لطالما صببت جام غضبي على أصحاب العمائم
الملونة . وجهلهم باللعبة السياسية التي تجري
في المنطقة العربية . وخاصة اصحاب العمائم
السوداء والخضراء والبيضاء في العراق, الذين
يعدون الان بالتحديد الوباء الذي يستشري بين
العراقيين . وباء الجهل والغيبيات والدجل.
ويسقط الشيخ يوسف القرضاوي في لعبة السياسة .
ويجهل انتقاء المفردة المطلوبة والمعقولة.
وينسى ان دولة الشعوب الايرانية قد عجزت طويلا
ومنذ قيام الثورة الايرانية , على ان تصدر
فكرها الصفوي المسموم الى المنطقة العربية .
ولم يتسن لها ان تدفع بحصانها الطروادي
الصفوي الى المنطقة , الا بعد ان تم غزو
العراق بجحافل الامبريالية الامريكية . وبجهد
لوجستي ايراني اسرائيلي مشترك . انذاك تسنى
لها ان تستخدم لعبة الدين الاسلامي . واستعارت
اسم القدس لتطلقه على فيلق دموي يحمل اسم فيلق
القدس . ولتبدأ "برش" الفلوس على ناقصي الذمم
والعروبة . فتشق الصف الفلسطيني وهو جل ما
تسمو اليه اسرائيل .
ولو أخذنا الساحة اللبنانية ومنذ تأسيس الدولة
البنانية عام 1945 , لم نسمع بنعرة طائفية بين
السنة والشيعة . وبعد ان أحتل العراق بالكامل
, وجدت ايران ان الوقت قد حان للوصول الى مياه
البحر المتوسط , عن طريق السيطرة على جزء من
الساحة اللبنانية . فكان الرئيس رفيق الحريري
يمثل عقبة كأداء امام ايران , بسبب ثقله
السياسي والاقتصادي . وكان أمر إزاحته من
الساحة اللبنانية من الامور التي خططت لها
ايران , وخدمت مساعيها التوسعية . فكان لها ما
تمنت ورغبت واشعلت نار الفتنة لاول مرة بين
الشيعة والسنة في ظل غياب الحريري .
لقد اصبح الطريق ممهدا لها لغزو المشرق العربي
تحت راية المذهب الشيعي . والحقيقة انه مد
صفوي سافر لاصلة له بهذا المذهب العروبي . هذا
المذهب الذي كان له الفضل في تأسيس كثير من
الحركات القومية والعروبية وخاصة في العراق .
فمن منا ينكر الاصوات العروبية التي اصحابها
من الشيعة العروبيين . من منا ينكر صوت شاعر
العرب الاكبر محمد مهدي الجواهري . او صوت
مظفر النواب او صوت عريان السيد خلف او صوت
كريم العراقي. لو فتشنا في كل المواقع
الاخبارية العراقية المتعددة , لوجدنا ان جل
اصحابها وكتابها من شيعة العراق العروبيين
الشرفاء . حتى الحناجر التي تغني للعراق
ولوحدته وعروبتة جلها ايضا حناجرخرجت من
الفرات الاوسط وجنوب العراق العربي الاصيل .
لاخوف من التشيع يا شيخنا القرضاوي .. بل
الخوف كل الخوف من المد الصفوي الفارسي
المجوسي .
فلعبة السياسة واستخدام المفردة المطلوبة ليست
لعبتك ياشيخ . وها هي ايران تستخدم تعبيرك
"الخاطئ" وتوظفه أحسن توظيف . لخدمة اغراضها
الفارسية الشوفينية . |