لقد خسر بوش الحرب وأضاعت أمريكا
هيبتها فهي اليوم تواجه خسارة
دراماتيكية لنفوذها في منطقة
الشرق الأوسط بل في العالم كله
ويقول" بريزنسكي " رئيس مجلس
الأمن القومي الأمريكي السابق بان
الولايات المتحدة الأمريكية تواجه
الكسوف آي الإختفاء من المنطقة بل
وإنها تخسر نفوذها وتواجدها
وقواعدها في منطقة الشرق الأوسط
بسياستها الرعناء ، لقد أسهم بوش
الأب وبوش الأبن بان سيسجل
التاريخ لهما وفي أسود صفحاته
بانهما العائلة التي وضعت
الولايات المتحدة الأمريكية علي
طريق النهاية كقوة عظمي وحيدة
ويشهد التاريخ أن زوال
الأمبراطوريات تقترب دائما من
النهاية مع كثرة الحروب والصراعات
التي تدخل فيها تلك الأمبراطوريات
وخاصة اذا كانت حروبا عبثية لا
طائل منها إلا فرض القوة علي
الدول الآمنة كما أن
الأمبراطوريات لا تموت بالسكتة
القلبية وإنما يكون موتها أصعب من
ذلك وأطول وأشد آلماً وعذاباً
واليوم قد إقتربت الأمبراطورية
الأمريكية او قاربت علي الموت
وتأكل سيادة الدولة وتحللها وأن
شمس العصر الأمريكي قارب علي
الغروب والزوال وهذا هو الميراث
المر فما زرعه بوش الأب بحربه علي
العرب عامة والعراق خاصة عام 1991
يجني ثماره بوش الصغير ليكمل ما
بداه أبوه وذلك بغزوة العراق
وإعلان الحرب علي المسلمين
والأسلام في كل بقاع الأرض
متذرعاً بجملة من الأكاذيب
والأساطير ،
وها هو اليوم يشعر هذا النظام
وهذه هي الطبيعة الأمريكية رغم
وحشيته وغطرسته وجبروته بالرعب
والهلع ويقف حائراً وحيداً بعد أن
تركه حلفائه يواجه مازقاً
ومستنقعاً خطيراً علي أرض
الرافدين بعد أن واجه إرادة صلبة
تتحدي جبروته من أبناء فصائل
المقاومة العراقية القومية
والإسلامية التي تقارعه وتطارده
في كل مكان وأصبح جرزان المحتل
وأذنابه يعيشون في حالة رعب وهلع
من ضربات المقاومة بل ويفكرون في
الإنسحاب والعودة من حيث أتوا ،
لقد ساهم الأرعن الصغير هولاكو
العصر بوش بغبائه المعهود والذي
حذرت منه امه عندما تم إنتخابه
رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية
وقالت لقد صار أغبي ابنائي رئيسا
لامريكا فلينتظر العالم تصرفات
هذا الغبي وقال أحد الساسة
الأمريكيين بان بوش ربما يكون أخر
رئيس للولايات المتحدة الأمريكية
فهذه السياسة العنصرية التي أدار
بها يوش البيت الأبيض وأمريكا سوف
تساهم في تركه ميراثا وإرثًا
أسوداً ثقيلاً علي الرئيس القادم
للبيت الأبيض سواء أكان جمهورياً
او ديمقراطياً ،
لقد أهدر بوش بحربه علي العراق
وأفغانستان والأسلام ما يربو علي
سبعمائة مليار دولار دون طائل ومن
المحتمل أن تصل تكاليف الحرب الي
ثلاثة تريليون دولار بالإضافة الي
إهداره دماء ملايين من الأبرياء
في كل من العراق وأفغانستان
وتهجيره الملايين وتدميره البني
التحتية لكل مقومات الحياه
والعودة بكل من البلدين الي
العصور الوسطي ناهيك عما تسبب فيه
من مقتل الآلآف من الشباب
الأمريكي وآلاف الإعاقات
والإصابات التي تركت آثارها علي
هؤلاء الشباب الذي غرربهم هذا
الآفاق والغبي بسياسته العدوانية
والعنصرية والتي وجدت فيه إدارته
من المحافظين والمتصهينين الجدد
ضالتهم المنشودة لتحقيق مآربهم
ومصالحهم الصهيونية ، وبعد كل هذا
الدمار الذي أحدثه مجرمي الحرب
وبعد أن حلت علي أمريكا هذه
الكارثة المالية والإقتصادية بدت
أمريكا علي حقيقتها وهي تقف
مذعورة تهرول للبحث عن حل يوقف
النزيف والإنهيار الوشيك الذي
أسقط ورقة التوت عنها وظهرت
أمريكا علي حقيقتها وطبيعتها وهي
علي شفا هاوية والنموذج الأمريكي
بدأ يترنح وإنطفات أنواره وصار
مظلما لقد جرعت المقاومة الباسلة
في العراق السم لزعيم
الأمبراطورية ولقنته درساً لن
يكون من دروس الماضي بل درسا
تتعلمه الأجيال فقد أفشلت
المقاومة العراقية الباسلة
والمجاهدة أهداف بوش الإستراتجية
بجعل العراق نقطة إنطلاق لاستعمار
المزيد من الأراضي والبلاد
العربية و أسقطت كل خططه وإرهابه
في إعادة ترسيم المنطقة العربية
لصالح الكيان الصهيوني وقد أثبتت
المقاومة العراقية بان أمريكا
مهما فعلت من فتن ومؤامرات وعقد
إتفاقيات مع عملائها من اللصوص
والجواسيس التي نصبتهم علي رأس
الحكم في البلاد فلن تخرج إلا
مهزومة ذليلة تجر آزيال الخيبة
والعار هي وممن جاءت بهم علي ظهر
الدبابات الأمريكية والبريطانية
والصهيونية وهذه هي بداية النهاية
لطاغوت العصر ،
لقد ورِِث هذا الطاغوت الذي
بات قاب قوسين اوأدني علي رحيله
من البيت الاسود غير مأسوف عليه
الرئيس القادم لامريكا إرثاً
أسوداً بكل معاني الكلمة ولن يجدي
معها نفعا لا ديموقراطي ولا
جمهوري فأركان الدولة قد تأكلت
وفي طريقها الي التحلل والتفكك
وهذه هي أفضل تركة يتركها لنا
الأرعن الصغير وهذا ليس تفائلا
منا ولكن هذه هي الحقيقة فان سجله
الأسود في تاريخ العالم الحديث
ينضح بكل المأسي والفشل الذريع
والكذب والخداع فقد وعد العالم
باقامة دولة فلسطينية في خلال
فترة رئاسته لامريكا ومرت السنون
وفلسطين تضيع شبراً بعد شبر ويوما
بعد يوم وحال الفلسطنييين أكثر
سوءاً مما كانوا عليه فلا دولة
ولا وعد بدولة بل حصار ودماء
وخراب وقتال وكذلك مازالت الحرب
في أفغانستان علي أشدها وأصبحت
كابوساً تقلق المجتمع الغربي
والأوربي كما تقلق الشعب الأفغاني
نفسه بعد أن أستحال الحل العسكري
في تحقيق نصر علي حركة طالبان
والمجاهدين ، وفي العراق كما في
أفغانستان لم يجلب بوش الي
العراقيين والعراق الجديد كما
يسمونه الغزاه والعملاء الأذناب
إلا كل خراب ودمار وطمس للهوية
العراقية والعربية وإثارة الفتن
والنعرات المذهبية والطائفية
وتكريسه أفكاراً تقسيمية صهيونية
وسرقة تاريخ وحضارة أمه بعد أن
حاول إفراغ البلاد من أهلها
بالقتل والإغتيالات والتهجير
القسري والتهديد عن طريق عصابات
الموت التي يرعاها هؤلاء الآفاقين
اللصوص من أبناء وأحفاد أبن
العلقمي ، وعلي قدر ما تتحمل
الولايات المتحدة الأمريكية
ورئيسها المقامر ما حدث للعالم من
كوارث وفتن وحروب وإقتتال حتي بين
الأخوة الأشقاء العرب وبعضهم
البعض كما في فلسطين ولبنان
والسودان والعراق والصومال وفي كل
دول المنطقه العربية والأسلامية
علي قدر ما يتحمل النظام الرسمي
العربي جزء كبير من هذه المسئولية
فهو وجد ضالته في أوطان وحكام
أذلاء فعاث في الأرض فساداً نحن
من سمح له بان نكون أمة بلا شرف
او شرعية نحن في نظره أمة بلا ثمن
كما بائعة الهوي تقدم بلا ثمن لقد
أصبح الجبار فرعون بصناعة
الخائفون الأذلاء،
والقوي بصنيعة الضعفاء وليس في
ذاته وكل جبار مهيمن بضعف الأخرين
وإستكانتهم وإستسلامهم وإستقوائهم
به وتغييب عقولهم لقد أصبحنا ندين
بالدين الأمريكي الجديد وأصبح
حجنا الي واشنطن وطوافنا بالبيت
الأبيض بديلا عن قبلتنا الي بيت
الله الحرام لقد أصبح حجنا الي
أمريكا فرضاً وشد الرحال الي بيت
الله الحرام سُنة وهو أول من نادي
بسياسة الإستسلام والخضوع
والإبتزاز والدفاع عن الحقوق
المشروعة وهو الغازي الغاصب
والمحتل وكم من الجرائم التي
أرتكبها باسم الديموقراطية و
حكامنا العرب شركاء فيما ارتكبه
هذا الرئيس من حماقات من خلال
تعاونهم وشراكتهم معه وهرولتهم
الي البيت الابيض لكي ينالوا
الرضا السامي ويكفي ما أقترفوه
أصحاب الجلالة والفخامة من ملوك
وأمراء ورؤساء الدول العربية ومن
راقصوه وأستقبلوه إستقبال
الفاتحين في صمتهم بل ومشاركتهم
في غزو العراق وإعلان الحرب عليها
وكذلك صمتهم لما حدث في حق الرئيس
الشهيد صدام حسين في يوم العيد
الأكبر وصبيحة يوم وقوف المسلمين
علي جبل الرحمة في عرفات الله
فالجميع مشارك هذا الأبله
والمجنون هذه الجريمة التي لن
تبرر تصرفات هذا الأحمق ومن ساهم
معه بالصمت العربي ولن تذهب دماء
هذا الشهيد هباءاً وحسنا فعلت
أمريكا بحق الرئيس الرفيق العروبي
القومي الذي ضحي بنفسه وماله
وأولاده متصدياً بمفرده لاكبر
دولة إستعمارية صهيونية إمبريالية
فقد نال الشهادة وسجل التاريخ
أسمه باحرف من نور وباقدامها علي
فعلتها هذه قد أشعلت النار في
الصدور وها هي تجني ثمار ما
أرتكبت وسوف يذهب بوش ومن ساعد
وشارك وساهم فيما أرتكبه ولن نذرف
عليهم الدموع فهذا هو الأرث
الأسود للبيت الأبيض فإذهب أنت
ومن معك الي مزبلة التاريخ
. |