كتب (الدكتور سلمان كاظم الجميلي ويقول أنه سياسي وباحت عراقي مستقل) مقالة عنوانها (خبر وتعليق : من العار اهانة الضيف ... ولكنه ليس من تقاليد وأخلاق العراقيين !!!) ونشرها في موقع براثا وجاء فيها :

نص الخبر : (شاهد العراقيون والعالم من على شاشات الفضائحيات ، كيف قام مراسل البغدادية التي تبث من مصر بقذف رئيس الولايات المتحدة الامريكية ، السيد جورج بوش مرتين بحذائه في المؤتمر الصحفي الذي جمعه برئيس الوزراء العراقي الاستاذ نوري المالكي ، وقد حضر اللقاء جمع من الصحفيين ومن ضمنهم مراسل قناة البغدادية المدعوا منتظر الزيدي والذي قام بالفعلة المذكورة . انتهى)

وعلق عليها:

(لنا تعليق على هذا الحدث الغريب المخالف لكل الاعراف والتقاليد العراقية في استقبال وتوديع ضيوف العراق على مر الحقب والعصور)..

ثم إسترسل في مقالته بشكل غير حيادي وغير مستقل!..

لذلك نقول لهذا السياسي (المستقل!) بمنطق مهني وأكاديمي وبحثي وبدون إنفعالات:

-         أنت تتحدث عن واقعة إختلف فيها الناس بين مؤيد لها ومعارض ..بين من يفسرها أنها تعبيرعن الرفض العراقي للعدوان الأمريكي الغاشم الذي دمر العراق وقتل الملايين من أبناءه بحجة كاذبة من بوش ومستشاريه الذين إعتمدوا على روايات (حكام العراق اليوم الكاذبة والملفقة) بوجود أسلحة دمار شامل والتي ثبت بالأدلة الأمريكية نفسها أنها كانت غير موجودة وعلى لسان بوش وطاقمه..ثم تحول كذب هذا الرئيس الى إن سبب الحرب كان لأن النظام العراقي تربطه علاقات وطيدة مع القاعدة وإن بن لادن شوهد في بغداد (حسب قول كونداليزا رايس !) قبل احداث 11 سبتمبر 2001 والتي ثبت أيضا بطلانها وبلسان بوش ورايس وتينيت وكل مؤسسات المخابرات والإستخبارات الأمريكية الذين قالوا إن قرار غزو العراق كان قرارا خاطئا وغير مبرر وكان قرارا متخذا وكان المطلوب منا وضع مبررات له!..ثم كذب بوش مرة أخرى ليقول نحن جئنا الى العراق لنقضي على الإرهاب ..أي نقاتله على أرض العراق بدل الأرض الأمريكية ..أي أنه هو الذي أشار للتنظيمات الإرهابية بالمجيء للعراق..وكذب مرة أخرى ليقول أننا جئنا الى بغداد من أجل الديمقراطية!..وإن وجود بوش في بغداد هو وجود الغازي والمعتدي والمدمر والقاتل للعراقيين ..وهؤلاء يختلفون في التفسير عن من يقول أن الرئيس الأمريكي هو (محرر العراق من نظام ديكتاتوري ظالم) وإن وجوده في بغداد هو وجود الفاتح والمحرر.. واقعة يختلف فيها طرفان ..طرف يعتبر بوش مجرما ..وطرف يعتبره بطلا..ومن الذين يعتبرون بوش مجرما (البعثيين والصداميين ورجال النظام السابق) ..أي أن ليس كل من يعتبر بوش مجرما هو بعثي وصدامي ومن رجال المخابرات والأمن العراقية (السابقة) ولدينا البراهين والأدلة والأسماء والتنظيمات وبعضها معادي للبعث والنظام العراقي والجيش الباسل ومنهم إيران بكل مؤسساتها !..ولكن إعطني مستقلا واحدا أو شخصا ومؤسسة عراقية  غير معادية للبعث والنظام الشرعي وتعتبر بوش بطلا ومحررا أو حتى إنسانا عاقلا ..وبذلك فمَن أيد منتظر الزيدي في ضربه لبوش بالحذاء ليس فقط البعثيين بل يكاد يكون مجموع كل البعثيين لا يمثلون إلا نسبة قليلة من مجموع العراقيين والعرب والعالم من المؤيدين لتسمية بوش بالمجرم وكونه كان يستحق الضرب بالقنادر العراقية..

-         ونأتي لتفسير كلمة الضيف..فأنت تقول : (لم يعرف في تأريخ العراق منذ اقدم العصور ان العراقيين حكاما ومحكومين قد اهانوا ضيفا قادما من اية جهة كانت ، سواء كان حاكما او سفيرا او زائرا عاديا ، بل ان لهذا البلد وشعبه العريق تقاليد راسخة في احترام الضيف القادم حتى ولو كان قاتلا، فكيف به وهو رئيس اكبر دولة في العالم جاء ليسوي اوضاع جيشه ويعقد الاتفاقيات التي تنهي وجود هذا الجيش الذي تسبب بوجوده على الارض العراقية (النظام السابق....وهنا إسترسل الكاتب الدكتور السياسي المستقل جدا بالسب والشتم لأنها جواز مرور أي مقالة في هذا الموقع وإلا لن يتم نشرها حتى إذا كانت تتحدث عن العصر الجليدي وتطور نمو الإنسان!!) ).. فهنالك أيضا رأيان مختلفان وعلى الباحث المستقل أن يحترمهما ..إلا إذا كان منحازا لأحداهما..وليس عيبا أن نقول ذلك ..ولكن العيب أن نتخفى خلف تسمية المستقل ونحن واضحي العقيدة والولاء!..رأي يقول أن بوش مجرم وعدوانه وإحتلاله باطل وما نتج عن عدوانه وإحتلاله باطل وإن الحكومة الحالية غير شرعية وهي تمثل إرادة المحتل وبذلك فبوش ليس ضيفا على العراق بل هو قاتل جاء ليتفرج ويروج لسياسته الإجرامية في تدمير العراق ومَن لا يطوله من العراقيين المقاومين والرافضين بسلاح فعليه بالحذاء ..ورأي آخر يقول إنه بطل وفاتح ومحرر ..فكم من عشائر ونقابات وجماهير وسكان العراق يعتبرونه بطلا ومحررا أنعم على العراقيين بالأمن والرفاهية عدا تنظيمات الحكيم والدعوة والجلبي الذين مهّد لهم بوش طريق الإنتقام الدموي والإقصائي والطائفي وسرقة ونهب أموال العراق؟..

-         لذلك فمن الصحيح وأنتم تهاجمون البعث ( وهنا ليس خوفا من هجومكم ولكننا قلنا سنتحدث بمهنية واكاديمية) أن تعرفوا إن المفروض بكم أن تهاجموا القومية العربية وأنصارها والوطنيين والمستقلين فعليا والعالم من الذين يرون الحق حقا والباطل باطلا وتهاجمون جزء كبير من الشعب الأمريكي الذي يعتبر بوش مجرما حقيقيا حيث تسبب بمقتل وإعاقة عشرات بل مئات الألوف من أبناءهم في حرب مزيفة التبريرات وكاذبة الأهداف وبائسة ومدمرة النتائج ..وان تهاجموا كل الأقلام والحناجر والمهج التي عبرت عن فرحتها ..وأن تهاجموا إيران !!!!!!!! التي رقص حكامها على الحادثة طربا وفرحة ولكن جاء من يخبرهم بأن (الحكومة العراقية والحكيم والمالكي والصغير في حرج شديد!!) ..فهل أن الحكومة الإيرانية ومخابراتها وجيشها والحرس الثوري هم أيضا من (البعثيين والصداميين!)..وهل أن 45% من أعضاء مجلس النواب الذين أيدوا منتظر الزيدي في ضربته والذين يمثلون كل الحركات السياسية التي تشارك في العملية السياسية عدا الإئتلاف والأكراد ( وتقولون انه يمثل الشعب)..هل هم أيضا من البعثيين! ..ومع إن موقع براثا والأكراد والإئتلاف يقولون ذلك ولهم الحق ( بهذه الشماعة) ..فلماذا أنت أيها الأكاديمي المستقل والباحث بعلمية تبحث عن شماعة ؟..وهل هذا البحث بقصد الحاجة أم بقصد القول بأني هاهنا!!..ألا يخطر في بالك أن الآخرين قد يفسرون هذا تملقا ومحاباة وإنتهازية إذا لم يحسبوك عليهم وأنت المستقل!..

-         نحن نعرف جيدا أن من حق تنظيمات الحكيم وفيلق بدر وحزب الدعوة بكل أجنحته والجلبي وغيرهم ومواقعهم وقنواتهم الفضائية وإذاعاتهم أن يظل هاجس البعث يؤرقهم ومن حيث لا يستطيعون التحكم بأعصابهم ولسانهم وأقلامهم وفي كل مناسبة سواءا كانت هذه المناسبة يوم 17 تموز من كل عام أو خطبة العيد..أو يوم 7 نيسان أو ذكرى عاشوراء أو يوم الغدير ليهاجموا البعث والنظام العراقي (السابق) ورموزه ويلحون على إعدام قياداته في هذه المناسبات تلافيا للغط الشارع العراقي ليكون مبرا لهم لمهاجمتهم الى يوم الدين!!!..نقول من حقهم لأن هذا منهجهم ..ولكن الغريب أن يقوم ( السياسي المستقل والأكاديمي ) بترديد ما يقولون لأن عليه توخي الدقة في المعلومات إحتراما لشهادته وتوصيفه وحياديته في تحليل الحقيقة ..فإذا كان هذا الكاتب دكتور وباحث فلا بد أنه تعامل في حياته المهنية مع حالات مشابهة ..فالمعادلة الرياضية التي تعطينا قيمة سالبة تعني لنا شيئا غير نتيجة القيمة الموجبة وإن تساوت القيم المطلقة وهذا يجعله يشكك في صحة نتائج التجربة العملية ويدفعه للتحقق مرارا من ظروف إجرائها وأحيانا كثيرة يرفضها حتى وإن تكررت نفس النتيجة!..فلماذا عندما يتعلق الأمر بمشاعركم الشخصية تنسون فجاة منطق العقل والعلمية ..تماما مثل أحد الكتاب الذي يهاجم يوميا الجيش العراقي (السابق) بشراسة وظلم وكراهية وحقد إيراني قديم وينعته بالفاظ بذيئة جدا ويسوق أمثلة متدنية ناسيا كل بطولاته لأن ( الحكيم والعامري والمالكي والصغير) يرون في حرب القادسية انها كانت (عدوانا عراقيا على الجارة المسلمة المسالمة إيران!) ويطالبون بتعويض خيالي لإيران!..أو لأنه مستاء من وصف شعبي عراقي قديم يقول : ( لو مُلازم لو مَلازم)!..كما ذكره هو في مقالته!..

-         وعن قولك : (القسم الصحفي في مجلس الوزراء ملام على هكذا مؤتمر صحفي ، دعي له من مبتدئ الصحافة وبعدد كبير لامبررله ممن امتطى ظهر الاعلام بعد سقوط النظام من صحفيين ومراسلين مغمورين وجلهم من المغرضين والمرتزقة والمفلسين الباحثين عن الشهرة هم وقنواتهم العفلقية التي تبث من خارج العراق )!..هل من أخلاق الدكتور السياسي العراقي (المستقل جدا ) أن يستخدم عبارات مثل (وقنواتهم العفلقية!) وأنت الباحث والدكتور والمثقف والمتابع على مايبدو..( وهنا لا نريد الإعتراض على الإسم والتوصيف ففي العراق اليوم أنتم تطلقون على الكثير من القنوات تسميات مثل الضارية والمطلكية والناصرية والمشعانية وتتناسون عن عمد قنواتكم الحكيمية التي تتوالد يوميا والمالكية والصدرية والستالينية وغيرها)..ولكن نسأل بصدق: َمن مِن هذه القنوات (المقصودة بالعفلقية ) روجت لفكر البعث (الوحيد في الساحة ) و(المحاصر من قبل الولايات المتحدة وحلفائها الوطنيين والبواسل من سلطة المنطقة الخضراء وإيران!)..وحتى ( المستقلين!) يتندرون (بفكرهم العفلقي!)..

-         وماذا يقصد هذا الدكتور الباحث المستقل بوصف (عبد الحسين شعبان بالقومجي!) وهل أصبح الإنتماء للقومية العربية والتفاخر بها سبة على الناس وهل يعرف هذا المستقل تأريخ السيد عبد الحسين شعبان عندما كان مع الحكيم والمالكي والبرزاني والجلبي والطالباني في مؤتمرات المعارضة قبل الإحتلال فهل كان في حينها  (غيرقومجي!) أم لأنه بدأ يكشف ألاعيب وخيانة هذه التنظيمات وفساد من يرأسها فتحول الى ( قومجي!)..

-         وعن قولك : (ولاادري لماذا لم تضع هذه المذيعة الفاشلة والمعجبة بالحذائين (ويقصد هنا مذيعة قناة الجزيرة )، نعال أبوا تحسين الشهير مع هذين الحذائين).. إذا كنت تتحدث عن إن هذه الممارسة ليست من تقاليد العراقيين وغير حضارية وغير مقبولة فلماذا تمتدح (نعال أبو تحسين ) الذي تسميه (بالشهير) والجميع يعرف الفرق بين الحادثتين ..ولماذا نعالكم حلال وقنادرنا حرام؟..

-         وكيف يستنتج الباحث والدكتور المستقل حالات محتملة من قبيل قوله : (ولااستبعد دفع الثمن من قبل هؤلاء لهذا الغوغائي الذي قام بالفعل المشين الذي اهان العراق وحكومته قبل بوش )!..وهل يعقل وأنت المستقل أن تقنع أحدا إن قناة الجزيرة والعربية دفعت لمنتظر الزيدي مبلغا من المال ليقوم بهذا العمل؟ ..أم هو الرقص مع الراقصين..وكيف تصف هذا العراقي بالغوغائي؟..وبموجب ميزانكم فإن الذي يضرب عدوه الذي حطم ودمر بلاده غوغائي ..والذي أحرق دوائر الدولة والمستشفيات وسرقها وقتل موظفي الدولة وأغتصب النساء في عام 1991 تسموه منتفض وثائر وبطل؟..هل هذه تعاريف المستقل؟..والحيادي ؟؟..والباحث الذي يتعامل بواقعية وصدق مع الأحداث؟..

-         أما قولك: (ان هذا العمل الذي قام به مراسل قناة البغدادية المتسلل الى قاعة المؤتمر ، قد الحق افدح الضرر بهيبة الدولة العراقية وحكومتها المنتخبة والحق اضرارا بالدبلوماسية العراقية).. فنعم نؤيدك في قولك!..ولا تعليق لدينا!..

-         ولو كتب هذا الأكاديمي تحت إسمه عبارة ( من تنظيمات الحكيم ..او حزب الدعوة ..أو من قياديي بدر او الجلبي ) ولم يكتب سياسي مستقل لما كلفنا أنفسنا جهدا بالرد عليه!..

وأخيرا نقول على ما كتبت وننقله هنا أيضا وبالنص :

(وباسم كل عراقي شريف نطالب الحكومة العراقية ،بغلق مكاتب القنوات المحلية والعربية التي تعادي العراق وغلق مكتب قناة العراقية ومنع مراسليها من العمل في العراق )!..

فنؤيدك في مطالبتك ونشد على يدك لهذا المقترح الوطني وخاصة (قناة العراقية)!..التي جعلك الإستعجال ونشوة الإنفعال والتهجم والإنتصار للباطل تضعها بدل قناة اخرى! ..

لأن الله أراد أن يظهر الحق من أن قناة العراقية هي فعلا تعادي