الحديث عن الإتفاقية الأمنية المُزمع توقيعها
بين الولايات المتحدة الأمريكية (بعظمتها!)
الآخذة بالزوال وبين حكومة إحدى الدول الضعيفة
والمسلوبة الإرادة والسيادة و المحتلة من
قبلها وهي حكومة العراق (الذليلة)
موضوع فيه الكثير من التشعبات والمداخلات
والتناقضات والتصريحات.المتضاربة والغامضة.
إتفاقية مريبة ومفضوحة بين أقوى دولة في
العالم وبين الدولة التي تحتلها بالقوة منذ
أكثر من خمس سنوات..
الدولة العراقية التي دمرتها العنجهية
الأمريكية والطيش والصلف العدواني وحطمت
كيانها ومؤسساتها ونهبت أموالها وممتلكات
شعبها الذي يعيش على بركة عميقة من النفط الذي
يمثل ثلثي إحتياطي العالم وهو يعاني من المرض
والفقر والجوع والعازة والحرمان والقتل
والتشريد والتجويع والخوف والتهجير والإعتقال
والملاحقة ..
يقف الشعب العراقي كله ضد هذه الإتفاقية..
ويقف معها رضوخا وإستسلاما وخنوعا فقط السلطة
والأحزاب الطائفية التي نصبتها قوى الإحتلال
وهم يصورون وثيقة تسليم العراق الى المحتل
بانها أمل الأجيال وحلم المستقبل!!....
إنها إتفاقية المصلحة الأمريكية من طرف واحد..
وهي ليست إتفاقية المصالح المشتركة بين
الطرفين..
فلا مصلحة للشعب العراقي فيها ..
وعن التناقضات والتصريحات المتضاربة نقول :
إن هذا هو حال كل الكذابين والنصابين
والمزورين والسراق ..يكذبوا ويحلفوا أشد وأغلظ
الأيمان ثم ينسوا ما صرحوا به ليقولوا شيئا
مخالفا مشفوعا بأيمان أغلظ..وهذا ما حدث خلال
التصريحات التي أُطلقت خلال المفاوضات
..فالمالكي يصرح بان جدولة الإنسحاب شيء مفروغ
منه ويصرح المتحدث بإسم البيت الأبيض الأمريكي
فورا بان هذا الموضوع غير وارد ولن يسمح لأحد
بمناقشته بالأساس ..ويعقب هادي العامري على
ذلك ..وينفي المتحدث بإسم الخارجية الأمريكية
ما يقوله العامري وهكذا ..مسلسل من الدجل
والتناقض في وقت تستمر المفاوضات وتسافر
الوفود وتعود!..
الغريب في الموضوع هو ما يسأل عنه الشعب اليوم
وهو:
هل أن المفاوضات الجارية مع الأمريكان
والأتفاقية المزمع توقيعها مع الولايات
المتحدة هي شأن (حكومة
العراق التي تجمع كل المشاركين بالعملية
السياسية
) و(مجلس
النواب)
أم هي شان يخص حزب الدعوة من جهة والمجلس
الأعلى (الإسلامي)
من جهة اخرى؟..
التصريحات المتضاربة جعلت هادي العامري يقول
بان (
الذي
يصرح بتفاصيل هذه المفاوضات يريد أن يقول انه
يعرف كل شيء وهو لا يعرف أي شيء!!)
وهو يقصد قياديي حزب الدعوة..
والسؤال المهم هو :
لماذا وحدهم قياديي حزب الدعوة هم فقط من
يعرفون بتفاصيل هذه المفاوضات ويصرحون بما
يكتنفها وآخرها ما صرح به علي الأديب والساعدي
من أن الوفد الأمريكي الذي عاد الى العراق
سيستانف مفاوضاته بضوء الإجابات التي حصل
عليها ولتلك المتعلقة بمطالب (الوفد
العراقي)
..
ولماذا أدلى السفير الأمريكي في العراق رايان
كروكر بتصريح مباشرة بعد تصريحات قياديي حزب
الدعوة من ان إيران (هي
التي تعرقل توقيع الإتفاقية وتؤثر على سير
المفاوضات
!) وطلب من نوري المالكي ان (يضع
مصلحة العراق قبل مصلحة إيران!)..
وأين طارق الهاشمي وحزبه الإسلامي الذي يملا
الأرض (عجاجاً
) ولا يعرف أي شيء عن هذه المفاوضات وما هي
إعتراضات (الجانب
الإيراني!!!)
التي يتبناها وينقلها نصاً الفريق العراقي
المفاوض ..
ولا يعرف احد منهم ما هو رد الجانب الأمريكي
والى أين ستؤدي بهم
( ولا
نقول ستؤدي بالعراق)
هذه الإتفاقات الجانبية؟.. وهل للهاشمي
والتوافق علم بما تم تعديله وما تم إقتراحه
وهل يعرف بتغيير التعابير وحذف الفقرات ووضع
بديل عنها ؟..
والى متى سيظل الحزب الإسلامي العراقي وجبهة
التوافق والقائمة العراقية وتيارات صالح
المطلك وغيرها ممن لا زالوا يراهنون (بالجزء
الباقي مما يملكونه)
من ان هذه الحكومة هي حكومة وحدة وطنية وليست
حكومة الإئتلاف العراقي بقيادة الحكيم
والدعوة؟..
لقد رفض الشعب العراقي وقواه الوطنية هذه
الإتفاقية لأنها تمس بسيادة العراق وتصادر
إرادته وتنهب ثرواته ..
ولا علاقة لما تمثله هذه الإتفاقية لإيران وما
تقترحه من بنود وفقرات تكرس وجودها وهيمنتها
وتدخلها في الشان العراقي ونهب ثرواته وسلب
إرادته ..
ولو سمحوا بتمرير هذه الإتفاقية المشبوهة
ستكون إيران سكينا تستخدمه القوات الأمريكية
لتقسيم وقطع أوصال العراق الموحد..
وستكون هذه السكين هوية وصك لحماية إستمرار
حقدها وإنتقامها من الوطنية العراقية .. |