منذ اليوم الأول الذي جرى فيه الحديث عن إتفاقية
أمنية
ترغب بها الولايات المتحدة كان قد بدأ العد العكسي
لتوقيعها!..
فمن سيوقع مع الأمريكان ليس له خيار آخر غير أن
يوقع!..
وهل يملك غير ذلك؟..
فالأمريكان أولياء نعمة وأصحاب فضل كبير عليهم..
لم يتوقع أحد أن لا ينفذ أذلاء الحضيرة الطائفية
والعنصرية الصفراء القابعين تحت
حماية المحتل توجيهات أسيادهم
وأولياء نعمتهم ..
وكذلك التوابع من السياسيين الهامشيين واللاهثين
خلف الجاه والمال والسلطة ممن
يدّعون تمثيل شرائح مهمة من شعب
العراق
والغريب أن يفعلوا عكس ذلك..
الغريب ان لا يمرروا هذه الإتفاقية وأن لا
يقدموا متوسلين
وخانعين
الخدمة الأخيرة لبوش المهزوم ..
لم يكن من المتوقع أن يقوم مجلس الإمعات بمسرحية
أرفع وأنزه مما يتميز به وبعيدة
عن هذا المستوى المتدني الذي
قدموه..
هذه الإتفاقية المذلة والمهينة للعراق والمكبلة
له والتي جعلته جزء من العجلة
الصهيونية والإستعمارية التي تمثل
قاعدة لضرب كل توجه عروبي ووطني
ومناهض لمخططاتهم والتي تهدف
لتدمير الأمة ومنعها من أخذ
فرصتها التأريخية في أي من ميادين
الحياة والتطور..
أعداء العراق لا يفهموا تأريخه ولا طبيعة شعبه
..هذا الشعب الذي إعتاد تمزيق
الصحف والمواثيق التي تنال من
حريته وسيادته وإرادته كما حدث في
كل المعاهدات السابقة التي شرعنها
الإستعمار ورماها الشعب في مزبلة
التأريخ ..
الإتفاقية التي مررها وصادق عليها صنيعة المحتل
وأذلائه من لا يمتلك شرعية
التمثيل الفعلي للشعب ماهي إلا
إملاءات المحتل تفتقر للشرعية
والقانونية ..
إن هذه الاتفاقية المهينة التي وقعت في ظل
الإحتلال والتي
وقعها طرفان غير متكافئان ..طرف
قوي وطرف ضعيف ..طرف لا حول له
ولاقوة غير تنفيذ مايؤمر به وطرف
هو صاحب الحل والربط ..طرف أجنبي
محتل للبلد وطرف يدعي تمثيل البلد
الذي يرزح تحت الإحتلال ..طرف غزا
ودمر وإحتل العراق وطرف جاء معه
راكضا ولاهثا ليجمع فتات مايسقط
من نهب وسرقة..إتفاقية لا يعرف
مضمونها الشعب ولا يفهم عواقبها
..
عاش العراق وعاش شعبه الذي سيحطم
هذه المؤامرة كما حطم غيرها على
مر العصور ..
عاشت المقاومة الوطنية العراقية
الباسلة بكل فصائلها وتشكيلاتها
وضميرها الحي الممثلة الشرعية
الوحيدة للشعب العراقي..
عاش صمود العراقيين الذي هزم
الأعداء وأفشل مخططاتهم..
وبصمودنا وثباتنا ووحداتنا سننتصر
لأن الحق معنا والله ناصرنا ..
وسنمزق ما يوقعون
.. |