المقاومة
العراقية : واحة الفكر
البعثية التي لا تنضب فكرا
وميدانا
شبكة المنصور
الوليد العراقي
في زمن الحروب تراجع الامم
تاريخها بتبصر ودقة وتجرد لتستخلص
منه كل روائعه ولألئه النفيسة وفي
نفس الوقت تقف عند الاخفاقات في
تجاربها على مستوى الفرد وكذلك
المجموع.وقد لا توجد تجربة في
العالم وعلى مدى التاريخ مشت في
طريقها ولم تشبها شائبة حيث ان ما
اجتهده الانسان هو من صنع خياله
السامي وليس بفعل الله سبحانه
وتعالى الذي اختص بكنوز الخلق
وتوصيف العقائد والرسالات
السماوية التي تحمل ايصالها لنا
الرسل والانبياء.لقد ترك الله
فينا ولنا هذا العقل الجبار الذي
هندسه بتلك الصورة الرائعة وبتلك
المواصفات التي لا يمتلكها اي
مخلوق عدا البشر ومن ثم ترك لنا
حيزا من الحرية لاستخدام هذا
العقل الجبار فكان الاجتهاد وكان
الاكتشاف وكان الابداع البشري على
مدى الازمان ومنها تجربتنا نحن
العرب وهي التجربة البعثية التي
نمت وترعرعت في احضان الوطن
العربي الكبير والتي جابهت كل
المصدات بكل عنفها وقسوتها
وارباحها وخسائرها المادية
والبشرية.
كانت تجربة حزب البعث العربي
الاشتراكي تجربة عنيفة لانها
عقيدة ولانها جعلت من فكرة الخلود
رباطا لها بحزام الامة العربية
ودينها وارضها فكان لا بد لهذا
الفكر وبهذه الثابتة ان يتفوق وان
ينمو وان تتغلغل جذوره في اعماق
الاعماق وخاصة في الدائرة العربية
التي هي ارضها ومهدها وحصنها
المنيع.كان الفكر البعثي وما زال
يصارع اعداءه ويدحرهم نظرية
وميدانا بما اوتي من حكمة وورثة
الواقع العربي من معين لحملة هذا
الفكر الذي جاء من رحم هذه الامة
ولم يخترقها اختراقا ولم يكن
مقحما عليها بل له هي وهي له
كالروح والجسد لا يعيش احدهما دون
الاخر بل وبتشكلها تتكون الصورة
الرائعة لمجتمعنا العربي.ان هذه
الحظوة التي منحت للبعث دون غيره
من الافكار والاحزاب التي شكلها
البشر تكاد تكون النقطة الحرجة في
حياة الحزب الداخلية
والخارجية.ففي الحياة الداخلية
واجه الحزب حرصا غير مألوف احيانا
في الحفاظ على نظريته وطريقة
بثها وسقيها في الميدان فكان ان
اجتهد البعثيون وخاصة المنظرون
الاوائل من المبدعين المؤسسين
كالقائد المؤسس احمد ميشيل عفلق
والرفيق اكرم الحوراني.ومن ثم
الرفاق الذين تركوا بصماتهم في
فكرة القومية وفكرة الوحدة
والحرية والاشتراكية وكذلك علاقة
الاسلام الذي هو الخضاب الذي
تستقي منه فكرة البعث القوانين
وكذلك ما يمكن ان يصلح لبشرنا في
الوطن العربي.ان مفكري البعث
الذين ما زالت بصماتهم التاريخية
تعوم على جلد وفي جوف البعث
العظيم رجال لا يمكن لمراجع
لتاريخ البعث العظيم ان ينساهم
كمفكرين ومهما جرى من خلاف او
اختلاف والذي هو من طبيعة البشر
المتغيرة والمتجددة وحسب الضروف
والاحوال.
فعندما تقرأ عن القومية العربية
والايديولوجية الخاصة بها لا بد
ان تعرج لكتابات كل من الرفاق
المفكرين شبلي العيسمي والرفيق
الياس فرح والرفيق عبد الخالق
السامرائي والرفيق عبد المجيد
الرافعي والرفيق منيف الرزاز
والرفيق القائد الخالد شهيد الحج
الاكبر صدام حسين وغيرهم من مفكري
البعث الذين لا تطوى صفحتهم
بسهولة ومهما كانت الضروف
والاحوال.ان الفكرة النظرية لا
يمكن لها ان تنمو في الارض
العربية ان لم تجد من يرعاها
ويحافظ عليها واذا ما عطشت يوفر
لها ماء الحياة وهنا انبرى العديد
من الرفاق من تولوا الميدان بكل
جفوته احيانا وقسوته احايين فسقوا
واداموا فكرة البعث بعرقهم
واحيانا بدمائهم وهم شهداء البعث
العظيم وعلى راسهم الشهيد البطل
صدام حسين واخرين رووا وما زالوا
يروون الفكر البعثي بعرقهم
وحياتهم وراحتهم وعلى راسهم
الرفيق المعتز بالله عزت ابراهيم
الدوري الذي يقود اشرس مقاومة في
التاريخ الجديد اليوم وهي مقاومة
الاحتلال البغيض للعراق العظيم
بوابة العرب الشرقية.كما ان
الرفيق الاب القائد احمد حسن
البكر والرفيق صالح مهدي عماش على
سبيل المثال كانوا من الرفاق
اصحاب السبق والجدة والثورة
وتمهيد الميدان لقبول فكرة البعث
ونشرها بعد ان ذاق العرب طعمها
الاخاذ ولونها العربي الاصيل
ورائحتها القومية الخالدة بل وسني
التطور السريع الهائل الذي صاحب
الخطة الانفجارية نهاية السبعينات
في العراق وبقيادة البعث.
ان الحياة الداخلية للحزب بكل ما
واجهتها من انتكاسات واختلافات
الا ان صياغة الفكر وتكامله وجعله
مفتوحا للتجديد والاضافة جاء بفعل
مفكريه الذين تركوا لاتباعه ما
يمكن ان يكون اساسا صلبا يبنى
عليه وان الكثير من هؤلاء
المفكرين سواءا من اكمل مسيرته او
توقف لسبب او لاخر قد ساهموا
مساهمة فعالة في وضع نظرية البعث
وتطويرها الى ان وصلت الى الذي
نحن فيه بحيث اصبحت الفكرة محط
اعجاب الشعب العربي ومحط اعجاب
العالم اجمع واحترامه لها كونها
تحملت ما لا تتحمله الافكار
الاخرى قصيرة النظر ومحدودة
الرؤيا تجاه الوطن العربي بقوميته
العربية ومن خلال وضع افضل الطرق
والاساليب لربط العالم العربي
بجنسه البشري الانساني.ولولا هذا
التكامل البعثي المتجدد مع الزمن
لما استطاع الحزب مواجهة اشرس
الضروف واقساها وخاصة احوال حل
الحزب احيانا بفعل ضروف خارجه
عليه واحيانا اخرى احوال الاجتثاث
التي عاشها الحزب ابان حكم
عبدالسلام عارف وانتصر عليها
وكذلك ما يواجهه الحزب اليوم على
ايدي اعتى اعداء العروبة والاسلام
والتي استطاع ايضا دحرها والاعلان
عن نفسه وبوجوده القوي على ارض
العراق وامام ناظري الاحتلال
المهزوم.ان هذا الظهور والاعلان
الاقتحامي للحزب جاء نتيجة النضال
الملحمي الذي قاده الحزب ومنذ
تاسيسه .نعم النضال الملحمي من
اجل تشكل نظريته ومن ثم تشكل
ميدانها الحاظن لها وهم العرب وقد
نجح الحزب في هذا وافشل اعداءه.
ان الحياة الخارجية للحزب كذلك
واجهت اشرس الضروف والد الاعداء
خاصة بعد تكوينها والاعلان عن
برنامجها في الوطن العربي حيث
تصدت لها كثير من الاحزاب
والافكار الاسلامية المسيسة وبحرب
ضروس قل نظيرها ومن ناحية اخرى
اصطدمت نظرية البعث بافكار
علمانية حاولت ان تجد لنفسها
حاظنا بين الشعب العربي وقد فشلت
وانتصر البعث عليها بالمبادئ
الفطرية التي يقبلها المجمتمع
العربي.ان من هذه الاحزاب واولها
هو الحزب الشيوعي والذي ولد يتيما
وغريبا على الجسد العربي الذي
لفظه فما كان منه الا ان راح
يتخبط بين الشرق والغرب.الغرب
الرأسمالي الروحاني والشرق
الشيوعي المادي اي الوجودي.بل
تطرف هذا الحزب حتى اصبح غريبا في
سلوكه السياسي حين التحم مع ما
يسمى بالثورة الاسلامية الايرانية
ليقاتل معها جنبا الى جنب وخاصة
عند اعلانها نهاية السبعينات وما
تصرفوه الرفاق الشيوعيون من تعاون
مع الفرس الموالين لهذا التغيير
الايراني الصفوي والذي شاهدناه
وقاتلناه يوما ما خارج اسوار
الوطن اي الغرب تحديدا ونحن
فخورون بذلك القتال؟لقد تصادم
البعث خارجيا مع الافكار
الاستعمارية التي وضفت لصالحها
الكثير من دعاة الاسلام السياسي
كغطاء وانهم يريدون اعادة الدولة
الاسلامية الكبرى من خلال التعاون
مع الدول الغربية الاستعمارية
ولكن كل محاولاتهم باءت بالفشل
بعد ان اكتشفهم المجتمع العربي
وراحوا يتساقطون واحدا يتلو الاخر
وغير مأسوف عليهم لجرائمهم بحق
الدين وبحق القومية العربية التي
انكروها ونسوا ان الله سبحانه
وتعالى قال(وخلقناكم شعوبا وقبائل
لتعارفوا)اي ان الشعب والقومية
ليستا سبة بل هما خلق الرحمن
ليبليهما من هو الاصلح للبشرية
ولاعمار الارض بعد موتها.
من هنا نجد ضرورة مراجعة الفكر
البعثي ومراجعة سيرة مؤسسيه
ومفكريه خاصة ونحن امام المنعطف
الفصل بين الاحتلال للعراق وبين
التحرير اي استلام السلطة فيه ومن
ثم قيادته وقيادة شعبه كمثال حي
يحصل في الوطن العربي وينمو ويسمو
وينتصر على اشرس اعدائه من
الغربيين والصهاينة والفرس
الصفويين.ان التخلص من اي حساسية
تجاه مجمل مفكرينا ومن ثم التغذي
بكل عطائهم واستخلاص السمين
والممكن منه لهو منحا اخر علينا
ان لا ننساه وخاصة عند اعادة بناء
الدولة ومؤسساتها والبعث ومؤسساته
التي ستقود وبالتعاون مع القوى
الخيرة والمقاومة الباسلة العراق
العظيم ليكون تجربة العرب وهو
كذلك على مد التاريخ التي يحتذى
بها وبالنتيجة سوف نقضي على حالة
الانكفاء التي يعيشها العربي
نتيجة الخيبات المتلاحقات التي
واجهها ويواجهها مستقبلا.ان قدر
البعثيين العرب ومن خلال العراق
هو مهماز الامل العربي وعليه
علينا ان ننظر الى تاريخنا بكل
هذا الكبر والعظمة التي نعمل
ونجاهد من اجل ديمومتها واحيائها
ان ماتت بعض اصابعها او اطرافها
طالما ما زال القلب نابضا وهو
البعث وجسده الشعب العربي وهنا
يكمن صمام الامان.عاشت المقاومة
العراقية الباسلة بكل فصائلها
المجاهدة التي هي امل العرب كل
العرب وعاش العراق العظيم مختبرها
المجهز بكل احتياجات النصر على
اعداء العرب ومن الله السداد
والنصر والله اكبر.
