ربما تتسائل لماذا سأجعل بصاقي
يداعب قبرك ولماذا وضعت هذا العهد
في رقبتي وهل سأتمكن من تنفيذه
مستخدما كل أدوات الإستفهام متى
وكيف ولماذا؟ لقد فكرت في كل ذلك
ولا أخفيك رغم صعوبة الامر لكنني
ساوفي هذا النذر ما حييت. وان لم
تسعفني الحياة بتنفيذها فأنني
سأتركها تركة لأبنائي وبعدها
احفادي يتوارثونها, وأن فشلوا
فسأوكل مواطن أو مواطنة من امريكا
ممن تضرر من سياستك الرعناء ان
ينفذها نيابة عني وأفضل ان يكون
من ذوي القتلى الامريكان في
العراق, وأظن بل اجزم ان
المتطوعين سيكونون كثر, فأنت
والحمد لله مكروه ليس من بقية
شعوب العالم فحسب بل من شعبك أيضا
وهذا يسهل تنفيذ المهمة! ولكن
بموجب النظام الديمقراطي الذي
تدعيه فأنني سأفسر لك سبب هذه
النزعة البصاقية وبكل شفافية
لتعرف قدرك عند الشعب العراقي
وربما بعد ان تراجع نفسك واظن ان
هذا الأمر فوق طاقتك العقلية
ستنصفني وتعطيني قليلا من الحق,
فالاسباب عديدة ولكني سأوجزها لك
قبل ان تغادر البيت الأسود ملوثا
ببصاق جميع الشعوب التي دمرتها
سياستك الرعناء وإدارتك الحمقاء؟
افتقادك للمنطق السليم والتقييم
الموضوعي
ففي ضوء علم النفس عندما يجد
المرء نفسه في موقف صعب لا يطاق
يلجأ الى عدد من الميكانزمات
كمحاولة للخروج منه اوحتى
الانشغال عنه بصورة غير جدية وهذا
ما يسمى بالاستغراق في احلام
اليقظة, فقد تصورت منذ جملتك
الشهيرة على ظهر البارجة الحربية
ابراهام لنكولن في1/5/2003 بان
العمليات العسكرية قد انتهت وأنك
" ستذهب الى تكساس لتستنشق نفسا
عميقا" . وهذه هي السنة الخامسة
من الغزو وبعد ان كنسك الرئيس
الجديد وحزبك الى خارج البيت
الابيض ما تزال المعارك مستمرة
بين قواتك الغاشمة وابطال
المقاومة العراقية الباسلة وتشتد
المعارك يوما بعد آخر, وكرئيس
لدولة القطب الواحد كان من الاجدر
بك ان لا تطلق الكلام على عواهنه
وتحفظ جزء ليس من كرامتك وانما
كرامة الشعب الذي انتخبك وضع ثقتك
به! ولكن هذا ليس شأني فهو شأنك
مع شعبك, ولكني كعراقي أوكد لك
بأن هذه العمليات سوف تنتهي في
حالة واحدة فقط وهي عندما يغادر
آخر جندي من قواتك المعتدية يجر
اذيال الخزي و الهزيمة والعار
ولعنة العراقيين ورائه, عندها فقط
يمكن القول بإتتهاء العمليات
العسكرية وانت تعلم اكثر من غيرك
بأن الاتفاقية الأمنية مع حكومة
الاحتلال حتى لو تم تمريرها تحت
تهديد إدارتك فأنها سوف لاتنهي
العمليات بل ستصعدها وسيتعزز رصيد
قواتك من القتلى والجرحى. و أود
اعلامك بأن احد مواطنيك أطلق عليك
هذه الصفة وهو جوليان زيليزر
أستاذ التأريخ في جامعة بريستون
بقوله انك تمثل " مزيجا من عوامل
سلبية اضافة الى سمة عدم الكفاءة
على صعيدي السياسة الداخلية
والخارجية".
والسبب الثاني لكونك
الرئيس الأقل شعبية
بين جمع الرؤساء الامريكان الذين
سبقوك بمعنى آخر
الاكثر كراهية
من قبل الشعب الامريكي حسب
الأستفتاءات التي اجرتها المؤسسات
الامريكية ومنها محطة(
BCC
) وكانت النسبة بحدود27% ولو طولت
هذه المؤسسات بالها واجرت هذه
الاستفتاءات على المستوى العالمي
ستجد نفسك مكروها من بقية خلق
الله بنفس النسبة وربما اكبر, ومن
حقك ان تدخل سجلات غينز في تحقيق
الرقم القياسي للكراهية, ولا شك
ان هذه الكراهية ليست بعامل
المنافسة والحسد والحقد أو الغيرة
وانما هي ناجمة عما اقترفته يداك
القذرتان من جرائم بحق شعوب
العالم ومنها الشعب العراقي
والافغاني والفلسطيني بشكل خاص,
وعلى الصعيد الامريكي فقد تركت
أقتصادا منخورا ووضعا سياسيا
مأزوما ووضعا عسكريا مرتبكا وفوضى
دولية غير خلاقة ومشاكل على كافة
الأصعدة أورثتها للرئيس القادم
تركة ملغومة من الصعب ان يجتازها.
وقد وصفك جوليان سيليزر بأنك "
تتجاهل مطالب وإرادة شعبك" ولا شك
ن القائد الذي يتجاهل شعبه يكون
مكروها من قبله.
والسبب الثالث هو
ريائك ونفاقك
فأنت السبب في قتل الالاف من
مرتزقتك وجرح وتعويق مئات الالاف
وتسخير البلايين من الخزينة
لعمليات الابادة البشرية لبقية
الشعوب, ومع هذا تظهر متباكيا على
طوابير الجثث المكفنة بالعلم
الامريكي المصدرة من المقامة
العراقية الى المانيا قبل ان تصل
الى مثواها الأخير! ان طريقة
بكائك على جثث قواتك الغازية تدل
على مدى صفاقتك فعندما يرسل
القائد جنده الى الجحيم في معركة
باطلة خالية من كل حق وعدالة
ومشروعية ويتباكى عليهم بعد موتهم
فأن بكائه لا يقل مرارة عن بكاء
مهرجي السيرك. وربما يكون الوصف
الذي أطلقه عليك البروفيسور
دوغلاس برينكلي الاستاذ في جامعة
راينس ب" البطة العرجاء" هو أفضل
وصف لك! ناهيك ان قتلى غزوك
الغشيم وأنت سيد العارفين ليس
اربعة الاف مرتزقا وسبعون الف
جريحا ومعوقا فجمعية المحاربين
القدامى الامريكية أظهرت نتائجا
قريبة من الحقيقة مما جعلت الدماء
تغلي في عروقك فأمرت بسحب
احصائياتها خشية الفضيحة فعالجت
بغباء منقطع النظيرالفضيحة بفضيحة
أكبر منها.
والسبب الرابع هو
الحادك
فأنك كافر زنديق عندما أفتريت على
الله عز وجل بأنه أرسلك في مهمة
ديمقراطية لتحرير العراق من
الدكتاتورية كما زعمت! فالله يبعث
الرسل والانبياء لمحاربة الطغاة
ولا يرسل الطغاة لمحاربة الانبياء
والشعوب. ان تكذب على شعبك فالامر
محصور بينكما لكن ان تكذب على
الله فتلك خطيئة كبرى. وانك بذلك
لا تختلف عن هتلر ونازيته الم يقل
هو الاخر" ان المهمة الملقاة على
عاتق المانيا تمثل إرادة الرب"
فما الفارق بين النازية والبوشية
فكلاهما نزعة تدميرية لشعوبهم
وللآخرين. ربما فيروس القتل
وإبادة الشعوب والعجرفة انتقلت من
الرايخ الثالث لتعشعش في البيت
الأبيض! مهما يكن أؤكد لك أن
إدعائك على الله بهذا الغزو
الهمجي يجعل منك صيدا ثمينا في
شباك جهنم, لكني أستغرب كيف تمر
هذه السذاجة على شعب يدعي انه في
قمة الرقي والتطور والوعي السياسي
والديمقراطي ؟ وأود اعلامك بأن
الصلاة والفاتحة لا تجوزحسب
تعاليمنا على الكفار وركاب قافلة
الجحيم من أمثالك.
والسبب الخامس
لكذبك
وسأتكلم عن كذبك فيما يتعلق
بالعراق فقط فليس من اليسير جمع
أكاذيبك كلها, فقد حشدت قواتك
الغازية وطعمتها بقوات تتملق
إدارتك أكثر من قناعتها بجدوى
الحرب وعدالتها في العراق سيما
بعد ان أغريتها بوعود خلابة أو
تحت التهديد والأبتزاز فلا فرق
فقد أدت الوسيلتان غرضهما, رغم
عجبنا من مساهمة بعض الدول التي
تدعي الديمقراطية في هذا الغزو
الذي تم خارج الشرعية الدولية
المتمثلة بالأمم المتحدة لكن
اعتذارها المتأخر جدا واعترافها
بالذنب ربما يشفع لها قليلا عند
شعوبها وليست الشعوب التي تضررت
من الغزو في العراق وافغانستان,
وهناك حقوق عاجلا أم آجلا بذمتها
تجاه العراقيين والواجب الاخلاقي
والانساني مضافا الى الجانب
القانوني يوجب عليها ان تقدم
التعويضات المادية والمعنوية
للشعب العراقي وليس لحكومة
الأحتلال التي نصبتها ادارتك
اللعينة فهي شريكتك في العدوان
وما تمخض منه. في بادئ الأمر
ادعتيت بأن العراق يمتلك أسلحة
الدمار الشامل رغم ان المفتشين
والمراقبين الدوليين نفوا ذلك
بشدة ووضوح, ومع هذا فأنك موقفك
بقى كما هو تعنت أحمق ونوايا
عدوانية ومنطق متعثر لحد ما اعترف
الكونغرس نفسه بأن العراق خالي من
هذه الأسلحة وخلال خمس سنوات من
الغزو لم يتم العثور على أية
أسلحة تدميرية بل كانت أسلحة
تقليدية متواضعة. بعدها أدعيت ان
العراق يقف وراء الجنرة الخبيثة
وانت تعلم ان الخباثة تقف دائما
إدارتك ورائها وتجسدها خير
تجسيد,من ثم تبين ان الفبركة أسخف
وأخبث من الجمرة نفسها فقد أظهرت
التحقيقات ان طبيب امريكي ملوث
العقل يقف وراء هذا الاختراع
الخبيث وإرسال رسائل لبعض
المسئولين الامريكان! من ثم ادعيت
وجود علاقة بين النظام الوطني
السابق والأرهاب أو تنظيم القاعدة
وبعد تحقيقات طويلة تبين بطلان
هذه الفبركة من قبل الكونغرس نفسه
الذي أكد بأنه لم تثبت وجود علاقة
بين النظام السابق وتنظيم القاعدة
وهو تنظيم كما تعلم يرجع الفضل في
تأسيسه الى إدارتكم أبان الغزو
السوفيتي لافغانستان, ولما فرغت
يداك من الحجج اسعفتك فكرة
الديمقراطية وحقوق الأنسان وكانت
الحصيلة فتح باب جهنم على
العراقيين. وقد قيمك البروفيسور
دوغلاس برينكلي تقييما موضوعيا
بقوله " إن الولايات المتحدة
تعاملت مع رئيس ضعيف جدا" وانت
تعلم ان الكذب هو نوع من أنواع
الضعف.
والسبب السادس
لاجرامك
فقد ارتكب جريمته مع سبق الإصرار
والترصد. وجريمتك تدخل في حيز
جرائم الإبادة البشرية فعدد
القتلى في العراق تجاوز المليون
وبقدرهم من الجرحى والمعوقين
إضافة الى ملايين من الارامل
واليتامى, وانتشار الفساد في كل
أجهزة الحكومة التي نصبتها وأخترت
لها ابرز العملاء واللصوص
والمجرمين والمزورين ناهيك عن
انتشار الجريمة بفعل الميليشيات
المسعورة التي فسح لها مندوبك
اللاسامي بريمر المجال للأنخرط في
وزارتي الدفاع والداخلية ليؤسس
أفسد جهازين في الحكومة كما ذكر
مفتشاك في الوزارتين. علاوة على
سرقة اكثر من مائتي مليار من
خزينة الدولة, وفتح ابواب العراق
أمام الايرانيين ليعيثوا فسادا
فوق فساد قواتك وفساد الحكومة
التي نصبتها.
والسبب السابع هو
بلاهتك وحماقتك
حيث يقال ان الناس أربعة أصناف
اولهما يعيش عالم ويموت عالم
وثانيهما يعيش عالم ويموت جاهل
وثالثهما يعيش جاهل ويموت عالم
وألاخير يعيش جاهل ويموت جاهل
وأنت بكل حيادية من الصنف الأخير,
فقد هوت مكانة الولايات المتحدة
جراء سياستك البلهاء لأعمق مستوى
من الضحالة فاقت ضحالتها مستنقعي
فيتنام واليابان, كما أنك وأدت
الحزب الذي جرك ورائه لتتربع على
كرسي الرئاسة وذكر كبار المسئولين
فيه ان سبب الخسارة في الانتخابات
ورائها غزو العراق, وقد اعترفت
انت بهذه البلاهة عندما ذكرت بأن
حرمك المصون كانت تنبهك الى
هفواتك ولكن كما يبدو انها كانت
تنفخ في قربة مثقوبة فقد استمرت
الهفوات متراكمة كاكوام القمامة
وتهت انت في وسطها حتى اصبح من
الصعب تميزك عنها. وقد اعترفت
بعدد من هذه الحماقات منها تشبيهك
حرب العراق بالحروب الصليية
وأعتبرتها زلة لسان, ومنها
مطالبتك بأبن لادن حيا أو ميتا
حسب طريقة أجدادك الكاوبوي
بعبارتك الشهيرة " أريد العدالة
في الغرب فهناك ملصق قديم يقول
مطلوب حيا أو ميتا" وغيرها من
الأرهاصات, وقد أجملت الكاتبة
الامريكية بربارة كليرمان إدارتك
بكتابها الموسوم" قيادة سيئة"
وخلصت فيه الى نتيجة هي" إن الصفة
المناسبة التي يمكن إطلاقها على
بوش بعد ثماني سنوات من الحكم إنه
غير كفوء".
السب الأخير هو
جبنك
فأنت قائد جبان رغم كل القوات
التي تلتف حولك ورغم كل الأمكانات
العسكرية الهائلة التي تمتلكها
ورغم كل القواعد العسكرية
المنتشرة في أرجاء الأرض ورغم كل
تحالفات المتملقين معك, لقد وعدت
العالم بالقضاء على الأرهاب ورحلت
وما زال الأرهاب جاثما على قلبك
وقلوب الأخرين, بل أنت ساهمت فعلا
في تقوية جذوره وتغذيته, ووعدت
شعبك قبل غيره بأنك ستلقي القبض
على زعيم القاعدة أبن لادن وها
أنت تترك البيت الأبيض وفي قلبك
غصة مودعا باللعنات وإبتسامة
خبيثة من أبن لادن من المؤكد أنك
تعرف مغزاها, وربما تكون قد نسيت
ولكن لحمد لله ضحاياك لديهم قدرة
خارقة ومدرعة ضد النسيان أبان
أحداث سبتمبر عندما عجزت الأرض عن
إيوائك فبقيت طائرتك محلقة في
الأجواء اكثر من تسع ساعات خوفا
من الهبوط, وعندما هبطت فتحت لك
باب قبو نووي يمتد مئات الامتار
الى داخل الأرض أي حفرة! لكنها
حفرة نووية والحليم تكفيه الإشارة
كما يقول عندنا المثل. ولم يرى
وجهك العبوس النور إلا بعد إنجلاء
الغمة ليقول لك أحد حراسك الآن
بأمكانك الخروج فقد أصبح الوضع
آمنا!
وربما من المناسب ايجازك بالحقيقة
التي لم ينقلها لك العملاء من
العراقييين الذين انضوا تحت خيمتك
من رجال سياسة ورجال دين وأشباه
مثقفين وصحفيين, وهي ان العراقيين
سوف لا ينسون الديمقراطية الحمراء
التي أغرقتهم بالدماء وجعل من
وطنهم مجرد اطلال في خضم الفوضى
الخلاقة فعندما تنسحب مرتزقتك من
العراق سيباشر العراقيون عندها
فقط ببناء الوطن من جديد وليست
هذه هي المرة الأولى التي يعيدون
بها مجد بلادهم ونهضتهم وعمرانهم.
فقد توالى عليهم على ممر التأريخ
العديد من الغزاة وعصفوا بالبلاد
والعباد كما تعصف اسراب الجراد
بكل ما هو أخضر, وبعد الغزو
يتوحدون ثانية ويصبحون عصبة
متماسكة لتبدأ مسيرة الاعمار
والبناء, وربما سيبنون لك قبرا
يكون مزارا لأبناء ضحاياك
ليمارسوا بروتكولا يختلف عن الذي
مارسوه مع أبيك في مدخل فندق
الرشيد, حيث يبصق كل منهم على
قبرك مستذكرا اقذر مجرم شهده
التأريخ المعاصر.
أتمنى من كل قلبي أن تصلك الرسالة
وقبل أن تغادر البيت الابيض أيها
الرئيس المجرم
! |