مواطنة خليجية سمعتها وباذني تقول
ومنذ ايام قلائل انها دخلت السوق
المالية بمليون درهم وخرجت منه
باقل من ثمانين الف درهم , وكانت
هي من القلة المحظوظين بانهم
خرجوا بشيء من سوق المال , ومنذ
شهور قليلة راينا كيف كان الافلاس
الشديد لعدد هائل من المستثمرين
في الاسهم , وذلك من اجل اغراق
المواطن الخليجي المسكين بالمزيد
من الديون , فقد افتتحت العديد من
القنوات التلفزيونية من اجل جذب
المواطن الى سوق الاسهم وغمسه في
تلك السوق حتى اذنيه , درجة ان
تلك الدول سمحت للمواطن في
الاستدانة من البنوك الربوية
وسهلت له الامر واغرته من اجل
شراء الاسهم , وحين ادركت هذه
الدول ان غالبية المواطنين قد
تورط في تلك الديون , كشفت سوق
الاسهم عن الوجه القبيح , واللعبة
القذرة , ليكتشف تجار الاسهم من
المواطنين الذين اغرتهم وسائل
الاعلام التابعة لشخصيات مقربة من
اجهزة الدولة الحاكمة في دول
الخليج , وليذهب المال المدخر
للايام السود , والمال المقترض
بالفوائد لصالح شخصيات معروفة
تضاعف دخلها وطالت ابراجها
واستدارت كروشها , وليغرق شعب
الخليج في المديونية بعد فقدانه
بيته ومسكنه وعقاره ومدخراته ,
واصبح يعمل من اجل دفع الفائدة
واقساط الدين , والمصيبة ان كل
هذا حصل ويحصل امام نظر علماء
الدين , وخاصة منهم مايسمون
بالدعاة’ ولم يتجرا اي من هؤلاء
الدعاة بفتح فمه ولو بكلمة : ايها
المسلمون انه ميسر واضح والميسر
حرام في الاسلام , وتبين ان هؤلاء
الشيوخ الخمس نجوم هم ليسوا من
جماعة الحلال والحرام , وانما هم
صنف من شيوخ اخر الزمان والذين
يسمون شيوخ الرقاق , اي شيوخ
السبحات , اي شيوخ ماسحي جوخ
الحكام , اي انهم من الصنف الذي
قال فيهم نبي الرحمة صنفان من
الناس ان صلحا صلح الناس , وان
فسدا فسد الناس العلماء والامراء
, واثبتوا انهم من الصنف الثاني
الاكثر احتراما من البيت الاسود
في واشنطن .
الغريب حقا ان اسواق المال تلك
والتي افتتحت مباشرة عقب الاحتلال
الامريكي على العراق كان بموجب
نصيحة امريكية محضة , وذلك بعد
اكتشاف ان هناك خطرا كبيرا من
تسرب القليل من المال والرجال من
هذه الدول للدفاع عن شرف الامة
الذي استباحه الغرب مجتمعا
بالاتفاق مع حكامنا الافاضل جدا ,
وبسبب هذه النصيحة فقد انصرف
علماء العصر الحريري الى الدعوة
المباركة لحكامنا العقلاء,
وبنوكنا الاسلامية والتي ثبت انها
من اكثر البنوك ربوية في العالم ,
مع الاكثار من قراءة قل هو الله
احد بعد النوم وخاصة بعد مشاهدة
برامج الطبخ , ولقد نجحت هذه
النصيحة نجاحا باهرا , في اغراق
اكثر من 70 بالمائة من اهل الخليج
في بحر المديونية , بعد ان شدت
عيونهم الى شاشات الاسهم القاتلة
, والتي حرمتهم من نعمة النوم
ونعمة الاتصال بعمل الخير الذي شب
عليه اهل الخليج , وباتت جمعيات
الاصلاح خاوية , بعد ان كان المال
يتكدس فيها, بل وبدا دعاة الدفاع
عن النبي الاعظم مهرجين في اعين
متابعي الاسهم , وكثرت الامراض
المتعلقة بالاسهم في شعب اعتاد
على الراحة وادمن المكيفات وصار
يمشي الى اسواق الاسهم كما تمشي
اسراب البطريق , بل وتحول اسم
المقاومة العراقية في نظر هؤلاء
الى مجرمي حرب يجب مطاردتهم لانهم
عصوا ولي الامر الامريكي الجديد
والذي كما قال بعض فقهائهم انه
منهم , وانصرف شيوخ المطوعة الى
صغار الامور ليتركوا لعبة القمار
العالمية والمتمثلة بالاسهم تحش
عقول الرعية كلها , ولم يستفق
الناس منها الا وهم على حافة
الهلاك , بل ولم يتبق لهم الا
دفشة هواء صغيرة لتلقيهم في شر
اعمالهم واعمال علمائهم وحكامهم
المشاركين في هذا العبث المالي
والاشد حرمة في قواعد الشرع
الاسلامية , وهي نتيجة طبيعية لمن
لاينظر الى الله بقلبه , والذي
يترك اخوانه في العراق وفلسطين
والصومال واثيوبيا وغيرها جوعى في
الوقت الذي تشخص عيناه الى حركة
الاسهم الملونة . |