وصلتني رسالة من  Salih Mortadha" <salih_m@cox.net> " ومعها مقالة بعنوان (البعثيون والسقوط من ذاكرة التاريخ ــ مهدي قاسم )..والظاهر أن البعث والنظام السابق (لايزال يلهيهم ويقض مضاجعهم ويعيد ترتيب اولوياتهم !) وخاصة القيام بمهامهم (ببناء الديمقراطية والإعمار وإشاعة العدالة والرقي والثقافة وتوزيع الثروات على الشعب !)..

ويبدأ الكاتب هجومه من الجملة الأولى بقوله:

(من يستمع إلى كتابات البعثيين ومناظراتهم وحواراتهم يتخيلهم و كأنهم كانوا كوكبة من ملائكة قد طردوا من الجنة لذنب لم يرتكبوه)!..

وكأن إيران أو فيلق بدر أو الشيوعيين وحزب الدعوة والبرزاني والطالباني والبيشمركة هم من (أخرجونا من هذه الجنة !!)..و(إن ذنبنا بمقاتلة العدوان وعدم الرضوخ للأجنبي كان كبيرا للدرجة التي شكلت عذرا لتدمير العراق وإحتلاله!)..

ويتهمنا باننا يجب أن لا نتطرق الى وجود جرائم في ظل (النظام الجديد) بقوله :

(يقولون ذلك مع علمهم الجيد ، وكذلك مع علم الشارع العراقي أيضا ، بأن لهم حصة الأسد في ارتكاب أعمال العنف والإجرام اليومية ضد المواطنين العراقيين ، سواء كفاعلين مباشرين أو كحواضن وخلفيات لوجستية للقوى الإرهابية المماثلة لهم سلوكا ونهجا و ممارسة .)!.

وهكذا يفترض هذا الكاتب من البداية أن المقاومة المشروعة وقتالنا ضد المحتل وأدلاءه هي أعمال إرهابية!..

ثم يستمر ليتطرق الى إكذوبة المقابر الجماعية بقوله:

(وكذلك المقابر الجماعية ، التي ينكرونها تارة ، ويعترفون بوجودها تارة أخرى ، أو يعترفون بها لكنهم في الوقت نفسه يسخرون منها تارة ثالثة)!..

رحم الله شهداء العراق والجيش والحزب الذين قتلتهم ميليشيات بدر وجيش المهدي والدعوة والبيشمركة ودفنتهم في مقابر جماعية بالآلاف وبنت فوق مقابرهم المقرات والمساجد!..ومقبرة الخمسة آلاف شهيد في اليوسفية خير دليل وشاهد والسكوت عنها وعن مرتكبيها يوضح مدى إحترام هؤلاء للإنسانية العراقية والشعب ..أما كذبة مقابرنا الجماعية فلها رد خاص..  وأقترح أن تتابع حلقات عشتار العراقية المتتالية التي توضح كذبتكم التي صدقتموها ..

ويستغرب هذا المتوتر كيف يتهدد البعثيين بمحاسبة كل ( مَن " خدم " الاحتلال من خلال عمله في دوائر ومؤسسات الدولة و الحكومة !!.).

غريب كيف يصبح العدو التأريخي الفكري والديني والأيديولوجي صديقا وحليفا وقريبا!..

وقوله  أن البعثيين ( بثوا أجواء الرعب والموت والفظاعات اليومية من جديد بين صفوف

المواطنين المسالمين من ناحية أخرى لتحقيق هدفين واضحين :

جعل المواطن العراقي منهمكا بمأساته اليومية ودفن قتلاه ومن ثم السعي إلى تحقيق هدف إثارة الحنين إلى النظام السابق)!..

!ذا أنتم جئتم وجلبتم الربيع معكم ! ونحن كنا ولا زلنا نصنع المأساة للعراقيين! ..

فما الذي طرحتموه بديلا يشرف المدافعين عنه عدا مهاجمة البعث والنظام (السابق) خوفا ورعبا وأرقا من إسمه وتأثيره؟..

وأخيرا يطالب ( بعدم التسامح )!..

لا خير في خير يأتي منكم ..

ويقول :

(وإذا عرفنا بأنه ليس للبعثيين أية علاقة بذاكرة التاريخ ، فمن المؤكد أن ذاكرتهم مشحونة ومكتظة بالقسوة الفاشية والسادية الوحشية)!..

سيضحك عليكم التأريخ طويلا لهذه الكذبة الجديدة ..والدليل ذاكرة خمس سنوات من حكمكم ونهر الدم الذي يجري من سكاكينكم !..

نقول لهذا الحاقد وغير الموضوعي والبعيد عن الواقع والخائف منه:

إضافة الى ما كتبناه في موضوعي (أمير بلا أخلاق الرعية ) و( الكثرة والبقايا) نعود بلا إنفعال لنسأل هذا المتوتر الجديد :

- إذا كنا قد رفضنا الإملاءات الأمريكية وقلنا أن العراق لا يمتلك أسلحة دمار شامل وأصرت الولايات المتحدة على إمتلاكنا لها وغزت العراق ودمرته بالكامل بشكل إنتقامي وحاقد بعد حصار ظالم وشامل دام 13 عاما شمل حليب الأطفال( ومنهم اطفالك إن كنت في العراق ) وأقلام الرصاص ( إن كنت تكتب في حينها) وقاتلنا هذا العدوان بالسلاح الأبيض وأستشهد منا الآلاف على أبدان الدبابات الأمريكية وداخل بطاريات الصواريخ والدبابات والمدرعات والخنادق ومن جراء صواريخ كروز وقنابل الطائرات وخسرنا المعركة غير المتكافئة والظالمة فما هو فضلك وفضل من تدافع عنهم وتحاول أن تخفي طائفيتك وعنصريتك وحزبيتك الضيقة بكرهك للبعث ؟..وإذا كانت حرية العراق وإستقلاله جنة وإستعباده النار فقد خسر كل العراقيين الجنة وليس البعثيين فقط ..وقد ربحت أنت النار ومن معك فمبروك لك ولحلفاءك والمحتل الذي تفرح به كل هذه النار التي يعيش فيها العراق!..

- وبمناسبة الحديث عن من طردنا من الجنة !..هل طردتنا تنظيمات حزبك؟..أم جماهير عنصريتك وحقدك وإنتقامك ؟..اليوم تتفاخر بأننا طُُردنا من الجنة وانت من طردنا؟..وهذه كذبة كبيرة وعيب على من ينازل بشرف أن يستخدمها ..ثم ما هو الذنب الذي إقترفناه ومن أجله (طردتنا امريكا من الجنة لتسلمكم أياها؟؟)..هل هو ظلمنا؟..أم فاشيتنا ؟..ام ديكتاتورية حكمنا أم من أجل أرواح من (دفناهم في مقابرنا الجماعية المزعومة ؟) ..أم من أجل إشاعة الديمقراطية وحبا بسواد عيونكم وعيون شعب العراق ؟!..

- ما هو دليلك على إن لنا حصة الأسد بما يرتكب من أعمال قتل ودم في العراق اليوم؟..وإذا كنت حريصا على الدم العراقي ..لماذا لم تهاجم في مقالك ولو بكلمة أو عبارة او إشارة فرق الموت وفيلق بدر وفيلق القدس وإيران وتنظيمات الدعوة وجيش المهدي التي قتلت أكثر من مليون عراقي وبينهم خيرة شباب ورجال العراق من علماء ومهندسين وأطباء ومثقفين ؟..وهل أن كل الجرائم التي إقترفوها بحقنا نحن الذين قمنا بها ولنا حصة الأسد في قتل بعضنا البعض؟..مرة تقولون إننا وراء كل أعمال القتل والسيارات المفخخة والتفجيرات والإعتقالات والسجون والأرامل واليتامى والتهجير والملاحقة والشغب وإثارة الشارع والقرية والفوضى وقطع الكهرباء والماء وفيضان المدن وتوقف الصادرات النفطية وزعزعة الأمن والإستقرار والوقوف حجرعثرة أمام إعمار العراق ..ومرة تقولون إننا قلة قليلة منتهية وبالية وغير مؤثرة وتلاشت قوتها وذابت في (العراق الجديد) ومن بقي منا فهو إما مسجون أو عاجز او هارب ومختفي خارج العراق ويتسكع في دول الشتات !..فكيف لهذه القلة المتلاشية أن يكون لها حصة الأسد من هذه الأعمال؟!..أم أنكم متخصصون في توزيع الأدوار ..وقد تعلمتم الكذب والتزوير والتضخيم منذ أن كنتم صغارا تحت التدريب؟..

- اليوم أصبحت الولايات المتحدة صديقة لكم !..وأصبحت محررة لكم بعد أن كانت شيطانكم الأكبر إن كنت من البدريين او الحكيميين أوالمهدويين أو من الدعوة ..أو كنت من الشيوعيين الذين نسوا تأريخهم وماضيهم وقد سنحت لهم الفرصة ليروا إحتلال بغداد وخروجنا من الجنة لينعموا من فتات الأمريكان بعد أن سئموا الشعارات ومطارق الحرية وسندان لفظ الإستعباد؟..وبدلا من إعتماد صيغة الهجوم الحاقد لماذا لا تتحدثوا بأفكاركم الحقيقية بدل الصيد في الظلمة ؟..

- واليوم أصبح البعث بلا تأريخ (وهو بعيد عن ذاكرته!)..أيها الكاذب على الناس ..كيف أن البعث بعيد وهو ذاكرة العراق وكما غيره من الأحزاب ..فنحن من صنع التأريخ للعراق ويكفينا فخرا أننا قاتلنا أعدائنا الذين يفوقننا عدة وعدد وتجهيز ولم نرضخ لإغراءاتهم كما رضختم وكما تتوسلون اليوم للقيام بأي شيء يرضيهم !..تكلموا عن كل شيء لأنه ينضح عما في داخلكم من كره وحقد ورغبة عارمة لازالت مستمرة بالإنتقام منا..إنتقموا ولا نريد رحمة بنا ولا إسترحام او مسامحة فذنبنا أنكم تكرهوننا ولابأس بذلك ..ولكن ان تقولوا أننا بعيدين عن ذاكرة العراق فهذا ليس من حقكم وعيب على ضميركم وقلبكم وقلمكم ..

- تماما مثل المقابر الجماعية التي إختلقتموها وصدقتموها وكأنكم لا تريدون أن تسمعوا وتروا ..وغيرنا من الكتاب يفضحون إدعاءاتكم بوضوح وأدناه جزء يسير جدا من مهزلتكم :

الرابط التالي هو واحد من مئات الشواهد على مرتكبي المقابر الجماعية :

http://www.nakedlies.net/image_e.htm

وهو يبين كيف كان عقل سياسة الميليشيات الكردية (البيشمركة) يعتمد على إعدام وإغتيال كل من يقع في أسرها ..والتحقيق التالي يوضح واحدة من هذه الجرائم ( والتفاصيل في الرابط أعلاه):