كلنا يعلم ان الابطال هم من
يدخلون التأريخ من أبوابه المشرقة
أما المجرمون فأنهم يدخلون
التأريخ من دهاليزه المظلمة،
الأولون مخلدون والآخرون منفيون،
الاولون نار والآخرون عار،
الأولون مديح والآخرون شنار. لكن
الأبطال انفسهم يدخلون التأريخ من
أبواب مختلفة فللبطولة معيار يزن
المأثرة ويحدد مواصفاتها ويضعها
في المكان المناسب، وهناك بطولات
جماعية وأخرى فردية وغالبا ما
تكون البطولة الفردية اشد جذبا
ولمعانا من الجماعية ولو تصفحنا
كتب التأريخ لوجدنا أدلة كثيرة
تصلح كنماذج لحديثنا منها بطولات
الانبياء والرسل والصحابة
والخلفاء والزعماء والعلماء فكلها
بطولات فردية، البطولة ظاهرة
خارقة تتباين في خصائصها فهناك
بطولات كالمجرات البعيدة في الكون
غير ظاهرة للعيان, وهناك بطولات
كالنجوم تظهر حينا وتختفي حينا
آخر, وهناك بطولات كالشمس تظهر
دائما وأبدا وهذا النوع الأخير هو
المحطة التي سنتوقف عندها.
لأول مرة في تأريخ العراق
الاحتلالي يستبشر العراقيون نبأ
هز وجدانهم وأزال عنهم غبار
السنوات العجاف وارجع لهم كرامهتم
المهدورة منذ خمس سنوات على أيدي
المجرمين وحثالة العملاء, لأول
مرة تعود الأبتسامة الى الشفاه
اليابسة المتفطرة. ولأول مرة تشعر
الأرملة العراقية التي فقدت زوجها
جراء العدوان الامريكي الغادر
بأنها أنتقمت من المجرم الحقيقي
لتنزع الزي الأسود وترتدي الألوان
الزاهية بيوم الثأر، ولأول مرة
ترجع البراءة الى وجوه أطفال
العراق بعد إغتراب طويل وهم يرون
أمام أعينهم الاحذية تحلق
كالطائرات عاليا وتلحق دمارا
يوازي الدمار الذي الحقته
الطائرات الامريكية بوطنهم، لأول
مرة يثبت العراقيون بأن الأزهار
التي أدعى ذيول الاحتلال بأنهم
سيحملوها في أستقبال قوات
الأحتلال تتحول الى أحذية تقرع
الرؤوس العفنة كما تقرع الطبول،
لأول مرة تغرد الطيور العراقية
المهاجرة جميعا وفي القارات السبع
بصوت واحد(عاش العراق شعبا ووطنا)
. لأول مرة في التأريخ يتحول
الحذاء الى سلاح فتاك يضاهي أسلحة
الدمار الشامل,
لم يكن أحد يتوقع أن يستمر عيد
الأضحى لهذا اليوم المجيد وينتهي
بهذه الروعة ولم نكن نتوقع أن
نستقبل السنة الجديدة بمثل هذه
السعادة الفائقة، ولن يستوعب
فكرنا البريء أن تنتهي إدارة
الرئيس الامريكي بوش بمثل هذا
الخزي والعار الذي سيلازمه ودولته
الألفيات القادمة، سيما يوم غدا
سيكون يوما حافلا حيث تتصدر كل
صحف ومجلات العالم في صورة الغلاف
الرئيس المضروب بحذاء عراقي,
وتتناقل كل وسائل الاعلام هذا
الخبر الفريد الذي أثلج صدور
الشرفاء في العالم، وربما ستستثمر
دور الطبع العالمية والعربية هذه
المناسبة الطيبة بطبع كارت معايدة
فيه صورة الرئيس الامريكي وهو
يتلقى الحذاء الطائر واجزم بأن
المبيعات ستفوق الخيال، وأرشح بكل
ثقة هذه الصورة للمسابقة الدولية
للفوتغراف وأنا أضمن الفوز، بل
أناشد الدول الرافضة للأحتلال
بطبع طوابع بريدية تظهر وضع
الرئيس وهو يستقبل الحذائين
المتقدمين لتحيته وتقديم
احترامهما لسيادته، وسيكون الطابع
فريدا في بابه، افكار عديدة لا
يمكن حصرها يمكن استثمارها تجاريا
واعلاميا والأمريكان سادة الدعاية
والأعلان.
والحق ان خونة المنطقة الخضراء
الذين عجزوا خلال السنوات الخمسة
عن أختيار يوم للعيد الوطني
العراقي وتناطحوا كالكباش دون
التوصل الى حل، تمكن منتظر الزيدي
متبرعا بحل تلك المعضلة بسهولة،
انه العيد الوطني الحقيقي للعراق
المقاوم الصامد الصابر
المجاهد..اليوم الذي تكحلت عيون
العراقيين بهذا المنظر الجميل..
اليوم الذي أعاد الهيبة للعراق
والكرامة المفقودة منذ خمس سنوات
انه منطق الحق الذي لا يقف في
وجهه باطل مهما طال به الزمن.
لكل من يعتقد ان منتظر الزيدي
أخطأ الهدف نقول لهم بثقة كاملة
أن منتظر لم يخطيء الهدف فقد صوبه
تصويبا دقيقا لرأس الرئيس
الامريكي، ولكن الرئيس تفاداه
بالأنحناء والانحناء كما هو معروف
نوع من التقديس والاحترام, ولأن
الحذاء عراقي المنشأ أصيل ولم
يستورد من الخارج لربما رفض ان
يلامس الرئيس بوش لأنه أنف من
قذارته ففضل ان يوصل الرسالة عند
هذا الحد، والرسالة والحمد لله
كانت على الهواء أي وصلت الى كل
بقعة في الأرض وكل غيمة في السماء
صداها كان سمفونية تضاهي كل
سمفونيات العالم أطربت الشرفاء
الرافضين للأحتلال و هي بالتأكيد
دوي مزعج للخونة والعملاء.
ما فعله منتظر فخر لنفسه قبل كل
شيء وفخر لعائلته وعشيرته وشعبه
وشعوب العالم الرافضة للسياسة
الامريكية الرعناء التي تركت
ورائها أنهار من الدماء إينما
حلت، هنيئا لك يا منتظر فقد دخلت
التأريخ من حيث لم يدخله أحد
سواك، وستكون ظاهرة في عالم
السياسة يستشهد بها، فليس من
السهولة ان تنسى الأجيال رئيس
اكبر دولة في العالم دولة القطب
الأوحد يتلقى إهانة بهذا المستوى
الرفيع كمستواه، لم يكن حذاء فحسب
بل درسا كشف حقيقة مشاعر الشعب
العراقي تجاه هذا الامريكي القبيح
الذي هبط بسمعة بلده الى الحضيض,
حذاء أسقط أسطورة القطب الأوحد،
وإذا أدعى المسئولون الامريكان
بانهم يحتاجون الى سنوات عدديدة
لأرجاع هيبة امريكا وتبييض وجهها
الاسود قبل قيام الحذاء بالمراسم
البروتوكولية تجاه رئيسهم الفذ
فانهم سيحتاجون الى قرون بعد هذا
الحدث الذي أستأثر بإهتمام العالم
لتصحيح الصورة. لقد ادى منتظر
الزيدي واجبه نيابة عن العراقيين
وأدى حذائه غرضه نيابة عن أحذية
جميع العراقين الشرفاء.
ما العمل؟ الرئيس في وضع مزري
فالحذاء الذي تسلمه من القائد
الوطني منتظر الزيدي تعبيرا جديا
عن أعتزاز الشعب العراقي به وهو
هدية ثمينة بمناسبة تزامن عيد
الأضحى المبارك واعياد رأس السنة
الميلادية وهو هدية من الحجم
الكبير كما افصح الرئي نفسه "نمرة
عشرة" أي انه أكبر حجما من رأس
الرئيس نفسه كما تبين في الصور،
كما أن وقعه وهو يرتطم بالحائط
سيدوي في دماغ سيادته طوال العمر،
وسيدوي أيضا في أدمغة حزبه الذي
لم يستفق بعد من دوار فشله في
الانتخابات لرئاسية ليقع حذاء
منتظرعلى رأسه ويعيد الدوار اليه
مجددا وأقوى هذه المرة، إضافة الى
إدارته اللعينة وقواته الغاشمة
المرابطة في العراق.
العمل! ان ننتهز هذه المناسبة
وحري بكل بيت عراقي ان يحتفل بها
بطريقته الخاصة أو عامة بوضع
الشموع على الأسطح والجدران
والشوارع تعبيرا عن فرحتهم
وابتهاجهم بهذه المأثرة الرائعة
وان يتبادلوا التهاني من جديد،
وحري بالشعب العراقي الكريم ان
يحتضن ابنه الشهم منتظر الزيدي من
خلال التظاهرات مطالبين بالحفاظ
على حياته وتحميل الحكومة
العراقية برئيسها وأعضائها
والبرلمان العراقي مسئولية الحفاظ
على حياته, كما نهيب بالاتحادات
الصحفية والاعلامية الدولية
والاقليمية والعربية ان تحذو نفس
الحذو. وكذلك منظمات حقوق الانسان
ومؤسسات المجتمع المدني.
ونطالب بدورنا الرئيس بوش بإعادة
الحذاء فهو ملك شخصي قبلأن يتلقاه
سيادته لكنه تحول بعدها الى ملك
عام يخص الشعب العراقي بأكمله،
وسنخصص للحذاء الشهير مكاناى
مرموقا في متحفنا الوطني فهو ليس
مجرد حذا ء فقط والرئيس بوش اعلم
بغيره بذلك وسنمجد منتظر بكل
الطرق المتاحة وسنجعل من حذائه
عبرة نذكرها في احاديثنا واشعارنا
واهازيجنا.
هنيئا للرئيس بوش بهذه الهدية
الكريمة من الشعب العراقي ..
هنيئا له وهو يودع منصبه كرئيس
لأكبر دولة بهذه الطريقة.. هنيئا
له وهو يودع عام 2008 بهذه
المهانة.. وكل عام وحذاء جديد. |