هناك عبث مقيت حصل على الارض
العراقية بسبب غياب السلطة
العراقية وفراغها في بغداد اثر
الاحتلال اللعين الذي قادته قوى
الكفر والظلام عام 2003 والتي
انتهى بتحول مفاصل الدولة
العراقية من على الارض الى تحت
الارض ومن الادارة المباشرة
للبلاد الى مقاومة الاحتلال
واعادة تنظيم كل الرجال المخلصين
الغيارى في سرايا المجاهدين
لتحرير البلاد والعباد من هذا
الطاغوت الذي جشم على صدور
العراقيين الاصليين في بلاد
الرافدين وهم السواد الاعظم من
سكان العراق والذين يرفضون هذا
الجراد الشره بالتخريب القادم
والداهم لبلادهم ومن الشرق
والغرب بل وحتى من بلاد العرب
والاسلام وكأن احتلال العراق
وتدميره وتغييبه يعني بالنسبة لهم
فتح الفتوح وبزوغ فجر خير جديد
للانسانية بقيادة قوى الشر والكفر
والنفاق والذل للانسانية جمعاء
وبضمنهم المجتمع الامريكي الذي
رأيناه كيف ذاق الامرين من خلال
التصدع الاقتصادي الذي اصابه ومن
خلال الموت الزؤام الذي طال جنوده
وابناءه على ارض العراق الحر
الثائر.
ان احدى دعوات الشر التي جاء بها
الاحتلال هي تفتيت العراق وتحويله
الى كانتونات ومزق وامارات وحتى
الى كما يدعون ثلاثة اقاليم بل هي
جرجرة وتدجين للعراقيين الى تقسيم
العراق الى 18 محافظة من خلال
قانون المحافظات الذي جاء به
الاحتلال البغيض والذي يعطي
للمحافظات صلاحيات مغرية وشيطانية
بحيث قد تسوق من يسيل لعابهم من
سكنتها الى فكرة تكوين الامارات
المحلية وهي الخطوة التي اراد
لها الاستعمار الجديد ان تينع
وتنتهي بولادة امارات منقسمة على
نفسها متحاربة فتات لا قيمة لها
من الناحية السوقية والاقليمية
والستراتيجية وبالتالي الدفاع
فضلا عن الفكرة الجهنمية وهي
محاولة تفتيت الاقتصاد العراقي
القوي بذخيرته الهائلة من الموارد
الطبيعية والتي قد تمد العرب
مستقبلا بمصادر الطاقة والقوة
ومن ثم تشكيل دولة العرب المحتملة
وغير المرغوب برجوعها من قبل
الدول الاستعمارية والصليبية
والصهيونية والصفوية .
ان فكرة تقسيم العراق لا مجال
للشك فيها وكما خطط لها المحتل
الانكلواميريكي وبالتعاون مع
القوة المصنوعة محليا وهي
الصهيوصفوية والتي جاء دورها
التكميلي لما خطط ونفذ بعيد الحرب
العالمية الاولى على يد
الاستعمارين البريطاني والفرنسي
الذي انتهى بتقسيم الوطن العربي
الى دويلات وعوائل حاكمة لا قيمة
لها من ناحية الدفاع والسيطرة
على الممرات المائية وممرات
التسويق التي من صالح القوى
الغربية وحتى الشرقية ان تمر من
خلال الوطن العربي كونها الممرات
الاقرب بين القارات الكبرى
الثلاث خاصة وهي اسيا واوربا
وافريقيا.ومن هنا استمر المسلسل
التقسيمي الذي يستهدف ارض العرب
وتحت عناوين شتى واسباب شتى
واختيار ازمنة متفاوتة وحسب نضج
ضروفها للاجهاز على جزء ما من
الوطن العربي ومن ثم تفتيته وهكذا
تستمر مسرحية التقزيم للوطن
العربي ومن ثم للشعب العربي
وبالنتيجة زوال قوته وجذوته من
خارطة المناطق القوية والساخنة
في العالم خاصة وان الوطن العربي
يمتلك من الثراء الحضاري والقيادي
الانساني الموروث ما يمكن احياؤه
وبالتالي ضربه لكل المصالح
الاستعمارية والدينية التي تستولي
على مقدرات العالم بسبب وحدتها
وقوتها وتنامي الصناعة فيها ومن
ثم تطور التها الحربية الى جانب
قواها البشرية والاقتصادية وعليه
يمكن ان تلعب دورها التخريبي
ببلادنا من خلال تقطيعها الى
اوصال يصعب تجميعها على المدى
القريب على الاقل.
ان اخبث ما في سياسة الغرب الحديث
واخطره هي فكرة تقسيم الاوطان
والشعوب الاخرى الى فتات عاجزة
لا قبل لها بهم وخير دليل على
ذلك هو اجهاز القوى الاستعمارية
على الاتحاد السوفيتي ومن ثم
تفتيته وكذلك على يوغسلافيا
الموحدة القوية يوما ما يوغسلافيا
تيتو ومن ثم ايضا تفتيها الى
دويلات لا قيمة لها
ستراتيجيا.والان تندفع هذه القوى
الاستعمارية باتجاه الشرق بعد
الوطن العربي حيث في الماضي
استطاعت تفتيت شبه القارة الهندية
الى الهند والباكستان ومن ثم خبت
فترة ثم تكررت غزواتها لتلك
المنطقة لتفتت باكستان الى
باكستان الغربية والشرقية لتصبح
دولتان من خلال التشكيل الشيطاني
لهما قبل الانفصال النهائي الذي
انتهى باستقلال بنكلادش.ولم تكن
افريقيا باحسن حظا من القارتين
الاسيوية والاوربية حيث تمت
محاولة تقسيمها الى دويلات بعضها
لا يصلح الان سوى مرفأ للملاحة
كلايبيريا واخرى مناجما للذهب
والفضة كجنوب افريقيا .ان السودان
العربي الافريقي مثال اخر على
التقزيم والتقسيم الشيطني فمرة
جنوب السودان المسيحي والذي ما
زالت تلك الدولة العربية تعاني من
هذا البعبع الامرين ومن ثم تخلق
مشكلة اخرى له وهي اقليم دارفور
وما ادراك ما دارفور وكانه روح
العالم بل وولاية من قلب اميريكا
استولت عليها السودان؟!وكل يوم
يتلقى اهلنا العرب هناك الويلات
تلو الويلات والموت والدمار قد
تنتهي اخيرا بتقسيم السودان الى
عدد من الامارات ومن ثم الحروب
بينها على الحدود ووصيات
الجدود..واليوم واخر مفاجأة
نتلقاها من خلال سلسلة تخطيطات
المخابرات الاستعمارية وحكوماتها
الخفية تنبري علينا ازمة القرصنة
البحرية والله يعلم ونحن نعلم ان
لا البحر الاحمر العربي ولا خليج
عدن العربي ولا القرن الافريقي
العربي كان يعاني من القرصنة
البحرية وبهذا الشكل المصمم بذكاء
في زمن الغباء العربي لتصبح
المنطقة هناك منطقة ساخنة تهدد
المصالح العالمية ؟!وعليه لا بد
من دخول قوات دولية ومن ثم
احتلالها ومن يدري من اين جاؤا
هؤلاء القراصنة ومن وراؤهم وكم
دفع لهم حتى وان كانوا صوماليين
من اجل ايصال الامور الى التي هي
الان فيه ؟لدرجة ان مصالح العرب
اصبحت في مهب الريح والسفن
التجارية(لا الحربية لان العرب
بشر مسالم اليوم لا يختلف عن
وداعة الخرفان الربيعية البيضاء
الناعمة التي تميل الى نوم بعد
وجبة رضاعة جاهزة في ضحى
النهار؟؟؟!!!).الله اكبر حينما
نرى ان احدى السفن المقرصن بها هي
سعودية عربية ومن قبل بشر عربي
خطير على مصالحنا ومصالح العالم
وهم الصوماليون الذي عانوا
الامرين من الموت والجوع والتفرقة
والخراب الى ان اوصلوهم الى الذي
هم فيه اليوم والذي يحتاج الى حرب
عالمية رابعة لتخليص العالم من
شرورهم وهكذا يستمر المسلسل في
العالم العربي والعرب المشايخ
نائمون رغدا لانهم لا يعلمون ؟!!
نرجع للعراق المجنى عليه بدعوى
امتلاكه على الاسلحة المحرمة
دوليا والتي تشكل خطرا وانتهاكا
للامن والسلم العالميين تلك
الكذبة الكبرى التي طالعتنا بها
القوى الاستعمارية الفاجرة في زمن
الهوان العربي.نعم يريدون تقسيم
العراق ونحن نراهن على عدم قدرتهم
على تحقيق هذا الحلم الشيطني
الرجيم وللاسباب التالية:
اولا:العشائرية:
ان المجتمع العراقي يتشكل من عدد
من العشائر وخاصة الرئيسة منها
والتي ما زالت تحافظ على علاقاتها
وتحنو في ما بينها بل وما زالت
تدفع الدية وهي اغلى واقوى رابطة
اجتماعية بينها لحد الان
مستمرة.ان العشائر العراقية تمثل
الطيف التشكيلي للمجتمع العراقي
من الشمال الى الجنوب حيث تجد ان
كل العشائر وبدون استثناء وخاصة
الكبيرة منها تنقسم الى قسمين
رئيسين هما شيعة وسنة وان هذا
الحال لم يؤثر على العلاقات
الاجتماعية والعطف والتلاقي
بالكبيرة والصغيرة بينهم بل وحتى
بسواني وعادات وعرف العشيرة وعليه
من الصعب بمكان ان تجد عشيرة من
العشائر تتقاتل مع بعضها على اساس
طائفي .ان الوضع الطائفي الذي مر
به العراق وخاصة في العامين
السالفين اظهر قوة اصرة العشائر
ومقتها للطائفية بل وسموها فوق
هذا الحال المفروض عليها فترى ان
فردا من عشيرة ما سنيا يصاحب اخيه
الشيعي من نفس العشيرة ويذهب الى
جنوب العراق وفي اسخن الاوقات
العصيبة التي مر بها العراق ونفس
الامر حصل ان الشخص الشيعي من
العشيرة الفلانية يحتمي بابن
عشيرته السني ليتجول ويسكن ويعيش
في وسط وشمال العراق على سبيل
المثال.ان هذه الاصرة الاجتماعية
القوية التي ما زال الشعب العراقي
يحملها في حناياه لهي كفيلة بدحض
فكرة التقسيم على اساس طائفي
وخاصة ان عشائر العراق الكبيرة
والمهيمنة هي العشائر العربية
الاصيلة التي ترفض الوجود الفارسي
وتقاتله.
ثانيا:القومية:
ان السواد الاعظم من سكنة العراق
هم عرب ومن اصول عربية اصيلة
ونخوتهم ما زالت عربية حتى العظم
فضلا عن ان العراقي العربي هو
اكثر مجتمع عربي تشبثا بعروبته
ومقاتلا من اجلها وعلى مدى
التاريخ بل ومحررا لاخيه العربي
في مناطق اخرى من الوطن العربي
الكبير وهذا ما نقله لنا سفر
التاريخ وما شهدت له حروب العرب
الحديثة وخاصة في فلسطين.ان
الكثرة الكاثرة العربية في العراق
لهي ايضا صمام امان تتحدى اي توجه
تفتيتي قد يطال العراق ومن ثم
ستجهضه اذا ما اريد اقراره لا
سامح الله.فضلا عن ذلك فان الفكر
العربي القومي من خلال حزب البعث
العربي الاشتراكي الذي يلعب دورا
رئيسا ومنذ زمن بعيد على اللحمة
العربية والتثقيف القومي المبرمج
واظهار الشخصية العربية بكينونتها
حالها حال القوميات الاخرى
كالانكليزية والفرنسية والالمانية
والروسية والصينية وغيرههن
الكثير وهو حق انساني كفلته
قوانين الارض والسماء.اذا الفكر
القومي العربي السياسي لعب دورا
مكوكيا في وحدة العراق وسما على
الطائفية المقيتة والافكار
الدينية المتطرفة ليصبح الحاظن
لكل العرب في العراق والذين
يشكلون اكثر من 85%من سكان
العراق.كما ان الافكار القومية
الاخرى المنظمة كالناصرية وغير
المنظمة كالمفكرين القوميين
العرب في العراق لهم ايضا قوة
اخرى على نبذ اي فكر يدعو الى نبذ
الوجود القومي العربي في العراق
والذي لا يمكن ازاحته ومهما كانت
القوة المكلفة بذلك لانه المد
الشعبي العربي الملاييني الذي
يمتد على طول وعرض العراق والذي
يقبل بكل القوميات الاخرى ذات
الاقليات ويحتظنها دون اي
حساسية او رفض طارد لهؤلاء
العراقيين الاقليات الذين هم
بالظرورة جزءا من المجتمع العراقي
وعلى عرب العراق حمايتهم ودمجهم
بينهم واعطاؤهم حقوقهم ظمن الوطن
الواحد.
ثالثا:الاسلام:
ان اكثر من تسعين بالمئة(90%)من
المجتمع العراقي هم من المسلمين
بغض النظر عن قوميتهم وان هذا
الانتماء الروحي الذي توارث
لسنين طوال لهو السد المنيع على
كل الدعوات الظالة التي تنادي
بفرقة العراقيين .ان مناجاة
المجتمع العراقي من خلال الدين
الواحد وباسم الواحد الاحد الله
سبحانه وتعالى وبرسوله خاتم
النبيين محمد صلى الله عليه وسلم
وبالقران الكتاب الواحد الكريم
لهي الثوابت التي لا اجتهاد فيها
والتي لا يمكن لاي عراقي ان يختلف
عليها. ومن هنا كان على كل
العراقيين التشبث بها من اجل
وحدتهم وعلى اساسها ينتظم
المجتمع العراقي في وحدة روحية
روحانية وفكرية لا انفصام لها
وعلى رجال الدين الطاهرين
العراقيين الخلص استثمار هذه
القاعدة الايمانية من اجل وحدة
العراقيين وبقاء دولتهم موحدة
صامدة بوجه كل الموجات الكفرية
الاحتلالية المقيتة التي تداهم
ارض الاسلام بين فترة واخرى طمعا
في انهائه والهائه عن واجبه
الانساني من خلال دعوته الاسلامية
الكبرى دعوة رب العزة على لسان
رسوله الكريم محمد خير خلق الله
صلوات الله عليه وعلى اله وصحبه
وسلم.ان العراقيين من الاديان
الاخرى قد ظمن لهم الاسلام
الحماية والعيش بحرية ولهم كل
حقوق المواطنين العراقيين ومن دون
التدخل في دينهم طالما هم يعملون
من اجل الوطن الاسلامي الذي
يعيشون فيه وهو وطنهم الذي سكنوا
فيه منذ الاف السنين وهنا استطعنا
ان نظمن العيش والتسامح والالفة
والمواطنة حتى للاقليات من
الاديان الاخرى التي تقطن جنبا
الى جنب مع اخوتهم في المواطنة من
المسلمين.
من هنا وبعد هذه المراجعة وعلى
عجالة نستطيع الاستنتاج ان كل
الدعوات المستوردة من اجل تقسيم
وتقزيم العراق سوف تتهشم على هذه
الركائز الثلاث الرئيسة التي
يمتلكها المجتمع العراق الذي وعى
واقعه والذي وعى كل الدعوات
الشريرة التي تستهدف ارضه وانسانه
وان من امن بتلك الركائز وكان
منها لم ولن يخف خفايا المستقبل
لانه مزنر باقوى الاسلحة التي
تحميه وتحمي مجتمعه ووطنه من
دعاوى الشر المستطير التي تستهدف
عراقنا العظيم واهلنا الشعب
العراقي الحبيب. |