الامبراطوريات كالافراد، لها حياة ووجود تمضي
بها السنون فتصل الى عمر النضج ثم تبدأ
بالانحدار.
ابن خلدون والامبراطورية الامريكية وهي في عمر
النضوج، حاصرت العراق حصارا طويلا وظالما وغير
اخلاقي، ثم احتلته بالقوة دون ان تحسب ماذا
ستفعل بعد الاحتلال، او كيف سيستقبل العراقيون
الغزاة الذين دنسوا ارضهم، وهتكوا عرضهم،
وفتكوا بهم هل سيستقبلونهم بالقبل وبالورود
وبرش العطور على وجوه الغزاة ام سيستقبلونهم
بالمقاومة؟ فالمقاومة بدأت منذ اول يوم
للاحتلال، والمقاومة العراقية البطلة هزمت
امريكا العظمى، وجعلت الامريكان يتركون الارض
ويحاربون العراقيين من الجو بالطائرات، ولولا
خداع بعض شيوخ العشائر، ورشوتهم بمليارات
الدولارات، ليتعاونوا مع الغزاة في دحر
القاعدة لما بقي علج او صفوي او مرتزق على ارض
العراق، ولهربت امريكا وعملاؤها منذ عام 2006
بفضل المقاومة التي اضحت تحت مطرقة شيوخ
العشائر ورجالهم وتحت سندان الامريكان
والموساد والصفويين، لكنها اي المقاومة
المدافعة عن مصير العراق، ومصير الامة ما زالت
تقاوم ومصرة على دحر الغزاة وتحرير العراق
مهما كلفها الثمن.
وامريكا بدأت امبراطوريتها بالانحدار بسبب
احتلالها للعراق وخسارتها ترليونات الدولارات
والاف الجنود، وهذا يذكرنا بانحدار شمس
الامبراطورية البريطانية بعد احتلالها لقناة
السويس.
رأس المال الامريكي ينهار على رؤوس
الامريكيين، فامريكا بالعولمة وبالخصخصة وبرأس
المال غزتنا وشربت من دماء اطفالنا ورجالنا
حتى الثمالة، امريكا افقرتنا بسبب غباء بوشها
الذي لم يحسب حسابا لارادة الشعوب والان
انهارت قوة امريكا بانهيار رأس مالها، وواشنطن
مرتبكة، وانفضحت ويدرس كونغرسها خطة انقاذ
تكلف ترليون دولار، واحمقها بوش الصغير، يعترف
بتحديات لم يسبق لها مثيل لانقاذ القطاع
المصرفي، واعترف امام شاشات التلفزة بأن خطة
الادارة لحل الازمة الهائلة التي هوت اليها
بلده الى هاوية الافلاس قد لا تنقذها..
كذلك فالسناتور الديمقراطي وكريس دود، رئيس
لجنة المصرفيين في مجلس الشيوخ الامريكي، اعلن
لشبكة «ايه بي سي» ان بلاده باتت ربما بعد
ايام مقبلة على شفا انهيار شامل لنظامها
المالي. انها فرصة ولاحت كما يقولون يا عرب،
فهل ستسحبون السجادة من تحت اقدام امريكا،
وتصحون على البلاء الذي احاق بكم بسبب سياستها
الامبريالية وهل سيدعم المسؤولون العرب
المقاومة العراقية والفلسطينية بعد ان بدأت
الامبراطورية الامريكية بالانحدار ام انهم لا
يزالون يخافون من امريكا من بعد انهيارها
وانهيار رأس مالها ؟
|