لا يمكن ان يتصور العبد المؤمن
اصعب شئ يمكن ان يمر به طوال
حياته اشد وامر من الصبر على سرية
المقاومة العراقية الباسلة والصبر
على جعل كل تفاصيلها ملك صرف
للبطل المقاوم فقط ولا يمكن
اطلاقه بيد اخرى ومهما كانت
الضروف لصعوبتها او العواطف
لسيطرتها ربما في المواقف
الاستثنائية وخاصة امام الاستفزار
والتلويح بالقوة من قبل العدو
سواءا كان خارجيا ام من داخل
البلد الجريح(عراقنا الحبيب).يجب
ان يحس ويقتنع المقاوم الباسل
والمجاهد الكبير انه ليس ملك نفسه
رغم كبرشأنه بين عباد الله في
ضروف الكفاح السرية التي توجب
عليه ان يتحلى بروح المطاولة
والقدرة على التحلي باخر قطرة من
الصبر التي تفيض على محياه بساتر
من المجهول الذي توشح هذه القطرة
وتفحصها وقبل بها عشيقة له وكنزا
لا يمكن ان يقدر بثمن الا وهي
قطرة الصبر التي ما زالت باقية
لديه حين يقع في احلك الضروف في
لحظة القرار( اكون او لا اكون)
وان لا اكون سوف ادمر اعدادا
اخرى من رفاقي المجاهدين الابطال
وبالتالي يقع علي غضب الله والذي
لا يليق بي كمجاهد لوجه الله
ارتضى ان يكون فدائيا من اجل
الوطن الحبيب ومن اجل الدين
والشرف والعرض والارض وبالتالي
رضا الله سبحانه وتعالى وهو اعظم
وسام يناله في دنياه لاخرته.
أي صبر جميل يحتاجه المقاوم
البطل حين يجد نفسه وسط جلسة
لوثتها بعض الامعات من خلال
التطاول على بعض شئون المقاومة
البطلة وهو يعرف انه الباطل ولكن
عندما يضع الامور في ميزان حساسية
المقاوم وسجاياه لحماية نفسه ومن
ثم حماية من معه يستحضر عند ذاك
مكامن صبره ليجدها ثرة تساعده
على تلافي الموقف وهظم التافه فيه
من اجل تفويت الفرصة على
المتربصين بالمقاومة البطلة
وبالتالي يستطيع تفكيك كل هذه
الفخاخ المنصوبة له ولرفاقه من
المجاهدين الابطال والذين لا نقبل
ان يضيعوا بهمسة من كلام لا يسمن
ولا يغني عن جوع بل ربما هو لا
يتعدى لفظ الانفاس الاخيرة التي
ما زال العملاء الجياف يلتقطونها
في الزمن الازف القليل؟
ما اعظم حاجة المجاهد البطل
للصبر على الكلام المنمق الدجال
الذي يطرق اسماعه من هنا او هناك
وخاصة في الجلسات العامة حين
يقابلها بابتسامة البعيد كل البعد
عن ما يترجاه المصرح برواياته
التي يخرجها وكأنه يريد به حقا
لكن بالواقع وراؤه باطل أي بمعنى
اخر محاولة ايهام ومن ثم ايقاع
المقاوم المفترض من قبل الجانب
المعادي في فخ المغفلين لا سامح
الله.ان هذا المنمق الدجال قد
يكون من اقرب الناس الى المجاهد
البطل وقد يكون صديق له وقد يكون
زائرا او محاورا لطيف المعشر كما
تدل مسحته على ذلك لكن الاسرار
عادة تكمن في القلوب ولا يعلم
بتفاصيلها الا الله ولكن نحن
البشر وخاصة المقاومين يتلمسونها
بسرعة بحكم امتلاكهم على القدر
الاعلى من الحساسية البشرية
الامنية وبحكم التدريب والمران
على سرية الحرب وبريدها الكنز
والى حين؟
كما ان المجاهد الغيور الليث
هو ذلك البطل المغوار الذي يمتلك
القدرة على اختراق الاخرين وجلب
الامان لهم ومن ثم الحصول من
خلالهم ومن خلال الصبر عليهم على
الكثير من المعلومات الاستخبارية
وخاصة المعلومات التي تخص تشخيص
ادق التفاصيل لدى مجموعة مقاومة
ما او أي رفيق يحاول العدو تجميع
معلومات عنه ومن ثم الايقاع فيه
في الميدان وهنا يكمن سر القدرة
على الحركة للمقاومين وتلافي
المصائد التي قد يكون العدو نصبها
لهم على الطريق.اذن فهم حركة
العدو ونواياه هي في كثير من
الاحيان تصب كقدرة اضافية لدى
المقاوم من اجل تدمير العدو
وافشال نواياه وابطال خططه وجعل
المقاوم البطل في موقع الامان
لان كلا الطرفين يعملان في نفس
الساحة والمنتصر منهم هوى الاذكى
على المناورة وكسب المعلومات
التي تخص العدو وخاصة عملائه
المنشرين في كل مكان والذين
يعرفهم او لا يعرفهم المقاوم
المقدام.
كلما اقتربنا من الايام
الاخيرة من عمر الاحتلال كلما كان
الفعل المضاد والمحموم و(المصيري
)للعدو اكثر اثارة واخطر على
المجاهدين وخططهم وعليه فأن
التشدد في مجال السرية وتحديدا في
الميدان ومغادرة العاطفة تماما
وخاصة في مرحلة الاعداد للهجوم
الاخير .ان السر في القدرة على
الانتصار وبأقل الخسائر في
الارواح والزمن يكمن في سرية
ودقة التخطيط للمعركة الاخيرة
والتي يكمن نجاحها ايضا في
القدرة على تعبئة المجاهدين
النشامى على الصبر على المعلومات
والصبر الجميل على تقولات الشارع
المحسوبة ومن ثم قلب المعادلة
لصالح الثورة العارمة التي تنتهي
بذهول العدو من المجاهيل التي لم
يحسب لها حسابا كونها ليست من
خزائن معلوماته ومن ثم فقدانه
لتوازنه والفرار الى جهنم وبئس
المصير. |