العار الذي الحقته
اميركا بنا بعد ان احتلت العراق مشاركة مع
ايران والصهيونية هو سكوتنا على الاحتلال وعدم
رفع السلاح والمقاومة بوجهها. نحن نتحدث هنا
عمن ركن الى بيته ووظيفته وراتبه وارتضى الى
جانب عار العيش تحت سنان حراب الاحتلال ان
يعيش تحت كل تفاصيل الحياة الذليلة التي ولدت
مع ولادة زمن البؤس والسقوط. نحن نعرف ان جزءا
من شعبنا الابي ما زال خارج معادلات التاثير
على سير احداث الحياة في العراق المحتل ونعرف
كل الاسباب التي جعلته يركن الى الاستكانة،
ومن بين اهم هذه العوامل هو وقوعه تحت طائلة
الخداع الطائفي الذي مارسته الحوزة والمرجعيات
والاحزاب والمليشيات التابعة لها التي خدعت
الناس بادعاءات واقاويل باطلة ليست بالنسبة
لنا سوى جزء من برنامج التخدير والتغييب الذي
اختطته الدول المحتلة وهي اميركا وايران
والدولة العبرية وبريطانيا. فهذه الدول قد
عملت بشراكة طويلة على غرس خناجر التفرقة
العرقية والطائفية وعملت منذ عام تاميم النفط
العراقي على خطوط تآمر مختلفة عسكرية
واقتصادية واعلامية. ففي الاعوام الواقعة بين
78 و84 عندما كنّا طلابا في لندن وكانت ايران
تعبئ مظاهرات شبه اسبوعية ضد العراق من قبل
الجالية الايرانية هناك مع نفر من عناصر حزب
الدعوة العميل وبعض العناصر التي كانت تعمل
كمعارضة للحكومة العراقية مثل بعض الشيوعيين
يوزعون المنشورات ويلصقون الاستكرات ليس فقط
على الجدران بل وحتى تحت اقدام المارة تحتوي
على مواقف لا تختلف بشئ عن اطار العمل السياسي
الذي انتجته سياسة الاحتلال بعد الغزو المجرم.
كانت جميع طروحات هؤلاء المرتدين والمرتمين
باحضان دوائر المخابرات تتناول الابعاد
الطائفية المريضة والابعاد العرقية الشوفينية
بأبشع تراكيبها في ذات اللحظة التي ترمي
بنبالها المسمومة في صدر الامة العربية
والقومية العروبية المسلمة، وكانت بريطانيا
مثلا تحمي هؤلاء حماية كاملة وتعطيهم كل
تسهيلات مهاجمة العراقيين الوطنيين وتشكيلاتهم
الطلابية وتضييق الخناق على طلاب الاتحاد
الوطني لطلبة العراق وفعالياتهم المختلفة التي
تعبر عن الانتماء الوطني والقومي العروبي.
فكثيرا ما تم اعتقال العديد من الطلبة
العراقيين حين يمارسون حقهم الطبيعي في رفع
اسم العراق الشريف من تحت اقدام الناس حيث
كانوا يلصقون الاستكرات وفي اقبية القطارات
تحت الارض والمرافق الصحية .. اماكن كانت
تستهوي هؤلاء المرضى ليضعوا فيها اسم العراق
الذي كنا نرفعه رايات خفاقة في وضح النهار
وبيانات عز تحكي قصص البناء والاعمار والتقدم
الاعجازي كرد على دبابير الظلام واهواء
الضمائر المباعة.
اذن .. من يقف مكتوف
الايادي امام افعال الاحتلال المجرم وعملاءه
الطائفيين والشوفينيين تحت ضغط التدليس
الطائفي يجب ان يدرك, ان لم يكن قد ادرك الى
الآن, ان الاحتلال ليس شيعيا ولا يحب اهل
البيت بل انه لا يعرف ولا يحترم اهل البيت ولا
صلة له بالشيعة الاّ ما اقتضته علاقة التمويه
والتعمية والخداع التي تجعل نصف شعبنا يهن
ويضعف ويضع راسه في جلباب عار القبول
بالاحتلال لأنه جعله يعتقد لوهلة انه سينسحب
بعد حين بعد ان يوفر فرصة حكم للشيعة. كذبة
وخديعة كبرى لا تضاهيها الاّ خديعة وكذبة
مظلومية الشيعة.
الآن ... لنفترض جدلا
.. ان مظلومية الشيعة تحت حكم دولتنا الوطنية
كانت امرا واقعا وحقيقيا .. وننسى قادة العراق
من ابناءه الشيعة مثل سعدون حمادي ومحمد حمزة
الزبيدي ومزبان خضر هادي وراضي حسن سلمان
وراهي حسن فرعون, نماذج من رجال مسكوا مواقع
قيادية في دولتنا الوطنية لم يتقدم عليها سوى
موقع رئيس الدولة، وغيرهم آلاف من وزراء
واعضاء برلمان منتخبون يعرفهم كل العراق وقادة
جيش ورؤساء جامعات وعمداء كليات ومدراء عامون
وقادة امنيّون في مختلف الاجهزة وقضاة واصحاب
درجات استشارية خاصة جدا .. ونطرح على انفسنا
كأبناء مذهب جعفري عروبي بضعة اسئلة لنرى عبر
الاجابة عليها بالاستناد الى ديننا الحنيف
قرآنا وسنة وسيرة اهل البيت سلام الله عليهم
هل ان ما جرى و يجري امر يشرفنا الركون اليه؟
اولا: هل استجار
اهل البيت بأعجمي لينصرهم في مظلومياتهم التي
نتداولها ونؤسس عليها؟ وهل سقط احدهم حاشاهم
جميعا، خانعا ذليلا امام حوادث الظلم ام انهم
ظلوا يقارعون الظلم والطغيان ففازوا برضى الله
وجنات النعيم وفخار التاريخ؟ كيف يمكننا ان
نرفع شعارات محبتهم ونزيغ عن منهجهم كما يفعل
الكثير منا الآن بقبولهم بالاحتلال والسكوت
عنه؟
ثانيا: اذا كانت
مظلومية الشيعة تعني عدم مسكهم لزمام الحكم
والسلطة من زمن الامام الحسن عليه السلام والى
اللحظة فهل يشرفهم ان يمسكوها تحت ظرف العراق
الراهن حيث البلد محتل ودماء ابناءه تُهدر
وعرضه يُنتهك؟ هل ان من يقبل الحكم ويتهافت
عليه تحت ولاية اليهود والنصارى مسلم حقيقي
وشيعي جعفري يرفع ألوية اباة الضيم واهل الشرف
الرفيع في الارض وفي الآخرة (أهل البيت عليهم
السلام)؟
ثالثا: لقد اتضح كل
المستور لكم الآن وعرف امييّكم وعالمكم ان
الشيعية التي يحملها حكام الجور تحت حراب
المحتل حقيقتها وجوهرها، إن هي الاّ برامج
بلاد الفرس ومصالحهم واطماعهم التي نعرفها من
يوم تعلمنا كتابة حروف الهجاء. انتم الآن ايها
الشرفاء النجباء ابناء القادسيتين واهل
الصولات البطولية في ام المعارك والحواسم قد
ادركتم تماما ان الاحزاب الطائفية لا تمثلكم
وفقا لاية صيغة اجتماعية او سياسية او مصلحية
بل انها مجموعة عصابات مجرمة تقتل وتنهب وتسلب
وتنتهك اعراضكم واعراض كل العراقيين محاولة ان
تحقق كل ما بوسعها من المكاسب حتى تحين ساعة
العودة الى ديار العجم والاجانب التي جاءوا
منها محتمين بجيوش الغزو، وعليه فانها لا ترفع
ظلما ولا تسقط حيفا بل انها في واقع الامر
توقع علينا وعلى كل شعبنا الظلم والحيف والقهر
والتعسف وتلبسنا ثياب الذل والرذيلة.
رابعا: ليعطني
احدكم, انتم ابناء الشرف اليعربي والغيرة
المحمدية والعلوية والحسينية, انتم الذين
نعرفهم يرفضون ان يتنفسوا تحت ذقون العجم
الوسخة, ليعطني شعبا تم تحريره بواسطة دول
غازية محتلة, اعطونا نموذجا واحدا سبقكم في
التاريخ جاءته قوى غازية محتلة تخالفه الدين
والاخلاق والقيم لتحرره ... هذا ان افترضنا
جدلا مرة اخرى ان فكرة التحرير في حالنا الذي
نحن بصدده هي فكرة صائبة وذات اصول وتكوينات
صحيحة .. وحيث اننا متيقنون انكم لن تفلحوا في
مسعاكم .. فلم قنوطكم وسكوتكم على الاحتلال
البغيض واعوانه؟
يشهد الله اننا حين نرى
تهافتكم في بعض مدن الجنوب ولهاثكم خلف كاميرا
قناة تلفازية تحرسها مفارز الشرطة لتسجل معكم
لقاءات هزلية معيبة لتحصلوا على جائزة لا
تساوي قيمتها صندوق ماء خالي من الكوليرا او
اضاءة من مولدة الحارة المملوكة لأحد زعماء
بدر او المجلس او الدعوة المحليين امدها
ساعتين فقط .. حين نراكم بهذا الحال ...
نستكثر عليكم ان تنتسبوا الى مذهب العالم
الامام العبقري البطل الصنديد جعفر الصادق
عليه السلام ... هذا الحال يجعلكم تنتسبون الى
مجاميع عبدة الدولار وعباد فرج البقرة ومجاميع
اللوطية وعديمي الرجولة. انهم يتاجرون ببؤسكم
وخوركم وبلادتكم ويضحكون عليكم بعد ان حولوكم
الى رعاع وعديمي الغيرة. فكيف تقبلون لانفسكم
هذه الدونية وانتم مًن مرّغ انف خميني وبلاد
فارس في الوحل حين رديتم عدوانها المجرم في
قادسية صدام المجيدة؟
لمَ نصوم؟ لمَ نصلي؟
لمَ نردد اننا حملة رايات الائمة الاطهار؟ بل
لمَ نردد اننا مسلمون اصلا؟ ما فائدة اسلامنا
ان كنا عبيد اليهود والنصارى يسوموننا وبلدنا
سوء المعاملة يدوسون على رؤوسنا بالبساطيل
ويأخذون من يشائون من نساءنا الى حيث يريدون
ويسلطون على رقابنا الهوان والانتكاس وطأطأة
الرؤوس؟
لا ... لسنا احفاد علي
والحسين .. ان نحن بقينا على هذا الحال ...
نحن ان بقينا لا ننتفض اليوم في رمضان فلا داع
لصيامنا ولا لقيامنا ..لان الاسلام دين الاباء
والحرية والسيادة والكرامة والعرض.
يتساءل بعضكم .. بل
الكثير منكم .. ماذا بوسعنا ان نفعل؟ ونحن
ندلكم عن الواجب الديني والوطني والانساني ...
نعم نحن ندلكم لنخرجكم من ثياب العار ....
1-
مارسوا العصيان المدني.
2-
تظاهروا وزلزلوا الارض تحت
اقدام العجم والامريكان.
3-
حين تتظاهرون سيلاقيكم من
يدلس ويكذب عليكم الآن بالرصاص .. ارفعوا بعضا
من دماءكم الى السماء كما فعل الحسين الذي
تصرخون ... ياليتنا كنّا معكم .. فأنتم في هذه
اللحظات كلكم حسين .. الحسين رمز الشجاعة
والبطولة وليس الذل والنحيب.
4-
اضربوا عن العمل وعندكم
ألف مبرر فأنتم لا تمتلكون أي شئ للحياة وليس
عندكم حكومة معرّفة كما حكومات العالم بل
عندكم لصوص وسراق ومنتهكي اعراض وخونة وعملاء
ومفسدين. كلهم هكذا معممهم وغير المعمم فيهم.
5-
التحقوا بتجمعات العشائر
الرافضة للاحتلال وانتم تعرفونهم.
6-
التحقوا بتشكيلات حزب
البعث العربي الاشتراكي والفصائل الاخرى
المجاهدة.
7-
التحقوا بفصائل الجهاد
المعروفة ومنها جبهة الجهاد والتحرير والجهاد
والتغيير والجهاد والاصلاح والقوات المسلحة
وغيرها.
8-
هاجروا الى ديار في بلدكم
تحمل السلاح واكسبوا رضا الله ورسوله والصحابة
واهل البيت والوطن واحرار العالم.
ابحثوا عن غير هذه
السبل فأنتم لا تعوزكم الحيلة ولا الوسيلة
فكلكم حملة سلاح واهل بطولة وشجاعة .. فان
رمتم استراحة .. فلقد استرحتم ست سنوات الآن
ورايتم بأعينكم ما يحصل لشعبكم وبلدكم. والاّ
فلا معنى لاي تدين تقومون به ... صحيح اني لست
صاحب فتوى دينية, غير اني امتلك حق الفتوى
الوطنية ومَن لا وطن له لا دين له ومَن لا دين
له لا طائفة له.
ندعو الله سبحانه
وتعالى ان يتقبل صيامكم وقيامكم وان يعاونكم
على ان تنتفضوا لرفع العار الذي الحقناه
بانفسنا ألا وهو عار الخنوع والخضوع للاحتلال
وليعي مَن لم يعي منكم ذلك بعد .. ان فضيحتنا
مدوية امام العالم كله بما فيه الدول المحتلة
الاساسية اميركا وايران واسرائيل وبريطانيا
لانهم يؤمنون ان من بين حقوق الانسان ..
مقاومة الاحتلال.
عاش العراق حرا موحدا
عاشت المقاومة العراقية
البطلة
والله اكبر |