمواجهة
ظروف حرب وعدوان وشر مستطير يفرضه
آخرون على امتنا وشعبنا، تستوجب
أن تخضع لموازنة رؤية عميقة
وشمولية، لتبنّي ما يدفع الشر،
ويرفض الباطل، وينتصر للحق
بأقل ما يمكن من الخسائر، وبما
يرضي الله، ويعز الأمة، ويؤمن
مستقبلها، ويبقي المستقبل أمامها
مفتوحا من غير عوائق.. انه بلاء
وابتلاء، أيها الاخوة، فلنواجههما
معا، مستعينين به، سبحانه،
مسنودين من أمتنا وقدرتها
العظيمة، بعد الاتكال على الله
القادر، جلت قدرته..
وإننا نجد إن الانتصار لشعبنا في
فلسطين، في محنته القاسية، في حكم
الضرورة الواجبة، وإن ما قدمه، كل
منا في ميدانه، حتى الآن، ليس أقل
من الواجب فحسب، وإنما اقل مما
نحن قادرون عليه، لو أردنا..
وإن إرادتنا جميعا تغدو في وضع
أفضل لو صفت القلوب إزاء
أهدافها..
وإن هذا يتم، لو أردنا، وتداعينا
لاجتماع سريع على مستوى القمة، من
غير انتظار لزمن إضافي لبحث موضوع
العدوان على شعب فلسطين حصرا..
وإن من يقول بإمكانية أن يحصل هذا
في آذار القادم، كمن يؤمل من يقف
على جمر بإمكانية إحضار مطفأة بعد
عدة شهور.. فقد كان العرب يتداعون
على مستوى القمة في فواصل زمنية
متقاربة من أجل شؤون لم تكن اخطر
مما يحصل في فلسطين الآن..
فلنتداعى إلى هذا بقلوب صافية،
وعقول راغبة في أن تتطهر.. ولنجعل
من قوة واقتدار أي منا قوة
واقتدار لمن هو بحاجة إلى أن
يستزيد، أو من ينقصه شئ منها..ِ
ولنجعل من قدرتنا المجتمعة
المتفاعلة على منهج الخير لرد
العدوان والشر على أمتنا كلها،
القدرة التي نعمل بموجبها
وننميها، بعد أن نتوكل على الله،
ونشهده علينا جميعا..
وليكن مكاننا في هذا الكعبة
المشرفة، أو أي عاصمة عربية يؤمّن
مكانها حضور الجميع..
وإن دعوتنا اخوتنا إلى هذا
الاجتماع لا تلغي الاجتماع
القادم، وليست بديلا عنه، وإنما
هي دعوة لاجتماع طارئ، في ظرف
طارئ فعلا، بكل المقاييس
والاعتبارات..
والله اكبر..
الله اكبر..
الله اكبر..
صدام حسين
في الثلاثين من رمضان، 1422
للهجرة
الموافق للخامس عشر من كانون
الأول، 2001 للميلاد
رحمة الله عليك يا صدام... رحمة
الله عليك وعلى اخوانك الشهداء
الابرار... أسأل الله العظيم رب
العرش العظيم أن يجعلكم في أعلى
عليين مع النبيين والصديقين
والشهداء والصالحين وحسن أولئك
رفيقا... وصلى الله على سيدنا
محمد وعلى آله وصحبه أجمعين... |