لا ندري
مَن نُصدّق:
(حكومتهم!)..
أم
الأميرال مايكل مولن رئيس أركان
الجيوش الاميركية..
أم
المتحدثة باسم البيت الابيض دانا
بيرينو..
فالحكومة
وعلي الدباغ يقولون إن : (الاتفاقية
التي وافقوا عليها تنص على انسحاب
كامل القوات الامريكية بحلول 31
من كانون الثاني عام 2011 بغض
النظر عن الظروف الميدانية)!..
ورئيس
الأركان الأمريكية وهوالذي
يصدرالأوامر لقائد القوات
الأمريكية في العراق ..قال بالحرف
الواحد بعد يوم واحد من موافقة
حكومة الإحتلال على الاتفاق
الأمني و خلال مؤتمر صحافي
الاثنين 17 /11/2008 من :
(أن
الانسحاب الاميركي من العراق
المقرر عام 2011 بحسب مشروع
الاتفاق بين بغداد وواشنطن سيكون
مرتبطا بالوضع على الارض)
بينما قالت المتحدثة بإسم البيت
الأبيض يوم 18 /11/2008 وفور
تسريب تصريحات مولن بان :
(تلك
التواريخ حاسمة)!..
ولكي (لا
نُحمل الحكومة أكثر من طاقتها
!) فهي وإن كانت طرفا في الإتفاق
إلا أنها عمليا غير معنية بموادها
وإلتزام الجانب الأمريكي ببنودها
ولا حول لها ولا قوة بما يحدث
اليوم أو غدا ..
لذلك
فالعراقيين يتسائلون :
ما الذي يعنيه
رئيس أركان الجيوش الأمريكية
بقوله هذا !..
وإذا كان وجود
القوات الأمريكية في الأرض
العراقية مرهون بما سوف تستجد من
أحداث فلماذا إذا كل هذا الضجيج
والإستعجال والهالة الإعلامية
والإعتراضات والتعديلات
والمناقشات حول هذه الإتفاقية
والقوات الأمريكية باقية الى
الأبد من وجهة النظر الأمريكية
لأن الوضع على الأرض هم الذين
يحددوه وهم الذين يقرروه ويقيموه
!..
وبذلك ستبقى
القوات الأمريكية في قواعدها
وواجباتها وصولاتها الى أن (يسمح
الوضع في الأرض
!) بسحبها!..
ورئيس الأركان
الأمريكية (كمنصب
وواجبات ومسؤولية ) لا علاقة له (مهنيا) بالقرار السياسي الأمريكي ولكنه يساهم بصنعه ..
ولذلك قال مولن
في هذا المؤتمر الصحافي بأنه (سيصدر الأمر بالإنسحاب إذا طلب منه أوباما ذلك!)..ولكن
من الناحية العملية والمهنية
والعسكرية فرأي رئاسة الأركان أن
الإنسحاب مرتبط بالوضع على الأرض
!!..
وهذا هو الكلام
المهني والسياسي الصحيح الذي سوف
تعتمده الولايات المتحدة ضاربة
عرض الحائط بكل إلتزام يمنعها من
تحقيق ذلك ..لأن هذه القوات جاءت
لتبقى!..
ترى ما هو رأي
بابكر زيباري (رئيس
أركاننا!)
بهذا التحليل ..
ولماذا لم يرد
على تصريح مولن؟..والإثنان هما
رئيسا أركان ..
والظاهر أن
بابكر الذي قضى حياته ضمن
البيشمركة والعصاة الذين ينصبون
الكمائن للجنود العراقيين العزل
في الربايا والطرقات والعوائل
العراقية المسافرة لشمال العراق
ليقوموا بأسرهم وقتلهم سيرد على
رئيس أركان الجيش الأمريكي إذا
تعرض الى (حكومة
الإقليم!!)
فقط وليس الى العراق !..
فولاءه وكذلك
الوزراء الأكراد كان ولايزال الى
(كردستان
) أولا ..
هذه من من جهة
..
ومن جهة أخرى فهو
يعرف أن كلام مولن هو جوهر
الحقيقة وليس ما تقوله الإتفاقية
!..
فالأمريكان
سيبقون في العراق الى أن تخرجهم
قوة قادرة على إخراجهم
..
عدا ذلك فلا
حاجة للرد على التصريحات!..
ونحن على يقين
أن محمد العسكري المتحدث بإسم
وزارة الدفاع يتحرق شوقا ورغبة
وأملا و(يريد
ان يقفز من سور الوزارة!)
ليصرح ردا على ما قاله رئيس أركان
الجيوش الأمريكية ليقول:
(
هذا غير صحيح والإتفاقية التي
وافق عليها دولة رئيس
الوزراء والقائد العام للقوات
المسلحة تنص صراحة على إن
الإنسحاب سيتم في تأريخه بغض
النظر عن الظروف الميدانية )!..
ولكي تخرج
الإدارة الأمريكية حكومتها
المعينة في بغداد من هذا الحرج
سارعت الى نفي ما قاله مولن عندما
قامت دانا بيرينو
المتحدثة بإسم البيت الأبيض
بالقول بأن هذه التواريخ حاسمة!..
قبلها كان
ماكلينان بسنوات وقبله الكثيرين
يقولون من نفس المنبر :
(أن
النظام العراقي يمتلك
أسلحة دمار شامل ولديه
علاقة وطيدة مع القاعدة ..وهذا
امر محسوم لدينا!)..
ويوم قال
بوش من على حاملة الطائرات في 1
مايس 2003
أن المهمة أنجزت في العراق
وأعلن
نهاية العمليات العسكرية
صدَق الكثيرين قول بوش وخاصة
الجنود الأمريكان الذين سارعوا
لرزم معداتهم الشخصية للعودة الى
الأهل..
وعاد الكثير
منهم فعلا بعد ذلك الى الديار..
ولكن في
توابيت لا أول لها ولا آخر .. |