*
انطلاقا من العراق المنتصر المحرر فإن الأمة
العربية ناهضة و المقاومة العراقية هي تتويج
لكل نضالات الأمة
*
بإذن الله قريبا سوف نفرح بالنصر بدون محاضرات
، سوف نرقص للصباح في مثل هذه القاعة احتفالا
بالانجاز العظيم للمقاومة العراقية الباسلة
الأخ
محمد شعبان:
نحن مصرون عل
المضي قدما في دعم القضية العراقية بكل
الوسائل
حل بمدينة صفاقس التونسية
الدكتور أحمد شوتري و قد استقبل من طرف نقابيي
صفاقس و على رأسهم الأخ محمد شعبان الكاتب
العام للاتحاد الجهوي للشغل بصفاقس استقبالا
حارا بما يليق بالضيف الجزائري الكريم
باعتباره من الأصدقاء الحميمين للشهيد صدام
حسين.
و قد نظم الاتحاد الجهوي
يوم 27/09/2008 سهرة رمضانية ثقافية
بالمناسبة اشتملت على محاضرة قدمها الدكتور
الشوتري تحت عنوان " المقاومة العراقية الواقع
و الآفاق" و تخللها عرض موسيقي لفرقة الكرامة
التي أبدعت في تنشيط الحصة بالأناشيد و
الأغاني الوطنية التي تغنت بالشهيد صدام حسين
و بالمقاومة في العراق و فلسطين و أمتعت
الحاضرين بأغانيها الوطنية الجزائرية و
التونسية و ابداعات مصر عبد الناصر الغنائية و
خلقت أجواء من التفاعل شجع الشباب في القاعة
على تقديم عروض في رقصة الدبكة. و مما زاد في
اضفاء الشعور بالنخوة و الاعتزاز تلك الصورة
الضخمة للشهيد صدام حسين و صورة المسجد الأقصى
التين ازدانت بهما القاعة.
استهل السهرة الأخ محمد
شعبان بكلمة رحب فيها بالضيف الكريم
و اعتبر أن الحرص
على استضافته تندرج في إطار مواقف الاتحاد
المبدئية المتعلقة بدعم المقاومة العراقية و
اعتبارها الممثل الشرعي و الوحيد للشعب
العراقي و شكر الحاضرين مؤكدا أن حضورهم يجسد
تمسكهم بالدفاع عن القومية العربية و التزامهم
بمساندة المقاومة العربية في العراق و فلسطين.
كما حيى فرقة الكرامة التي اعتبرها الصوت
الغنائي للأمة . ثم ألفت الأخ الكاتب العام
انتباه الضيف أن الاتحاد العام التونسي للشغل
له مبادئ و مقررات هامة في نصرة قضايا الأمة
و في مقدمتها قضية فلسطين و العراق معتبرا أن
المقاومة في العراق هي واحدة من أهم مقاومات
الأمة و أن المقاومة في لبنان و فلسطين خير
داعم لها. كما حرص الأخ محمد شعبان على إحاطة
الضيف الكريم علما بأن جهة صفاقس كانت رائدة
في تحركاتها و تضامنها في كل المراحل التي مرت
بها القضية العراقية منذ حرب الخليج الأولى
إلى مرحلة احتلال العراق من طرف القوة الغاشمة
الأمريكية مع تدعيم من الأنظمة العربية كما
وقفت الجهة إلى جانب الشعب العراقي البطل و
قائده الشهيد صدام حسين ثم عبر عن اصرار
الاتحاد الجهوي للشغل بصفاقس على المضي قدما
في دعم القضية العراقية بكل الوسائل. و في
موفى حديثه عن الوضع في العراق تمنى الأخ محمد
شعبان النصر للمقاومة الباسلة التي أعد لها
جيدا الشهيد صدام حسين كما تمنى للمقاومة
الفلسطينية وحدة الصف حتى تتوصل بمساعدة القوى
الوطنية العربية إلى فك الحصار على غزة
المجاهدة.
ثم بعد ذلك استهل الدكتور
أحمد شوتري محاضرته بتمجيد تونس العربية و
اعتبرها الصوت العربي داخل المغرب العربي . و
استسمح الحاضرين في وصفه لجهة صفاقس بالنسج
على مقولة الشهيد صدام حول الفلوجة التي قال
عنها" إذا كانت الأنبار تاج العراق فإن
الفلوجة درتها " و عبر عن ذلك قائلا " إذا
كانت تونس هي تاج المغرب العربي فإن صفاقس هي
درتها" .
كان القائد صدام حسين دائما وفيا لمبادئه
القومية العربية
ثم تعرض إلى عمق و حقيقة
مشاعر الشهيد صدام حسين تجاه أمته قائلا " كان
الرئيس صدام حسين كما عرفته عن قرب في حدود
إحدى عشرة سنة له عاطفة جياشة تجاه أمته ،
فكلما تذكر أمامه حالات من حب الأمة للجهاد و
لرموزها تفيض عيناه بالدمع و كانت ثقته
بالجماهير العربية كبيرة و قد روى أمامي قصصا
تدل على حبه العميق لأمته و أنه لم يميز طوال
حياته بين عراقي و عربي و بين قطر عربي و آخر.
فحين استقبل العراق خمسة ملايين مصري للعمل
اشتغلوا أكثر من عشرين سنة و في فترة معينة
حصلت بعض مناوشات و مشاجرات بين عراقيين و
مصريين فظهر صدام على التلفزيون ليقول حرفيا "
ابتداء من اليوم فإن الخمسة ملايين مصري
الموجودين في العراق هم ضيوف صدام حسين و أي
عراقي يتعرض لهم بأذى يكون قد اعتدى على صدام
حسين".
و حين تحرشت السينيغال
سنة 1984 بموريتانيا و حاولت احتلال جنوب هذا
القطر اتصل الرئيس الموريتاني بالرئيس صدام
حسين بعد أن يئس من الجامعة العربية . فقد روى
صدام حسين أمامي أحداث تلك الفترة قائلا " لقد
استدعيت سفير السودان و حين دخل علي لم أنهض
من مكاني و تعمدت البقاء في مكتبي و تركته
واقفا في الباب و لم أعطه الإذن بالجلوس و قلت
له: بلغ رئيسك أن أي اعتداء على موريتانيا هو
اعتداء على العراق و أنتم لستم بندّ للعراق و
أنا أبلغك برسالة مفادها أن هناك جسر جوي
حاليا ينقل الأسلحة و الدبابات من بغداد إلى
نواق الشط" و واصل الدكتور حديثه قائلا" تدخل
صدام هذا أدى إلى تراجع العدوان و بذلك حمى
صدام حسين موريتانيا ، ثم إن الجيش الموريتاني
لأول مرة يملك دبابات و هي دبابات عراقية
دبابات صدام حسين" .
و حين وصل غيرينغ في
السودان سنة 1987 إلى تخوم الخرطوم في محافظة
كسلة و حين كان الجيش السوداني لا يملك عتادا
ليدافع عن نفسه اتصل الرئيس السوداني بالرئيس
صدام حسين بعد أن يئس من الجامعة العربية فقال
له صدام" كسلة تساوي عندي البصرة لا فرق عندي
بين كسلة و البصرة ، خوذوا ما تشاؤون من
الأسلحة " و أرسل الرئيس العراقي ضباط و
خبراء و تمكن الجيش السوداني عندها من حماية
الخرطوم من السقوط.
لقد كان صدام حسين واحدا
من العراقيين و لم يعتبر نفسه في مرتبة أرقى
من أي فرد عراقي فنزل إلى ساحة المواجهة لقتال
الاحتلال مثل أي عراقي و لم يسأل عن أولاده و
أسر كأي عراقي و حوكم و أعدم كأي عراقي. و
رفاق صدام حسين البعثيين نسجوا على منوال صدام
حسين و قد بلغ عدد شهداء البعث من 2003 إلى
غاية 2007 120 ألف شهيد . ليس هناك حزبا في
الوطن العربي قدم هذا العدد من الشهداء ،
هؤلاء هم رفاق صدام حسين و هذا هو جيش صدام
حسين. و هذا هو صدام الذي ترك أبواب العراق
مفتوحة ، ففي سنة 1997 و في رسالة مفتوحة
للرئيس ياسر عرفات قال له فيها : إذا قدر لك
بأن تتفاوض مع العدو فاترك الأبواب مفتوحة ، و
إذا حشروك فلا توقع و اترك الشعب الفلسطيني
يتحمل مسؤوليته . وهذا ما فعله صدام حسين مع
العدو ، لم يوقع و لم يستسلم و ترك الأبواب
مفتوحة ، و شعبه هو الذي بصدد إكمال المسيرة .
استهل الدكتور المحاضر
محور المقاومة العراقية بقوله" أنا أعرف أنكم
متشوقين لمعرفة أخبار المقاومة في العراق" ثم
واصل قائلا " أنا لا أبالغ ، أنا أقدم
المعلومات التي أملكها و أطمئن لها و أحلل
المعطيات من موقعي كأستاذ أكادمي".
صدام حسين أعد كل مستلزمات الحرب الشعبية و
كان على دراية بأن أمريكا ستحتل العراق
بدأ الأستاذ بتذكيرنا ببعض
الوقائع قائلا "سنة 1996 خاطب صدام حسين شعبه
في التلفزيون و قال له " لا يجب أن تنتظروا
قرارات إيجابية من مجلس الأمن حول قضية رفع
الحصار عن العراق، أنتم الذين يجب أن ترفعوا
الحصار عن أنفسكم و تعتمدوا على أنفسكم ". و
كان صدام دائما يخاطب حزبه و القوات المسلحة
بشكل مغلق بقوله " يجب أن تتصرفوا و كأن ليس
لكم نصير إلا الله و دعاء الخيرين من أبناء
أمتكم فعولوا على أنفسكم و أنتم محاطين بكل
أعداء العالم " هكذا كان تخطيطه ، لذلك فقد
قام بتسليح كل الشعب ، فحين يدرب سبعة ملايين
من خمسة و عشرون مليون فإن السبعة ملايين هم
في الواقع عدد الأفراد القادرين على حمل
السلاح ( إذا حذفنا العجائز و الأطفال
الخ....) كل هذا قام به صدام حسين استعدادا
لهذه المرحلة. من الناحية التكتيكية فقد تمت
تسمية الجيش الشعبي الذي تم تدريبه بجيش القدس
لكن في الواقع هذه التسمية تضليلية و مثلما
قال لي الأستاذ طه يسين رمضان ذلك الجيش هو
الجيش الذي تم اعداده لخوض المقاومة ضد
المحتلين. لقد انتخب صدام 250 ألف مقاتل تم
اختيارهم بشكل دقيق ، حتى ملفاتهم تم سحبها من
وزارة الدفاع ثم إعدامها ثم وزعوا على كل
الولايات و جهزوا بالأسلحة و المال و الخطط .
وهؤلاء المقاتلين ليس لهم قيادة و الوحيد الذي
يجمع بينهم هو الشهيد صدام حسين الذي أعد
مسبقا القيادة البديلة إذ كان يتوقع الأسر و
الاستشهاد. هؤلاء المقاتلين هم الذين بدؤوا
المقاومة يوم 11/04/2003 . قال صدام لهؤلاء
المقاتلين "اضمنوا لي الانطلاقة لشهور بعد ذلك
أقوم بتعبئة الشعب العراقي المدرب و المسلح
أنظمه ثم يلتحق بأولائك المقاتلين النخبة" .
إلى حد الآن لا أحد فينا و لا أحد في حزب
البعث يعرف هذه القيادات و رموزها و كيفية
عملها و قد كان هدفهم الوحيد هو إلحاق أفدح
الخسائر في الأرواح خاصة في صفوف العدو و في
مقدمته العدو الأمريكي لأنه رأس الحربة . و
قال صدام حسين مرة أمامي " طمئنوا الأمة، فبعد
معركة العراق لن تتجرأ أمريكا أو غير أمريكا
بأن تحتل أرض عربية، سوف تأخذ درس لم تعرفه في
التاريخ " لم يكن شعاره أنني سأنتصر بل شعاره
العراق سينتصر لأن الأفراد تموت و الشعوب هي
الباقية ".
و في أحد تحليلاته قال
الدكتور أحمد " إن المقاومة العراقية هي في
الواقع تتويج للمقاومات العربية و تتويج
للتضحيات التي حدثت في تونس و الجزائر ومصر و
موريتانيا و كل الأقطار العربية الخ.... ما
يميز المقاومة العراقية هي أنها وحدت الجماهير
العربية. و كذلك من خصائصها أن 26 مليون عراقي
يقاومون 300 مليون . فالجيش الأمريكي وراءه
300 مليون فرد و بلايين الدولارات و أكبر
المصانع و العقود و وراءهم كذلك 40 دولة من
أكبر دول العالم و وراءهم أعراب الخليج".
نخبة القوات المسلحة التي أعدها صدام حسين هي
ركيزة جميع فصائل المقاومة الستين
و واصل الدكتور حديثه
قائلا " من سنة 1996 صار واضحا أن الاحتلال
قادم و أن حسم المعركة بواسطة الجيوش
التقليدية غير ممكن بسبب موازين القوى بقي
الحل المتمثل في إعداد الشعب ليقاتل دفاعا عن
نفسه. فحين أطلقت نخبة القوات المسلحة شرارة
المقاومة يوم 11/04/2003 و ثم تم تعميمها في
كافة الولايات بدأ تنظيم الفصائل لأن الشعار
الذي رفعه الرئيس صدام حسين في الستة أشهر
الأولى قبل أسره و طلب من رفاقه أن يلتزموا
به هو " لا تبعّثوا المقاومة" (أي لا تحولوها
إلى مقاومة بعثية ) و ذلك لإيمانه أن القضية
الآن أصبحت قضية الشعب العراقي و أكد قائلا "
نحن نريد من كافة الشعب العراقي أن يقاتل و
بالتالي لا يجب منع أي أحد يرفع راية تخالف
رايتنا و كل من يريد أن يقاتل تحت راية
الاسلام أو الشيوعية أو العشائر فله ذلك و
أنتم دوركم تحثون الشعب للتنظم و المشاركة في
القتال و عليكم أن تمدوهم بالسلاح و بالخبرات
و المعلومات ". لذلك نلاحظ أن كل الفصائل
الستين التي شاركت في المقاومة كانت أجنحتها
العسكرية متكونة من الجيش العراقي . ففي
السنتين الأولى كل الشعب العراقي تنظم وراء
المقاومة سواء بجناحه العسكري المباشر أو
بالفصائل التي تشكلت تحت رايات مختلفة ، وحتى
البعث ، حزب صدام حسين له مجموعة من الفصائل
مثل الآخرين. القوات المسلحة العراقية موزعة
على كل الفصائل و هي التي توجه الاستخبارات و
المعلومات و تمد بالسلاح و لا تتدخل في مسألة
إن كان الاسلامي يقود أو الشيوعي أو غيره" .
انجازات المقاومة العراقية
عرج الدكتور على انجازات
المقاومة العراقية فقال" في هذين السنتين وحدت
المقاومة الشعب العراقي وراء ها و كذلك عزلت
العملاء و لم تتركهم يكونون جمهورا و أنصارا
من الشعب مما جعلهم يضمحلون بل أكثر من ذلك
أجبرهم نجاح المقاومة على الانقسام ، فحزب
الدعوة انقسم بين أنصار الجعفري و أنصار
المالكي الذين أصبحا متناحرين و حزب الدعوة
أصبح في تناقض مع الحكيم و الصدر أصبح منفصلا
عن الآخرين. الجلبي ليس له أنصار و علاوي في
نفس الوضعية و الحزب الشيوعي الجناح الكردي
كذلك ليس له أنصار و الحزب الاسلامي التابع
للأخوان المسلمين تشرذم و راح مع الاحتلال
وانتهى . إذن تحقق الهدف الثاني و هو شرذمة و
إضعاف العملاء الذين راهن عليهم الاحتلال
الأمريكي و عزل الجماهير عن هذه الشريحة.
سيتحقق الهدف الثالث و هو إلحاق خسائر مادية
كبيرة في الأرواح و المعدات و الأموال في صفوف
العدو و قد بلغ تعداد عناصر المقاومة في هذين
السنتين حوالي 400 ألف مقاتل متكونة من 250
ألف عنصر من نخبة القوات المسلحة و 150 ألف من
مختلف الفصائل".
و في تقييمه للخمس سنوات
من المقاومة قال الدكتور الضيف" الذي حصل بعد
خمسة سنوات هو أن المقاومة اتجهت لانجاز
المرحلة الثانية المتمثلة في توحيد الفصائل
عسكريا و التحامها مع الجناح العسكري ( القوات
المسلحة) و على تكوين جبهة سياسية موحدة فولدت
الجبهة القومية و الوطنية و الاسلامية و التي
لها مقر رسمي في دمشق يقودها أبو محمد و هي
التي تمثل الواجهة السياسية للمقاومة . أما
الستون فصيلا فقد تجمعت في أربعة جبهات و هي
جبهة الجهاد و التحرير و هي أكبر الفصائل و
التي يقودها المجاهد عزة ابراهيم الدوري نائب
الشهيد صدام حسين و تتكون من 35 فصيلا و جبهة
الجهاد و التغيير فيها 8 فصائل و جبهة الجهاد
و الخلاص فيها 6 فصائل هؤلاء الثلاثة فصائل
توحدوا حول برنامج و بايعوا القائد عزة
ابراهيم الدوري لقيادتها و بذلك يمكن القول أن
93 %
من الفصائل أصبحت موحدة حول برنامج واحد. بقيت
الجبهة التي فيها بعض فصائل القاعدة صحبة
الجيش الاسلامي الذي هو فرع من الأخوان
المسلمين و تشتمل هذه الجبهة على 6 فصائل و
لانملك إلى حد الآن معطيات كافية حول فصائل
هذه الجبهة. و مع ذلك فإن الجبهات الثلاثة
الموحدة تقوم بالتنسيق مع هذه الجبهة الرابعة
بل أكثر من ذلك فعندما نطلع على برنامج الجبهة
الرابعة الذي أصدروه في شهر رمضان الحالي نجد
أنه لا يختلف مع برنامج الجبهات الثلاثة
الأخرى و هذا شيء مهم".
و عن الوضع الراهن قال
الدكتور الشوتري" الآن العدو يترنح ، فمسألة
الهروب من العراق أصبح معلن . فالسفير
الأمريكي الذي رحل منذ شهرين من الجزائر قال
لأحد الصحافيين الجزائريين " إننا سنخرج من
العراق بعد الانتخابات مهما كان الرئيس" و
مؤخرا أعلنت أمريكا أن الجبهة الرئيسية التي
يجب أن نركز عليها و ننقل إليها قواتنا هي
الجبهة الأفغانية و الباكستانية و ها هم
بدؤوا ينقلون حوالي أربعة آلاف جندي
باعتبارهم يئسوا من السيطرة على العراق. هناك
قاعدة عسكرية تقول : مهما تطورت الأسلحة فإن
الجندي يبقى إلاه الحرب . يعني إذا قمت كدولة
مستعمرة باحتلال بلد و لا تقدر على الاحتفاظ
بها فيعني أنك فاشل. وهذا ما كان يراهن عليه
الشهيد صدام حسين الذي قال : يمكن أن تحتلوا
العراق لكن لا يمكن أن تحتفظوا به ".
المقاومة تتهيأ ليوم النصر المظفر
و عن الواقع الحالي قال
الدكتور" بعد توحيد الفصائل عسكريا و سياسيا
فإن المقاومة الآن على مشارف الدخول في مرحلة
الحسم ، و قد تدوم مرحلة الحسم شهر و ربما ستة
أشهر أو سنة . فيما يتعلق بمرحلة الحسم فأنا
أتوقع أنها ستكون في إحدى الاتجاهين . إما أن
أمريكا تقتنع بأن المقاومة هي الممثل الشرعي و
الوحيد للشعب العراقي نتيجة يأسها من العملاء
و بالتالي تدخل في مفاوضات مع هذه المقاومة و
يقع حسم القضية بالمفاوضات و هذا هو المتوقع
أو تضطر المقاومة إلى دك القواعد الأمريكية
بالصواريخ و هي تملكها فإمطار القواعد بشكل
مكثف يلحق العدو خسائر بشرية فادحة تجبر
العدو على الهرب و قد تحدثت المقاومة منذ
حوالي ثلاثة أشهر عن تطوير صاروخ مضاد
للطائرات و هذا جانب من جوانب الترتيبات
لمعركة الحسم التي سيستعمل فيها العدو
الطائرات".
و فيما يتعلق بالخسائر
الأمريكية قال الأستاذ المحاضر" هناك تعتيم
كبير على خسائر العدو. و انطلاقا من الوقائع و
الأرقام الأمريكية المحايدة فإن آخر إحصائية
كانت قدمتها منذ ستة أشهر منظمة قدماء
المحاربين التي لها مكتب داخل البنتاغون و
نشرت على مواقع الانترنيت ثم تم سحبها بعد
أسبوعين بأمر من بوش لما يشكل من خطورة على
مصالح الاحتلال الأمريكي ، هذه الاحصائيات
تقول بأنه منذ سنة 1991 إلى 2007 بلغ عدد
القتلى الأمريكيين 73.400 و حيث أننا نعلم أن
المواجهة بين الجيش العراقي و القوات
الأمريكية سنة 1991 لم تؤد إلى خسائر كبيرة
باعتبار أنها لم تكن مباشرة باستثناء معركة
كبرى جنوب البصرة دامت 15 ساعة و التي لا يمكن
أن تتجاوز الخسائر البشرية الناتجة عنها بضعة
آلاف من القتلى في صفوف الأمريكان فإن عدد
القتلى الأمريكيين الذين سقطوا بعد 2003
مرتفعا لا يمكن أن يكون أقل من 60 ألف. أما
الخسائر الأخرى فتتمثل في 160 ألف جريح و 50
ألف أصم و 14 ألف مجنون أعدوا لهم مستشفى في
ألمانيا أخفوهم فيه . إذن يمكن القول أن حوالي
270 ألف تم إخراجهم من الخدمة و بالتالي من
العراق. في العلم العسكري يمكن أن نقول أن كل
ثلاثة جرحى يقابلهم قتيل و حيث أن ثلث الــ
160 ألف جريح يساوي أكثر من 50 ألف ، فإن هذا
العدد ليس بعيدا عن رقم 60 ألف. أما الخسائر
المادية فقد تم تدمير 14.000 آلية و تم إسقاط
300 طائرة أما الخسائر المالية فقد بلغت
باعتراف خبيرين ماليين أمريكيين بليوني دولار
و هناك دراسة أخرى تقول أربعة بليون دولار. و
الحمد لله سمعنا خلال إقامتنا في تونس خبرا
منعشا يقول أن أمريكا دخلت في أزمة مالية
كبيرة . و أصبح الآن حديث بوش و أوباما و
الكنغرس مركزا عن كيفية إنقاذ أمريكا. إن هذه
الأزمة المالية أحد أسبابها الرئيسية هي
المقاومة العراقية و صدام حسين".
المقاومة العراقية هي التي ستصنع الغد المشرق
للعراق و الأمة و لكل العالم
واصل الدكتور حديثه قائلا"
عندما كنت طالبا في الماجستير سنة 1980 كان
يدرسنا أستاذ لبناني خريج جامعة كولومبيا و
هذه الجامعة متخصصة في الدراسات الاستراتيجية
المستقبلية . في ذلك الوقت أي سنة 1980 و 1981
كانت الحرب العراقية إيرانية قد اندلعت فسأله
الطلبة عن هذه الحرب فكتب لنا في السبورة
أربعة نقاط لازلت أذكرها جيدا و هي بمثابة
الحكم ( بكسر الحاء) و قد ثبتت صحتها.
النقطة الأولى قال فيها :
الخمينية جاءت للسلطة في إيران على الحراب
الأمريكية
النقطة الثانية : هذه آخر
حرب للدين في التاريخ
النقطة الثالثة : طالما أن
الخمينية القادمة من العصور الوسطى اختارت
الصدام مع الأمة العربية الناهضة فإنها خاسرة
لا محالة
النقطة الرابعة : شاءت
الأقدار أن تقبر الحروب التقليدية سنة 1956 في
السويس و أن تقبر الحروب الدينية في الخليج
العربي.
و أنا أضيف نقطة خامسة
أقول ستنهزم امبراطورية ثالثة على يد العرب و
هي الولايات المتحدة الأمريكية على يد
المقاومة العراقية .
فلولا المقاومة العراقية
لما تجرأت روسيا و أخذت ذلك الموقف التصعيدي
ضد الولايات المتحدة ، و لولا المقاومة
العراقي ما كانت كوريا الشمالية تتجرأ لطرد
الخبراء الأجانب و تعلن بتحدى أنها أعادت
تشغيل مفاعلها النووي. و لولا المقاومة
العراقية لما تجرأت فينيزويلا و أغلب بلدان
أمريكا اللاتينية أن تتحدى أمريكا . هكذا قدر
على أمتكم أن تكون سيف الحق . فهذه الأمة هي
شوكة الميزان فحين يكثر الظلم و يختل الميزان
لصالح الظلم تتحرك الأمة العربية و هي ضعيفة و
تعدل الميزان و تنصر الأمم ، و قد أثبت
التاريخ أنه كلما تتقدم الأمة العربية و تنهض
كلما ينحصر الظلم و كلما تضعف يزداد الظلم .
فانطلاقا من العراق المنتصر و المحرر فإن
الأمة العربية ناهضة إن شاء الله و المقاومة
العراقية هي تتويج لكل نضالات الأمة العربية .
لقد شاهدت بأم عيني و نحن نقاوم العدوان في
العراق بطولات الشباب التونسي ، ولا أقولها
مجاملة فقد تطوع للمعركة خمسمائة تونسي،
شاهدنا كذلك الموريتانيين و السودانيين . هل
تعرفوا بأنه كان هناك 200 ضابط سوداني في
الجيش العراقي و هل تعرفوا أن قائد الدبابات
في العراق هو سوداني. إن تجربة صدام حسين هي
تجربة عربية ، هل تعلموا أن قائد فرقة مدفعية
ميدان هو عقيد موريتاني و أنا أعرفه شخصيا ؟
إن التجربة التي خاضها صدام حسين هي تجربة
للأمة و كانت تجربة ناجحة لذلك فبالنسبة للعدو
يجب أن لا تمتد هذه التجربة ، يجب أن تقبر و
بقوة مهما كان الثمن .
وفي الأخير
و ختم الدكتور أحمد شوتري
محاضرته بقوله " أنا متفائل و أشارككم فرحتكم
و أشارككم تفاؤلكم و بإذن الله قريبا سوف نفرح
بالنصر بدون محاضرات ، سوف نفرح فقط سوف نرقص
للصباح في مثل هذه القاعة احتفالا بالانجاز
العظيم و من حقنا أن نفرح لأننا شركاء بالدم و
شركاء بالنصر.
و السلام عليكم و رحمة
الله و بركاته. |