وكما اسلفنا في
المقالة السابقة ان عدد كبير من
الذين اشتركوا في الاحداث قد فروا
الى الحدود السعودية باتجاه صحراء
السماوة وصحراء حفر الباطن وقد
احتجزتهم القوات الامريكية
والسعودية في معسكريين هما رفحا
ومعسكر ارطاوية وهذان كانا قاعدة
عسكرية للجيش السعودي قريبة من
الحدود العراقية بحوالي عشرين الى
ثلاثين كيلوا متر . وهده اول
مخالفة لشروط اللجؤ ان تجعلهم
قريبين من حدود بلدهم ولكن كان
لذلك اسباب في الضغط النفسي على
هؤلاء المنهزمين وفي مايلي تقسيم
لانواعهم وكيفية التعامل معهم :
الهاربون الى معسكر رفحا كانوا
عدة اقسام يمكن حصرها بمايلي :
اولا :-
المؤدلجون
• الاشخاص والضباط والمراتب الذين
تم تجنيدهم من قبل المخابرات
الايرانية والامريكية التي كانت
عاملة في المناطق الجنوبية قبل
واثناء الاحداث
• اعضاء قسم من الاحزاب والتيارات
التي كانت سائدة قبل ثورة السابع
عشر من تموز والذين اخفوا
انتمائاتهم خلال تلك الفترة
• الموتورون وهم اقارب قسم من
المجرمين الذين حكم عليهم سابقا
استنادا لاحكام القوانين العراقية
ثانيا :-
المجرمون
• الاشخاص والمجرمون الذين كانوا
محتجزون في السجون العراقية خصوصا
بالمناطق الجنوبية على ذمه
التحقيق او من كان محكوم عليهم
ويقضون مدة عقوبتهم في تلك السجون
• الاشخاص الذين لم يكونوا مجرمين
او متورطين بجرائم قبل الاحداث
ولكن اثنائها وجراء فقدان سيطرة
القانون ارتكبوا جرائم سواء كانت
جرائم ثار او جرائم سرقة او سطوا
مسلح وغير مسلح او اغتصاب ضد اناس
مدنيين عزل
• الاشخاص الذين قاموا باعمال
عسكرية ضد قوات الجيش العراقي
ومقرات الشرطة والامن والحزب بعد
ان اعتقدوا ان نظام الحكم قد ازيل
ثالثا الابرياء
• عوائل وابناء واطفال الاشخاص
الذين اشتركوا بالعمليات او من
قام باعمال اجرامية خلال تلك
الفترة
• عوائل وابناء من قتل من
المشتركين بالعمليات او من القي
القبض على ذويهم او ابنائهم
• عوائل أوهمت بانها ستكون تحت
المسائلة القانونية من الدولة
لانها ساندت من اشتركت بتلك
العمليات
• عوائل أجبرت من قبل المشتركين
تحت تهديد السلاح لترحل معهم
لتكون غطاء مدني يحميهم من مطاردة
الجيش للمخربين .
وقد تم نقل هؤلاء تحت الحماية
الامريكية والسعودية الى معسكرات
في الصحراء قرب الحدود العراقية
السعودية وهذه المعسكرات كانت
بالاساس هية معسكرات للقوات
السعودية قبل تحويرها الى معسكرات
لهؤلاء الاشخاص .
ومنذ اللحظة الاولى لوصول هذه
الجموع الى المعسكر تم تقسيمهم
حسب الاهمية للقوات الامريكية
والسعودية فقد اعطي الضباط الخونة
والمرتدين والأشخاص المؤدلجين
مكانات جيدة وعزلوا عن بقيه
الجموع وتم معاملة العوائل التي
أجبرت على النزوح بقسوة وبتفرقة
عن باقي الحشود .
قدر عدد النازحين الى رفحا
وارطيوية بحدود خمسين الف شخص
اكثر من نصفهم كان من العوائل
والأطفال الملفت للنظر ان
السعودية قد استقبلت قبل هذا
الوقت لاجئيين من دولة الكويت قدر
عددهم بحوالي اكثر من 800الف
لاجيء وقد تم اسكان الاجئيين
الكويتين بمنازل جيدة وشقق فاخرة
وكانوا يعاملون معاملة اكثر من
جيدة وكانوا احرار بالتنقل والسفر
في داخل السعودية وخارجها .
اما لاجيء رفحا فقد تعمدت
السعودية على حجزهم في داخل مناطق
صحراوية جافة ووزعت عليهم خيام
غير جيدة وكانوا يعانون من سوؤا
تغذية وغير مسموح لهم بمغادرة
المعسكر نهائيا واتصور ان هذه
المعاملة المقصودة كانت اداة
للضغط على هؤلاء الاجئيين
للاستفادة من المعلومات التي
بحوزتهم مقابل معاملة احسن او
للسيطرة عليهم عن طريق تسليط
بعضهم على بعض مقابل معاملة
متميزة للذين يقبلون التعاون مع
الحكومة السعودية والمخابرات
الامريكية التي اشرفت بشكل كبير
وواسع على هذا المعسكر الذي يعتبر
صيد سهل للمخابرات من اجل تجنيد
العملاء لها من سكان هذا المعسكر
.
وفعلا كانت المخابرات الامريكية
والسعودية ترسل عملائها على شكل
منظمات انسانية للحصول على
المعلومات الازمة ودراستها لكي
تقرر من هوة صالح بشكل كبير
للتجنيد مقابل وعود بالهجرة او
السكن في الدول الغربية .
وهنا دخلت الموساد على الخط عن
طريق الجمعيات والمنظمات اليهودية
التي ساعدت قسم كبير منهم على
الهجرة والحصول على عقود عمل في
دول غربية .
وعبر التاريخ كانت معسكرات اللجؤ
لقمة سائغة للمخابرات لتجنيد
العملاء مستغلة الحاجة للحرية
والمعاملة الأحسن التي يطمح لها
الاجيء وقد جندت المخابرات
الأمريكية الكثير من العملاء
بمعسكرات فيتنام والذين ارسلتهم
بعد ذلك للتجسس على الفيتكونك
وحدث نفس الشيء في كوريا الجنوبية
وقد ساعد العملاء المجندين من
الاجئيين في حرب الكوريتين
.
كما قامت ايران وبشكل واسع بتجنيد
الشباب من الاجئيين العراقيين
واستخدمتهم في حربها ضد العراق
وكذلك شكلت منهم فيلق غدر وخصوصا
من الاسرى بعد ان قامت ضدهم
بعملية غسل دماغ منهجية لتغير
ولائهم لولايه الفقيه وهذه سنعود
لها في حينها .
وفعلا نجحت المخابرات الأمريكية
بتجنيد عدد كبير من العملاء وتم
نقلهم الى الولايات الامريكية
لأجل إتمام دورات التدريبية لهم
ومن نجح منهم في الاختبارات
التقنية استفادت منهم في غزوا
العراق على شكل مجموعات من
الجواسيس بعد تغير هوياتهم وتغير
اسلوبهم بالتعامل وقد رائينا الكم
الهائل من الجواسيس الذين دخلوا
الى العراق وهم يمتلكون هواتف
تعمل بالأقمار الصناعية من نوع
الثريا كإدلاء للقوات الأمريكية
وكانت مساهمتهم الشيطانية كبيرة
في ضرب الجيش العراقي بإعطاء
إحداثيات الى مراكز التجسس
الأمريكية .
اما القسم الاخر الذين دربوا على
اللغة الانكليزية فقد استفاد منهم
الجيش الامريكي كمترجمين للقوات
الامريكية بعد الغزوا مباشرة
.
وقد اعترف قسم من لاجيء رفحا بان
المنظمات (( الانسانية ))
المخابراتية الامريكية وكان عددهم
بحدود العشرة الاف اسم كانت تختار
الاجئيين على اسس معينة وهي
.
1. ان يكون الاجيء غير متعلم يعني
لايحمل شهادة عالية مثل الدكتوراه
والهندسة والطب ا وان يكون فنان
مثلا وهذه هي بالضد من العمل
الانساني بدليل ان الدول التي
تريد ان تحتضن لاجئيين فعلا تحتاج
الى اناس متعلمين لتسهيل
الاستفادة منهم على اسا س انهم
ممكن ان يكوا مفيدين للدولة
المضيفة الا اذا ؟؟؟؟
2. ان لايكون الاجيء يملك عائلة
كبيرة بعدد افرادها مما يشكلون
عبء على الدولة المضيفة وعبئ على
الاجيء يفقدهم امكانية الاستفادة
منه .
3. ان لايكون من الأشخاص
المعرفيين او المميزين حتى لايكون
هدفا سهلا للمراقبة .
4. ان يكون ممن ارتكب جريمة كبيرة
تكون اداه للمساومة اثناء الدورات
التدريبية الاجرامية .
5. ان يوقع الاجيء على أوراق
لايعرف ماهيتها باللغة الانكليزية
.
الدولة الثانية باستقطاب الاجئيين
كانت ايران اذ استقطبت بحدود
ألفين ونصف لاجي وكانت اسباب
الاستقطاب مايلي :
1. عدد من اعضاء فيلق بدر الذين
لم يستطيعوا الهروب الى ايران
نتيجة قطع الجيش العراقي الطريق
عليهم الى ايران فاضطروا الى
الهروب باتجاه السعودية .
2. اعضاء الاحزاب التي اوسست في
ايران ومنهم اعضاء حزب الدعوة
.
3. الكثير من السجناء الذين كانوا
مسجونين في السجون العراقية على
ذمة قضيا مدنية وقضايا امن دولة
.
4. مهربوا الحشيش الايراني الى
دول الخليج الذين القي القبض
عليهم من قبل الحكومة الوطنية قبل
الأحداث .
5. المتسلليين من ايران باتجاه
الاهوار والذين كانوا يساعدون
الفرارية في منطقة الاهوار
العراقية ولم يستطيعوا الرجوع الى
ايران .
6. الشخصيات الدينية الشيعية التي
دعمت التمرد بتوجيهات ايرانية ولم
تستطيع الوصول الى الحدود
الايرانية ففضلت الهروب الى
السعودية .
الدول الاوربيه اسكندنافية
واستراليا خصوصا وهذه أخذت عدد من
الاجئيين وعوائلهم لاجل زيادة عدد
السكان فيها لانها تعاني من نقص
حاد بعدد السكان وكذلك قلة الايدي
العاملة الرخيصة .
دول أخرى استفادت من الاختصاصات
الجيدة التي كان يحملها جزء من
سكان رفحا فأعطتهم حق اللجؤ
الإنساني وبنسب متفاوتة .
اما من تبقى في رفحا فكان اغلبهم
من العوائل التي أجبرت على الرحيل
تحت تهديد السلاح وهؤلاء استفادوا
من العقوا الذي صدر في حينه ويذكر
أن بعض هؤلاء اللاجئين قد عاد إلى
العراق على النحو التالي:
• 3434 شخصا عادوا في السنوات
الأولى أي قبل عام 1997
• 240 عادوا عام 2001
• 66 عادوا عام 2002
اما من بقى هم من رفض طلب لجوؤهم
او من لم يمتلك مؤهلات مقبولة
للدول المانحة للجؤ وهؤلاء كانوا
يعانون تحت الحكم السعودي القاسي
عليهم .
وحدث سنة 2001 تطورا هاما داخل
معسكر رفحا، إذ ظهرت علامات
الإحباط على نزلاء المعسكر نتيجة
قساوة ظروفهم. فقد أعلن 40 شخصا
إضرابهم عن الطعام كما طالب 200
شخص بترحيلهم إلى العراق أو إعادة
توطينهم في الخارج.
وتذكر بعض المنظمات المعنية بشؤون
اللاجئين أن نسبة 25% من سكان
المعسكر أطفال لا تتجاوز أعمارهم
9 سنوات، مما يعني أنهم منذ أن
فتحوا أعينهم لا يعرفون من الدنيا
سوى الحياة داخل معسكر رفحا.
|