قال أحمد أبو ريشة مهاجما كل من
يقف (بوجه
توقيع) الإتفاقية العار
مع الولايات المتحدة :
(أن
الرئيس الأمريكي جورج بوش
ومسؤولين أمريكيين آخرين أكدوا له
خلال زيارته واشنطن أنهم يريديون
الخروج من العراق بعد أن يصبح
قويا حرا سليما من التدخلات
الخارجية خصوصا سوريا وإيران)!..
وقال:
(قد
حان الوقت ليصبح العراق حليفا
إستراتيجيا للولايات المتحدة
الأمريكية)!..
وتساءل:
(ماذا
استفاد العراق وما الذي جناه من
تحالفه مع الاتحاد السوفيتي
السابق)!..
وهكذا خرج أبو ريشة بعد هذه
الأشهر الطويلة من التدريس
والتثقيف والإملاءات النظرية
والمحاضرات والملاحظات والتدريب
الذي أضنى مستشاريه الإنتهازيين
من الضباط والسياسيين والدكاترة
وشيوخ آخر زمان ليقول ما فهمه
بأربع إتجاهات :
-
أن بوش والإدارة الأمريكية عسكرية
ومدنية صادقين في وعودهم وما
يقولوه.
-
وإن العراق بتوقيعه على الإتفاقية
سيصبح حليف إستراتيجي للولايات
المتحدة .
-
وإن العراق لم يستفيد من (تحالفه
السابق على حد قوله)
مع الإتحاد السوفيتي .
-
وإن كل من يعارض توقيع الإتفاقية
فهو غير وطني ولا يريد مصلحة
العراق.
ولأن الحديث مع أحمد أبو ريشة (
سيفحمنا ويسكتنا بالحجة القاطعة!!)
فسنتوجه لمناقشة مستشاريه الذين
نصبتهم العشيرة والمذلة وللبعض
القليل منهم الحاجة فنقول:
-
لقد إعترف أركان الإدارة
الأمريكية من المحافظين الجدد
وصقورها وولفوفيتز ونغروبونتي
ودغلاس فايث وكارل روف عقل الرئيس
بوش وريتشارد بيرل أمير الظلام
ووورمسر ولويس ليبي وكولن باول
وجورج تينيت وغيرهم الكثير بأنهم
زوروا ورتبوا معلومات ملفقة بناءا
على رغبة بوش وتشيني لتمرير
مبررات مصطنعة لغزو وتدمير
وإحتلال العراق وإن ما أقترفوه
سيبقى وصمة عار تلاحقهم وذرياتهم
ما دام الزمان ..فهل إن الذي
يستخدم هذه الوسيلة ليغزو ويدمر
ويحتل بلدكم ويهين مقدساتكم
ويستعبد شعبكم ويقتل شبابكم
ويصادر إرادتكم وينتهك كل
سيادتكم ويستولي على ثرواتكم
ويملي عليكم قراراتكم هو صادق في
كلمته ووعده؟..
وهل ان لهذا الشخص شرف ليتعهد لكم
به ؟..
ومتى قالت الولايات المتحدة شيئا
وإلتزمت به؟..
ومتى أعطت وعدا ونفذته ؟..
إلا الوعد الذي قطعته على نفسها
أمام اللوبي الكاره والحاقد لتربة
بلادكم ونظامكم الوطني الذي أغدق
عليكم وعلمكم وجعلكم تتباهون
بشهاداتكم وشارات الركن ورتبكم؟..
فلو كان فيكم عاقل واحد لنصح أحمد
أبو ريشة أن لا يتطرق الى موضوع
المصداقية الأمريكية ونية بوش وما
أكده له ..
وأن لايقحم نفسه بأمور لا يعرفها
..
وليظهر عاقل وعارف واحد فيكم
ليقول أن الولايات المتحدة جاءت
الى العراق وعبرت المحيطات وخسرت
مئات الألوف من القتلى والجرحى
والمعوقين وهدرت تريليونات
الدولارات من أجل (عراق
حر وقوي وديمقراطي!)..
وعلى هؤلاء الذين يشغلون وقتهم
بتدريس أبو ريشة أن يجعلوه يتحدث
عن مزايا وصفات وميزات شيخ
العشيرة الوطني المسلح والمقاوم
وكيف عليه أن يتحلى (بالصبر
والشجاعة والحكمة والعقل والثبات
على المباديء "منذ ان كان ونشأ
...!" ويستمر عليها وكيف عليه ان
ينتخي لوطنه وشعبه ولايساوم
ويهادن المحتل )..
وإذا يتفاخر أبو ريشة وصحبه بأنهم
دحروا القاعدة فعليهم بدحر المحتل
الأمريكي وخونة العراق الذين
مهدوا له ونفذوا أجندته لنضعهم
فوق رأس كل عراقي ..
أما أن نقاتل بالبندقية التي
نستلمها من المشجب الأمريكي صباحا
ونعيدها مساءا مقابل حفنة من
الدولارات نوزعها على راقصات في
ملاهي عمان وسوريا ومصر ودبي وما
خفي كان أعظم فتلك مصيبة التأريخ
والعراق والعشائر وهو النصر
الأمريكي الوحيد الذي يتحدث به
بوش!..
-
ونسأل:
متى كان البلد المُحتل حليفا
إستراتيجيا للدولة التي غزته
ودمرته وإحتلته وقتلت ملايين
رجاله ونساءه وتنشيء السجون تلو
السجون لتستوعب أسراه ومناضليه
وخيرة مثقفيه وضباطه وعلمائه
ورجاله؟..أليس فيكم يا حاشية أبو
ريشة مَن يفسر لنا التعريف العلمي
السياسي والعسكري
لوصف
الحليف الإستراتيجي؟..وما
علاقة أبو ريشة بالتكتيك
والإستراتيجية؟..أيهمه هذا أكثر
من (كمية
ما يقبضه شهريا من الدولارات!)
؟..وإذا أراد الأمريكان أن يقطعوا
عنه كل عون فهل سيبقون حلفاء
إستراتيجيين للعراق أم سينطبق هذا
التوصيف على من يدفع أكثر؟!..
وهل ينطبق الوصف الذي قاله ولا
يعرف معناه على حالة العراق؟..
أم أن العراق بهذه الإتفاقية
سيكون التابع الذليل
الإستراتيجي؟..
ومن (مناهج
التدريس التي أخذها) أبو
ريشة نستنتج ان أعداء العراق
الرئيسيين هم سوريا وإيران !..
طيب..ولن نناقش ذلك..
وماذا عن إسرائيل؟..
هل هي اليوم صديق لنا؟..وإذا كنا
في (تحالف
إستراتيجي) مع الولايات
المتحدة الأمريكية وتعرضنا الى
إعتداء من إسرائيل (لنقل
مثلا غزت دياركم وعشيرتكم وسَبَت
نساءكم !) فهل ستقف
الولايات المتحدة معنا أم مع
إسرائيل؟..
وربما يهمس في آذان المستشارين
أحد (الضيوف
الأجانب !) في مضيف أبو
ريشة ليقول: (
لا
يمكن ان تهاجمكم إسرائيل لأنكم
حلفاء أمريكا)!..
وقبل ان نقول لكم إن عليكم أن
تقرأوا التأريخ جيدا وكيف أن ليس
للأمريكان حلفاء دائميون بل مصالح
دائمة نقول وخاصة لشيوخ العشائر:
هنالك فرق كبير بين الحليف
المتكافيء والذليل التابع!..
وبين الحلفاء صاحبي القرارات
المستقلة والحرة.. وبين تحالف آمر
ومأمور..
وإذا سمع أبو ريشة من مستشاريه أن
العراق لم يستفيد من (تحالفه)
مع الإتحاد السوفيتي فإن العراق
الوطني كان ندا متكافئا للسوفييت
ولم تتضمن إتفاقياته أي مس بسيادة
وامن العراق ولم يعقد إتفاقيات
مع السوفييت ليحاربوا محله ..ولم
يسمح لهم ببناء قواعد ثابتة
ودائمة في العراق ويستخدمون
أراضيه وأجوائه ولم نسمع أن جندي
سوفيتي أو جنرال وطأ أرض العراق
وكان مصونا غير مسؤول مثلما يفعل
جنود حلفائكم الأمريكان المحتلين
اليوم ..
ويوم إغتصب الجنود الأمريكان
الشهيدة عبير الجنابي وقتلوها
وأحرقوا جسدها مع أهلها لم يظهر
أحمد أبو ريشة ولا أخوه ليعلن
تعبئة الناس لأخذ الثأر لأن
أسيادهم لم يرغبوا بذلك في حين
سمحوا لهم بذلك عندما كان هناك
مصلحة للأمريكان بتشكيل الصحوات
ومحاربة القاعدة..
-
أما أن كل معارض للإتفاقية فهو
معادي للعراق فنترك من يعارضها
إرضاءا لإيران على جنب بعد أن
وافقوا عليها عندما سمحت لهم
بذلك..
ونبقى في حديثنا مع مستشاري ابو
ريشة لنقول:
إذا كنتم من أكثر الجهات الحريصة
على المعاهدة ..
ومن أكثر المروجين لها ..
وأكثر من يوجه التهم لمعارضيها..
فهل إطلعتم على بنودها ؟..
أو هل أطلعكم احد عليها سابقا
ولاحقا؟..
هل عرض عليكم أحد من الجانب
الأمريكي أو حزب الدعوة أو
التحالف الكردستاني أو تنظيم
الحكيم او صديقكم الجلبي او هادي
العامري نسخة غير معدلة منها
وأبديتم ملاحظاتكم عليها؟..
نتحداكم أن تقولوا نعم !..
وهنا تكمن غرابة الموضوع..
فإذا كان أولي الأمر منكم لا
يعيرونكم إهتماما ..
ولا يقيمون لكم وزنا ..
ولا يستشيرون أحدا منكم..
وسيستثمر المالكي والأكراد (هذا
الإنجاز!) لوحدهم!..
وبإعتباركم مستشارين
ومراقبين..لاحظتم كيف غيرّ الحكيم
موقفه وأزال كل تحفظاته ووافق على
المعاهدة ؟..فهل إستشاركم بذلك؟..
فإذا كان من خدمتموهم كل هذه
الخدمة التي عجزوا عنها رغم قوتهم
وجبروتهم وحقدهم من أن يحققوا ما
حققتم ..
وكنتم سببا رئيسيا في إستمرار
وجودهم ..
لا يسألوكم ولا يأخذون رأيكم ؟..
وهم لا يحتاجون لتبرير منكم لما
يقومون به ..
فكل أشكال الخيانة ليس لها
تبرير..
فلماذا هذا الهرج والمرج؟..
وقد أقلقتم أنفسكم من نوم النهار
الطويل بعد حفلات السهر الليلية
اليومية التي تزينها منتجات
وملحقات (الحليف
الإستراتيجي
)..
وتنيرها شموع براقة.. خيوطها من
ورق العملة الأخضر!.. |