سأل الرئيس
انور السادات الفنان عبد الحليم
حافظ قائلا :
ـــ لم تغن عن نصري في اكتوبر؟
فرد عبد الحليم بالقول :
ـــ ولكنني غنيت اغنيتي الشهيرة
عاش اللي عدا القنال
فرد السادات :
ـــ ولكنك لم تذكر اسمي ؟
فأجابه حليم بكل جرأة
ــــ غنيت للجنود الذين عبروا
القنال وسيادتك واحد من هؤلاء
الابطال .
طبعا هذا الحوار دار والسادات في
نشوة النصر العسكري الذي سطر
ملحمته الجيش المصري الباسل .
وللحقيقة المغيبة ان الطلعة
الاولى على العدو الاسرائيلي
للطيران المصري البطل , كان
يشاركه ابطال من القوة الجوية
العراقية . يقابلهم جيش عراقي
ظافر مظفر عبر البادية العراقية
السورية . بدبابات غير محمولة على
عجلات بل اندفعت على مسرفاتها ,
لتأخذ مواقع قتالية في القنيطرة
السورية . دون ان يدعا رسميا من
قبل القيادتين المصرية والسورية.
بل سمعت القيادة العراقية بالحرب
من الاذاعات. وروى لي وقتذاك ضابط
فلسطيني خدم في الجيش العراقي .
أعزف عن ذكر اسمه خوفا على حياته
, لانه مازال في يعيش في بغداد.
روايات بطولية للجيش العراق في
جبهة الجولان بقوله : كنا قتلنا
اعدادا كبيرة من جنود العدو , ثم
قطعنا آذانهم وارسلناها مع جندي
اسرائيلي أطلقناه الى قادته .
فيما كانت قاعدة الحبانية الجوية
جزءا من المعركة تزود الطائرات
المصرية والعراقية بالوقود .
ترى ماذا كان سيقول حليم للسادات
, لو قدر ان عاش حتى قيام الاخير
بزيارة القدس المحتلة ؟ .
لقد فقد السادات فوز اللقب ببطل
العبور, بزيارته القدس المحتلة .
ووقتها قلت في مقالة لي : " لو لم
يزر السادات القدس لكان بطلا
قوميا" . فيما لاتنسى الامتين
الاسلامية والعربية نصرا مؤزرا
للسلطان الاسلامي العثماني محمد
الفاتح , بقتحه عاصمة الروم
بيزنطة . ولتبقى حتى يومنا الحاضر
مدينة اسطنبول شاهدا على نصر
للسلطان العثماني لم يلوثه حتى
مماته .
لقد شاهدت فيلم "ايام السادات"
أكثر من مرة , وتوقفت طويلا عند
عبارته وهو يتطلع الى المرآة
بقوله " دخل عبد الناصر التأريخ
من اوسع ابوابه" . هذه العبارة
كفيلة بأن السادات كان يرنو الى
مجد يقفز به على انتصارات عبد
الناصر , خاصة وانه قالها بعد
العدوان الثلاثي على مصر . لهذا
كانت خطوة زيارته القدس , في
تقديري وتحليلي خطة بهرجة اعلامية
قبل ان تكون برنامج سلام مع دولة
العصابات الصهيونية . اراد من
خلالها التغطية على كل المجد الذي
رافق عبد الناصر طوال حياته . حتى
استقالة عبد الناصر قلبتها
كرازميته نصرا ومبايعة شعبية قل
نظيرها . كل ذلك لايمكن للسادات
ان يظفر بضجة تطفو على كل ضجات
عبد الناصر , الا بخطوة "خالف
تعرف" . ويلفظها العامة من الشعب
المصري " خلف خلاف" .
وللجندي المصري فقط ينسب نصر
العبور . |