تاملات

منتظر الزيدي .. ظاهرة كيف نتعامل معها

 

 

شبكة المنصور

سمير الجزراوي

بداية لا اروم ان اختلف مع من له وجهة نظر غير مسبقة القصد ولا من دوافع استرزاقية في نقده لبطولة شاب عراقي عربي واعي دفعه حبه لوطنه ولشعبه ومعاينته لماسي شعبه بحكم مهنته الصحافية ان يعبر وبطريقته في مخاطبة المجرم الذي تسبب في معاناة شعبه .وثانيا ارى الشرف و كل الشرف في ثورية وعفوية كل من وقف وسوف يقف مع هذا البطل..ولكي اسمح لنفسي بان ادلوبدلوي انا ايظا ومعذرة ان في دلوي الكثير من الثورية وانا واحد من الذين يفهمون ماذا تعني الثورية واكثر من ذلك مارستها وعشتها وبوركت العقيدة التي زقتني بها وبورك الثوار الذين علموني كيف احيا بها وهي تحيا بي فاستطيع ان اقول وبكل محبة للذين يحسبونها سبةفي الحياة وياخذون عليها بانها لاتتفق مع الواقعية والعقلانية الهوينا علي و من ديمقراطية المحتل اطلب الهوينا. وهذا ما ساحاول ان اساعدهم في استيعابه( مع الاعتذارلثورية كلماتي ولحين ان نتفق على واقعيتها )..

 

وسوف اتكل في ذلك على موضوعة منتظر الزيدي..الظاهرة وطبعا بعد اتكالي على الله.انا ارى في العقلانية كونها تؤمن بمرجعية العقل في تقويمها للاحداث او المواقف اوفي رسم الصور المستقبلية والتخطيط للعمل المستقبلي وينطبق هذا الامر على الفرد او الجماعة او اي تشكيل انساني .وان هذه المرجعية لها ركائز علمية ( علمية مبنية على حقائق علمية ان كان في علم الاكاديميات او علم الاجتماع او الاقتصاد او السياسة ).

 

وان هذه المرجعية لا تغرق نفسها في الافتراضلت والتخمينات و الترجيحات او التمنيات والاحلام. وعليه يكون النقد مع او الضد من الحدث اوالموقف وحتى باتجاه الافكار والنظريات يكون علميا وقريبا من العقلانية او الواقعية وكما يحب البعض ان يسميها بالقدر الذي يكون الناقد في اقوى حالات الجزم من موضوعة نقده وهندستها مركبة على حقيقة علمية وشكليتها في قدرة وسطها في هضم الموضوعة وعندها ترتقي العملية النقدية الى مقاربتها للحقيقة وبكل تفاصيلها..و الان فعل الشاب البطل منتظر الزيدي والادق منتظر الزيدي الظاهرة مدى ماتحمله من ثورية وبكل تواضع لابد من يتفق معي ( لابد..لا تعني في قاموسي الشخصي الفرض بل بحكم المنطق ).

 

والذين تتداخل عندهم الثورية و الانفعالية او التطرف..ان الفعل الجبار لمنتظر خرج من حدود التصرف الشخصي الى تمثيله الموقف الجماعي الذي سبق تحقق الفعل الشخصي للبطل منتظر.وحيث ان الفعل الجماعي المتحقق والسابق لفعل منتظر هوالفعل المقاوم والذي مثل الجماعة وهو الشعب العراقي ايستطيع من كان ان ينفي الفعل المقاوم للشعب العراقي البطل والذي تقوده المقاومة العراقية البطلة؟ وحتى المحتل الامريكي يعترف بذلك ..ومنتظر في رشقه لهذا البوش الذي تباكى عليه بعض اصحاب الاقلام المؤجرة والمسترزقة من الماكنات الامريكية الاعلامية ولكنها بعقال عربي وتحت شعارات الديمقراطية الخاصة فهم لا يمتلكون الشجاعة في الاصطفاف مع الجوق المتأمرك للدفاع عن المجرم بوشهم ولكنهم تقبعوا بيافطة اراء حرة وظهروا بالعرب المعاصرين ونابذي البداوة المتخلفة.و منتظر كان يعبر عن موقف الشعب العراقي تجاه الاحتلال وهوفي نفس الوقت استثمر فرصة هذا المؤتمر ليعكس ردة الفعل العراقي وفي فرصة اعلامية نادرة حيث ان المحتل يسيطر على اكبر المؤسسات الاعلامية المقرؤة والمسموعة والمرئية واستغلها وبكل بشاعة في اخفاء حقيقة مشاعر العراقين من الاحتلال وكيف ان مقاومته البطلة تقف بوجهه و بوجه اطماعه في العراق و المنطقة فعندما اقول ان منتظر هو ظاهرة لان الفعل المقاوم البطل يوميا يتحقق وان منتظر مثل  هذا الفعل المقاوم في فرصة زمانية و مكانية يمكنني ان اسميها ذهبية في تحققها..كم اقتربنا الان من الواقع في هذه الظاهرة. والان الاستثمار الامثل للبطل منتظر لفرصة الزمن والمكان الايمكن ان تكون عقلانية في تعبيرهاعن اعلام المقاومة. اعتقد سوف تتفقون معي اذا تجردتم من موقفكم من المقاومة البطلة في العرا ق وتنازلتم عن قبض فاتورة هذا الشهر مثلا؟؟                                     

 

..وانا اقراءهذه المعلومة قد تفيدهم ( ان قناة فوكس نييوز اوردت احصائية ان غالبية الشعب الامريكي سعيدون بهذه الحادثة.ويرون ان رئيسهم نال ما يستحقه خلال المؤتمر الصحفي في بغداد. ) وايظا الانباء تقول ان العواصم الغربية شهدت تظاهرات مؤيدة لمنتظر الزيدي .. ولا اريد ان اذكر كثر من هذا ..اما من يتحدث عن ان تايد البعض لموقف البطل منتظر هو جزء من العقلية الاسطورية  كايمانهم بالقائد صلاح الدين الايوبي والتي جعلت من العرب حالمين فاني اسئل صاحب هذا المقال اليس مثلك الغربيون  يمجدون قادتهم التاريخين  وبشكل مبالغ فيه في بعض الاحيان .

 

هل اتيحت لك فرصة ان تعيش معهم وبتماس حقيقي معهم يا سيدي يمجدون ابطالهم وافعال اجدادهم وبالفعل انها كبيرة بالنسبة لهم ولكنها وبكل تواضع لا ترتقي الى فعل ابطالا مثل رموزنا ولا يملكون تاريخا مثل تاريخنا والمتشددون من الغربيون يسفهون تاريخنا لان الذي عندنا عظيم واكبر مما لديهم ..انا اقول لا يجب ان نتكئ على تاريخنا ولكن لا يجب ان نكون جاحدين واحفادا عاقين لا نتباهى بتاريخنا ..فكفاكم وتبا لاقلامكم التي بها تريدون ان ننسئ احفاد من نحن  .نحن يا قليلي ...تاريخنا وكما تعلمنا في مدرسة الاجيال البعث الخالد تاريخنا منارة يدفعنا الى الامام من خلال شحن الثقة بانفسنا لا ان يجرنا الى الوراء فان كان هذا فهمكم للتاريخ فهذه مشكلة في ثقافتكم وليس عندنا منها شئ..وفهمكم المغلوط للتاريخ وقرائتكم للاحداث المعاصرة بالتاكيد سيجركم الى تحليل و من ثم استنتاج مغلوط للوقائع وليس لظاهرة منتظر الزيدي بل لكل الافعال العربية والمدفوعة بروحية العنفوان العربي وشهامته وغيرته..

 

ارجو من الاساتذة الاعزاء الذين ادلو بدلو مائهم الغريب كعنوان( صحفيون زلط ملط ولم اجد ترجمة لها في قواميسنا ويمكن ان احصل عليها في مكتبة في تكساس ولنفس الكاتب معركة حذائين وهنا وجدت مفهوم المعركة ولكن الاستخدام مفروض على كاتب المقال ) اقترح عليكم وعلى صاحب المقال ( حذاء الزيدي.البساطيرفي زمن الاساطير ) ان تتعايشوا مع الشعب في الغرب واقصد بين جدران قاعاتهم الثقافية والابنية التي تحتضن تاريخهم وتحاورو من يمثلهم ومن ثم ترخوا للنفس بعد ذلك ما تشتهيه من قاعات الصخب والعروض البسيطة وعندها ستعرفون ماذا يفعل الابطال المقاومون وما فعله منتظر وتدركون ان كل العرب وحتى العالم شعوبا وامم وبعض الرئاسات الحرة مجدت فعل منتظر وكرهت امريكا بوش وحاولوا ان تقرءوا استنتاجات وتوصيات لجنة السفير الامريكي السابق ادوارد دجيرجيان والتي اقتصرت مهمة لجنته على ايجاد الاجوبة الشافية وعلى سؤال واحد لماذا يكرهونا؟ واستغرقت اللجنة في عملها سنتين للاجابة على هذا السؤال . وبالمناسبة اللجنة شكلتها ادارة جورج بوشكم ..

 

ارجو من الرب ان يسامحني ان اخطئت  ويسامح الاخرين على ما فعلوه تجاه رموز امتنا العربية امين ...

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الاثنين  / ٢٤ ذو الحجة ١٤٢٩ هـ

***

 الموافق ٢٢ / كانون الاول / ٢٠٠٨ م