بعض ممن كانوا أعضاء في تجمع
البحث عن دولة تحتل العراق
لتعطيهم دورا في الحكم تحت بساطيل
المحتل, ممن كانوا يسمون أنفسهم
معارضة عراقية .. وجدوا أنفسهم
خارج حلقة توزيع الواردات
الممنوحة من قادة الجيش الامريكي
المحتل سواءا في الحكومة المركزية
أو في حكومات المحافظات والاقاليم
.. فأعلنوا عن استمرار (معارضتهم)
لحين الحصول على الموقع المناسب
بل وحتى غير المناسب .. المهم
انهم يعارضون ليس لانهم يحملون
موقفا متقاطعا من حيث المبدأ مع
حكومة الاحتلال ولا مع سيدها
المحتل بل لانهم يضغطون للوصول
الى غايتهم في التقاط المقسوم من
ثروات البلد المباحة ومن ثم
يعودوا ادراجهم الى اوطان
المعارضة.
هؤلاء المعارضون ينتشرون على كل
انواع اجهزة الاعلام من صحافة
مقروئة الى صحافة مكتوبة ومن
محطات الاذاعات الى محطات التلفزة
الارضية منها والفضائية.
ويستضيفهم في هذه الفضائيات ايضا
معارضون من ذات الفصيلة ويتكلمون
نفس اللغة ويحملون ذات الاهداف
المعلنة وغير المعلنة. كلهم
يعارضون العملية السياسية
وينتقدون الفشل الشامل الذي احاط
بها وينتقدون حكومات الاحتلال
لاخفاقها المريع في اداء واجبات
تقليدية وروتينية لخدمة المجتمع
كل حسب تخصصه. لحد الآن والامور
تبدو في غاية البديهية والطبيعية
.. غير ان التوغل في عمق الموضوع
ستضعنا اما حقيقة ميلودرامية
مزدوجة التعقيد .. الوجه الاول
لها ان هذه المعارضة ليست للعملية
السياسية ولا للحكومة على اساس
انها حرام ووليدة الاحتلال وما
فرخ عن باطل فهو باطل وعلى اساس
ان جملة النتائج والحيثييات
المتصلة بها لا تخدم مصلحة الشعب
والوطن بل تمثل مصالح الاحتلال
وبرامجه وتوجهاته التي لا يمكن
لها ان تتوافق مع القضايا الوطنية
المختلفة بل لان هؤلاء المعارضين
يعرضون انفسهم في الفضائيات
للتذكير بانهم موجودون واي واحد
منهم ممكن ان يكون افضل في اداءه
تحت حكم المحتل من الذي يدير
الوزارة الفلانية او المحافظة
الفلانية او العنوان الحكومي
الفلاني وان بوسع (دولة رئيس
الوزراء) ان يتواصل معه برسالة
الكترونية او عبر الهاتف ليبلغه
رغبة حكومة الاحتلال باستيزاره او
توظيفه او منحه مقاولة ليستلم
حصته في صك ويحيلها بالباطن الى
مقاول ثانوي، والهبة الدولارية لا
تستغرق سوى دقائق يعود بعدها
البطل المعارض بحقيبة دولارات ملك
صرف او مقسمة مع السيد دولة رئيس
الوزراء او الزبانية الآخرين. وان
ترسل له تذكرة الطائرة وبضعة آلاف
من الدولارات عربون القبول
بالمنصب او المقاولة اثباتا لحسن
النية وهنا تنتهي معارضة المعارض
ويتحول الى جزء من جوقة العملاء.
اما الوجه الثاني للعملية فهو
ببساطة يتمثل في ان هؤلاء
المعارضون يبثون بين الناس بهدوء
متناهي فكرة في غاية الخطورة قد
لا ينتبه لها كثيرون وتمرر
تدريجيا في عملية غسيل دماغ
منتظمة مفادها ان دولة رئيس
الوزراء وحكومته هم عراقيون
يتعاملون مع ظرف عسير يفرض عليهم
مسارات مناورة سياسية واقتصادية
واجتماعية وانهم سيفلتون منها في
أي لحظة ليعلنوا عن وطنيتهم
المتأصلة في ذواتهم. وهنا يلعب
هؤلاء المعارضون دورا مدفوع الثمن
للبعض ودورا بليدا للبعض الآخر ان
لم نسئ الظن بهم, دور ايحائي
يلامس سايكولوجية مفهومة يخضع لها
العقل البشري فحواها ومآلها
النزعة الانسانية لوضع الاحتمالات
والتوقع والظنون.
معارضون يمارسون لعبة قذرة
تفاصيلها واجزاءها تصب في اطار
لعبة الفوضى وخلط الاوراق ...
لعبة مبتكرة مآلها تقصير الفجوة
بين الوطنية ونقيضاتها. وقد بدأت
هذه اللعبة في العراق الجديد تحت
لافتات مختلفة من بينها الدعوات
المتوسلة الى ايقاف ظاهرة
التخوين. وهي ظاهرة اشتغلت عليها
الاحزاب العميلة تحت اشراف مباشر
متوقع من الماكنة الاستخبارية
والمخابراتية لدول الغزو
والاحتلال الغاشمة وهدفها الغاء
القناعات الوطنية المترسخة في
عقول العراقيين ان الاحزاب
الطائفية واطراف جوقة استجداء
الاحتلال ان هم الاّ عملاء وخونة.
حملة اريد لها ان تبرئ حزب الدعوة
والمجلس الاعلى وجماعة علاوي
وجماعة الجلبي والاكراد
المتصهينين من جريمة بيع العراق
وتوقيع اتفاقات وصكوك المتاجرة
بمصير الوطن والامة واعتبار عملهم
مع الاحتلال وتحت اشرافه وامرته
التامة ان هي الاّ محاولة لانقاذ
الوطن ... تدليس فاضح ورياء مكشوف
غير انه وجد لهذا السبب او ذاك من
يتبناه واخذ معارضوا آخر زمن
وكالة الترويج له والبحث عن
مسامات ينفذ من خلالها الى الجسد
العراقي المحصن.
من حقنا ان نتسائل عن بلد يعتمد
فيه تعريف جديد للوطنية وكيف
تفترق عن الخيانة الوطنية
واندراجها ضمن خانة الخيانة
الكبرى التي يحكمها قانون الدول
بالموت او السجن الى ما لا نهاية
..؟؟؟؟؟.
تتبنى قناة المستقلة بشكل خاص
التي تبث من عاصمة المعارضة (تحت
الطلب) لندن برامج يومية تحت
عنوان الديمقراطية والمستقلة تهتم
بالشأن العراقي وتستضيف معارضي
هذه الفصيلة ومنهم من دخل بغداد
واخذ حصته وخرج مثل وفيق
السامرائي ومنهم من دخل بغداد
باحثا عن مكان في برلمان الاحتلال
فأحبط عمله وارتد الى عاصمة الثلج
والضباب من امثال عبد الامير
علوان وآخرون من جوقة المهانين في
معسكر رفحا من ادوات ايران في
صفحة الخيانة والغدر من امثال
محمد الخزاعي وعلي الربيعي
وشوفينيين موتورين من امثال قيس
قرداغي .. وهم ومعهم مقدم
البرنامج المؤدب جدا لا يسمون
المالكي الاّ بصفته (دولة رئيس
الوزراء) في لحظات محددة يكرر بها
الاسم واللقب وبعد ثواني يعلنون
على الملأ ان الجماعة في الحكومة
والبرلمان كلهم فرس وانهم عملاء
لامريكا ... وفي لحظات قادمة
تنطلق القرائح في سد الفجوات من
ان العملية السياسية تحتاج الى
مزيد من الخدمات للناس لتأخذ
استقرارها، وانها ستتوطن بمجرد
عبور بعض الهنات هنا وهناك ....
معارضة مرتبة وتنتظر فرصتها ..
معارضة انتظار المناصب هذه تلعب
لعبة اخرى لصالح الاحتلال وعملاءه
وهي لعبة ادخال المقاومة الوطنية
الباسلة في لعبة الاسود والابيض
... لعبة الفوضى اياها .. والحوار
الديمقراطي يستقطب هنا نكرات لا
تباع ولا تشترى في أي سوق للنذالة
والضغائن من امثال المدعو زيد
العيسى الذي لا يكتفي بابراز وجه
المعارضة الذي ينتظر اصلاح
العملية السياسية من قبل عملاء
اميركا خونة الوطن والامة بل
ويجهد نفسه الوسخة في تشويه سمعة
المقاومة البطلة في جدله العقيم
بين الارهاب والمقاومة. انه فأر
سمين يعتقد مخبولا ان بوسعه ان
يعطي صك البراءة لعمالة الصفويين
والاذناب ...
نحن نقول مرحى لكل رجل شريف اكتشف
الخلل والخطل في مواقفه السابقة
وتاب الى الله والعراق والشعب
العراقي .. لكن حذاري من هؤلاء
اللاعبين على الحبال .. فهم عملاء
حتى النخاع ورواياتهم الاعلامية
وطروحاتهم اكثر قصرا من ملابسهم
الداخلية. |