على الصعيد الاقليمي
من المعروف والواضح للعراقيين ان
مايشبه الحرب البارده كانت قائمه
ضد العراق من طرف جيرانه من غير
العرب بسبب العداء التاريخى او
المصالح الاقليميه او الطموحات
التوسعيه او التركات المتبقيه فى
العراق من اجناس غير عرب .هذه
الاسباب كانت وراء التدخلات
السافرة التى كان يجنيها العراق
بحكوماته المختلفه منذ بداية نشوء
الدولة العراقية فى عشرينيات
القرن الماضى. وعلى الرغم من أن
هذا التراكم من المعرفة كان مهما
للقيادة الوطنية لؤد اية محاوله
لاشعال فتيل ازمة اوسحب العراق
الى مواجهة عسكرية مكلفة،الا أن
ذلك لم ينجح في العلاقة مع النظام
الأيراني في عهد مايسمى بايران
الأسلامية بسبب التعنت المطلق
لهذا النظام وأصراره الأجرائي على
تنفيذ مشروعه في تصدير ثورته
(الأسلامية !!) أواخر السبعينات
من القرن الماضى ،وهو المشروع
الذي عبر عن نفسه أبتدءا في تدخل
سافر ووقح في الشؤون الداخلية
للعراق، أعقبه شن لحرب عدوانية ضد
العراق وعلى مدى ثمان سنوات عجاف
.تحقق فيها النصرللعراق بفضل الله
سبحانه وجهود الغيارى من ابناء
الشعب العراقي وجيشه الباسل البطل
.
ان تغيرات
الوضع الدولى فى نهاية الحرب
البارده بين المعسكر الغربى
والشرقى (الاشتراكى كما يلقب
سابقا ) ابرزت مفاهيم جديده مثل
اهمية وجود دول اقليميه عظمى على
غرار الدول العالميه العظمى تخدم
الموازنات الدوليه او المصالح
العليا لايا من المعسكرين.
ان ادراك سوء نوايا القيادات
السياسية لدول الجوار لم يكن
ليسقط من الأعتبار توافق هذه
النوايا مع مخططات وأهداف دول
الاستكبار العالمى في تقويض الدول
النامية ذات التطلع الوطنى من
خلال تسويق وسائل الأعلام
والدعاية الأمريكية لفكرة ما يسمى
بمحور الشر وغير ذلك من تضليل
اعلامى ارتقى الى مستوى الكذب
المفضوح. وعلى هذا الاساس بدات
مرحلة خلق واثارة الفتن داخل
العراق واستغلال المناخ الدولى
غير الملائم لسياسة العراق
الوطنية لمد جسور التعاون مع كل
ماهو معادى للعراق ونظامه الوطنى
في محاولات متواترة لتقويضه
وتعطيل مشروعه فى التنمية
البشرية والحضارية .أن ذلك تم
بتخطيط دوائر واقبية دول الجوار
التى كانت تذعن بباطنيةعالية
لتوجيه قوى الكفر العالمى
والصهيونية العالمية بمساعدة
ادوات الداخل من الاحزاب الكردية
العميلة وحملة الموروث الطائفي من
الذين تنكروا للعراق وباعو ذممهم
الى الاجنبى وأرتضوا السقوط في
حبائل الخيانة لوطنهم.
ولكن في مقابل ذلك تميزمنهج
القيادة السياسية العراقية بتغليب
المبادئ كقوام أساسي لسياستها فى
التعاطي مع كل هذه الأفرازات التي
تمخضت عن أنتصار العراق الحاسم
على أيران وأفشالها لمخططاتها
التوسعية ، وهو الأمر الذي أصبح
مثار جدل البعض في المرحلة التي
أعقبت أحتلال العراق ،حيث يرى هذا
البعض ضرورة تغليب السياسة
وقوانينها ومتطلباتها على
المبادىء خصوصا في خوض صراع على
مستوى عالي ومعقد كالذي شهده
أالعراق في معركته مع القوى
الشعوبية والأنكلو صهيو أمريكية
.
وعلى الرغم من أننا لانوافق على
هذا الرأي بصيغته المطلقة ،ألا
أننا نرى أن مراجعة تجربة
المواجهة وأدارة الصراع مع هذه
القوى وتقويمها على أسس علمية
وموضوعية تحفظ للثوابت حضورها في
كل التفاصيل يعد أمرا ضروريا
وحاكما لرسم معالم المنهج
المستقبلي في التعامل مع قضايا
شعبنا وبلدنا على المستويات
الداخلية والأقليمية والدولية.
أن مستوى الفعل المطلوب والاسلوب
الناجح كان يتعرض الى التراجع
والأخفاق بين الحين والآخر فى
ادارة دفة المعركة مع القوى
الشعوبية والأنكلو صهيو أمريكية
وخاصة بعد ان انهك العراق وشعبه
بسلسله من الهجمات العسكرية
والاعلامية والدبلوماسية المستمرة
لسنين طويلة امتدت الى اكثر من
عقدين من الزمن مستهدفة اجهاض
انجازاته الاقتصادية والتنموية
البشرية الشاملة.
ان النظرة النقدية تؤشر شحة في
فرص الاعتماد على التكنوقراط فى
ادارة بعض المفاصل المهمة في
البلاد ، كما ان المبادرات
والابداع لم يكن بالمستوى المطلوب
الذى يؤهل لترتيب وضع جديد يضبط
ويستوعب سياسات التصعيد التي
تستجيب لطموحات الدول الاقليمية
المحيطة بالعراق ذات المطامح
التوسعيةعلى حساب الامة العربية
والتي كانت تسعى على نحو جاد
ومحموم في اضعاف العراق اقتصاديا
وتنمويا .كما أن مقتضيات المنهج
القومي للعراق في ظل قيادة حزب
البعث العربي الأشتراكي والذي نفذ
بموجبه التزامات عظيمة أتجاه أمته
العربية بالتوازي مع جهده الوطني
في البناء والتنمية كان أن تمخض
عنه تداعيات لم تكن في صالحه بسبب
الأنهيارات التي تعرض لها النظام
الدولي والذي فقد من جراءها
توازنه خصوصا مع خروج الأتحاد
السوفيتي مهزوما من ساحة المواجهة
في حربه الباردة مع الولايات
المتحدة وحلفاؤها في المعسكر
الغربي ، وهو الأمر الذي دفع
الولايات المتحدة الى التفرد في
سياسة الهيمنة وتنفيذ مخططاتها في
محاصرة وأضعاف خصومها ،وكان
للعراق النصيب الأوفر من
الأهتمامات المدمرة للولايات
المتحدة الأمريكية .لذلك فان
اعادة النظر في ترتيب الأولويات
يجب أن يخضع هو الآخر للتقديرات
الدقيقة ،خصوصا وأن الأهتمام
ببناء القواعد الداخلية الرصينة
وأقامة النموذج على الصعيد المحلي
ستساعد كثيرا في تعميم التجربة من
خلال جهود وسياسات غير مكلفة وغير
مستفزة.
وبغض النظرعما
تقدم، فأن تجربة البعث في العراق
كانت عظيمة ،وأن العراق والبعث
لايدفعان الآن ثمن الأخطاء بل هو
ثمن منهجهم الصحيح الذي كان ثمرة
أجتهادهم في بناء النموذج الحضاري
القيمي الصحيح . ولكن حجم ماتعرضت
اليه هذه التجربة من تحديات بلغت
ذروتها في تنفيذ المنظومة الأنكلو
صهيو أمريكية لجريمة أحتلالها
العراق وبمساعدة صفوية مفضوحة ،
فأن ذلك يستدعي حتما الى أجراء
المراجعة والتقويم والتوصل الى
منهجية واضحة في مايجب أن تكون
عليه صيغ التعامل مع قضايانا
الداخلية والأقليمية والدولية
وترتيب الأولويات أزاءها بما يحفظ
الثوابت والمصالح معا .وهذا مايجب
أن تقوم به المقاومة العراقية
البطلة من خلال أجنحتها السياسية
ومايتصل بها من منظومات فكرية
وأعلامية
وللحديث صلة في جوانب اخرى قريبا
انشاء الله .
تحية الأوفياء من الرجال المؤمنين
إلى قيادة الجهاد والمجاهدين في
الثورة العراقية المسلحة وعلى
رأسهم المناضل عزة إبراهيم
الدورى.
تحيه إلى شرفاء الوطن والأمة من
الداعمين لمبادئ الجهاد ضد المحتل
وطرده.
المجد والخلود لشهداء البعث
والأمة والإسلام
تحيى مبادئ وأفكار وأهداف حزب
البعث العربي الاشتراكي والقائمين
عليها خدمة لنهوض الأمة العربية
والإسلامية . |