الحكومة الحالية ممثلة بشخص
المالكي ومستشاريه وقيادات حزب
الدعوة يعيشون هذه الأيام أتعس
أيامهم على الإطلاق وعلى كل
المستويات ..
الحليف الأمريكي الذي نصبهم وجاء
بهم من دول مختلفة وبأحلام بسيطة
ليضعهم في مواقع السلطان بدأ يلوح
بأنه سيتخلى عنهم إذا لم يسارعوا
بالتوقيع على الإتفاقية!..
والحليف الإيراني صاحب الفضل
الفكري والرعاية الكاملة وتطابق
الرؤى في المنهج العدواني
والإنتقامي والحاقد على الوطنية
العراقية يهدد أيضا بالتخلي عنهم
إذا وقعوا الإتفاقية !..
والخوف من إيران ومواقفها العملية
على الساحة العراقية خوف جدي
وحقيقي وعَكَست إيران أكثر من مرة
وجودها المؤثر في الساحة العراقية
ومدى سيطرتها على شخوص الحكومة
العراقية واحزابها الطائفية ..
في جلسات مجلس النواب الأخيرة بدا
واضحا دفاع حزب الدعوة وشخوصه على
وجوب المصادقة على الإتفاقية
وكونها تخدم مصالح العراق التي
تمثلها (رغبة
الولايات المتحدة وحرصها في
مساعدة الشعب العراقي!)..
وبعد أن تخلى المالكي عن الحليف
الديني المشاكس(الصدر)
وتياره الذي سدد إليه ضربات قاتلة
فإن الحليف الديني (الحكيم
) في داخل حلقة الحكم يناور بذكاء
بالرقص حول التعابير والمصطلحات
ليجامل الطرفين الحليفين
الأساسيين بشان موضوع الموافقة
على الإتفاقية من عدمها ووفقا
للمستجدات كسبا للوقت وإنتظارا
لهزيمة حليفهم الداخلي !..
في وقت يجاهر الجعفري فيه بضرورة
رفض الإتفاقية التي تمس بسيادة
العراق!..
وحليفهم الكردي بحزبيه المتنفذين
يضغط بشدة للموافقة والتوقيع على
الإتفاقية ..
والحلفاء السياسيين الذين دخلوا
العملية السياسية ليعطوها بعدا(وطنيا
ودينيا شاملا!)
كانوا ولا زالوا يصرحون علانية
بأنهم لا يعرفون شيء عن أوليات
الإتفاقية وما تضمنته المقترحات
عليها ولديهم تحفظات جدية
عليها!..
وفوق كل ذلك..
فالمالكي والأديب والركابي وسامي
العسكري وقيادات حزب الدعوة
السابقة والحالية كانوا قد أمضوا
كل حياتهم في تثقيف قواعدهم وكسب
البسطاء من الناس على اسس سياسية
وفكرية بدأوا يخالفونها !..ولو
أنهم قاموا بذلك على أسس طائفية
تحت شعارات المظلومية وأحقية
السلطة وبرنامج التغيير الشامل
للحياة وفق العقيدة الدينية التي
يحملونها ..علما أن كل نشاطهم
وتثقيفهم تركز خلال أكثر من
ثلاثين عام على كون(الولايات
المتحدة هي العدو الأكبر والقوة
الكافرة والظالمة وهي التي تقف مع
النظام العراقي السابق وتدعمه
!)..
وكان لهذا الشعار وقع السحر على
المغرر بهم ..
في وقت يعرف العاقل والمختل كيف
إن الولايات المتحدة بالذات ناصبت
النظام العراقي الشرعي العداء منذ
الأيام الأولى للثورة وكل
التقارير والوثائق تبين بوضوح تام
كيف إن وكالة المخابرات المركزية
الأمريكية ولجان ما يعرف بمجموعة
العراق وحل الأزمة وغيرها في
الأمن القومي الأمريكي والبنتاغون
والبيت الأبيض كانت تعد القرارات
والمقترحات التي تعتمد على حث
الإدارة الأمريكية لتغيير النظام
في العراق منذ عام 1972 وكون هذا
النظام يمثل خطرا على الولايات
المتحدة وإسرائيل..
ولكن قيادات الدعوة تبنت هدفا..
ووضعت له وسائل ..
وتيقنت إن إستخدام كذبة الدعم
الأمريكي للنظام ستكون مؤثرة
وعميقة وذات نتائج مباشرة وهي غير
مكلفة للبحث عن براهين او أدلة
فهي مجرد شعارات ويتم تفسيرها في
الخطب الإملائية لجموع تعلمت أن
لا تسأل!..
ومع ذلك!..
فما الذي تغير اليوم لتصبح أمريكا
صديقة لحزب الدعوة ؟!..
وصديقة لشعب العراق؟..
وصديقة للنظام الجديد ؟..
هل لأن أمريكا تغيرت نحو الأفضل
وبدأت تعي أهمية (عدم
دعمها لإسرائيل
) وتأييد الحق العربي؟!..
أم أن شعارات حزب الدعوة (القديم
) تطورت وغيّرت أعدائها مثلما
غيّر البعض مرجعياتها!..
وإذا إفترضنا من منطلق سياسي أن
الولايات المتحدة (كانت
حليفة للنظام السابق!)
وهذا ما يخالفه المنطق والعقل
والواقع وما جرى على الأرض ..
نقول لو فرضنا ذلك!..
فالذي تخلى عن حليف الأمس..
هل يبقى متمسكا بحلفاء اليوم
وحلفائه غدا؟..
وللحديث بقية.. |