مثلما عرفنا الشيخ الدكتور عبد
اللطيف الهميم في مواقفه الوطنية
في جميع الظروف، عراقياً أصيلا،
مدافعاُ عن العروبة والإسلام،
فإنه اليوم يعمل على تحشيد كل
طاقات الوطنيين العراقيين لمواجهة
وإسقاط ما سمي ب (الاتفاقية
الأمنية)، التي هي ليست لها علاقة
بأمن العراق، وإنما هي اتفاقية
بين جرذان دخلوا العراق مختبئين
في بساطيل جنود الاحتلال، وبين
المحتل ، في محاولة لتأمين( أمن
الجرذان)، لأنهم يدركون إن بقائهم
مرهون ببقاء المحتل، وخروج المحتل
يعني الحكم عليهم بالإعدام من قبل
أبناء العراق العظيم، لأنهم
ارتكبوا الخيانة العظمى بعد أن
أصبحوا خدماً للمحتل. وهذه
الحقيقة يعرفها جميع العملاء،
وتعرفها الحكومة التي نصبها
المحتل، لذلك منحت هذه الحكومة،
وبتوجيه من المحتل، (أعضاء مجلس
النواب) وعوائلهم قبل موافقتهم
على تصديق الاتفاقية، رشوة تمثلت
ب(
جوازات سفر دبلوماسية لهم
وعوائلهم مدى الحياة)،
وهذا يعني أنهم أبلغوهم بشكل غير
مباشر أن طريق الهروب من العراق
قريب، وهذه الضمانة لهروبهم خارج
العراق. وأنا هنا أجزم بأنه في
اليوم الذي يقرر المحتل الانسحاب
من العراق فإنه قبل شهر أو أكثر
من هذا الموعد سوف تهرب جميع
الجرذان، لأنه لا رصيد لهم بين
أبناء الشعب العراقي، وهذه
الحقيقة تؤكدها الوقائع، حيث لا
توجد عائلة عميل له علاقة
بالحكومة حالياً داخل العراق، ولا
يوجد عميل من رئيس الوزراء حتى
أصغر عميل يستطيع أن يسير مئة متر
داخل شوارع بغداد إلا بعد إحاطته
بمائة عنصر حماية
!!!.
وددت أن أذكر هذه
المقدمة بعد أن أطلعت على تصريح
الشيخ الهميم، المنشور تحت عنوان
(
الهميم
يبدأ بتكوين تحالف وطني عراقي
يعارض الاتفاقية الأمنية مع
واشنطن )،
وعلى الرابط:
http://www.albasrah.net/ar_articles_2008/1208/jma3a_011208.htm
والذي أشار فيه
(من المؤسف أن تصبح الوطنية
العراقية سوق مزايدات ومساومات
وصفقات، وان
تتبدل المواقف تبعا لاتجاهات
العرض والطلب، لا بل من المضحك
أننا عشنا إلى يوم
صرنا نرى السياسي لاعب سيرك، مثير
للدعابة، أو للشفقة على حد سواء،
يغير وجهه
ولسانه وقلبه ويده في اليوم
الواحد سبعين مرة، وهو يلبس
قفازات من حرير).
حضرة الشيخ الكريم:
هؤلاء ليسوا لاعبي سيرك فقط ،
وكذلك من الخطأ أن يصفهم بعض
الأخوة الكتاب بأنهم( جاءوا على
ظهور الدبابات)، لان الدبابات لا
يمتطيها إلا الرجال، وهؤلاء ليسوا
برجال، لذلك فإن الوصف الحقيقي
لهؤلاء هو
(جرذان
دخلوا العراق مختبئين في بساطيل
جنود الاحتلال)،
و( دمى يحركها المحتل بيده)،
والصور المرفقة مع هذا المقال
توضح حقيقة هؤلاء.
ان دعوتك أيها الشيخ الكريم هي
دعوة وطنية صادقة ونأمل أن تكون
أوسع من إسقاط الاتفاقية، وإنما
مواصلة الجهد والجهاد، والتنسيق
بين كل الأطراف الرافضة للاحتلال
لمواجهة المحتل بكل الوسائل من
أجل إجبار المحتل للموافقة على
الشروط التي أعلنتها فصائل
المقاومة العراقية، الممثل الشرعي
للشعب العراقي، والانسحاب من
العراق، وتعويضه على كل التضحيات
التي قدمها.
إن هذه الدعوة الكريمة تتطلب من
كل من عارض الاتفاقية أن ينسق مع
الأطراف التي تجاهد ضد الاحتلال،
وان هذا التنسيق سوف يشعر المحتل
أن أبناء العراق هم قوة واحدة،
وهذه القوة هي التي تمثل الموقف
العراقي الشريف، وبذلك سوف لا
تبقى قيمة لتصديق مجلس النواب أو
الحكومة التي نصبها المحتل على
الاتفاقية، وسيستخدم الورق الذي
كتبت عليه لرفع القاذورات.
إن هذه الدعوة جاءت في وقت
تلاشت فيه كل خيارات المحتل بما
فيها العمل المسلح، ولم يبق له
إلا ( مشروع العملية السياسية
المخابراتية)، يعول عليها، وعليها
يبني آماله وهو يلفظ أنفاسه
الأخيرة، فعلها كل وطني شريف أن
يقاتلها بكل الوسائل، ومن الواجب
أن نُشَيم وندعوا كل من في قلبه
مثقال ذرة من خير من أطرافها إلى
الخروج منها والانحياز إلى معسكر
المقاومة والرفض، لان فيها من
دفعته ظروفه الذاتية، أو قوة
العدو وبطشه، وترغيبه وترهيبه، أو
دفعهم إليها قصر النظر، وقلة
التجربة، ومنهم من ظن أن
الغزاة(كرماء) فسيسلمونهم العراق
ويرحلوا، وكل هؤلاء سقطت حجتهم
اليوم بعدما رأوا ما فعله الغزاة
بشعبهم من قتل وتشريد وتدمير
وانتهاك الحرمات والمقدسات،
وتصرفات ونوايا خطيرة تؤدي
بالنتيجة النهائية إلى استعباد
الوطن إلى الأبد. لذلك من الواجب
التحرك على هؤلاء وعدم استبعادهم
من هذا التجمع وغيره من النشاطات
في هذا المجال، ونقول لهم عفا
الله عما سلف، وانتم إخوتنا في
الدين والوطن، ولكم ما لنا،
وعليكم ما علينا إن عدتم إلى
شعبكم ووطنكم والعود احمد.
نتمنى أن يتعدى هذا التجمع
معارضة الاتفاقية فقط، بل يتطور
ليشمل كل ما يساهم في طرد من وقع
عليها، ومن أمره بالتوقيع عليها،
من ارض العراق، وهذا لن يتحقق إلا
بالتنسيق مع كل الأطراف المناهضة
للاحتلال، والدعوة للتبرع
للمقاومة من اجل مواصلة جهدها
وجهادها، لأنه كما قلت يا شيخ انه
( من المحزن حقا أن ترتهن مصائر
الأوطان في تجارة تبور، وأن تصبح
المسافات بين السياسي والوطن
بعيدة، حين وجدنا أن حاضر العراق
ومستقبله يهدى
إلى المحتل الغاصب على طبق من ذهب
مقابل فتات مال ). |