فور الإعلان عن فوز أوباما وإطاحة
الشعب الأمريكي بمنهج الطيش
والكذب الذي إتبعه بوش خلال فترة
جعلت الولايات المتحدة الأمريكية
وهي أقوى دولة في العالم وأكثرها
شأنا ووزنا بأن يصل مستواها
إعتباريا ومصداقية الى درجة
الحضيض وتخلى عنها حلفائها مثلما
تخلت هي عنهم ..
فور إنتشار هذا الخبر بدأت تتوالى
تصريحات الخائفين في حكومة واحزاب
وميليشيات السلطة الحاكمة في
العراق ..منهم من يتمنى ومنهم من
يناور ومنهم من رجع الى عادته
القديمة بتقديم المقترحات
والإيحاء بأن أوباما سيستمر بنهجه
في العراق وسوف لن يتخلى عنهم !..
وبعد أن أدلى هوشيار زيباري بدلوه
أعقبه فورا محمود عثمان (منظر
وعراب الإحتلال !) وقال
اليوم أيضا:
( أدعو
الرئيس الأمريكي الجديد باراك
أوباما الى تصحيح الأخطاء
التي وقع بها الجمهوريون في
العراق!)..
وتصريح رئيس كتلة المجلس الأعلى
في كتلة الائتلاف العراقي الموحد
وقوله :
(إن
باراك اوباما المرشح في
الإنتخابات الأمريكية هو غير
باراك أوباما الذي أصبح رئيسا
جديدا للولايات المتحدة)!..
ولنبدأ من تصريح ممثل المجلس
الأعلى الذي (
فسّرَ الماءَ بعد الجهدِ بالماءِ)..
وهم ينطلقون من (تجربتهم
الخاصة!)
فالجعفري عندما أصبح رئيسا
للوزراء أصبح (غير
الجعفري المرشح للمنصب!)
وكذلك المالكي ّ!! الذي كان يحضى
بقبولهم لما (يحمله
من أفكار)
لكنه إنقلب عليهم عندما (أصبح
رئيسا للوزراء!)..واللبيب
من الإشارة يفهمُ!..
وعن الأفعال الصحيحة والخاطئة
للجمهوريين ..
فما هي مواقفهم الصحيحة لنرى
المتبقي منها أخطاءا!..
وما هي يا ترى الأخطاء التي وقع
بها بوش في العراق؟..
هل إن كذبه وتزويره للحقائق
والمبررات وما ساق من أدلة مزورة
بإمتلاك العراق لأسلحة الدمار
الشامل كان عملا نبيلا وصحيحا؟!..
ثم ما قام به من تحّول فوري نحو
فبركة علاقة مصطنعة بين النظام
العراقي الشرعي وتنظيم القاعدة
وجعل هذا المبرر أساسا لغزو
وإحتلال العراق وعند إنكشاف عدم
صحة ذلك تحوّل الى إشاعة
الديمقراطية وجعل العراق نموذجا
قياسيا للرقي والتحرر؟!..
فهل هذه كانت خطوة صحيحة ؟..
وبعدها سعيه المستميت لصنع هدف
بسيط يجعل تحقيقه نصرا أمريكيا
كاسحا ليقول إن المهمة أنجزت
؟!..على الرغم من إنه كذب على
الشعب الأمريكي في الأول من مايس
2003 عندما قال لهم (لقد
انجزنا المهمة!)..
فأين صحة خطوات الجمهوريين؟؟..
هل هي في تبنيهم للصحوات
والفيدراليات أم دعمهم لتقسيم
العراق وإقامة دولة كردستان؟!!..
فإذا كان كل النهج الجمهوري
المتعلق بالعراق كان خاطئا
فسيتحتم عليك أن تطلب من الرئيس
الجديد إعادة النظر في كل خطوة
قام بها بوش ..
عدا ذلك سيكون من الأفضل لمحمود
عثمان مطالبته بالإبقاء على النهج
(
الخاطيء
) السابق!..
إنها تصريحات غيض الرعب من فيض
الخوف!..
وعلى الرغم من إن تغيرا كبيرا
ومهما قد لا يحدث في سياسة
المؤسسة الأمريكية الحاكمة ..
إلا أن هذه هي سلوكيات الخونة
الذي باعوا وطنهم في يوم من
الأيام حيث يبقون في عيش دائم مع
هاجس الخوف وصياغة الوهم!..
ولا نلومهم حيث لا ينفع اللوم
والندم.. |