البعض ممن كان
يراهن على دور رايان كروكر لحظة
تعيينه بمنصب السفير الاميركي في
بغداد
كان يتمنى له أن
يلقب ب (لورانس
العرب)
تيمناً بتي أي لورانس الجندي
البريطاني الذي عاصر العرب بداية
القرن الماضي وأثر على تاريخ
العراق وغيره من دول عربية. وعلى
الرغم من إن كروكر مثل لورانس
يجيد اللغة العربية بالإضافة الى
الفارسية وعاصر أبرز الأحداث التي
ما زالت تؤثر على واقعه السياسي
من الاجتياح الاسرائيلي لبيروت
عام 1982 الى إحتلال العراق عام
2003..إلا أنه كغيره من أكباش
الفداء أو أولائك الذين يقولون ما
لايؤمنون به ولكنه يعجب الرئيس
بوش من الصعب أن تخلدهم شعوبهم أو
تذكرهم البلدان التي خدموا فيها
بالخير!..
تلقى كروكر دورة لتعلم الفارسية
وعيّن في القنصلية الأميركية في
خورمشهر إيران عام 1972. وبعدها
نقل الى السفارة الأميركية التي
كانت قد أفتتحت حديثا في الدوحة
عام 1974 ليعود مجدداً عام 1976
الى واشنطن ليبدأ فترة مطولة (20
شهرا) في تعلم العربية والتي
أكملها في كلية اللغة العربية
بمعهد الخدمات الخارجية بتونس في
يونيو (حزيران) 1978. وفي أعقاب
حصوله على شهادته من هذه الكلية
عين كروكر مديرا للقسم الاقتصادي
– التجاري في دائرة المصالح
الأميركية ببغداد. ثم عمل في
العاصمة اللبنانية مديرا للقسم
السياسي من عام 1981 حتى 1984 حيث
عاصر الإجتياح الإسرائيلي لبيروت
وتفجير ثكنة المارينز في بيروت
عام 1983. وبعدها أمضى العام
الدراسي 1984/1985 في جامعة
برينستون الأميركية حيث تلقى
دراسته في علوم الشرق الأوسط، وهي
ذات الجامعة التي درس فيها قائد
القوات الاميركية في العراق الذي
عمل معه ديفيد بترايوس. وعمل
كروكر بعد ذلك نائبا لمدير مكتب
إسرائيل والشؤون العربية
الإسرائيلية بوزارة الخارجية ثم
مستشارا سياسيا في السفارة
الأميركية في القاهرة من 1987 إلى
1990 حين صار سفيرا لدى لبنان.
وفي آب 1990 أصبح مديرا لمجموعة
عمل (العراق ـ الكويت) في
الخارجية الاميركية.
وبسبب خبرته الطويلة ودرايته
بتأريخ الشرق الأوسط وثقافاته
ولغاته يعتبر كروكر من أبرز خبراء
وزارة الخارجية الأميركية في شؤون
المنطقة. وبسبب نشاطاته في هذا
المجال فقد نال الوسام الرئاسي
للخدمة المتميزة وميدالية وزارة
الدفاع للخدمة المدنية المتميزة.
وفي يناير (كانون الثاني) 2002
عين كروكر مبعوثا مؤقتا الى حكومة
أفغانستان الجديدة قبل العمل
لفترة وجيزة في سلطة الإئتلاف
المؤقتة الأمريكية في بغداد.
ويعتبر كروكر أحد أكثر
الدبلوماسيين الاميركيين ترحالا
وتقول مصادر في الخارجية
الاميركية أنه دوماً يطلب المهمات
الصعبة ويكره المكوث طويلا في مقر
الخارجية في واشنطن. وبعد قضاء
سنتين سفيراً في باكستان عاد
كروكر الى العراق بعدما أعلنت
وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس
ترشيح كروكر سفيرا جديدا لدى
العراق خلفا لزلماي خليل زاد الذي
أصبح السفير الأميركي الى الأمم
المتحدة.
وتشير معلومات
أجهزة المخابرات العراقية الشرعية
إن كروكر كان طيلة فترة خدمته أحد
عناصر وكالة المخابرات المركزية
الأمريكية وقد حاول هو ومجموعته
الذين عملوا معه منذ عام 1985 وهم
يحاولون بشتى الوسائل إختراق
أجهزة الأمن العراقية لغاية الغزو
الأمريكي وإحتلال العراق في
9/4/2003 ..وقد شهدت المواجهات
بين رجال المخابرات العراقية
وعناصر المخابرات المركزية
الأمريكية ونتائجها إحباط كل هذه
المحاولات والتي تميزت بإستخدام
وسائل قذرة للتجسس على العراق
وإختراق مؤسساته الوطنية وقد نشرت
رابطة
ضباط ومنتسبي
الاجهزة الامنية الوطنية العراقية
معلومات مفصلة عن نشاطاته
التجسسية عام 1991 وكيفية تجنيده
للعراقيين الذين لقوا مصيرهم
المحتوم ومنهم احد العراقيين الذي
كانت تتابعه المخابرات العراقية
وترصد تحركاته وتردده مع زوجته
الى المنطقة الشمالية بمعدل شهري
ليقوم بنقل معلومات الى العملاء
والجواسيس في المنطقة الشمالية
وهو على علاقة مع إثنين من ضباط
الCIA
المتواجدين في منطقة اربيل (
الملاذ الآمن!
) حيث تم إعتقاله في تشرين أول
عام 2001 وعند مواجهته بالادلة
المتوفرة إعترف بعلاقته مع ضباط
أجهزة المخابرات
الأمريكية وعمالته للأجنبي ، وقدم
للعدالة آنذاك ونال جزاءه العادل
عدا تجنيده لنساء وخونة آخرين ..
رايان
كروكر هو من مجموعة (الأرابيسك)
ضمن فريق الإدارة الأمريكية وهو
المصطلح الذي يطلق على من عملوا
في الدول العربية ويتقنون اللغة
العربية. يعرف الشرق الأوسط
تفصيلياً كما يقول رفاقه وعاش
أزماته وعرف خفاياه منذ نحو
ثلاثين عاما وهو نفسه الذي حذر من
(عواقب إسقاط حكومة الرئيس صدام
حسين) طبقاً لما كشفته صحيفة
(النيويورك تايمز) .
دبلوماسيون قالوا
إنه يرفض بشدة إبعاد (السنة) عن
السلطة في العراق ويعتقد هؤلاء
الدبلوماسيون (أنّ
بعض الأطراف الشيعية التي شكت من
السفير السابق زلماي خليل زاد-
ومنها رئيس الوزراء نوري المالكي-
اتهمته بالتحيز الطائفي كونه
مسلماً سنياُ أفغاني الأصل)..
كانت قد خططت للجوء ربما إلى
السياسة نفسها مع السفير الأميركي
الجديد..من منطلق خاطيء يتوقع فيه
السياسيين العراقيين حاليا وهم
المهووسين بالتعصب الطائفي الذي
يطغي في أحيان كثيرة على التوجه
الفكري والعقائدي والمهمات
الرسمية الموكلة إليهم بان مثل
هذه (العقلية
) يمارسها الأمريكان أيضا معهم
بحيث يتعصب كروكر لما قاله سابقا
أو وزلماي للسنة كونه من السنة!..
كان المحللين
يتوقعون أن كروكر سيفشل في مهمته
في العراق لأن (الأطراف
الشيعية)
إذا ما تأكدت من (إشاعات
ميله للسنة)
وعدم توازنه في معالجة (الشأن
الطائفي)
فستسعى إلى تنظيم موجة احتجاج
ضده!.. وما سينتج عنها من إمكانية
أنْ تؤدي إلى عرقلة العملية
السياسية في العراق. وذهبت صحيفة
(النيويورك تايمز) في حينها إلى
وصف مهمته بـأنها (مهمة
عاصفة)
وقالت:
(إنّه
يواجه معركة سياسية ودبلوماسية
إضافة إلى كونها ساحة قتل «إرهابي
وطائفي». كما أنه سيتعامل مع
حكومة عراقية ضعيفة مخترقة
وموسومة بالطائفية ورعاية فرق
الموت وانتهاك حقوق الإنسان)!
.
تسلم رايان كروكر
منصبه سفيرا للولايات المتحدة في
العراق خلفا للسفير الأمريكي
السابق خليل زاد الذي عين سفيرا
لواشنطن في الأمم المتحدة وينظر
إليه على أنه مختص بشؤون (الإرهاب)
خاصة أنه عمل سفيرا في أفغانستان
وباكستان في السنوات الأخيرة وكان
في العراق بعد الغزو الأميركي إلى
جانب الحاكم الأمريكي بول بريمر
مديرا لإدارة (سلطة
التحالف)
في العراق.
مخاوف رايان كروكر الحقيقية يوم
صدر له الأمر ليكون سفيرا في
العراق كانت ترتفع حين يتذكر فترة
عمله القصيرة في العراق بعد
الغزو!..
وتقول (النيويورك تايمز) وعلى حد
ما نشرته:
(إن
كروكر كان يشعر بالإحباط - كمدير
في سلطة التحالف المؤقتة - عندما
كان يطلع على دقة التقارير التي
تؤكد له ممانعة الأميركيين في مد
اليد إلى الأقلية العربية السنية
التي كانت تحكم العراق زمن صدام
حسين. ونقلت الصحيفة عن «كروكر»
قوله : (كنت محبطاً بسبب عجزنا في
عدم التمييز في تلك الفترة مِن
أنّ السنة عندهم قوام القيادة
وأننا لا يمكن أنْ نجد ذلك في
الجماعات الأخرى))
.
وفي أثناء جلسة الاستماع إليه في
الكونغرس سئل عن التقارير التي
تقول إنّ المذكرة التي كتبها هو
شخصياً- قبيل الغزو- إلى (كولن
باول) وكان وقتها وزيراً للخارجية
قد حذر فيها من أنّ إسقاط نظام
الرئيس صدام حسين سوف يطلق العنان
للعنف الطائفي وإنّ ما حذر منه
يحدث منذ أربع سنوات!.. واعترف
كروكر بأن الكثيرين قالوا بشأنه:
(إنّ
كروكر يلح في أشياء معينة ويعرض
مقاييس عالية جدا)!..
وأكد أن هناك القليل مما لم يره
أو يجربه كدبلوماسي في الشرق
الأوسط، فهو دخل إلى المنطقة
الساخنة في بيروت عام 1983 عندما
أعلن عن موجة من الهجمات ضد
الأهداف الأميركية في الشرق
الأوسط، منها تفجير السفارة
الأميركية ثم تفجير مقر المارينز
في بيروت!.
وقد وجه المدافعون عن حقوق
الإنسان إنتقادات شديدة له بسبب
إعلان دعمه العلني -في آخر أيامه
بباكستان- للرئيس برويز مشرف على
هامش قرار بتعليق رئيس المحكمة
العليا في باكستان وأتهمه
المدافعون عن حقوق الإنسان بأنه
كان ينفذ السياسة المفروضة عليه
من واشنطن.
يوصف كروكر ــ الذي التقى قبل 28
عاما في بغداد كريستيان بارنرز
سكرتيرة السلك الأجنبي والتي
أصبحت فيما بعد زوجته ــ بأنه
عداء المسافات الطويلة وهو ذو
أسلوب مغامر عفوي أو غير مقصود
وله سماته فيما يُعرَف عن طبائع
الدبلوماسية في العالم.
يحظى كروكر بثقة
إدارة بوش ويتمتع بصلاحيات واسعة.
ويرى خبراء ودبلوماسيون أنّ
تعيينه قد يغيّر معادلات كثيرة في
الساحة العراقية فهو(سفير
المهمات الخطرة)!..
سجّله في الخارجية الأميركية يؤكد
هذه الحقيقة. تعيينه جاء في وقت
تتولد وتتشكل فيه (حلول
سرية
) للأزمة العراقية حلول جرى
الاتفاق عليها بين واشنطن والقوى
الإقليمية في المنطقة.
بعد شهر من وصوله الى بغداد كسفير
للولايات المتحدة في العراق قال
رايان كروكر في أول مؤتمر صحفي له
في مايس 2007 :
(
إن الأشهر القادمة
ستكون "حاسمة" بالنسبة للحكومة
العراقية وأن زعماء
البلاد بحاجة الى
إحراز تقدم بخصوص المصالحة بين
طوائفه وإن العراق بحاجة الى
إقرار تشريعات هامة تعتبر حيوية
لرأب الصدع بين
الشيعة والعرب السنة)..وحث
رايان الحكومة على (الاستفادة
من
الخطة الأمنية
التي تدعمها الولايات المتحدة في
العاصمة للمضي قدما بخصوص
المصالحة)..
حيث لم تحدث مفاجئات ولم يظهر
ناتج لعمليات حاسمة وإزداد الوضع
الأمني سوءا!..
وقال أيضا : (أعتقد
أنه يمكن للخطة الأمنية ببغداد
إتاحة بعض الوقت.. لكنها
ستكون إتاحة
وقت لما يتعين أن
يحدث في نهاية المطاف.. (وهو)
مجموعة من
التفاهمات
السياسية
بين العراقيين.
لذا أعتقد أن هذه الشهور القادمة
ستكون
حاسمة).
وهكذا بدا واضحا ما هي مهمة كروكر
الجديدة ..إنها البحث عن نتائج
لتستند عليها الأدارة الأمريكية
الغارقة في المستنقع العراقي
للخروج من الأزمة ..التي لم تعد
فقط ازمة عسكرية تتمثل في عدم
قدرة القوات الأمريكية وقوات جيش
وشرطة ومغاوير وميليشيات الحكومة
على الوقوف بوجه المد الشعبي
المقاوم وإنما أزمة سياسية بدأت
تهدّم روابط تحالفات كل منظومة
العدوان على العراق سواء تلك التي
تربط الولايات المتحدة بالتحالف
العدواني الدولي أو التحالفات بين
أقطاب العملية السياسية المتهرئة
داخل العراق!..لذلك سيكون منذ
البدء وضع خيار الفشل إن لم نقل
خيار التعثر في مهمة لرجل
بصلاحيات مطلقة خاصة وقد تم رفد
الساحة العسكرية بالجنرال بيتريوس
والبيت الأبيض بالجنرال لوت الذي
أطلق عليه قيصر الحرب ..مع
إستنفار لكل الأجهزة الإستخبارية
وطواقم الخارجية والبيت الأبيض
والبنتاغون لإنجاح خطة مرسومة
لكروكر للبحث عن أي طوق نجاة
ليحمل على الأقل بوش وتشيني!!..
في آب 2007 إعترف
الرئيس الأميركي بوش بدرجة معينة
من درجات ما أسماه بالشعور
بالإحباط إزاء عجز الحكومة
العراقية عن توحيد الفصائل
الطائفية المتناحرة في البلاد.
وقد جاءت تعليقاته هذه التي أدلى
بها أثناء لقاء له مع قادة أميركا
الشمالية في كندا بعد ساعات فحسب
من وصف السفير الأميركي في بغداد
رايان كروكر لتقدم العملية
السياسية هناك بأنها (مثيرة
للإحباط إلى حد بعيد).. وتحذيره
في ذات الوقت للسلطات العراقية من
: (أن الدعم الذي تقدمه الولايات
المتحدة لحكومة المالكي لم يأت
مصحوباً بـ"شيك على بياض"
)!...
وكانت هذه الإشارة
من بوش هي أول لكمة مباشرة
للمالكي وحكومته بعد أن وصفه في
تشرين ثاني 2006 في عمان خلال
لقائهم بأنه : (الرجل
المناسب للعراق)!..
لقد مرت عشرة أشهر على ذلك اللقاء
وأربعة أشهر فقط على مهمة كروكر
في العراق ولا زال الوضع في
الساحة العراقية يزداد سوءا !..
وليس هنالك لحد الان بارقة أمل
بنصر سياسي أو عسكري مزعزم!..
والحكومة العراقية
لا زالت متمسكة بطائفيتها وحقدها
وإنتقامها وثأرها وإستفرادها
وكأنها تريد ان توهم العراقيين
بأنها هي التي (إحتلت
العراق وهي صاحبة القرار بشأنه!)..
خاصة وإن بوش بات في مواجهة شكوك
عميقة إزاء استراتيجيته العسكرية
والسياسية التي إعتمدها وخاصة
داخل صفوف حزبه بينما يتوقع أن
تتكرر مساعي خصومه "الديمقراطيين"
التي لا تكف عن تحقيق هدفها
الرامي إلى اتخاذ قرار إلزامي
بوقف الحرب.
ولأن جورج بوش كان
هو وإدارته وصقوره ومحافظي حزبه
الجدد ومستشاريه قد عقدوا العزم
على (المضي
!) في النهج الذي ساروا فيه!!..
فكان الحديث في حينها عن توجيه
هذا اللوم وعدم القناعة للحكومة
في العراق عن كونه بداية لتمهيد
الأرض والأجواء من أجل إرسال
رسالة جديدة للجمهوريين
والديمقراطيين تؤكد معنى:
(ها
نحن نقوم بعملنا في العراق كما
ينبغي.. وليس لأحد أن يلومنا فيما
لو أخفق العراقيون عن القيام
بعملهم)..
ماهي إلا وسيلة فاشلة جديدة ..لأن
أصدقاء بوش قبل أعداءه كانوا
متأكدين من أنه ذاهب الى
الهاوية!!..
لأن الجميع مقتنع تماما بأنه من
الصعب جداً تخيل أن يتخلى بوش عما
بدأه في العراق. وكما رأينا في كل
مناسبة كيف يغالي في شن الهجوم
العنيف على دعاة وضع حد
لإستراتيجية زيادة عدد القوات
التي طبقها في العراق!..
وكان دائما ما يختار نموذجا
خطابيا يوحي بقرب النصر!!..كما
حدث في أثناء حديثه أمام حشد من
قدامى المحاربين بمدينة أركانساس
بقوله مطلقا التحذير التالي:
(فجنودنا
يرون ما أحرزوه من تقدم ميداني
على الأرض.وبينما بدأوا عملياً في
التقاط زمام المبادرة الهجومية من
العدو فهل يصح أن يسحب قادتهم
السياسيون في واشنطن البساط من
تحت أقدامهم خاصة في اللحظة التي
شرعوا فيها بتغيير ديناميات
المسرح العسكري في العراق بالذات؟!
)!..
وعمِل كروكر
وبيترايوس على جبهات عدة بحثا عن
(خشبة
طافية تحمل الرئيس!)
في بحر متلاطم الأمواج..وكانت
صفحات (البحث
عن طوق النجاة)
يشمل تشكيل الصحوات ودعمها
ورعايتها وتسليحها, العمليات
العسكرية الواسعة, الخطة الأمنية
في بغداد, حث الحكومة على المضي
بمشاريع المصالحة,إصدار قوانين
محددة,المباحثات مع إيران حول
العراق,محاربة
الميليشيات,والإعمار!..
وقد واجهت كل صفحة
من هذه الصفحات صعوبات كبيرة ولعل
من اهم ما سعى بوش لإستثماره هو (الصحوات)
وكيف انها (قَضَت)
على القاعدة!..وكيف إن الحكومة
وأحزابها وميليشياتها وقفت ضد هذه
المجموعات وناصبتها العداء الى أن
أصدرت قراراتها الأخيرة بحلها
وملاحقة عناصرها!..
وقام كروكر بعد
سنة من إستلامه مهام عمله في
بغداد بإفتتاح قنصلية أمريكية في
مدينة كربلاء وهذه القنصلية التي
أطلق عليها إسم مكتب الإعمار وذلك
للتمويه على
مهامه الأمنية
والإستخباراتية والعسكرية التي
تقوم بها القوات والأجهزة
الأمريكية المختلفة .
وكان إقامة هذا
المقر في منطقة الإبراهيمية في
الجنوب الشرقي من مركز المدينة
وهي منطقة
زراعية وتضم مئات
البساتين ومع كثافة غير مسبوقة من
الإجراءات الأمنية المتشددة
لحماية المبنى
والعاملين وأقتطعت
أراضي واسعة حوله لتأمين منطقة
عازلة حول المقر الجديد للقنصلية
الأمريكية التي
يصر الأمريكيون على أنه مقر ومكتب
للإعمار
قد أثارت الناس
الذين يعرفون أن تسميته بمكتب
إعمار وبناء إنما هو
كذب وإفتراء
والهدف منه تحقيق سيطرة مخابراتية
وأمنية على هذه المدينة التي تمثل
واحدة من أهم
المدن المقدسة..
حتى وصل الأمر بهم
الى القيام بعدد من الممارسات
المثيرة للسخرية مثل محاولات
كروكر المفضوحة بقيامه في شباط
2008 بتخصيص مبلغ خمسة ملايين
دولار من تخصيصات السفارة
الامريكية في بغداد لدعم
الاحتياجات التي
تسهل على زوار المراقد المقدسة في
كربلاء وصولهم الى هناك لاحياء
زيارة
أربعينية الامام
الحسين عليه السلام!.
وموضوع المنحة الأمريكية والبالغة
(13) مليون دولار من لورا بوش
لتطوير ودعم المتحف الوطني
العراقي
والآثار العراقية
وما صحب ذلك من صخب إعلامي وتصوير
للموضوع بانه واحدة من إنجازات
الإسترايجية الأمريكية في العراق
التي يشرف عليها ميدانيا كروكر..
وكأن العراق بحاجة
هذا المبلغ أو غير قادر على
تأمينه لحماية
المواكب
الحسينية أو لحماية الآثار
العراقية !!..
وكان رايان كروكر
قد أعلن في مطلع عام 2008 وهو
يتجول وسط حماية ومراقبة عشرات
العجلات والآليات والمارينز في
شارع المتنبي ببغداد ان هذا العام
سيكون عام للإعمار
والخدمات.
وقال كروكر (أن
حكومه بلاده ستساعد الحكومة
العراقية هذا العام في حملة إعادة
إعمار
العراق وتقديم
الخدمات وتعيين المواطنين
العراقيين)..
واعرب عن (إعتقاده
أن الوضع
الأمني في بغداد
والعراق بشكل عام سيشهد تحسناً
أكبر خلال الأيام القادمة)..
وأعلن من
النجف الأشرف يوم 16 شباط 2008 :
(أن
الولايات المتحدة لاتمتلك أي نية
لبناء قواعد دائمة في العراق)!!..
كروكر الذي قاد عملية تفاوض مباشر
مع السفير الإيراني في بغداد
وتركزت حول الأمن العراق هو نفسه
الذي قال في مقابلة مع قناة
العربية الفضائية يوم 26 آب 2007
حول الدور الإيراني في العراق:
(إن
الإيرانيين بكل
تأكيد قد تسببوا بالكثير من بعض
المشاكل الأمنية في بعض مناطق
العراق لكن لا
ينبغي للمرء أن يبالغ في تصوير أو
في ذكر دور إيران وتأثيرها)!!..
وأضاف : (وعلينا
أن نتوخى الحذر
في عدم وضع تأثير
كبير لإيران في العراق.)!..
ولكن في 11 شباط 2008 أكد كروكر :
(إن
إيران تدير حربا عن طريق وكلاء مع
الولايات المتحدة الأمريكية
وتتبنى أساليب في العراق لا تختلف
عن تلك التي إستخدمتها في دعم
عناصر حزب الله الشيعي في لبنان
..وقال كروكر في مقابلة مع صحيفة
نيويورك تايمز إن إيران لم تجرِِ
أي تغيير حقيقي في سلوكها بالعراق
رغم اكثر من عام من المحادثات
معهتحول السبيل لتخفيف التوتر بين
الشيعة والسنة هناك..وأضاف إن
الحرس الثوري الإيراني مستمر في
توجيه الهجمات مع الميليشيات
الشيعية بإستهداف الأمريكيين
والأهداف العراقية)..
وهو نفسه الذي
إتهم إيران
بالتدخل في شؤون الاتفاقية
الامنية المزمع
التوقيع عليها بين العراق
والولايات المتحدة انطلاقا من عدم
رغبتها
في رؤية عراق آمن
ومستقر
حيث
قال في 28 أيلول
2008 :
(السبب
وراء عدم رغبة طهران في رؤية
بغداد
وواشنطن توقعان
على الإتفاقية الأمنية له علاقة
برغبتها الأساسية في معارضة نمو
عراق آمن ومستقر.
أعتقد إن إيران تريد أن يبقى
العراق غير مستقر لتستطيع أن
تسيطر
على مجرى الأحداث
فيه
.)!!..
ومرة أخرى
!..في 1 تشرين اول 2008
جدد كروكر
اتهاماته لطهران بالعمل على إفشال
توصل بغداد إلى إتفاق أمني مع
واشنطن. وأكد كروكر ان ما يدل على
كون (إيران
تحاول إفشال الاتفاق واضح جدا من
خلال فيض من التصريحات العلنية
للمسؤولين الإيرانيين ورجال الدين
الرافضة للإتفاقية مشيرا إلى أن
إيران تظهر رغبة عارمة في معارضة
تطور عراق آمن ومستقر وإنها تريد
إبقاء العراق غير متزن لتتمكن من
السيطرة على الأحداث بما يتناسب
ونواياها).
وجاء هذا
الحديث خلال تحذير كروكر القوات
الأميركية من الإنسحاب من العراق
مشبهاً ما قد يحدث جراء ذلك
بإنسحاب قوات بلاده من لبنان مطلع
ثمانينات القرن الماضي. ورجح
كروكر في حديث أدلى به لوكالة
أسوشيتدبرس إن الإنسحاب من العراق
سيكون مماثلا لإنسحاب قوات بلاده
من لبنان الأمر الذي دفع دولا
أخرى مثل إيران إلى الإعتقاد بأن
واشنطن تفتقر إلى العزيمة والقوة
على حزم الأمور إذًا اعتمدت تلك
الدول سياسة التحدي.
ونقلت صحيفة دنفر
بوست
Denver Post
الأمريكية في عددها الصادر نهاية
أيلول 2008 عن كروكر أنه إتهم
إيران بمحاولة التدخل بالإتفاقية
الأمنية الجديدة بين العراق
والولايات المتحدة وقال إن من
الضروري أن ينظر الأمريكيين
للعراق (بحس
الصبر الاستراتيجي) لأن
المخاطر في المنطقة على درجة
عالية. وعلقت الصحيفة بالقول إن
تعليقات كروكر هذه تأتي في خضم
مفاوضات صعبة مع مسؤولين عراقيين
لوضع أساس لوجود أمريكي عسكري
متواصل في البلاد بعد نهاية العام
الجاري.وذكر كروكر بحسب الصحيفة
إنه بات واضحا أن إيران تريد
إفشال المفاوضات الحالية قائلا إن
(الدليل
واضح جدا فالبيانات الكثيرة
الصادرة عن طهران من جانب سياسيين
وشخصيات دينية تنتقد كلها
الإتفاقية.. لذا فهم صريحون جدا
في تدخلهم).
وعلى الرغم من
إصرار إيران على إن موقفها على
العكس من ذلك كما تشير الصحيفة
الا أن كروكر قال إنها تظهر (
رغبة
اساسية في معارضة إقامة عراق آمن
تماما ومستقر. وأعتقد أنهم يرغبون
في إبقاء العراق خارج التوازن
كطريقة تمكنهم من السيطرة على
الأحداث فيه من أجل مصالحهم)!.
كان
ولا يزال كركر يتعلم الكذب من
رئيسه وإدارته وهو القائل في نفس
اللقاء حول ما يمكن ان يحدث من
تقدم خلال ثلاث أسابيع عندما
يواجه الكونغرس بقوله :
(هناك
درس تعلمته منذ حضوري إلى العراق
في شهر مارس ألا وهو أن الكثير من
الأشياء
يمكن أن تتغير بين
ليلة وضحاها فما زال حتى منتصف
سبتمبر ثلاثة أسابيع ويمكن
للأشياء أن تتغير
من الآن حتى موعد منتصف سبتمبر
كما ذكرت في السابق مثلاً فإن
القيادات العراقية
تعمل الآن في مشاورات مكثفة بهدف
المضي قدماً لتحقيق المصالحة
الوطنية وعلى غرار
الآخرين فإنني أرغب نتائج هذه
الجهود التي تقوم بها القيادات
العراقية)!!..
وقوله في تحديد
وجود نتيجة لمسعى الحكام في
العراق ومسعاه كسفير أمريكي في
العراق : (التحديات
في العراق التي تواجهها القيادات
العراقية يوماً بعد يوم هي جمة
وكبيرة
فهناك جملة واسعة
من التشريعات التي تعكف القيادات
العراقية على سنّها وكما قلنا
إن التقدم في
مسألة التشريع كان مخيباً للأمل
ونعلم أن القيادات العراقية تقوم
في
الفترة الحالية
بمناقشة هذه القوانين وهذه
التشريعات لكن يبقى علينا أن
ننتظر لما
تتمخض عنه هذه
المناقشات لكن كما قلت في السابق
إن عملية التشريع لا تخبر عن
الصورة برمتها في
العراق فهناك جزء مخفي من الصورة
وأنا من وجهة نظري إن العراق
بمقدوره أن يحقق
كافة الأهداف التشريعية التي يتوق
إليها لكن قبل ذلك على قياداته أن
تحقق المصالحة
الوطنية ويبقى على الحكومة
العراقية أن تحقق هذه الأمور لكن
هذا قد
لا يكون في
المستقبل القريب لكن حتى لو لم
يتحقق هذا فلن يكون فشلاً بالنسبة
للعراق)..
وكطبيعة للمراوغة
الأمريكية وفي
محاولة لإخفاء علم الأمريكيين
بعمليات البصرة التي سميت بصولة
الفرسان ولإضفاء الإستقلالية على
قرار رئيس الحكومة المالكي بشن
العمليات العسكرية لتصفية التيار
الصدري في المدينة وإظهار قرار
المالكي وكأنه أتخذ يشكل مفاجئ
ودون سابق تنسيق مع القوات
الأمريكية قال رايان كروكر إنه (فوجئ
عندما بدأت الإشتباكات بين القوات
العراقية ومسلحي جيش المهدي في
البصرة الأسبوع الماضي. وأضاف أن
القوات الأميركية لم تتمكن من
تقديم الدعم للقوات العراقية إلا
بعد أن كان القتال قد بدأ)!.
في حين إن كل العراقيين يعلمون
وبضمنهم جميع القادة العسكريين
العراقيين الموالين للحكومة
والمنفذين لسياستها إن تحريك اي
قطعات عسكرية داخل بغداد أو الى
خارجها لايتم الا بإشعار قيادة
القوات الأمريكية بهذا التحرك
والحصول على موافقة خاصة بشأنه
بعدما يتم إطلاع هذه القيادة بكل
التفاصيل المتعلقة بتحريك تلك
القوات ، حجمها ..؟ والهدف منها
..؟ وطبيعة التسليح ومخطط
العمليات ..؟ وإسم قائد القطعات
..؟ وطبيعة المهمة ومدتها ..
لذا فان مزاعم السفير رايان كروكر
كلها تتسم بالكذب والتشويش
المتعمد وتزوير الحقائق وتمريرها
على الشعب العراقي وعلى وسائل
الإعلام العراقية والأجنبية ..وهي
خاصية لا يمكن العمل بدونها
وإسلوب الكذب والمخادعة متأصل في
عقل هذه الإدارة وسياساتها
وكان رايان كروكر قد اشار في
المؤتمر الصحفي الذي عقده في حينه
إلى أنه لم يتوقع عملية عسكرية
موسعة منذ اليوم الأول بل تعزيز
الوجود العسكري في المدينة فقط من
أجل ممارسة بعض الضغوط وتكوين
فكرة عن الوضع هناك!!.وقد رفض
كروكر فكرة أن يكون رئيس الوزراء
نوري المالكي قد تسرّع في البصرة
مشددا على أنه تصرف بشكل حاسم!.
كانت هناك دائما حقيقة واضحة فيما
يتعلق بالعراق ..
ليس ثمة خيارات جديدة أمام
الإدارة الأميركية وكل ما تستطيع
فعله ــ إذا خططت جيدا وهذا غير
وارد في عقلية الإدارة المتعجرفة
غير الكفؤة ــ هو إنقاذ ما يمكن
إنقاذه من هيبتها التي ذهبت أدراج
الرياح.
وربما تنجح في إيقاف فوران الصراع
الطائفي إلى دول الجوار فالأسوأ
لم يأت بعد..
كانت هذه هي
الحقيقة التي بقيت الى أن خسر بوش
وماكين والحزب الجمهوري ولاية
ثالثة كانوا قد خططوا ليحصلوا
فيها على أي (
خيال لنصر مزعزم!)
ليعتمدوا عليه في الهزيمة بحفظ ما
تبقى من ماء الوجه ..
وكان إختيار كروكر لهذه المهمة
يمثل أحد الأوجه الرئيسية لتنفيذ
ذلك !..
كان كل طوق للنجاة يسعون إليه
يرونه متهرئا ولا يصلح لأن يطفو
على سطح المستنقع العراقي ليحمل
احدا..
وكل المؤشرات بما فيها الميدانية
وما تمخضت عنه مغامرتهم الطائشة
من سياسات وإنفراط عقد التحالفات
الخارجية والداخلية كلها تنتهي
بنتيجة وتوصية واحدة وهي:
إن الخروج من المأزق العراقي لا
يكون إلا بالإعتراف بالخطأ ..
وتشخيص من يقف وراء دوافعه ..
ومعرفة أسباب التعصب والعناد
والتصلب برأي إعتماده..
والتوصل لأسباب تزوير كل هذه
المعلومات وخداع العالم والشعب
الأمريكي بها..
والإصرار على غزو وتدمير وإحتلال
العراق ..
ومحاسبة مرتكبي كل الجرائم التي
نتجت عن هذه العملية ..
وإعادة الحق لأصحابه وتعويضهم
بالحق الذي يقف الى جانبهم ..
عندها سيفتح الله لهم الف باب
وباب للخلاص بعزة وشرف.. |