ان النظر للحقيقة و بعين واحدة هي
كالنظر اليها بدون رؤية عيوبها
وهذا يجرنا إلى جوهر موضوعنا هل
ان سيد البيت الرئاسي الأمريكي
الجديد قادر على اجراء تغيرات و
بحجم دعايته الانتخابية و اذا كان
النفي هو الجواب فما هدف العقل
الاستراتيجي الأمريكي من هذا
الصخب الاعلامي وبالاضافة لما
قلناه بهذا الصدد .
ولاجل الاجابة لابدمن ان نفهم بعض
المبادئ الامريكية فالقول القائل
(اذا عرفت كيف تفكر أقول لك من
انت). فمثلا العقلية الامريكية
تتبع الحكمة و الحصافة ولكنها لا
تعني دائما الالتزام بالمعاير
الاخلاقية و الانسانية ولكنها
تعني الالتزام بتلك المعاير طالما
انها لا تتعارض مع الإستراتيجية
الامريكية وضرورتها المنبثقة من
مصالح المجاميع الراسمالية التي
تدير هذه الدولة .وعندما نقول
العقل المخطط و الذي يرسم السياسة
الامريكية نقصد بهم مجموعة من
الجهاز الضخم و الذي يتالف من
مجموعة من الدوائر المحدودة
والمرتبطة بالكونغرس الأمريكي
ووزارتي الخارجية و الدفاع و
مراكز للبحوث الإستراتيجية و من
بعض الجامعات ومنتديات متعدة
الاختصاصات ومن مجموعة من مدراء
لشركات لها تأثيرات اقتصادية و
سياسية و عسكرية في الوضع
الأمريكي و العالمي و ايظا
مسئولين سابقين و حالين ليعطوا
الاستشارة والراى. و ان هذه
التشكيلات و المجاميع تكون جهازا
ضخما يعمل لوضع وصياغة السياسة
الامريكية و باستخدام احدث ما
توصلت إليه تكنولوجيا المعلومات و
الدراسات الخاصة بالعلوم العسكرية
و الاجتماعية والاقتصادية و
الانسانية.وهذا الجهاز قد يتعارض
بعضه إمام البعض ولكنه ملزم ان
يلتقي إطرافه و مكوناته على مصلحة
الولايات المتحدة و فلسفته
القائمة عاى الفلسفة البرجماتية
والسلوك الميكافيلي .اذن هذا
الجهاز الضخم هو المطبخ الذي يعد
فيه رسم كل السياسات الامريكية و
هو في نفس الوقت المسؤول عن
صناعة القرار في أمريكا وهو نفسه
الذي وضع الاساس الفلسفي الذي
ربط بين العولمة و الستراتيجية
العسكرية الأمريكي في عام 1993
وفقا لورقة (ليك ) الذائعة الصيت
و المقدمة من معهد (جون
هوبكنز)للدراسات الدولية
النتقدمة حيث تناولها كتاب
(الهيمنة أو البقاء) ل نعوم تشوم
مسكي ولخص فيها الضرورات الاربع
الاساسية التي تقوم عليها
الإستراتيجية الامريكية وهذا
سيكون محور هذا الجزء من بحثنا
.اقول ان الضرورات وهي:
1-تعزبزاسرة انظمة السوق
الديمقراطية بما فيها النظام
الأمريكي
2-رعاية انظمة الديمقراطية
الجديدة واقتصاديات السوق و
مساعدتها بقدر الامكان.
3-التصدي لعدوان ودعم اشاعة
اللبرلةفي الدول المعادية
للديمقراطية و السوق.
4-متابعة البرنامج الانساني ليس
من خلال توفير المساعدات ولكن عبر
العمل على تمكين الديمقراطية و
اقتصاد السوق من مد الجذورفي
مناطق ذات اهمية انسانية كبرى.
وان الفترة التي تبداء في العقد
التسعينات من القرن العشرين شهدت
تغيرا كبيرا في التوجه للسياسات
الامبريالية العالمية وخاصة نمو
النزعة العدوانية لها ونشاطا
ملحوظا للشركات الاحتكارية وخاصة
الشركات المتعددة الجنسيات
واندماجهما وتحت اطار سمي بالامن
القومي وكانت ترجمته هو العدوان
الثلاثيني على العراق في 1991 و
تلاه التدخل الأمريكي في هايتي
والعدوان على يوغسلافيا ومن ثم
تمزيقها و تحت نفس العنوان و في
نفس الاطار كان العدوان على القطر
السوداني و احتلال افغانستان و من
ثم احتلال العراق واخيرا وهو لن
يكون الاخر العدوان على القطر
السوري الشقيق. وسوف يستمر هذا
النهج ولا يستطيع اوباما ان يغيره
لان العقلية التي خططت لكل هذا و
مهدت الطريق لوصوله إلى البيت
الرئاسي الأمريكي هي ذاتها ولم
تتغير والفلسفة التي بموجبها وضعت
نظرية الامن القومي الأمريكي
الجديدة من خلال الدمج بين مصالح
العولمة و التوسع الذي حصل في
نظرية الامن القومي الأمريكي.الذي
نستطيع ان نقرءه ان الولايات
المتحدة لم تستطيع ان تتحمل بعد
الان لا عسكريا ولا اقتصاديا ولا
حتى سياسيا جهد الاحادية القطب
لما سببه لها هذا من الخسارات
المتعددة لذلك سوف يذهب
الاستراتيجيون الأمريكان من الجمع
بين عالم متعدد في مراكز القوى
واحادي القطب وهذا :
1-
يكون بقدرة الولايات المتحدة على
ايجاد كيانات جديدة تابعة
لسياساتها وتصبغاها بلون يسمى
الديمقراطية على ان يكون لهذه
الدول وزنا اقتصاديا أو سترتيجيا
وتدور ضمن الفلك الأمريكي مضافة
للنماذج القديمة و التي اصبح
الراي العالمي و الاقليمي يسجل
عليها ملحوظات في حقل حقوق
الانسان أو في الادارة الغاشمة
ومثل هذه الانظمة الجديدة المرشحة
لدخول الفلك الأمريكي ومثلها
افغانستان و العراق و بعض دول
الاتحاد السوفيتي السابق.
2-
دفع الدول الراسمالية الاخرى
عسكريا و اقتصاديا وسياسيا في
تحمل نفقات تصفية اعداء النظم
الراسمالية ونشر ثقافة العولمة
وحتى زج قواتهم في الحملات
العسكرية لكي تصبغها بالعولمة و
تبقي لها الدور القيادي وكما
هوحاصل في افغانستان ومحاولتها في
العراق ايظا وكذلك ما حصل في
العدوان على يوغسلافيا و تمزيقها
وحصان طروادة أمريكا اليوم هو
الحلف الاطلسي و بالرغم من شعور
اعضاءه ان الغاية التي تاسس عليها
في ايام الحرب الباردة قد انتهت
ولذلك تحاول أمريكا و بعض اعضائه
اعطائه والاصح خلق مهامات لتعطي
مبررا لاستمراره.
وبعد ان لمس اصدقاء أمريكا حجم
الكذب الذي قالته على العراق و
تبيان الحقيقة لهم لم يستطعيوا ان
يجاهروا بها وكذلك انجرارهم في
تمزيق يوغسلافيا ودور عملاء
أمريكا في دفع المجتمع الدولي من
خلال الضغط الامريكي في فرض
الحصار على العراق و العدوان عليه
بدءت هذه الدول و بحياء تنتقد
سياسة أمريكا وتطور الموقف في
معارضتها مثل ما فعل شيراك فرنسا
وكذلك فعلت المانيا وعند ذلك
ادركت أمريكا خطر بل فشلها في جذب
تايد دولي من جديد وهذا ظهر في
غزوها للعراق اذ لم يقف معها
الامن توهم في ربيع عراقي و نهب
سهل وتاييد داخلي لمرحلة انتخابية
قادمة . بعد كل واعود لااقول اذن
لابد من زلزال ليعطي لامريكا
تاييدا من العالم وعلى صك مفتوح
ومن خلال حدث دراماتيكي وبالفعل
خرج العقل الأمريكي باحداث 11
ايلول والذي من خلاله حصلت أمريكا
على ما ارادته فقد اعطتها احداث
11 ايلول :
1-تفويضا دوليا بإطلاق يديها في
تصفية الحكومات المعادية و
المشاكسة لسياساتها و تحت يافطة
محاربة الارهاب ووضعوا ستراتيجية
(تجفيف منابع الارهاب).
2-حصولها على تعاطف دولي و محلي
في تصفياتها و عدوانيتها من خلال
هذا الحدث الدراماتيكي الذي اعدته
المخابرات المركزية الامريكية
وحبكته بشكل دقيق.
والذي يمكن ان نستنتجه من خلال ما
جاء في أعلاه ان العقل
الاستراتيجي الأمريكي وفي مرحلة
الرئيس اوباما سوف تكون لمسات
تغيره في لاستراتيجية الامريكية
وعلى اثر الوضع في العراق وخاصة
تنامي مقاومته البطلة (رعاها
الرب) . إنا أقول كانت التغيرات
في الستراتيجيةفي المستوى الاول
الذي يمكن ان نسميه في عرف الثوار
ب(التكتيك) و هي الاكثر تعرضا
للتغير والذي شاهدناه على المستوى
العسكري بزيادة القوات الامريكية
ومعالجة الفراغات الامنية من جراء
الانسحابات للدول التي شاركتها في
الغزو و على المستوى السياسي كانت
اوامرها بالتشجيع لاقامة ما يسمى
بالاقاليم في العراق ومحاولتها
للتقرب من بعض فصائل المقاومة
وكذلك غض النظر عن الانتهاكات في
حقوق الانسان العراقي و التي
مارستها حكومة المليشيات الطائفية
وكانت ضربة دولية للمحتل في هذه
المرحلة بفشل اتباعه الدوليون في
انتخابات المحلية. .فسقط خمسيه
ماريا ثنا رفي اسبانيا و بليرفي
بريطانيا و سقط كلارك في استراليا
وأخرهم بوش.. والأدهى ان التورط
الأمريكي و فشله في تحقيق اهدافه
في العراق صحي الدب الروسي وشجع
الشعب الأفغاني على احداث نقلة
مهمة في مقاومته للمحتل وكذلك
بدءت بعض الاصوات تتشجع و تنتقد
السياسات الامريكية.
وبتصعيد المقاومة البطلة عمليتها
ضد المحتل و عملاءه انتقل العقل
الستراتيجي الأمريكي إلى التغير
في المستوى الثاني و الذي يفهمه
الثوار بالستراتيج وكان هذا على
المستوى العسكري هو زج بمجاميع من
مسلحي المليشيات وبعد تدريبهم في
مناطق مختلفة من العالم وجعلهم
كبش فداء لقواته واسموهم( الجيش
العراقي و الشرطة العراقية)
.واستطاع المحتل و خلال النصف
الاول من عام
2008 ان يروج لما
اسماه بتحقيق الامن في العراق و
بغداد .ولم يستمر ربيعه و تعود
الأوضاع و تتصاعد وبفعل المقاومة
العراقية وتبيان الحقيقة و بشكل
واضح للكثيرين من الذين توهموا
بشعارات المحتل و عملائه الامر
الذي دفع بالمحتل ان يصعد إلى
المستوى الثالث والاخير و هي
ستراتيجيته الثابتة نسبية وفي عرف
الثوار الهدف . اي اضطر إلى
الذهاب إلى تغير اهدافه في العراق
ليحافظ على اهدافه في المنطقة
..بوركة سواعد المقاومة الاصيلة و
الشريفة و ليكفر من كانوا بالامس
في خندق الذين يطبلون ويزمرون لما
يسمى بالعملية السياسية و يضعوا
جهودهم بيد الشرفاء للتعجيل في
رحيل المحتل ورحم الله شهداء
العراق و البعث العظيم و الامة
العربية .والله اكبر واقدر من
مخلوقاته ..
إلى الجزء السابع ... |