كيف يمكن لبعض الكتاب
والسياسيين ومَن يوصفوا بالوطنية
بالقول والترويج لمفهوم أن امريكا
تمد يدها للعراق بقصد مساعدته وإن
أمريكا اليوم هي المنقذ للعراق؟..
ويعزي هذا البعض توصله
لهذا الإستنتاج البائس بحجة ( خلو
) العراق من الساسة والأحزاب
الوطنية وعدم وجود مشروع وطني
عراقي إضافة الى (غياب
) الجماهير الواعية عما يجري وعما
يحدث! ..
إنه النهج الإنتهازي ومنطق
القفز فوق الحقيقة والخوف من
تشخيص الخلل ومجاراة القوي الباطل
على حساب الضعيف صاحب الحق
والهروب من توجيه الإتهام للمجرم
الحقيقي الذي يقف وراء تدمير
العراق وهو المنهج الذي طال الشعب
وكوادره وقياداته وقتل وأغتال
مثقفيه ومناضليه وحاملي سيوفه
ورايته ونهجه..
لقد كان قصد المحتل في
غزوه وتدميره وإحتلاله للعراق
والسيطرة على سيادته ومصادرة
إرادته وثروته من خلال (قتل
وإجتثاث وتفريغ) العراق من
كل مبدا وفكر وقيم قادرة على
نهوضه وبعثه وتطوره ونموه ..
كان المنهج يهدف بالأساس
للقضاء على كل قدرات العراق
البشرية وبالأخص تلك الطليعة
القادرة على قيادته وتوجيهه ..
ثم التوجه للشعب والعمل
بجد (لتغييبه)
عن ساحته وإشغاله بحاجاته
الأساسية التي تعمدوا عدم تأمينها
ليبقى يدور في حلقة مفرغة من
العوز والفاقة والغربة ..
لقد كان هدف الأعداء ومنذ
عام 1968 هو القضاء على المشروع
الوطني العراقي ولم يتركوا وسيلة
إلا وأستعملوها الى أن بدأت مهزلة
ومسرحية أسلحة الدمار الشامل
العراقية وقرارات مجلس الأمن
بحصار العراق وما رافقه من
إستعدادات لشن الحرب على العراق
والتي إستمرت 13 ثلاثة عشر عاما
حيث قامت امريكا – بوش بغزو
وإحتلال العراق وتدمير بنيته
وقدراته ومؤسساته وقتل وأسر
وتشريد خيرة شبابه وما تبع ذلك من
تنصيب حكومات عميلة له وتأتمر
بأوامره إمعانا في تشتيت وحدة
العراقيين وتغييبهم عن ممارسة
دورهم وواجبهم ..
فالذي يتحدث عن الضياع
التام للعراق وفشل شعبه في قيادة
نفسه عليه أن يعرف أسباب هذا
الضياع!..
ومَن الذي مَهّدَ وخطط
ورعى وأشرف وساهم ودعم وتبنى هذا
المشروع البديل لمشروع العراق
الوطني الذي أغاظ الأعداء وجعلهم
ينزلون بكل قوتهم الى ساحة
المواجهة المباشرة مع قيادته
وشعبه وجيشه؟..
ومَن يرغب بتمرير أفكاره
عن طريق المقارنات مع أحداث
العشرينات وكيف أن الإحتلال
البريطاني ساهم في تثبيت الحال في
العراق بغية تلميع صورة الإحتلال
..عليه ان يقرأ التأريخ جيدا..
وأن لايترك سطور وصفحات
الإرادة العراقية المسلحة
والوطنية التي ساهمت ودفعت
الآخرين للقيام بما قاموا به..
إن الإحتلال والسلطة
العميلة التي نصبها وكل أجهزتها
وقراراتها هي التي وضعت منهجا
مدروسا لتضييع العراق وخنقه
وتغيير هويته ومحو وتزييف حقائق
تاريخ المجيد..
وهي التي أفرغت العراق من
علمائه وضباطه وكوادره ومختصيه
ومثقفيه وقادته في كل الميادين..
وهي التي طرحت بديلا من
السراق والمزورين والفاسدين
ليكونوا حكاما وقادة ..
وهي التي سمحت للأفكار
الشوفينية والطائفية والمتخلفة
والأنانية لتكون بديلا مصطنعا
وكاذبا لمناهج تدعي الوطنية وتطرح
أفكارها الموتورة كمشروع لما يعرف
بإنقاذ العراق..
ومَن يقول اني حريص على
العراق ..ويطلب ان تكون (الصداقة
مع امريكا وبريطانيا مقياسا
للوطنية!!) فهو مروج
لتجارة خاسرة ..
وعليه أن يعترف ببطلان
الإحتلال وعدم شرعية كل ما جرى
بعده ..وأن يقر بأن مقاومة المحتل
واجب..
وإن أي مشروع
يهدف لبناء وإنقاذ العراق لا يمكن
ان يكون إلا من خلال قوة ومنهج
المقاومة العراقية البطلة التي
وقفت بوجه الجبروت الأمريكي وحقد
وإنتقام تأريخ طويل للشعوبيين
والطائفيين والعنصريين الذين
إغتالوا خيرة ما أنجبت الأمهات
من ملايين الشهداء والمعوقين
وشردت كل الوطنيين الشرفاء وصادرت
حقوق عوائلهم وسرقت مقتنياتهم
..
فالبندقية هي
مشروعنا الوطني ..
ومَن يريد أن
يساهم بهذا الشرف في قتال المحتل
والخونة ..فالميدان مترامي
الأطراف ..
والصيد وفير.. |