لست ممن يغريهم
بريق الديمقراطية الليبرالية ولا
أنا من الذين يحترمونها بأي حال
من الاحوال, وأنا أحمل قناعات
مطلقة ان هذه الديمقراطية تسمح
بأي شئ شريطة ان لا يمس المؤسسة
الرأسمالية فكرا ومضامين واشخاص.
هذه القناعة ليست نظرية
ايديولوجية بل انها عملية تشكلت
اثناء دراستي للتحضير للماجستير
والدكتوراه وعايشت اضرابات العمال
التي اما تنتهي بلا نتائج او
بزيادة شهرية لا تساوي اجرة باص
لخمس ايام .. وصورة ذاك الشيخ
اليهودي الرث الاشعث الواقف فوق
منصة من أسمال بالية يتحشد حوله
بضع عجائز يخطب فيهم عن عنصرية
العرب وهمجيتهم ودمويتهم.
الديمقراطية الليبرالية عندي
تماما مثل قولنا الشائع ... تريد
أرنب خذ أرنب, تريد غزال خذ أرنب
.. فكل ما هو سطحي وبليد ومرتبط
باللفظ اكثر من ارتباطه بافعال ..
ونهاياته مفتوحة لتصرّف فردي او
جماعي لا يغيّر من حقائق السيطرة
المطلقة للمؤسسات الادارية
الظاهرة او اللوبيات المستترة خلف
معاهد الدراسات الاستراتيجية,,
مسموح به ويمكن احتواءه. أما
حاجات الناس الحقيقية ومنها
كرامتهم الانسانية المسحوقة تحت
غبار الجنس والمخدرات والبطالة
والرعاية الاجتماعية وسجون
الاحداث ومصحات العاهرات فتلك
امور تقع تحت رعاية الانسان
المعني ولا علاقة للديمقراطيات
الليبرالية في التدخل لحمايتها او
حضانتها او تحسينها.
ومن بين كفري
الشخصي بالديمقراطية الليبرالية
هو ايماني العميق ان الانتخابات
التي تجري فيها تقف على علاقة
سطحية بليدة هي الاخرى بحاجات
الناس الحقيقية ومصالح الشعوب
الاّ في شئ واحد لا استطيع
التغافل عنه او انكاره ألا وهو
قدرة المؤسسات الرأسمالية على
تحشيد البشر حول فكرة التغيير
المتناوب بين اطراف اللعبة
الراسمالية .... وهنا اعترف لكم
اني قد تحشدت مع الملايين البليدة
لأتابع مسار الانتخابات الامريكية
وحرمت على نفسي مغادرة اية ندوة
حوارية او مقال استطيع التواصل
معها بما في ذلك القرار التاريخي
الذي اتخذته الاعلامية الامريكية
السمراء اوبرا بدعم باراك اوباما
اذا قبل بفكرتها بالترشيح للرئاسة
بكل ثروتها المليارية على ما اظن
وحينها كان الرجل ينتشي بلقاءها
به في برنامجها الذي تعده لصالح
احدى القنوات العربية جدا ..
جدا... وها هو ينتشي الآن بنشوة
دخوله التاريخ من ابواب لم يسبق
لها مثيل ... ليس لانه اول رئيس
امريكي اسود فقط بل ولان انتصاره
بفارق الاصوات الحقيقي لم يسبق له
تاريخ من قبل ايضا .
نحن المقاومون
العراقيون وابناء العراق الرافضين
للاحتلال الامريكي المجرم لبلدنا
الحبيب نهنئ انفسنا .. ليس بفوز
اوباما .. فهذا الفوز قد .. قد ..
قد ..لا يعني شيئا لنا .. غير ان
مصادر التهنئة ومنبعها الحقيقي هو
لاننا اسقطنا الصقور القتلة
المجرمون بهزيمة مهينة حيث وفّرنا
بجهدنا وجهادنا ورباطنا السابح في
بحر الدم وانين الوجع وحسرات
الدمار ولوعات الاغتراب وحزن
التفتيت .. وفّرنا بجهادنا
البطولي الذي ترك نماذج معوقة من
الامريكان يشكلون قوة اعلامية
قاهرة تطيح بدجل بوش والصقور
والجمهوريين وترك علامات فارقة في
كل مقبرة على ارض اميركا تشير
بأصابع تفقأ عيون الصهينة التي
اعتدت على بلدنا الآمن وشعبنا
المسالم وبالسقوط المدوي
للراسمالية االمتطفلة ... وفّرنا
بهذا وذاك وسواهما ألف سبب وسبب
للشعب الامريكي ان يطيح بالصقور
القتلة في عملية ليست ديمقراطية
باي حال من الاحوال لان
ديمقراطيتهم تقتضي ان يكون الفارق
اجزاء من صوت .. فقط اجزاء من صوت
.. والفارق في سقوط الطاغوت يمكن
ان يشبه الانقلابات التي .. كانت
.. تحصل في اقطار امتنا في الدهور
الغابرة عندما كان عندنا عرب لا
يقبلون الهوان.
الآن .. مَن فاز
... أبيض ام ملون. لا يهمني بشئ
.. ان يصدق فيما وعد او لا يصدق
لا يهمني بشئ .. غير اني اتمنى
على الرجل وادارته ان تعتبر
وتتوسل بالعوامل والاسباب التي
جعلتها تفوز بما يشبه الانقلاب ..
وكل شعوب الارض تتطلع الى ان تتخذ
الادارة الجديدة قرارات واقعية
ومنطقية تخدم اميركا قبل غيرها
ومنها ان تستفيد من عدم سقوطها في
دوائر الحرج الاجرامي المتأصل في
عقول الصقور الصهاينة فيخرجوا من
العراق ليخدموا اميركا بحق ونحن
نستفيد بدورنا من لحظة صدق
للديمقراطية لنعيد بناء عراقنا
الجريح.
وأخيرا وليس آخرا
... العيب ليس في الديمقراطية
كمفهوم انساني راقي، انما العيب
في مَن استخدمها في غير منهجها.
عاشت المقاومة
العراقية البطلة الفائز الاكبر في
انتخابات سقوط الطاغوت. |