كما اردت يا صدام ، ففي العراق
ولدت وفي العراق استشهدت ، وكنت
ترد على عرض بوش بمغادرتك العراق
منفيا ، ارادو شنقك وظن الخائبون
انك ستنتهي ، لكنهم نسوا انك ولدت
من جديد ولادة خالدة كرسالتك التي
امنت بها ، لقد علمتهم كيف يموت
الابطال من اجل مبادئهم واوطانهم
، لقد رسخت القيم النضالية
والوطنية امام عيون الحاضر منهم
والغائب ، اراد المحتل وعملائه
اذلالك فاذللتهم ، وارادوا ارهابك
فادخلت الذعر في نفوسهم ، ارادوا
تشويه صورتك فقبحت وجهوههم ،
ارادوا نزع صورتك من مخيلتنا
فثبتوها الى يوم يبعثون ، ارادو
وارادوا وارادوا ، ولكن الله اراد
لك العز والكرامة ، وخاب ظن
الاعداء والتافهون والحاقدون حين
هللوا بان صدام سينهار او يساوم
على حياته ، فلا نفسك انهارت ولا
ساومت على حياتك فاعتليت المشنقة
وانهاروا هم ، لانهم اقزام ونكرات
، استشهدت وراسك مرفوعة ووقفت
امام المشنقة وقفة عز وكرامة ،
برغم محاولاتهم الدنيئة تخويفك ،
حتى السلاسل الثقيلة التي ارادوا
منها اثقال خطوتك تحملتها وانت
تواجه الموت وصعدت الدرجة تلو
الاخرى بخطى ثابتة ، لله درك يا
صدام ، كانت كلماتك اقوى من اسلحة
بوش والته العسكرية حين هتفت الله
اكبر وبحياة العراق وفلسطين ونطقت
بالشهادتين ، وحدهم الفرس والروم
والصهاينة والعملاء فرحوا بموتك ،
لكنهم دون ان يعلموا انهم اضافوا
اليك وساما اخر فموتك كان شهادة ،
لقد سجلت للتاريخ انصع وثيقة
لمناضل ومقاتل ومحارب ، لقد شهد
بذلك حتى اعدائك واصبح مقامك اعلى
داخل نفوسنا ، لقد صنت مبادئ حزبك
حين نلت الشهادة بهذه الشجاعة
والقوة ومنحتهم طاقة اكبر لمقاومة
الاحتلال فلقد حققت لهم
وللعراقيين والامة العربية
والاسلامية نصرا ارهب الفرس
والروم والصهاينة .
لم يعد سرا بان قرار اعدامك كان
قرارا صهيونيا فارسيا قبل ان يكون
قرارا امريكيا ، فاحقاد هؤلاء
عليك كبيرجدا ، فلقد اقمت في
العراق ما لا يريدون ، لقد ارادوا
العراق ممزقا فرسخت وحدته وارادوه
متخلفا فوطنت فيه العلم والحضارة
ووضعت اسس مشروع قوة ونهضة علمية
وارادوا نهب ثرواته فحافظت عليها
وارادوه خانعا مستسلما فاصبح قوة
واعدة لقنت الصهيونية العالمية
درسا في قلبها حين امطرت الكيان
الصهيوني بصواريخ عراقية واوقفت
بل وحطمت الهجمة الصفوية الشريرة
على العراق والامة العربية ،
ولذلك قاموا بهجمتهم مرة اخرى
ليحطموا مؤقتا ما صنعت يدك وسواعد
العراقيين من انجازات ، فمزقوا
العراق ودمروه وخربوه لكن العراق
الذي انت منه سيتحرر ونعيد بنائه
وانت معنا بروحك ، فتبت يد بوش
والفرس والروم والصهاينة حين
امتدت اليك بالغدر واعدموك في
ليلة ظلماء ، لكن سنرى من هو
الميت ومن هو الخالد ، انك بكل
تاكيد باق كما العراق وهم زائلون.
اقول هذا بحقك وانا لست منتميا
ولا ينتظر هدية او عطاء
|