أهلنا في الاحواز تحدوا سلطات
الاحتلال الفارسي , واعلنوا عيدهم
مع الاكثرية العربية , في يوم
الثلاثاء الماضي . يعني ان عرب
الاحواز قد قفزوا على المذهبية
وغلبوا القومية في ذلك . وأزاء
ذلك شنت قوات الأمن الإيرانية
صبيحة عيد الفطر حملة اعتقالات في
صفوف العرب في الاقليم المذكور.
ووصف بيانٌ أصدره "حزب التضامن
الديمقراطي الأحوازي "
الاعتقالات بالعشوائية، وقال إن
"قوات الأمن الإيرانية أقدمت صباح
اليوم الأول لعيد الفطر المبارك
المصادف ليوم الثلاثاء 30 أيلول
2008 على حملة اعتقالات وقائية
تحسبًا لأي تحركٍ من قبل أبناء
الشعب العربي للاحتفال بالعيد
بالطريقة التي لا ترضي النظام؛
كونها تؤكد على عروبة الأرض
والإنسان والهُوية في الأحواز
المضطهدة" حسب تعبير البيان.
وأضاف بيان الحزب : "إن
الاعتقالات طالت عددًا من
الموطنين دون أن تستند إلى أسباب
قانونية، وبشكل عشوائي، بغية نشر
الرعب للحيلولة دون إقامة المراسم
المعروفة في الأحواز باسم
المعيادة الكبرى، والتي كانت تقام
منذ أعوام في العاصمة والمناطق
الأخرى من إقليمنا العربي في
الأماكن العامة كالحدائق وضفاف
الأنهار، وتشمل إلقاء القصائد
الشعرية والأهازيج باللهجة
العربية الأحوازية، تأكيدًا على
تمسك شعبنا بعروبته كهوية
وكامتداد حضاري وعمق ثقافي ورثها
من الأجداد، رافضًا بذلك سياسات
التفريس، ومحاولات محو الهوية،
والسعي لطمس معالم وجوده من قِبل
الأنظمة الإيرانية المتعاقبة".
يذكر أن إيران أعلنت يوم
الثلاثاء متممًا لشهر رمضان
المبارك، إلا أن المتحدث باسم
الحزب عدنان سلمان قال : "إن
شعبنا يحاول أن يحتفل بالعيد مع
أغلبية المسلمين، كما يحاول أن
يميز نفسه في المناسبات الدينية
والأعياد عن النظام الإيراني، لذا
يذهب إلى استقبال العيد مع أقرب
الدول العربية في المنطقة".
وأشار سلمان قائلا "كما أن
المشكلة الأحوازية لا علاقة لها
بالمذهبية، وعرب إقليم الأهواز
بعيدون كل البعد عن الطائفية؛ لأن
القضية الأحوازية في واقع الأمر
قضية قومية، والطرح الطائفي أو
المذهبي لها قد يحدث شرخًا في
صفوفنا نحن في غنى عنه".
أهلنا في الاحواز هكذا يتحدون
المستعمر . وأهلنا في العراق
يتفرقون بشكل مؤلم في الاحتفال
بأعياد المسلمين . فالسنة لهم
عيدهم . والشيعة ينقسمون على
انفسهم . فمنهم من ينتظر مرجعية
ايران . واعتبر الاربعاء عيدا لهم
. وآخرون انتظروا مرجعية
السيستاني الذي أفتى بأن الخميس
اول ايام عيد الفطر المبارك . وهو
موعد يكاد ان يكون مشاكسا لكل
الاعراف . وهذا يذكرنا يوم ان
افتى السيستاني في آخر عيد أضحى ,
بأن وقفة عرفات تلي وقفة ملايين
المسلمين الاخرين . كما لو ان
للسيد السيستاني جبل عرفات آخر
لايعلم به الاهو ومريديه . ووقتها
قلنا في مقالة كان لها صداها حملت
عنوان " أي مصالحة وطنية ونحن لم
نتفق حتى على وقفة عرفات".
دعوة الى أهلنا في العراق , ان
ينبذوا فتاوى أصحاب العمائم كل
العمائم بكل الوانها السوداء
والخضراء والبيضاء . وان ينكروا
كل فتوى تصدر من عمامة سنية
اوشيعية , ويقتدوا بتحدي اهلنا
عرب الاحواز ويحتفلوا بأعيادهم مع
الاكثرية العربية . كدليل على
رفضهم للمذهبية المقيتة.
نحن شعب العراق نتفوق على أهلنا
عرب الاحواز , بأن مازال بمقدورنا
ان نصرخ ونتحدى ونرفض . وهذا مالم
يتوفر لاهلنا في الاحواز بسبب
التعسف والاضطهاد الذي يمارس
بحقهم من قبل المحتل الايراني .
ورغم كل ذلك فصوتهم أصبح مسموعا
ومدويا في الداخل والخارج .. |