ولى ومع أحتدام الازمة المالية الامريكية
, مجد التفرد الامريكي بأقتصاد العالم
. وبأنهيار الاقتصاد الامريكي , يعني
انهيارات آخرى ستصيب القوتين العسكرية
والصناعية لهذه القوة الامبريالية
الغاشمة .
خبراء اقتصاديون شبهوا هذا الانهيار
المالي , بنفس قوة انهيار الاتحاد
السوفييتي . كما ان هذا الانهيار
يعيد للاذهان عقد الكساد الاقتصادي
الذي ضرب الولايات المتحدة الامريكية
, بين عام 1939 ولغاية عام 1949 من
القرن الماضي . بحيث وصل تدخل الدولة
المركزية الى توزيع شوربة العدس على
المواطنين الامريكيين الجياع في شوارع
ومدن الولايات . وظل الرئيس روزفلت
حائرا طوال 100 يوم , الى ان تسنى
له اتخاذ قرار دعم الدولة للمؤسسات
المالية الإئتمانية وانقاذ المصارف
المالية الامريكية . فيما بقي الاتحاد
السوفييتي العظيم وقتذاك , في منأى
من الازمة , بفضل النظام الاشتراكي
المبرمج , وسيطرة الدولة على كل وسائل
الانتاج بعقلانية وتوازن . وتتكر
الازمة المالية هذه التي تعصف باقتصاد
أكبر دولة في العالم , بعد مرور 80
عاما على فترة كساد عقد الثلاثينات
. ولكن بقوة تفوق الازمة الاولى .
وللاسباب التالية :
1ـــ شهد عصر الرئيس الامريكي
الاسبق رونالد ريغان رفع يد الدولة
عن الرأسمال الامريكي بشكل كامل .
فسميت هذه الرأسمالية وقتذاك ولغاية
اليوم بالرأسمالية المتوحشة .
2 ــ تنامت في سنوات
حكم الرئيس الامريكي الحالي بوش ,
موجة بناء العقارات بشكل مهووس. فراحت
البنوك تمنح القروض بشكل منفلت ,
حتى لاصحاب الدخول المتدنية . وشهدت
الولايات الامريكية , حمى بناء الدور
والمنتجعات والفيلل بشكل لم يسبق
له مثيل . فأستنفدت البنوك مخزونها
المالي , بعد ان عجز المواطن عن سداد
الاقساط . وتوقفت شركات التأمين العملاقة
عن مساندة البنوك . لان البنوك ليس
بمقدورها في مثل هذه الاحوال ان توظف
اموالا لم تعد لديها في شركات التأمين
.
3 ــ أضطرت البنوك الى حجز
هذه العقارات وطرد اصحابها وراحت
تضع على واجهة هذه العقارات لوحة
" معروض للبيع" . وفي الحقيقة لم
يعد بمقدور احد ان يشتري شيئا من
هذه العقارات . فأصبحت مدن امريكية
عدة , اشبه بمدن الاشباح , تخلو من
ساكنيها . وتنتشر لوحات البيع " for
sale" بشكل خطير .
الازمة المالية التي تعصف الان بأقتصاد
امريكا سيترتب على نتائجها مايلي
:
1 ــ سوف لم يعد بمقدور أمريكا الانفراد بأقتصاد العالم .
2 ـ ستطلب اوروبا واليابان
من امريكا دورا أكبر في الخطط المستقبلية
للاقتصاد العالمي .
3 ـ ستنتعش اقتصاديات
بلدان مثل الهند والبرازيل , لانها
ستزاول النشاط التجاري التبادلي ,
مع دول العالم الثالث , الذي يجعل
مثل هذا النوع من الاقتصاد , بعيدا
عن اقتصاد الدول ذات الرأسمالية المتوحشة
.
4 ـ ستراجع كثير من الدول
الاخرى التي ركضت وراء حمى اقتصاد
السوق المنفتح نفسها . وتدرك ان الاشتراكية
وتدخل الدولة بكل وسائل الانتاج خيرضمان
لمسيرة اقتصاد لاتحف به المخاطر .
نخلص الى القول ان عتاة الرأسمالية
, هاهم يستنجدون بالحلول الاشتراكية
بدخول الدولة الامريكية بتقديم 700
مليارات دولار , لانقاذ وول ستريت
الذي تهاوى بشكل ارعب المواطن الامريكي
العادي . وعصف بأقتصاد كان يتصورمروجوه
بأنه خالد الى الابد . ليضيف الى
عصر بوش الابن سجلا حافلا بالاخفاقات
الاقتصادية والهزائم العسكرية . لا
بل انهيار او أفول مجد الامبريالية
الامريكية البشعة . وليدخل المواطن
الامريكي تحت وطأة ضرائب فاحشة .
فمبلغ الـ 700 مليارات دولار , ستستقطع
من لقمة عيشه .
انها ايام سوداء بأنتظار امريكا ..
يحاكي السواد الذي أحجبت به النور
عن شعب العراق العظيم. |