والان وبعد كل الذي استعرضناه بشئ
من التحليل و الاستنتاجات يبقى
السؤال الاخير ما مقدار حجم
التغير المتاح و المسموح له و ليس
الذي يستطيعه السيد باراك اوباما
الرئيس الجديد للولاياة المتحدة
الامريكية ليحصل التوافق بين
الارادتين . أولا ارادة المواطن
الأمريكي في التغير و ثانيا ارادة
المهتمين بمصالح و ارادة
الرسمالية الامريكية و اطماعه .
وان لونه الاسمر و اصوله
الكادحة كانت بدايةلامتصاص جوع
الامريكين للتغير واندفاعهم نحو
سياسة اكثر هدوء .
و استطاع الاستراتيجي الامريكي
ان يجعل من اطارات الصورة حسب
الطلب وهي كافية ان تاسر
رغبةوحماسة الزبون وتبهره ومضمون
الصورة يمكن ان تتحمل تلاعب ريشة
الفنان وليس حسب ما يريده الاخرون
بل حسب ما يفكر به الذي يخط
اللوحة و يكفي ان يجذب الاطار
ويشبع رغية الاخرين في التجديد
والتغير و بالمناسبة ان من
مميزات الشعب الأمريكي ولعه في
التغير و التجديد في جوانب حياته
سواء ما يتعلق بالسياسة أو حياته
الاجتماعية واما اللوحة فيقراء
منهاالتغير و يكتفى به وبالنتيجة
حصل الجمهور على التغير و حصل
الرسام على ما اراده من اللوحة
مضموننا و اخراجا ولاجل ان
نكون منصفين تجاه صاحب البيت
الابيض الجديد ومن حيث قدرته
وحصافته في ادارة دفة الحكم
وبتوازن كما هو مطلوب لابد ان
نقول لقد ورث باراك اوباما
مشكلات سياسية و اقتصادية و
عسكرية اقل ما توصف بانها معقدة
ومن الواضح ان العقلية المخططة
للسياسات الامريكية تدرك تماما ما
فعلته و سوف تفعله واسباب ترحيلها
لهذه التعقيدات للرئاسة الجديدة
لرغبتها في اضفاء مسحة بل حتى تصل
إلى القدرة السوبرمانية للرئيس
الجديد في ايجاد الحلول بعد ان
تكون قد اخذت من الحل الذي
ارادته(مصلحتهاو اهدافها) من فك
العقدة لتعطي دورا ووجها للادارة
الجديدة القدرة العالية و الخارقة
في حل مشاكل أمريكا و العالم وهي
في نفس الوقت خلقت فرصة امريكية
في مراجعة سياساتها و خططها و
بدون ان يخلق احساسا امريكيا أو
دولي بان أمريكا تراجعت أو هزمت
وهذا الامر يشكل صدمة للمواطن الا
مريكي وخيبة امل في الدولة الاقوى
في العالم . فكل الدلائل توكد ان
العقلية الامريكية الإستراتيجية
عندما تخطط لتحقيق غايات محددة
تظهر سعيا اكثر من حدود الغاية
المقصودة لتعطي تضحيات عند
التراجع من مساحة اللامقصودة في
حدود الغاية المحددة . . فاهم
المشاكل الذي ورثها اوباما من بوش
يمكن ان نستعرضها ونبدي الراي
بشان حلولها ووفقا للمصلحة
المشتركة بين الاطراف التي تشترك
مع الولايات المتحدة الامريكية في
عائديته . . مرحلة بوش في نهايتها
واحوال الولايات المتحدة ليست كما
كان اي امريكي ان يتمنى ان تصبح
حال أمريكا والحملات العسكرية في
العراق و افغانستان تعثرت و
اقتربت من الفشل و خاصة في العراق
. والمشكلة الفلسطينية قد ازدادت
اكثر تعقيد مما كانت قبل 8سنوات
بل تقترب الان للانفجار بسبب
تزايد الضحايا وتشرذم اكبر سواء
على مستوى القيادات الفلسطينية أو
الاسرائيلية وكل ذلك كان بسبب
القراءات المغلوطة للادارة
الامريكية لمشكلة الحل و اتباعها
نهج تمزيق الصف الفلسطيني بهدف
اضعاف المفاوض الفلسطيني لصالح
الصهاينة . تصعيد المواجهة مع
ايران الكلامية بسبب مفتعل
(برنامجها النووي) للايحاء صداما
مقبلا معها الامر الذي( وهو ايظا
ضمن الصفقات بين ايران و أمريكا
)مما زاد في حشد التعاطف مع ايران
. وايظا تمدد للنفوذ الصيني ي
اسيا و افريقيا وعلى حساب
التراجعات الامريكية وتركيز
اهتماماتها نحو مازقها في العراق
وافغانستان وازديادا ملحوظا لقوى
الارهاب وحسب المفهوم الأمريكي في
العالم .
وفقدان أمريكا الصدارة في مجال
الابداع و الابتكاروالتشكيلات
الاقتصادية ومنها الشركات
الاحتكارية الكبرى . . انا أقول
ان طبيعة الطاقم الرئاسي
والمجموعة التي صاحبت الرئيس
والمفكر الستراتيجي لمرحلة بوش
كانت يعيش حالة من الانبهارو
النصرالامريكي نشوة في الحرب
الباردة و بدؤا يتصرفون وكانهم
يعيشون مرحلة تحققت فيها تقديرات
روزفلت الذي ذكرناه في الجزء
الثاني من موضوع بحثنا هذا في
تزعم أمريكا العالم وتحقيق حلمه
بان يكون القرن الحالي قرنا
امريكيا . . هذه التراجعات في
الدور الأمريكي و الفشل في
سياساتها من قبل هذا العقول
المبرمجة و المنفذة للسياسات
الامريكية تسبب في ولادة جديدة
للعقول و الافكار لانقاذ أمريكا
من الانحدار الذي يرفض المتشددون
الاعتراف به . اي استطيع ان اقول
ان ولادة جديدة من الرحم القديم
يتحقق الان في العقول المخططة من
امثال مادلين اولبرايت لتاخذ هذه
العقول فرصتها في رسم
الستراتيجيات المستقبلية لامريكا
و ايظا اعطاء فرص لمنفذين جدد مثل
اوباما تتناغم تدابيرهم مع
الاستراتيجين الجدد . ولكن هنالك
امر بالغ الاهمية يجب ان يوضع في
حساباتنا الجميع وهوان الجدد و
الذين قبلهم انهم يلتقون في هدف
واحد هو مصلحة أمريكا فقط و أولا
واخير . . وكل الاحتمالات و
الوسائل العسكرية و القسرية واردة
عند الجميع و لاخلاف على
استخدامها واقرب مثل ضرب أمريكا
بالصواريخ للعراق في عام 1998 و
استمرار الحصار الشامل عليه في
مرحلة حكومة كلنتون ووزيرة
خارجيته مادلين اولبرايت . .
بمعنى ان التغيير الذي يتكلمون
عليه سيكون فقط اعطاء الاولية
للتفاوض على استخدام القوة في
الهيمنة . . نعم في الهيمنة إنا
لدي قناعة انه لايوجد اي طرف أو
عقل ستراتيجي في يمين الا مريكي
اوفي يساره لايؤمن و لا يخطط على
قاعدة استراتيجية لا تؤمن
بالهيمنة الامريكيةعلى العالم . .
وذلك لان النصر الأمريكي و منذ
القرن التاسع عشر يثقف عليه وهذه
الثقافة تقوم على اسس جعلت من
المواطن الأمريكي المتعدد الجذور
و الاصول يلتزم بها و ثم يؤمن بها
وجعلوا من قدسيتها ترتقي إلى
دستورهم ومن هذه الاسس؛
1. ان ديمقراطية الولايات
المتحدة هي المثلى في العالم و
تتقدم على باقي الديمقراطيات .
2. النظام الديمقراطي في
أمريكا نجح في الوسط الأمريكي
المتعدد الاصول وقد تطور
ديمقراطيا(ولا يتذكرون الحروب
الاهلية وتصفية العرق الهندي
الأمريكي الاصل و . . ) ويمكن ان
يصدر إلى الخارج وحتى باستخدام
القوة و القسر (الديمقراطي)كما
هوحاصل في العراق وفي اماكن اخرى
من العالم!
3. أمريكا الدولة الاقوى
سياسيا و اقتصاديا في العالم وهي
تستحق قيادة العالم .
4. أمريكا هي دولة حقوق
الانسان ! (عصابات الكلوكس كان
والتمييز العنصري والتمييز بين
العرق الانكلو سكسوني وبين
المهاجرين الجدد في بدايات الهجرة
الاوربية للعالم الجديد) .
و اعود لاقول ان انه سوف لا يكون
تغيرا كبيرا في السياسة الامريكية
. لاننا لو تفحصنا تاريخ الولايات
المتحدة لكنا نصبح على يقين بان
سياسة هذه الدولة الامبريالية سوف
لا تتغير الا بفعل المقاومة
العراقية ولكي انتزع قناعة
الاخرين سوف نتطرق إلى بعض
سلوكيات الامبريالية الامريكية في
حياتها والاقرار بحقيقة ان
المقاومة العراقية البعثية و كل
الشرفاء هم وحدهم سوف يجعلون هذه
الامبريالية ان تعيد حساباته . .
. وسوف اتناوله من محورين
الاول-الثقافة: التثقيف باتجاه ان
القوة ضرورية ومشروعيتها تاتى من
كونها تساهم في بسط سلطة العدل
(العدل في مفهوم و القاموس
الأمريكي) . وضد الخارجين على
القانون وان الاشرار ( ايظا وفق
المفهوم الأمريكي) . و هذه
الثقافة جذورها تمتد في الشخصية
الامريكية و التركيب النفساني
للامريكي من خلال شعوره بعقدة
الذنب التي ارتكبها في ابادة
الشعب الأمريكي الاصلي من الهنود
الحمر وبسلوكية المستعمر و المحتل
. (وهذايعطينا على الكثير من
الاسئلة التي تراودنا و الاخرين
حول التناقض الصارخ في بعض
المفاهيم الامريكية فيما يخص
العدل والخير و الشر . )انهم
وضعوها بالشكل الذي يبرئهم من
ذنوبهم و جرائمهم ولا تنسيهم بل
يقتنعون بان جريمتهم هي بدافع
الخير و ان دفاع الهنود الحمر عن
انفسهم و عن ارضهم هو فعل شرير
وبذلك نستطيع ان نفهم تفسيرهم
اندفاع الفلسطنين عن ارضهم هو فعل
شرير و افعال الابادة التي
يقترفها الصهاينة هو الخير بما
يحملونه من مسببات التحضر . وان
احتلال العراق فعل خير للشعب
العراقي ومظاهر القتل و المليشيات
و الطائفية و الاجتثاثات وتصفية
العلماء و المهندسن و قتل الناس
على الهوية والسماح بتغير
ديموغرافية بلد وتغير هويته وقلع
جذوره وقطع صلته باهل عمومته وووو
كل هذا يسميه العقل الأمريكي بفعل
الخير . اي مفاهيم هذه حتى
الاديان الوثنية لا تقرها ولكنها
نابعة من العقد المتوارثة في
النفس الامريكية . ايظا تعتبر
العقلية الامريكية ان ارسالها
لقواتها في كل انحاء العالم
لتحقيق اهدافها الاستعمارية
والعدوان على الشعوب وسرقة
مواردها وتفسرها و حسب رؤيتها
وفلسفتها النابعة من خليفيتها
الاستعمارية بانها افعالا خيرة و
انسانية و من هذه المفردات التي
لا يتفق معها سوى المستعمرين ويصف
الثائر والبطل سيمون بوليفار و
الذي شارك في محاولات لاستقلال
امريكا اللا تينية و التي جرت في
اواسط القرن التاسع عشر وحيث قال
في وصفه للنزعة الامريكية
الاستعمارية(يبدو انه كتب على
الولايات المتحدة ان تقوم بتعذيب
و اذلال القارة باسم الحرية) . .
اذن ان السمة و البارزة في
السياسة الامريكية هي استخدام
القوة . . والكثير من الكتاب و
الفلاسفة كتبوا و انتقدوا الشخصية
الاستعمارية الامريكية وعلى سبيل
المثل و ليس الحصر ان الفعل
الأمريكي الاستعماري و الارهابي
تجاه اشعوب هو امتدادا للفعل
الاجرامي الأمريكي الذي فعلته بحق
السكان الاصلين من الهنود الحمر .
والذي كتبه الفليسوف و العبقري
روجيه غارودي وكذلك بولفندلي ان
أمريكا اليوم هي امتداد لامريكا
القديمة التي قامت على انقاض
جماجم الهنود الحمر وغيرهم . .
إلى الجزء
ارابع ..
|